نبذة عن كتاب العقل في التاريخ
نبذة عن كتاب العقل في التاريخ، من بين أهم الكتب التي كتبها هيجل، والتي أظهر بها التداخلات بين التاريخ والجغرافيا وكيف لكليهما أن يؤثر في الآخر.
في وقت يتأثر كلاهما أيضا بفلسفة الإنسان والتي يبلورها في شكل تيارات فكرية، في هذا المقال سوف نناقش ذلك عبر موقع مقال maqall.net.
محتويات المقال
نبذة عن كتاب العقل في التاريخ
- تأثرت فلسفة هيجل بشدة بسبب ظهور عدد من الفلاسفة الذين حاولوا اكتشاف مفاهيم إنسانية جديدة من خلال كتاباتهم، ومن بينهم كانط بكتابه الشهير “أفكار حول التقدير الحقيقي للقوى الحية”، ذلك الكتاب الذي دار حول تطور العلم الذي يجعل الإنسان هو أهم نقطة تحول للأحداث في هذا الكون.
- ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل ظهر بعصر هيجل أيضا الفيلسوف كانتلمان، والذي ناقش من خلال كتبه كيفية تأثير الفن على حياة وتقاليد وعادات الناس، وكذلك الفيلسوف بينيتز والذي يعد الأب الروحي لهيجل، فتأثر بشدة به والذي جعله يستخرج هذا الكتاب محل النقاش على أساس أن الفلسفة والإنسان أبناء عصرهما.
اقرأ أيضا: نبذة عن كتاب علم اجتماع التنمية للجوهري
كتاب العقل في التاريخ
قسم هيجل هذا الكتاب إلى عدة أبواب، فشمل كل باب منها على رؤية فلسفية يمكننا أن نوجزها خلال الأسطر القادمة دون خلل أو اختلال في المعنى على هذا النحو:
دراسة لفلسفة التاريخ
- تطرق الباب الأول من كتاب العقل في التاريخ إلى مجموعة محاضرات قام هيجل بإلقائها داخل جامعة برلين، وذلك من خلال جهود أصدقائه الذين شكلوا ما يعرف بجمعية هيجل.
- تضمنت تلك المحاضرات رؤى فلسفية ومعرفية لهيجل عن تأثير الدين كفلسفة على حياة الناس، وكذلك التاريخ الذي كان له نصيبا هو الآخر تجاه ذلك.
- تلك الرؤى والأفكار التي ذاعت من صيت هيجل بشدة عام 1837، لما شكلته من تيار جماهيري جديد داخل الجامعات بين الشباب والفتيات وقتها ينتمي لفلسفته.
الأساس الجغرافي للعالم
- تحدث هيجل في هذا الباب عن علاقة الإنسان بالطبيعة والتي من خلالها تنتج ما يعرف بروح الشعب، والتي بدورها تؤثر على مجريات الأمور فرديا أو جماعيا.
- فيرى أيضا أن تكوين الشعوب داخل الدول يتأتى بفلسفة الناس تجاه الطبيعة، والتي تعد امتدادا طبيعيا للأمم السابقة فيما يتعلق بتكوينها.
- الإنسان هو أقوى وأهم المؤثرات في المطلق من خلال قناعاته وسلوكياته التي ينثرها داخل المجتمع، والتي قد تتشابه مع المجتمعات القديمة أو تكون نواة للجمهور المستقبلي.
كما يمكنكم التعرف على: نبذة عن كتاب فيزياء السعادة
تصنيف المعطيات التاريخية
- صنف هيجل التاريخ على أساس جغرافي، فجعل بداية التاريخ من الشرق حيث آسيا ونهايته بأوروبا، مفيدا أن الغرب تأثر بالشرق في كل شيء.
- فيرى الفيلسوف أن كافة أنظمة الحكم المنتشرة داخل أوروبا هي وليدة الشرق، على اختلاف توجهاتها السياسية سواء كانت قمعية أو ملكية أو أرستقراطية.
- تحتوي فلسفة هيجل بتلك القضية اعتراف ضمني بأن مفهوم الحضارة نشأ في آسيا قبل أوروبا، في حين كانت أوروبا تعج بالعشوائية في الدين والسياسة.
- مرجحا أن تلك الأنظمة التي زخرت بها آسيا كانت نتاج لاتجاه فلسفي قديم وشعبوي، قام هذا الاتجاه على الثقة العمياء والطاعة المطلقة لتلك الشعوب.
التاريخ الفلسفي للعالم
- تطرق هيجل إلى الحديث عن التاريخ من الناحية الفلسفية، بمعنى أنه لم يتحدث عن الجانب التأملي منه، ولكن أكد أن للأحداث التاريخية فلسفة ساهمت في وصوله لذروته في وقت من الأوقات.
- فناقش خلال ذلك الباب التاريخ النظري والتاريخ الأصلي إلى جانب التاريخ الفلسفي، مؤكدا أنهم يصبون في بوتقة واحدة مركزها الإنسان المؤثر.
- فلسفة التاريخ لا تنسلخ عن وجود الإنسان الذي يعد المتحكم الرئيسي في أدواتها التنفيذية، ولهذا كلما تغير الإنسان تغيرت الفلسفة التاريخية والجغرافية كذلك.
كما يمكنكم الاطلاع على: نبذة عن كتاب السيرة الذاتية في الأدب العربي
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا الذي عنونه لنبذة عن كتاب العقل في التاريخ، والذي تطرقنا لماهية فلسفة هيجل التي تشكل محورها الرئيسي عبر تطور الإنسان، وتداعيات ذلك ثقافيا وتاريخيا وجغرافيا أيضا.