تعريف الإمام مسلم
الإمام مسلم أحد أئمة المسلمين في الحديث، وهو إمام خرسان، عُرف عنه مكانته العلمية، وكذلك غزارة الحفظ، واشتهر كثيراً بين علماء عصره، واتبعه الكثير، وذلك لغزارة علمه.
وتقواه لله سبحانه وتعالى، وزهده في الدنيا، كذلك كان الإمام مسلم خليفة الإمام البخاري رضي الله عنه.
وأطلق عليه أعظم أهل الحديث، بالإضافة إلى أنه كان له الكثير من المؤلفات التي سنذكرها في مقالنا هذا على Mqall.org، فهيا بنا لتعريف الإمام مسلم.
محتويات المقال
تعريف بالإمام مسلم
- هو أبو الحسين مسلم ابن الحجاج ابن مسلم ابن ورد القشيري النيسابوري.
- وقد نشأ الإمام مسلم في بيت إسلامي بحت، وقد كان عام مولده ٢٦٠للهجرة.
- كذلك فقد كان بيته من أكثر البيوت التي اشتهرت بالتدين، وعرف عنها العلم الشرعي الخالص.
- إذ أن أبيه رحمة الله عليه كان إماماً يذهب الناس إليه لتعليمهم كل الأمور الشرعية والأمور الفقهية.
- وكان ذلك له أبلغ الأثر في تنشئة الإمام مسلم، بل أن ذلك كان هدفاً له لكي ينهل من العلوم الشرعية.
- ويتعلق بها أكثر وأكثر، وعلى الرغم من أن المصادر التي تحدثت عن أسرة الإمام مسلم ليست بالكثيرة.
إلا إننا يمكن أن نتناول بعض المعلومات عن نشأته كالتالي:
- فقد كان الإمام مسلم وهو طفل يذهب إلى الكتاب كعادة أهل هذا الزمان.
- إذ إنهم كانوا يقومون بتعليم أولادهم في الكتاب، فيذهبون لدراسة القرآن الكريم وحفظه وتلاوته، وكذلك العلوم العربية الأخرى.
- مثل النحو والصرف وما إلى ذلك، وكل الأمور المتعلقة بالقرآن الكريم من حديث، وفقه، وعلوم شرعية.
- كذلك فقد كان لوالد الإمام مسلم دوراً كبيرا في تنشئته تنشئة شرعية.
- حيث لعب دوراً كبيراً في تعلق الإمام مسلم بالعلوم الشرعية، إذ إنه كان يبثه تلك العلوم على الدوام.
- فكان والده كما ذكرنا من أهم الشيوخ الذين اهتم الناس بتعلم علومهم الشرعية.
- أما فيما يتعلق بأسرة الإمام مسلم فلم تأتينا عنه الكثير من المعلومات.
- إذ أن المختصين بكتابة السير تناولوا حياته الأسرية بشكل هامشي.
- فكان يطلق عليه لقب أبي الحسين وهذا يدل على إنه كان أباً، أي كان متزوجاً.
- كذلك فقد قالوا إن زوجته؛ كانت ابنة عبدالواحد الصفار.
- وعلى الرغم من كنية أبي الحسين ذلك إلا أن الإمام مسلم لم يكن له أولاد من الذكور.
- وإنما كانت كل أطفاله من الإناث، وقد عمل الإمام مسلم بالتجارة، حيث كان يمتلك دكاناً في خان محمش.
- وقد كان يعمل في الحرير؛ وعرف عنه الثراء، نظراً لامتلاكه الكثير من الممتلكات.
- وفي الحقيقة فقد كان ذلك سبباً في تفرغه لتعلم العلوم الشرعية، وبدأ رحلته في علم الحديث.
للتعرف على المزيد: الفرق بين صحيح البخاري وصحيح مسلم
صفات الإمام مسلم وشمائله
صفات الإمام مسلم الخُلقية
- في الحقيقة امتاز الإمام مسلم بالكثير من الصفات الحميدة، والأخلاق التي كانت سببا في تعلق الناس به.
- وكذلك نيل العلم منه، والمشي على نهجه.
- إذ أن الإمام مسلم اتصف بأنه رجلاً كثير النشاط، كثير الهمة، كثير الصبر، ينهل من العلم الشرعي.
- وليس ذلك فحسب، بل ويحاول تحصيله بكل الطرق، حتى وإن ظل يبحث ليوم كامل عن حديث واحد إلى أن يتحصل عليه.
- كذلك فقد كان رحيم القلب، فكان دائماً ما يسعى لمساعدة الآخرين، والتخفيف عنهم، وتسهيل أمورهم.
- وحل مشاكلهم، وتفريج كروبهم حتى أطلق عليه الناس محسن نيسابور.
- كذلك فقد كان الإمام مسلم من الشخصيات الكريمة عزيزة النفس، التي لا تحب أن تأخذ شيئاً من أحد.
- وفي الحقيقة فقد كان غنياً عن أي أحد إذ أن الله سبحانه وتعالى قد وهبه ممتلكات وثروات كثيرة.
- فكان حامداً، شاكراً، قواماً عابداً، كذلك عرف عن الإمام مسلم غزارة علمه.
- وكان دائماً ما يتقي الشبهات، كما إنه كان رجلاً شجاعاً، لا يخشى أحد إلا الله ما دام الحق معه.
- ونذكر في ذلك الأمر مساندته للإمام البخاري ضد أعدائه، الذين كانوا يمتلكون القوة والسلطان.
لا يفوتك قراءة: فضل طلب العلم الشرعي والدليل
أهم صفات الإمام مسلم الخَلقيِة
- كان الإمام مسلم رجلاً جميل الوجه، أبيض الشعر، وكذلك له لحية بيضاء، نظيف الثياب، مهندم، يتسم بالوقار.
- كان دائما ما يرتدي على رأسه عمامة ويلف طرف العمامة ورائه، والباقي منها ينسدل بين كتفيه.
علم الإمام مسلم
- في الواقع فإن الإمام مسلم قد بدأ في طلب العلم وهو ما زال يانعاً صغير السن.
- وقد أخذ علمه كله سماعاً للأحاديث من الكثير من الشيوخ في رحلاته أثناء طلبه للعلم.
- فأول ما سمعه من حديث عندما كان يبلغ أثني عشر عاماً؛ من يحيى ابن يحيى التميمي.
- كذلك فعند رحلته لمكة سمع من القعنبي، أما في رحلته إلى الكوفة فقد سمع من احمد بن يونس.
- وكذلك من علي ابن الجعد، وفي الحقيقة فقد ذكر عنه في الكثير الروايات إنه ذهب إلى الكثير من البلاد الأخرى.
- مثل العراق، والحرمين، ومصر، فقد قام الإمام مسلم بالكثير من السفريات والرحلات، وكلها كانت لطلب العلم.
- وبالأخص علم الحديث بالإضافة إلى بقية العلوم الشرعية، فنجده رحل إلى العراق، والحجاز، ومصر، والشام.
- وكذلك بغداد، فكما أخذ من بغداد نجد أن أهلها كذلك أخذوا منه الرواية.
اخترنا لك أيضا: أجمل ما قال الإمام الشافعي
أهم الشيوخ الذين تتلمذ على يديهم الإمام مسلم
- في الحقيقة فقد تتلمذ الإمام مسلم على يد كثيراً من الشيوخ.
- إذ قيل أن عدد شيوخه الذين أخذ منهم العلم هم ٢٢٠ رجلاً.
- كان أهمهم الإمام البخاري، وكذلك احمد بن حنبل، وعبد الله الدارمي، وأبو خيثمة زهير بن حرب.
- ويحيى ابن يحيى النيسابوري، وقتيبة ابن سعيد، إسحاق بن راهويه.
- ومحمد ابن يحيى الذهلي، وسعيد ابن منصور، ومحمد ابن يحيى ابن ابي عمر.
- وأبو كريب محمد ابن العلاء، وهناد ابن السري، وأبو موسى محمد ابن المثنى والكثيرين غيرهم.
علاقة الإمام مسلم بالإمام البخاري
- في الحقيقة فإن الإمام مسلم كان تلميذاً نجيباً بحق للإمام البخاري رضي الله عنه.
- وكان شديد التعلق به، فمن أهم الأحاديث التي كان يقولها له (لا يبغضك إلا حاسد، واشهد أنه ليس في الدنيا مثلك).
- فاتبعه في علمه، وصار على ما كان يقوم به الإمام البخاري، فكان كثير الاحتكام إليه، وكثير السؤال له.
أهم تلاميذ الإمام مسلم
للإمام مسلم الكثير من التلاميذ أمثال:
- الترمذي.
- وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
- ومحمد بن اسحاق بن خزيمة.
- والفضل البلخي.
- وعلي بن اسماعيل الصفار.
- وعبد الله بن حافظ البلخي.
- وإبراهيم بن أبي طالب.
- وإبراهيم بن اسحاق.
- واحمد بن عمر الخفاف.
أشهر مؤلفات الإمام مسلم
في الحقيقة فقد كان للإمام مسلم الكثير من المؤلفات والكتب نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الآتي:
- صحيح مسلم، ويعد أشهرهم.
- وكتاب العلل.
- وكتاب الأفراد.
- كتاب مشايخ مالك.
- عمرو بن شعيب.
- كتاب المخضرمين.
- كتاب الانتفاع بأهب السباع.
- وكتاب مشايخ شعبة.
- كتاب مشايخ السوري.
- كتاب من ليس له إلا راو واحد.
- كذلك كتاب أولاد الصحابة.
- وكتاب الطبقات.
- وكتاب أوهام المحدثين.
- كتاب أفراد الشاميين.
نرشح لك أيضا: أحاديث صحيح البخاري ومسلم
أقوال العلماء في الإمام
الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري (821-875م) هو واحد من أعظم علماء الحديث في الإسلام، وقد نال تقديرًا كبيرًا من العلماء والفقهاء عبر التاريخ. فيما يلي بعض أقوال العلماء في الإمام مسلم:
الإمام البخاري
- المدح: قال الإمام البخاري: “صحيح مسلم أصح من صحيح البخاري.” وكان البخاري يعتبر مسلمًا من أعظم العلماء في هذا المجال.
الإمام أحمد بن حنبل
- الاحترام: قال الإمام أحمد بن حنبل: “مسلم أصح الأسانيد، وأما الصحيح، فهو كتاب مسلم، كما أن الصحيح الذي عليه العمل.”
الإمام الشافعي
- الإشادة: قال الإمام الشافعي: “الإمام مسلم في الحديث على القمة، وله من العناية بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يكن لغيره.”
الإمام مالك
- التقدير: وصف الإمام مالك الإمام مسلم بالقدوة في علم الحديث، وأثنى على قدراته العلمية وموضوعيته.
الإمام الذهبي
- التقدير: قال الإمام الذهبي: “الإمام مسلم من أئمة الإسلام الكبار، وعلمه نافذ، وعقله سليم.” وأضاف: “صحيحه من أنقى كتب الحديث.”
الإمام ابن حجر العسقلاني
- الإشادة: قال ابن حجر العسقلاني في كتابه “فتح الباري”: “صحيح مسلم هو من الكتب المعتمدة في الحديث الشريف، وهو على درجة عالية من الصحة والاتقان.”
الإمام النووي
- المدح: قال الإمام النووي: “صحيح مسلم من أصح الكتب بعد القرآن الكريم، وقد قام الإمام مسلم بعمل جليل في جمع الأحاديث الصحيحة.”
وفاة الإمام مسلم
وفاته
مات الإمام مسلم في 25 رجب عام 261 هجريًا، وقد عاش 55 عام.
سبب وفاته
خلال إحدى مجالس العلم للإمام مسلم رحمه الله ذكر فرد في المجلس أن حديث ما لم يجده، فما كان من الإمام إلا أنه شعر بالغم والضيق بسبب ذلك، وعندما عاد لمنزله بدأ يبحث عن الحديث ويتناول التمر حتى تناول كمية كبيرة جدًا منه، فتسببت الكمية الكبيرة في مرضه ومات.
أسئلة شائعة حول الإمام مسلم
من هو الإمام مسلم؟
الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري هو عالم حديث مشهور، وُلد في عام 821م في نيسابور (إيران الحالية). يُعتبر مؤلف كتاب (صحيح مسلم)، الذي هو من أهم كتب الحديث النبوي بعد صحيح البخاري.
ما هو (صحيح مسلم)؟
(صحيح مسلم) هو كتاب يجمع الأحاديث النبوية الصحيحة التي رواها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يعتبر من أصح كتب الحديث بعد (صحيح البخاري) وتمتاز دقته وصحته. يشتمل الكتاب على الأحاديث التي تم التحقق من صحتها وفقًا لمعايير صارمة.
ما هي معايير الإمام مسلم في تصنيف الأحاديث؟
اتبع الإمام مسلم معايير صارمة في تصنيف الأحاديث، شملت: التحقق من اتصال السند، عدالة الرواة، ضبط الرواة، التوافق مع الأحاديث الأخرى.
ما هي أبرز كتب الإمام مسلم الأخرى؟
بالإضافة إلى (صحيح مسلم)، كتب الإمام مسلم في علوم أخرى، لكن (صحيح مسلم) هو أشهر أعماله. يُعرف أيضًا بكتبه في التفسير والفقه.