مكتبة الأندلس والرقعي العامة
مكتبة الأندلس والرقعي العامة، في ظل حكم صقر قريش عبد الرحمن الداخل (172 هـ)، وبعدما حدث استقرار في الأحوال داخل الأندلس، فبدأ عبد الرحمن الداخل أن يهتم بالعلوم والثقافة والتربية، وهي الأشياء التي بدأت أن تأخذ مجراها بشكل طبيعي.
فعند النظر إلى تاريخ دولة الأندلس سنجد الازدهار والتطور أثناء الخلافة الإسلامية هناك، فضلاً عن العلوم والزخارف، والتاريخ التي نستفيد منه حتى الآن، تابعوا موقع مقال للتعرف على التفاصيل كلها.
محتويات المقال
إنشاء مكتبة الأندلس
- في عهد محمد بن عبد الرحمن الأوسط (273 هـ)، بدأ المؤرخون يطلقون على المكتبة الأموية كونها إحدى أشهر مكتبات قرطبة.
- كما اشتهر عبد الرحمن الناصر (350 هـ)، بحبه للكتب وشغفه بها.
- وعندما أراد إمبراطورها قسطنطين السابع، أن يجذب الخليفة الأندلسي.
- فكّر أن يهدي عبد الرحمن الناصر أكثر ما يحبه قلبه: كتاب جديد لم يكن معروفاً من قبل.
- لذلك أرسل له “ديسقوريدس في الطب”، والذي فيه الرسم التوضيحي الروماني الرائع مع الرسوم التوضيحية للأعشاب.
- وهذا الكتاب مكتوب باللغة الإغريقية، وهذا الكتاب أرسل معه كتاب “هرويس صاحب القصص”.
- كما إن هذا الكتاب يعتبر تاريخ عجيب للرومان.
- في ذلك الوقت كان كلاً من عبد الرحمن ناصر الحكم ومحمد، قد بدأوا دراستهم تحت معلمين، وعلماء مشهورين.
- ثم استيقظت هوايتهم، حتى قال لهم المؤرخ الإسباني العظيم خوليان ريبيرا ذات مرة، حول إن المكتبة لا تظل تشبع نهمها.
- وقام كلاً من الأخوين بالتنافس بينهما فيمن يستطيع أن يسبق الآخر في تأسيس مكتبة، ذات دقة أكبر وكتب أكثر عدداً.
اقرأ أيضاً: أسباب سقوط الأندلس ونتائجها
عهد الحكم
- بعد فترة، توفي الأمير محمد، وورث شقيقه الحكم مكتبته، ومع وفاة عبد الرحمن الناصر أبوهما قام الحكم بدمج المكتبات في مكتبة واحدة.
- كما اعتبرت بعد ذلك بأنها مكتبة القصر، والتي قد أحاطها أسلافه، من قبله بكل رعاية.
- عمل في هذه مكتبة القصر هذه أمهر المجلدين في الأندلس، بجانب أُناس آخرين تم الإتيان بهم من صقيلة وبغداد.
- بالإضافة إلى جمهرة من الرسامين، والمزوقين والمنمقين.
- فقاموا بتزيين الكتب بأرقى الخط، ونسخها من قبل من أدق الخطاطين من أجل تقديمها إلى لجنة من كبار العلماء.
- حتى يقومون بتصحيحها، ودفعت الدولة أموالاً سخية للجنة.
- وذكر المؤرخ ابن الفرضي مجموعة من هؤلاء العلماء، والتي اقتصرت مهامهم على مراجعة الكتب، ومعارضتها.
- كذلك تصحيحها في المكتبة الأموية المتواجدة في قرطبة والزهراء.
- وكان من هؤلاء العلماء الرباجي محمد بن يحي الأزدي المعروف، كونه فقيه عظيم، والذي توفي في شهر رمضان عام 385 هـ.
محمد بن الحسين الفهري
- وكان من ضمن هؤلاء المعارضين والمصححين اللغوي والأديب محمد بن حسين الفهري القرطبي، الذي كان ناسخ ووراق.
- وكان أقرانه متقدمون في حفظ الأدب والعلم باللغات، وقد تم إحراز تقدم في هذا الصدد.
- كما قام الحكم المستنصر باستعماله في مهمة علمية للمكتبة الخاصة به.
- وتولى هو وصاحبه محمد بن معمر الجياني بنسخ، ما لم يتم تهذيبه من قبل أبي علي القالي من تأليفه الذي أطلق عليه.
- كما قد عمل في هذا العمل في عام 50 حتى توفى في جمادى الأول 355 هـ، وصحح منه “كتاب الهمزة” و”كتاب العين”.
- ولما فرغ من هذا الكتاب وصعد إلى الحكم المستنصر بالله، وتمنى أن يقف على ما يحتوي عليه من الزيادة على النسخة المجتمع عليها من كتاب العين، فبلغ ذلك إجمالي 5633 كلمة.
- من الغريب إن في منتصف القرن الرابع الهجري، استخدمت الدولة النساء للنسخ والتخطيط في المكتبات والخزائن العامة.
- كما كان يشتهر بعضهن بمهنهم الذكية، على سبيل المثال، عُرفت الخطاطة الأندلسية “لبنى”.
- والتي كانت كاتبة الخليفة الحكم المستنصر (366 هـ).
- وقال لها ابن بشكوال بأن مهاراتها في الكتابة بارعة، نحوية شاعرة، بصيرة بالحساب، ومشاركة في العلم.
- فلم يكن في قصرهم أنبل منها، وكانت عروضية، خطاطة جداً.
- وقد توفيت لبنى عام 374 هـ.
- بينما كانت الكاتبة للخليفة الناصر لدين الله هي “مزنة” التي توفيت في عام 358 هـ، فضلاً عن “فاطمة بنت زكريا”.
- تلك التي استمرت في كتابة الكتب المختلفة لوقتٍ يبلغ الـ 94 عاماً، حتى وافتها المنية وتوفيت في 427 هـ.
وصف مكتبة الأندلس
- يصف ابن حزم المكتبة الأموية فقال بأنها تحتوي على 44 فهرسة، والتي كانت تتضمن تسمية الكتب.
- كما إن كل فهرسة منها تمتلك 40 ورقة، والتي لم يتم ذكر أي شيء خلالها سوى أسماء الدواوين فقط.
- أي إن المكتبة تشتمل على عدد 2200 ورقة من الفهارس فقط، مما يدل على ضخامة وكبر هذه المكتبة.
- تلك التي نستطيع تقدير عدد الكتب المتواجدة بها، بنحو حوالي 100000 كتاب أو أكثر.
- كما إن بفضل التشجيع المستمر من قبل الناصر الأموي (ت350هـ)، والذي تلاه الحكم المستنصر (ت366هـ) لكلاً من العلماء والأدباء والفقهاء.
- كما تضخمت المكتبة أكثر وأكثر، مما جعلها أعظم مكتبة متواجدة في ذلك الوقت.
قد يهمك: سقوط الأندلس وفتح القسطنطينية
خوليان ريبيرا
- كان المستشرق الإسباني خوليان ريبيرا، وصفها كونها من المكتبات النشطة التي يتم البحث فيها بشكل نشط.
- كان يكفي لأي عائد أن يأخذ معه كتاب جديد، عند عودته من رحلته إلى الشرق، ليجعله مكاناً للإعجاب، وكرم الضيافة بين قبيلته.
- أصبحت قرطبة مدينة الفكر والعقل، باعتبارها العقل المدبر للغرب الإسلامي بأسره.
الأدب والشعر
- وفقاً لإسحاق مويسيفيتش فيليشتينسكي، في القرن العاشر كان هناك تأثير إيجابي على تطور الأدب الأندلسي.
- من قبل الأوساط الأدبية، التي نظمها رعاة قرطبة أغنياء ونبلاء.
- ووفقاً لجاكو هامين أنتيلا: كان الأدب الأندلسي لا يزال التقليد الشرقي يهيمن عليه إلى حد كبير حوالي عام 1000م، وربما شعر عرب إسبانيا بالعزلة إلى حد ما.
- تميز الشعر الأندلسي العربي بظهور الموشح، كما قال جيمس ت. مونرو، فإن ابن قزمان أيضاً “رفع مستوى الزجل المحلي والشعبي والعامي إلى مستوى أدبي أعلى، مما كان يتمتع به سابقاً في وطنه.
- وعلى الرغم من إن عمله وجد قبولاً ببغداد أكثر، مما لاقاه في الغرب الأقصى من العالم الإسلامي.
- وتعد رضى الأندلس هي أهم سلسلة قصائد، تمت كتابتها في التقليد الكلاسيكي، لرثاء الشعراء الأندلسيون الذين استلهموا فكرة الاسترداد.
التطورات العلمية
- كان هناك العديد من التطورات العلمية، لا سيما في مجالات الطب وعلم الفلك وعلم الزراعة.
- كما كانت قرطبة مركز رئيسي لهذا النمو العلمي، حيث حدث قدر كبير من هذه التطورات، خلال حكم عبد الرحمن الثالث من 929م إلى 961 م.
- ويرجع ذلك جزئياً إلى تعرض العلماء لترجمات الأعمال اليونانية والفارسية القديمة، خلال ذلك الوقت.
- وغالباً ما عمل العلماء في عدد كبير من موضوعات مختلفة بل ومتداخلة، لذا يصعب وضع هذه التي تمت مناقشتها هنا.
تابع أيضاً: الدولة الأموية في الأندلس وأهم خلفائها
في نهاية مقال مكتبة الأندلس والرقعي العامة، نرجو أن يكون المقال أفادكم ونال رضاكم واستحسانكم وللمزيد من المواضيع التاريخية أو التثقيفية الأخرى زوروا موقع مقال.