قصائد المتنبي في المدح
ماذا تعرف عن المتنبي؟ هل لديك فكرة عن الأغراض الشعرية التي قال فيها؟ هل سبق لك أن قرأت قصائد المتنبي في المدح؟ في السطور القادمة، وعبر موقعنا موقع maqall.net سنأخذكم في جولة ممتعة حول هذا الشاعر الفحل، وأغراضه الشعرية، فتابعوا معنا.
محتويات المقال
نبذه عن شاعر العرب أبو الطيب المتنبي
- هو أحمد ابن الحسين الجعفي الكندي الكوفي، المعروف بشاعر العرب، والملقب أبو الطيّب المُتنبّي، ولد عام (303هـ -915م)، وتوفي عام (354هـ– 965م).
- وهو أحد الشعراء الحكماء وأتقنهم لقواعد اللغة العربية ومفرداتها، وله مكان عالية لم يصل إليها غيره من شعراء عصره.
- كما عرف بحدة ذكائه، واجتهاده، ونبوغه الشعري منذ الصغر؛ فقد قيل أنه قال الشعر وهو في التاسعة عشر من عمره
- كان يعرف بغموض شخصيته، الذي انعكس على شعره، فأثار حيرة العامة، واستعصى عليهم استيعابه.
- مما دعى بعض النقاد إلى تلقيبه بمالئ الدنيا وشاغل الناس، فكان أعجوبة عصره، ونادرة زمانه، وبقت أعماله الشعرية منبع إلهام جميع الشعراء من بعده.
- كما تميز شعره بمزيد اهتمام ورعاية كبار العلماء أمثال: العالم النحوي المعروف ابن جنّي، والشاعر الكبير أبو علاء المعرّي، والعالم اللغويّ ابن سيّدة، فتناولوه بالشرح والتوضيح.
- توفى المتنبي بعد أن خلفّ وراءَه عدداً ضخمًا من القصائد الشعرية في أغراض متنوعة، يصل عددها إلى ثلاثمائة وستة وعشرون قصيدة، تعبر عن حياته.
- وعن حكمة لسانه وتطورها معه بتطور الأحداث، كما أنها كانت مرآة عصره، التي أسهبت في عرض أحداثه التاريخية.
شاهد أيضا: قصيدة عن الرسول مكتوبة قصيرة
مزايا شعر المتنبي
يتميز شعر المتنبي بالعديد من الخصائص والمميزات التي انفرد بها عن غيره من الشعراء، من هذه المميزات ما يلي:
- يعتبر شعره مرأة لما اتصف به من الحكمة، والشجاعة، والفخر، والاعتزاز، والعروبة، والمرؤة.
- يتميز شعره بقوة الصياغة، وإحكام البنية، خاصة في قصائد الحكمة، ووصف الحروب، وفلسفة الحياة.
- كان مكتظِا بالأمثال السائرة والحكمة المؤثرة، كما كان معانيه جديدة ومبتكرة لم يسبق إليها غيره.
- ساعده ذهابه للملوك والأمراء ومدحهم على نمو موهبته ونبوغه الشعري.
- تمجيد الأدباء لشعره، وتخليده إلى عصرنا هذا، واعتباره موسوعة شعرية يرد إليها كل ظمآن كي يرتوي منها.
- تظهر فيه ملامح الموهبة الناتجة عن المعايشة والتجربة والحس المرهف.
- كما كان لأشعاره أثر كبير في النفوس، ووقع في القلوب، بسبب ما انفردت به من التوفيق بين قيود الشعر وتنوع الحكمة.
- ركز فيه على المعاني أكثر من الألفاظ، فعمل على تجديدها وتحريرها وابتكار أساليب مميزة.
- كان بمثابة مذكرات تحدث فيها عن ذاته وعقله وعلمه وطموحه وشجاعته وطموحه وآماله.
- كما كان يمثل صورة صادقة واقعية للحياة والمجتمع الذي نشأ فيه، فعرض فيها الحروب والمعارك والاضطرابات التي حدثت في عصره.
اقرأ أيضا: أجمل ماقيل في مدح الرسول
الأغراض الشعرية التي كان المتنبي فيها نصيب
أغراض الشعر العربي كثيرة ومتعددة، وللمتنبي في كل غرض منها ضرب من الإبداع، وفيما يلي سنذكر لكم أهم الأغراض الشعرية التي برع فيها:
- الفخر: يعتبر هذا الغرض من الأغراض التقليدية الموجودة منذ القديم، فكان العرب كثيرًا يفتخرون بشجاعتهم، وانتصاراتهم، وأنسابهم، وكان المتنبي من أشهر الشعراء الذين قالو في هذا الغرض.
- ومنه قوله مفتخرًا بنفسه: أَيَّ مَحَلٍّ أَرتَقي أَيَّ عَظيمٍ أَتَّقي وَكُلُّ ما قَد خَلَقَ الـ لاهُ
- وَما لَم يَخلُقِ مُحتَقَرٌ في هِمَّتي كَشَعرَةٍ في مَفرِقي.
- الوصف: وهو أيضًا من الأغراض التقليدية المعروفة لدى الشعراء والأداء، والتي تعتمد على التصوير والتجسيد لأشياء معنوية في صورة حسية؛ مما يضيف الأبيات نوع من الموسيقى الحركية.
- ومن أبيات المتنبي في الوصف قوله في وصف سيف الدولة: مَغاني الشَعبِ طيبًا في المَغاني بِمَنزِلَةِ الرَبيعِ مِنَ الزَمانِ
- وَلَكِنَّ الفَتى العَرَبِيَّ فيها غَريبُ الوَجهِ وَاليَدِ وَاللِسانِ
- الهجاء: ذلك الغرض الذي يقابل غرض المديح، ويتفق معه في جانب المبالغة والغلو.
- ومن شعر المتنبي في الهجاء قوله في هجاء ضبة بن يزيد الأسدي: ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه وَأُمَّهُ الطُرطُبَّه وَإِنَّما قُلتُ ما قُل تُ رَحمَةً لا مَحَبَّه
- الرثاء: وهو أحد الأغراض التي تحمل قيمة عالية، والتي لا تقال إلا عن عاطفة صادقةً، وكان المتنبي نصيب كبير من هذه العاطفة تظهر في مراثيه التي منها قوله في رثاء أم سيف الدولة.
- وَلَو كانَ النِساءُ كَمَن فَقَدنا لَفُضِّلَتِ النِساءُ عَلى الرِجالِ وَما التَأنيثُ لِاِسمِ الشَمسِ عَيبٌ وَلا التَذكيرُ فَخرٌ لِلهِلالِ
- الغزل: ينقسم الغزل إلى قسمين: أحدهما: غزل فاحش، والآخر: غزل عفيف طاهر.
- ومن قول المتنبي في هذا النوع على سبيل المثال: وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
- الحكمة: وكان المتنبي فيها نصيب كبير، ومن شعره في الحكمة قوله عن الحياة ونظرته لها: إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ.
قصائد المتنبي في المدح
للمتنبي في غرض المدح قصائد كثيرة؛ حيث مدح أكثر من 50 شخصًا، أغلبهم من القادة، والأمراء، والولادة، كما مدح أواسط الناس، إضافة إلى مدحه لنفسه، وفيما يلي سنعرض لكم أهم قصائد المتنبي في المديح:
- قصيدة (على قدر أهل العزم) التي قالها مادحًا سيف الدولة قائلًا:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ وَذَلِكَ ما لا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمرًا سِلاحَهُ نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ وَما ضَرَّها
- قوله في مدح كافور الإخشيدي:
يُدِلّ بمَعنىً وَاحِدٍ كُلُّ فَاخِرٍ وَقد جَمَعَ الرّحْمنُ فيكَ المَعَانِيَا
إذا كَسَبَ النّاسُ المَعَاليَ بالنّدَى فإنّكَ تُعطي في نَداكَ المَعَالِيَا
- قوله مادحاً نفسه:
وَاحَـرّ قَلبـاهُ مـمّن قَلبُـهُ شَبِـمُ وَمَن بجِسمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَد بَـرَى جَسَـدي وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّولـةِ الأممُ
إن كَـانَ يَجمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ فَلَيتَ أنّـا بِقَـدرِ الحُـبّ نَقتَسِـمُ
قد زُرتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنـدِ مُغمَـدَةٌ وَقـد نَظَـرتُ إلَيـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
فكـانَ أحسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
شاهد من هنا: مدح النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا المقال ألقينا الضوء على أهم قصائد المتنبي في المدح، كما تعرفنا علي شاعر العرب وأهم الأغراض الشعرية التي قال فيها، إضافةً إلى بعض المزايا التي انفرد بها شعره، متمنيين أن ينال هذا الموضوع إعجابكم، ويحوذ على تقييمكم.