مقالة جدلية حول المنطق الصوري
مقالة جدلية حول المنطق الصوري، وهل يعصم هذا المنطق الإنسان فعلاً من الوقوع في الخطأ، حيث أن العلماء والفلاسفة عرفوه على أنه علم القواعد الذي يجنب الإنسان الوقوع في الخطأ ويرشده إلى التفكير الصحيح.
محتويات المقال
مقالة جدلية حول المنطق الصوري
المنطق قديم قدم الإنسان إلى حد كبير، وأول من وضع قواعده وقام بتدوينها هو اليوناني أرسطو طاليس المشهور بأرسطو، ولكن بعد ذلك حدث جدال كبير حول المنطق الصوري كما يلي:
- عدد كبير من الفلاسفة الغربيين، والعرب الإسلاميين قاموا بتوجيه العديد من الاعتراضات والانتقادات للمنطق الأرسطي، حيث أن أرسطو يرى أن: المنطق الصوري هو آلة العلم وصورته وهو الذي يمنع الذهن من الوقوع في الخطأ.
- في محاولة لحل المشكلة تم عرض الموضوع لإعطاء نظرة حول مشروعية ونوعية المنطق الصوري، فقال أبو حامد الغزالي أن من لا يحيط بالمنطق، لا ثقة في معلومته.
- كما أن الفارابي أقر بضرورة المنطق وأن وجوده له أهمية كبيرة لمنع الإنسان من الوقوع في الزلل والخطأ، ولكن بشرط التقيد بقواعده والتي عرفها الفارابي بـ “علم الميزان”.
- على الرغم من ما قدمه الفلاسفة بهذا الشأن وكل ما قيل حول المنطق، إلا أن مازال هناك بعض المعارضين من الغربيين والعرب.
- ومنهم “ديكارت وغوبلو ويوزنكيث” الذين أكدوا على أن ما يعرف بالمنطق الأرسطي ما هو إلا منطق فارغ ولا يعطي أي جدوى.
- بالإضافة إلى المعارضين السابق ذكرهم، يوجد مجموعة أخرى من الفقهاء والعلماء الذين عارضوا المنطق الأرسطي تحت حجة أن العديد من الأشخاص قد وصلوا إلى مبتغاهم وغاياتهم من اليقين دون معرفة أي شيء حول المنطق.
- كما قالوا أن المنطق هو مدخل الشر والفلسفة، وقد نعتو كل المهتمين بالمنطق بالزناديق، ومن أهم هؤلاء المعارضين “ابن صلاح الشهروردي”.
- كما أن ابن تميمة قال أن المنطق الأرسطي دون جدوى وعقيم، وهو خاص فقط بالتربية اليونانية.
- حيث أن الإنسان يبني قواعده الشخصية من منطق أهوائه دون الحاجة إلى تأسيس قواعد لأنها موجودة بالفعل.
- وقدم ابن تميمة منطق جديد أطلق عليه المنطق الإسلامي كبديل للمنطق الأرسطي.
- قدم المعارضون للموضوع نقد لكل من ناصر المنطق الأرسطي، وقالوا أن منطق أرسطو مكرر وغير مجدي ولم يضف أي جديد للعلم كما أنه لا يواكب العصر بأي شكل لأن محتواه فارغ.
- قال جان جاك روسوا في محاولة لحل المشكلة: أن خير عادة يمكن أن يتعود عليها الإنسان هو أن لا يتعود على شيء، فقط يناقش ويحلل.
شاهد أيضا: ما هو المنطق والفلسفة
لماذا يسمي المنطق الصوري بهذا الاسم
المنطق الأرسطي أو المنطق الصوري تم تسميته بهذا الاسم لما يلي:
- حيث أن صحة الاستدلالات أو خطأها مبني على صور القياس والاستدلال من الأشكال الـ 4 التي تم البحث عنها في المنطق، وليس على مادة القضايا المشكلة للقياس المنطقي.
- وذلك لا يعني أن أرسطو لم يهتم بالإمكان الواقعي لتحقيق هذه الاستدلالات.
اقرأ أيضا: تعريف المنطق لغة واصطلاحًا
أهم القضايا التي يتناولها المنطق الصوري
تناول المنطق الصوري عدد من القضايا من أهمها ما يلي:
- المقولات: تتكون هذه المقولات من حوالي 12 مقولة، ومن أهمها “الكمية والجوهر والمكان والوضع والانفعال والزمان”.
- العبارة: وهي الصوت المفرد أو المركب الذي يدل على نفسه مثل “التأوه”.
- التحليلات الأولى: تشمل التحليلات الأولى أجزاء البرهان والقياس وهما آلة العلم الكامل، تسير التحليلات الأولى وفقًا لمنهجية تحليل البرهان والقياس.
- حيث أن العلم الكامل هو الإدراك لكل مبادئ العلم وهذا الإدراك لا يتم إلا عن طريق التحليل، وبذلك تعد التحليلات الأولى مهمة لكل العلوم الأخرى.
أسباب رفض المنطق الأرسطي
استكمالًا إلى مقالة جدلية حول المنطق الصوري، فإننا نتناول الأسباب التي أدت إلى رفض هذا المنطق الصوري، ومن هذه الأسباب ما يلي:
- يقوم المنطق على خصائص اللغة اليونانية التي تعد مخالفة للغة العربية، وتطبيق هذا المنطق في العلوم الإسلامية يؤدي إلى العديد من المتناقضات.
- وهذا ما قرره الشافعي فقد كان على دراية كبيرة باللغة اليونانية وفارس في اللغة العربية.
- وقال في هذا الأمر: “ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب وميلهم إلى لسان أرسطاطليس”.
- يقوم منطق أرسطو على الميتافيزيقيا المخالفة لعقيدة المسلمين، حيث أن نظرتهم إلى الإله يشوبها الوثنية والانحراف ومباحثهم الإلهية تقوم على الإلحاد.
- فتطبيق هذا المنطق مستحيل، لأن الله تعالى لا يمكن إدراجه تحت الكل فهو ليس جزء “تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا”.
- يؤدي هذا المنطق إلى تقييد الفطرة والتكلف وهي قدرة لا يستطيع كل البشر القيام بها.
- يتنافى المنطق الأرسطي مع روح البحث التجريبي.
- ويعتمد على البحث الفلسفي النظري وقوانين ذهنية صورية لا تأتي بجديد، فهو يتعامل مع صور ذهنية وليس واقع محسوس.
- يقوم المنطق الصوري على الثبات ولا يراعي حاجات الإنسان المتطورة والمتغيرة.
- منهجية المنطق القائمة على الاستدلال تدخل على فكر المسلمين.
- ولم يتبعه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وإنما اتبعوا طريق استدلال يتماشى مع الفطرة وأسلوب القرآن الكريم.
- لا يعترف المنطق الصوري بيقينية التواتر وهذا الأمر يترتب عليه هدم التواتر في الإسلام وعدم اليقين بالقرآن الكريم والسنة وهدم الرسالة والنبوة وهذا أمر بالغ الخطورة على الإسلام.
شاهد من هنا: تعريف المنطق الصوري
ختامًا قدم maqall.net مقالة جدلية حول المنطق الصوري وأوضح أن أرسطو عرف هذا المنطق بأنه آلة العلم وأداة للبحث الدقيق والصحيح والمعرفة.
وهو الأمر الذي عارضه العديد من العلماء والفقهاء ورأوا أن هذا المنطق عقيم ولا يؤدي إلى أي نوع من أنواع المعرفة الجديدة.