من الذي قام بترتيب سور القرآن الكريم بوضعها الحالي؟
من الذي قام بترتيب سور القرآن الكريم بوضعها الحالي؟ إنه السؤال الذي يجب أن يعرف كل مسلم إجابته.
فيجب علينا التوغل في علم القرآن الكريم ومعرفة كل المعلومات الممكنة عنه، وهذا ما سنعرفه في مقالنا.
محتويات المقال
القرآن الكريم
- القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى، أنزله الله على خاتم الأنبياء والمرسلين عن طريق السمع.
- فقد سمعه جبريل -عليه السلام-من الله عز وجل واسمعه للرسول صلى الله عليه وسلم، وسمعه الصحابة من الرسول بعد ذلك.
- القرآن الكريم هو دستور الأمة الإسلامية منذ قديم الأزل وحتى ابد الدهر، وهو هدى لم يضل.
- ومفتاح السعادة واطمئنان الخائف والضوء الذي يضئ للمسلم حياته كلها.
- القـرآن الكريم، هو الكتاب الذي فرضه الله تعالى على أمة محمد قال تعالى.
- (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
شاهد أيضًا: أنواع النفس في القرآن الكريم
أسماء القرآن الكريم
قبل أن نعرف من الذي قام بترتيب سور القرآن الكريم بوضعها الحالي.
يجب أن نعرف معلومات أكثر عن الكتاب نفسه، أهمها أسمائه وصفاته.
- ذكر العلماء أن للقرآن أسماء وصفات كثيرة وردت في القرآن نفسه، وذكر الدكتور الخمساوي.
- أن هناك تسعة وتسعين اسمًا من 72 موضوعًا لغويًا في القرآن، بينما ذكرت الفيروز آبادي ثلاثة وتسعين اسمًا في القرآن الكريم.
- وذكر (الشيخ البليهي) ستة وأربعين اسمًا، ويوضح فيروز آبادي الحكمة من تعدد أسماء القرآن أنها دلالة على منزلته وقيمته.
- كما أن تعدد أسماء الله تعالى تدل على عظمته وكماله، في حين أن كثرة أسماء الرسول عليه السلام دلالة على مكانته وشرفه.
- ولا يجوز وصف القرآن باسم لم يذكر فيه أو لا يجوز وصفه ما لم يتم وصفه أو تسميته بكلمات عنه أو ذكره في سلطان النبي – صلى الله عليه وسلم – فلا يجوز له الوصف والتسمية بأسماء أخري.
- ومن أسماء القرآن اسم الفُرقان كما قال الله -تعالى، (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا).
- واسم الكتاب في قوله -تعالى، (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ).
- كذلك اسمي النور والذكر الواردان في قوله -تعالى-: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا)، (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
- ومن صفات القرآن الكريم، صفة المُبارك والفصل والهدى والرحمة والكريم والحكيم الواردة في آياته.
- تعالى، (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ)، (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْل)، (هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِين)، (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ)، (الر تِلكَ آياتُ الكِتابِ الحَكيمِ).
سمات القرآن الكريم
- من عند الله تعالى أي أن قائله هو الله القدير، وهو من أهم ما يميزه، نزل متفرقًا طوال الدعوة.
- مقارنة بالكتب المقدسة السابقة، فقد نزل القرآن خلال ثلاث وعشرون سنة، وتفاجأ المشركون بهذا.
- ويضمن الله تعالى أن يحفظه من الكذب والضياع حتى لحظة القيامة، كما انه يشمل جميع الكتب السماوية من قبله.
- مما يعني أنه يحمل المحتوى فيها، وشهادة لها، تحتوي على مزاياها ويتفوق عليها، ويكملها، كما أنه نزل الأخير دلالة على أهميته.
- والله تعالى تحدى العرب الفصيح والثري اللغوي، تحداهم أن يأتوا بمثله أو مثل قرآني منه.
- مما يعني أنه معجزة، إعجاز القرآن مرتفع لدرجة أن البشرية لا تستطيع تحقيق التشابه البشري في جميع الجوانب.
- فلا يستطيع أحد أن يأتي بما يشبه سواء كان ذلك من منظور البلاغة أو التشريع.
- هذا ما يقوله معظم العلماء والباحثين، إلا أنه يقرأ بسهولة ويسر، وسهل على الناس حفظه وتدارك معانيه.
- كما نزل القرآن الكريم شامل لجميع البشر في الدنيا، ووضح القرآن الخير والشر وقد أمر بالمعروف والخير ونهى عن طريق الشر والمنكر.
ننصح بقراءة: لماذا لم يتم ترتيب القرآن حسب النزول؟
أهمية القـرآن الكريم
- يقوم بالتوجيه في جميع جوانب الحياة، وهنا تتمثل أهمية القرآن، إن تنظيم أسلوب الحياة في جميع الجوانب.
- مثل المعتقدات الصحيحة والعبادات والأخلاق والتشريعات والتعليمات يمكن أن يضمن العدل والكبرياء والعزة.
- والإصرار على التمسك بما جاء في الكتاب الكريم يضمن نقاء الحياة والقوة والحضارة وغيرها من نعم بركات لا حصر لها.
القرآن منهاج حياة
- إن “القـرآن الكريم” كتاب حياة كامل وعام، يجب أن يتقن قراءة التعامل معه، وأن يتم التعامل معه على الوجه الصحيح.
- مع التركيز على الجوانب التي يهتم بها والاهتمام بأهدافه الأساسية ومقاصده الرئيسية.
- بل إن الله سبحانه وتعالى لم يعلن القرآن ككتاب رقية، يستخدمه الإنسان ليشفيه أو يقرأه على الموتى أو يستخدم فقط في الحداد.
- بل على العكس، يجب على المسلمين اعتباره كتاب الله تعالى، ويجب على الفرد أن يطيع أوامره، ويثق فيه، ويجمع الناس إليه.
- وذلك باتباع أوامره وتجنب نواهيه والتعلم من عبرة وموعظة.
شاهد أيضًا: معنى الصافات في القرآن الكريم
تدوين القـرآن الكريم
- من أجل الوصول إلى من الذي قام بترتيب سور القـرآن الكريم بوضعها الحالي، سنأخذ الطريق من البداية عند تدوين القرآن.
- عندما أنزل الله تعالى القرآن كان على الأمة حفظه وقراءته، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم كتابه، وأسماهم كتّاب الوحي.
- كتبوا فيه كل مرة ما وجدوه على الحجارة وأوراق النخيل وغيرها من الوسائل لحفظه.
- عندما تولى أبو بكر الصديق -رضي الله-خلافة النبي بعد موته صلى الله عليه وسلم.
- ارتد كثير من الناس عن الإسلام، وبعض القبائل امتنعت دفع الزكاة وقد أجبر أبو بكر الصديق إلى قتالهم.
- أُرسل خالد بن الوليد رضي الله عنه لمحاربة مسيلمة الكذاب، واستشهد في ذلك القتال سبعون من قرّاء القـرآن الكريم ومنهم سالم مولى أبي حذيفة وهو حسب وصية النبي من أخذ عنه القرآن.
- وعندها شعر عمر بن الخطاب بالخطر من تفرق القرآن في عدة صحف أشار على أبو بكر الصديق بجمعه وتدوينه في مصحف واحد.
- رفض أبو بكر الصديق الفكرة في البداية، واستمر عمر في مراجعتها حتى هداه الله تعالى لهذه الفكرة.
- لذلك رتب مجموعة من الصحابة الشرفاء لهذه المهمة، وعين على رأسهم زيد بن ثابت.
- ولأنه كان من كتاب الوحي في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد اتبع القرآن وجمعه من الصحف ومن حافظي القرآن إلى أن جمع القرآن كله.
- بقي هذا المصحف عند أبي بكر، ثم انتقل إلى عمر بن الخطاب وإلى ابنته حفصة من بعدهم رضي الله عنهم جميعًا.
نسخ القرآن الكريم
- عندما كان عثمان الخليفة، اتسع نطاق الفتح الإسلامي، وانتشر القراء في جميع أنحاء المنطقة.
- وجاءت مصر كلها مرة واحدة من قراء أصحابه، اعتاد كل صحابي على تعليم الناس ما تعلمه وسمعه من القراءات السبع التي تلقاها من النبي.
- على سبيل المثال، كان أهل الشام يقرأون عن أبي بن كعب، والشعب العراقي يقرأ عبد الله بن مسعود، وهكذا.
- لذلك، إذا اجتمع أهل المنطقة معًا وقرأ الجميع ما تعلمه، فسيرفض بعضهم قراءة الآخرين.
- ومن بينهم وبين أقرانهم الذين لاحظوا أن سكان المنطقة يقرؤون بشكل مختلف مما جعل بينهم من تنافر وإهانة.
- وعندما علم عثمان بالخبر، أرسل لحفصة وأخذ منها المصحف وقام بنسخه عدة نسخ وأرسل لكل بلد نسخة.
- وقد حرق كل النسخ الأخرى خلاف النسخة التي كانت مع حفصة وما نسخة عنها.
من الذي قام بترتيب سور القـرآن الكريم بوضعها الحالي؟
- الآن سنتطرق إلى لب موضوعنا الأساسي وهو من الذي قام بترتيب سور القـرآن الكريم بوضعها الحالي.
- الإجابة المؤكدة أن ترتيب سور القـرآن الكريم هو ترتيب توقيفي، معناه أنه ترتيب من عند الله تعالى.
- نقله للنبي جبريل عليه السلام، ونقله النبي للصحابة والأمة الإسلامية بعدها، كما الحال في ترتيب الآيات.
- وإن أي خلل في ترتيب السور، يؤدي لخلل بنظام المصحف كله، وترتيب السور ذو أهمية كبيرة كما الحال في ترتيب الحروف والآيات.
لا يفوتك قراءة: من رتب سور القرآن الكريم كما هي الآن بالمصحف
وقد وصلنا لختام موضوعنا وعرفنا من الذي قام بترتيب سور القـرآن الكريم بوضعها الحالي؟ وجمعنا الكثير من المعلومات عن القرآن نزوله وأهميته وأهم خصائصه، وليعلم الجميع أن القرآن نور على نور فتمسكوا به جيدًا.