معلومات لا تعرفها عن غزوة الخندق
معلومات لا تعرفها عن غزوة الخندق ، غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب، وقعت في العام الخامس من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، في شهر شوال-مارس سنة ستمائة وسبع وعشرين ميلادية، قادها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه.
محتويات المقال
من هم الأحزاب ؟
- الأحزاب تعرف بأنهم مجموعة مختلفة من القبائل العربية أرادت القضاء على المسلمين والدولة الإسلامية، فاجتمعت هذه القبائل لغزو المسلمين في المدينة، للقضاء على الدعوة الإسلامية.
- القبائل التي عرفت باسم الأحزاب هم قريش، كنانة، غطفان، بنو أسد، سليم، وغيرُها، ثم انضمت إليهم قبيلة يهودُ بني قريظة، وكان ذلك في وقت العهد والميثاق بين المسلمين وبني قريظة.
شاهد أيضًا: بحث عن غزوة أحد جاهز
أهداف غزوة الخندق
- كان لكل قبيلة من القبائل التي اشتركت في غزوة الخندق هدف خاص بها تهدف إلى تحقيقه من وراء الاشتراك في هذه الغزوة.
- أهداف يهود بني النضير من غزوة الخندق؛ أراد يهود بني النضير من الاشتراك في الغزوة الانتقام من المسلمين، لأن المسلمين كانوا السبب في خروجهم من المدينة المنورة.
- أهداف قبيلة قريش من غزوة الخندق؛ أرادت قريش من الاشتراك في الغزوة أن تنتقم من المسلمين بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضه المسلمون عليها بعد أن قام المسلمين بمهاجمة قوافل قريش المتجهة إلى الشام.
- أهداف قبيلة غطفان من غزوة الخندق، كانت تهدف غطفان من الاشتراك في الغزوة الاستيلاء على تمر خيبر الذي وعدها به يهود بني النضير لمدة عام، مقابل اشتراكهم معهم في الغزوة بجيش يتكون من ستة آلاف مقاتل.
غرائب غزوة الخندق
أثناء حفر الخندق كان هناك العديد من الأحداث الغريبة والتي تشبه المعجزات النبوية، هذه الأحداث كانت تمثل عون الله عز وجل للمسلمين، وتوفيقه لهم على يد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
أثرت هذه المواقف في قلوب المسلمين، وزادتهم إيمانا بنصر الله لهم، ومن هذه المواقف ما يلي:
- نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم بالفتوحات.
- روت سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه عندما أمرهم الرسول عليه الصلاة والسلام بحفر الخندق، كان هناك حجر لم تستطع المعاول كسره، فقاموا بعرض الأمر على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
- تقدم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وألقى ثوبه، ثم حمل المعول وقال بسم الله، وبضربة واحدة ببركة الله تم كسر ثلث الصخرة، وقال صلى الله عليه وسلم، الله أكبر، أعطيتُ مفاتيح الشام، أي أن الرسول تنبأ بفتح الشام.
- ضرب الرسول الكريم بالمعول مرة ثانية وقال بسم الله، فتم كسر ثُلث آخر من الحجر، فقال صلى الله عليه وسلم الله أكبر، أعطيتُ مفاتيح فارس، اي تنبأ الرسول الكريم بفتح فارس.
- ضرب الرسول الكريم بالمعول مرة ثالثة، وقال بسم الله فانكسر الحجر، فقال صلى الله عليه وسلم الله أكبر، أعطيتُ مفاتيحَ اليمنِ، أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ بفتح اليمن.
البركة في تمر ابنة بشير
- روت السنة النبوية الشريفة قصة ابنة بشير بن سعد، التي أعطتها امها حفنةً من تمرٍ في ثوبها، ثم كلفتها أن تذهب بها إلى أبيها وخالها لأنه غذاؤهما في حفر الخندق، فلما انطلقت بها، فناداها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
- أخذ منها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حفنة التمر، ثم أمر بثوب وألقى عليه التمر فملأه، ثم أمر بالنداء في أهل الخندق للغذاء.
- اجتمع جميع أهل الخندقِ وأخذوا يأكلون كلهم من التمر، والتمر يزيد حتى فرغ أهل الخندق من الطعام وانصرفوا عنه وما زال التمر يزيد ويسقط من الثوب.
أسباب غزوة الخندق
- يرجع السبب الرئيسي في غزو أحزاب القبائل العربية للمسلمين في المدينة عن طريق غزوة الخندق، هو نقض بني النضير عهدهم مع الرسول الكريم ومحاولتهم قتله عليه الصلاة والسلام.
- فقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بتوجيه جيش من المسلمين إلى بني النضير، وحاصروهم حتى أجبروهم على الاستسلام، قام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بإخراج بني النضير من ديارهم.
- استاء بني النضير من ذلك، وعزموا على الانتقام من المسلمين، فعملوا على تجهيز عدتهم، وأخذوا في تحريض باقي القبائل العربية الأخرى، وقاموا بتحريضهم على التجمع معا لغزو المدينة المنورة، فاستجابت القبائل.
- فكر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في خطة عسكرية محكمة لتصدي المسلمين لغزو الأحزاب، فأمر صلى الله عليه وسلم المسلمين بحفر خندق كبير شمال المدينة، وذلك بهدف منع وإعاقة الأحزاب من دخول المدينة بعد وصولهم.
- وصلت الأحزاب المجتمعة لغزو المدينة للقضاء على المسلمين إلى حدود المدينة، وبالفعل نجحت خطة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعجز الأحزاب عن دخول المدينة، ولكنهم قاموا بضرب الحصار حولها لمدة ثلاثة أسابيع.
- بعد أن طال حصار الأحزاب للمسلمين داخل المدينة لمدة ثلاث أسابيع، تعرض المسلمين للمشقة والأذى وبدأ يدب الجوع فيما بينهم، إلى أن جاء نصر الله للمسلمين واضطر الأحزاب الى الانسحاب، بسبب برودة وقسوة الرياح الشديدة.
- من هنا تأكد يقين المسلمين، أن النصر الذي تحقق لهم في غزوة الخندق، إنما كان بسبب أن الله تعالى سخر الرياح الباردة ليزلزل بها قلوب وأبدان الكفار من الأحزاب.
- بذلك ألقى الله الرعب داخل صدور هذا الجمع الكبير، وشتت الله تعالى جمع الأحزاب الكفار، وأيد الله تعالى المسلمين بجنود من عنده.
شاهد أيضًا: بحث عن غزوة بدر الكبرى مع المراجع
نهاية معركة غزوة الخندق
- انتهت المعركة وحسمت بانسحاب الأحزاب وفشلهم في دخول المدينة والسيطرة على المسلمين، وأمر الرسول الكريم صلى الله عليه أصحابه بالاتجاه إلى بني قريظة، فاستجاب المسلمون لأمر الرسول الكريم، ونجحوا في حصارهم حتى الاستسلام.
- لجأ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم باختيار من يقوم بالتحكيم بين الأحزاب وبين المسلمين، وكان المحكم هو سعد بن معاذ، وكان سعد من قبل حليفا لهم، حكم سعد بأن يتم قتل المقاتلين من الأحزاب.
- كما حكم سعد أيضا بأن يتم توزيع أبنائهم ونسائهم ليكونوا عبيدًا بين المسلمين، فما كان من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلا أن وافق على هذا الرأي وقام بتنفيذ الحكم.
خطة الدفاع عن النساء والصبيان
- بلغ إلى علم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بداية تحرك جيش الأحزاب واتجاهه صوب المدينة المنورة، وأراد صلى الله عليه وسلم التحرك مع الجيش تجاه الخندق، إلا أنه أراد قبل خروجه تأمين ذراري المسلمين والأطفال والنساء.
- فأمر صلى الله عليه وسلم أن يتم تحصين الذراري والأطفال والنساء داخل حصن بني حارثة، أراد الرسول الكريم من ذلك أن يصبحوا جميعا في مأمن من هجوم الأعداء عليهم، أثناء المعركة والمسلمين منشغلين في القتال.
- كان لهذا التصرف الحكيم من الرسول الكريم أثر ايجابي على معنويات المقاتلين، حيث أدى اطمئنان الجنود على أولادهم وزوجاتهم، أن أصبحت الأعصاب هادئة والأذهان صافية، وبالتالي يكون الأداء أثناء المعركة مختلف.
دور المرأة في غزوة الأحزاب
- عندما أمر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بتحصن كل من النساء والأطفال في حصن بني حارثة، وكان حصن فارغ، وفي ذات الوقت هو حصن قوي حمايةً لهم، وذلك لأن رجال المسلمين كانوا منشغلين بالمعركة ومواجهة الأحزاب.
- بعد أن قام يهود بني قريظة بنقض العهد الذي كان بينهم وبين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قامت يهود بنو قريظة بإرسال واحدا من اليهود لاستكشاف أخبار الحصن الذي تم تحصين النساء والأطفال والذراري فيه.
- رأته صفية بنت عبد المطلب وهي عمة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فما كان منها إلا حملت عمودًا، وقامت بترك الحصن والنزول منه، وتوجهت نحو اليهودي الجاسوس، وانقضت علية ضربا بالعمود فقتلته.
- كان في تصرف صفية هذا تصرف الرجال الأقوياء، وكان تصرفاً رادعًا لليهود كلهم، ومانع لهم من محاولة تكرار التحرش بهذا الحصن مرة أخرى.
- الحصن الذي لا يوجد فيه إلا النساء والأطفال فقط، الحصن خالي من الرجال، إلا أن يهود بني قريظة ظنت أن هذا الحصن إنما يقوم جيش كامل بحمايته، وأن من يقوم بتأمينه هم الرجال.
النتائج المترتبة على غزوة الخندق
- كان النصر الكبير حليف المسلمين في غزوة الخندق، على الرغم من قلة عددهم وقلة عدتهم.
- وكان السبب في هذا النصر يرجع إلى توفيق الله عز وجل للمسلمين، ثم السياسة العسكرية الحكيمة للرسول صلى الله عليه وسلم في إدارة المعركة.
- بهذا النصر ظهرت هيبة المسلمين وقوتهم، كما تم كسر شوكة باقي قبائل الأحزاب العربية التي اشتركت في المعركة وخاصة قبيلة قريش.
- انتصار المسلمين في غزوة الخندق كان سبباً في اطمئنان الرسول صلى الله عليه وسلم، واطمئنان أصحابه أيضًا.
- كما أن هذا النصر كان سبباً في استقرار الوضع الاقتصادي والوضع الأمني أيضاً في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضًا: بحث عن غزوة حنين باختصار
ختاما ومع نهاية موضوع معلومات لا تعرفها عن غزوة الخندق ، نجد الأخذ برأي الشورى، والتخطيط السليم للمعركة، والاتحاد على كلمة القائد، وأداء كل فرد لدوره في مكانه سواء كان رجل او امرأة في أرض الحرب أو في أرض السلام، هو سبب النصر والعزة وتوفيق الله للجماعة.