معلومات عن الصحابي صهيب الرومي
معلومات عن الصحابي صهيب الرومي، كثر في عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام العديد من الصحابة الذين ساندوا الرسول في دعوته إلى الإسلام.
كما يعتبر الصحابة من أوائل الرجال الذين آمنوا بالله وصدقوا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في دعوته مثل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ونحن اليوم في هذه المقالة سوف نتحدث عن واحد من الصحابة رضي الله عنهم وهو صهيب الرومي.
محتويات المقال
من هو صهيب الرومي
هو صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمر ولد صهيب الرومي في العراق”(بالجزيرة الفراتية بالقرب من نينوى) عام 35قبل الميلاد وهو من بني النمر بن قاسط وهي واحدة من قبائل ربيعة بن نزار.
وكانت أمه من بني تميم، وكان اسمها سلمى بنت قعيد بن مهيض، كما أنه صحابي ومولى لبني تيم بن مرة.
كان يتميز صهيب الرومي بأنه رجلًا أحمر شديد الحمرة، ليس طويلًا ولا قصيرًا ولكنه يميل إلى القصر أقرب، كان كثير شعر الرأس، وكان يخضب بالحناء.
شاهد أيضًا: من هو الصحابي عكرمة بن أبي جهل
حياة صهيب الرومي
كان صهيب بن سنان بن مالك واليًا على منطقة الأبلة في العراق من قبل كسرى، وعندما أغارت الروم في يوم من الأيام على الأبلة، أخذوا الكثير من الغنائم والسبايا وكان صهيب واحدًا من الذين تم سبيلهم.
فنشأ في ديار الروم بعدها، وأصبح يتحدث لغتهم.
ويغلب عل بطباعهم إلى أن تم بيعه لرجل من مكة يدعى عبد الله بن جدعان.
وكان يعمل تاجرًا، فتعلم منه صهيب الرومي الكثير من فنون التجارة، وقد أخلص في عمله.
وكان يتسم بالكثير من الذكاء والوفاء، فأكرمه سيده عبد الله بن جدعان وأعتقه من حياة الرق وجعله حرًا.
دخول صهيب الرومي في الإسلام
– كان صهيب الرومي يعرف سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من قبل أن يوحى إليه.
وعندما دعى سيدنا محمد إلى الإسلام، أسلم صهيب مع عمار بن ياسر معًا بعد أن دخل النبي محمد دار الأرقم ليدعوا فيها.
فكان إسلامهم بعد بضعة وثلاثين رجلًا لذلك يعد صهيب الرومي أحد السابقين إلى الإسلام ومن الأوائل الذين أظهروا إسلامهم ولم يخافوا
– كما يعد صهيب الرومي من الأشخاص الذين استضعفتهم قريش.
فقام وتعذيبه هو وآخرون من الضعفاء حتى يتركوا دين الإسلام يرجعوا عن إسلامهم.
ومن شدة التعذيب الذي كان يراه صهيب الرومي كان يفقد وعيه ولا يعرف ما يقول ولقد انزل الله سبحانه وتعالى آية قرآنية فيه.
ومن معه من المستضعفين الذين تم تعذيبهم وهي قال تعالى « ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ»
– عندما هاجر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة أراد صهيب الرومي.
ان يهاجر إلى المدينة ايضًا ليلحق بالرسول عليه الصلاة والسلام.
ولكن اهل مكة رفضوا ان يتركوه يهاجر إلى المدينة فرمي ما كان يحمله وحمل سهامه وخيرهم اما ان يرميهم بهذه السهام.
دخول صهيب الرومي في الإسلام
حيث كان يعد صهيب الرومي من أفضل وأمهر الرماة او يدلهم على ماله أين خبأه حتى يتركوه.
فتركوه ولكن بعد ان أخبرهم عن مكان ماله. -هاجر صهيب هو وعلي بن أبي طالب.
ويعتبران آخر اثنان هاجروا من مكة، ووصلوا يثرب في 15 ربيع الأول سنة 1 هجريًا.
كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في ذلك الوقت مازال مقيمًا في قباء. فلما علم النبي بما فعله صهيب الرومي مع أهل مكة قال «يا أبا يحيى، ربح البيع، ربح البيع، ربح البيع».
– كما انزل الله سبحانه وتعالى آية قرآنية في ذلك الوقت.
قال تعالى «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ» وبعد أن وصل صهيب الرومي إلى يثرب نزل عند سعد بن خيثمة.
وقد قام الرسول بالمؤاخاة بين صهيب الرومي وبين الحارث بن الصمة وبعد الهجرة حضر صهيب مع النبي عليه الصلاة والسلام كل غزواته.
وأظهر فيه من الشجاعة والمهارة كما أنه كان يجاور النبي في القتال.
وبعد أن توفي سيدنا محمد، عاش صهيب بالمدينة المنورة، وكان محل تقدير وإجلال بين المسلمين.
وعندما طعن الخليفة عمر بن الخطاب تم اختيار صهيب الرومي ليؤم المسلمين في الصلاة حتى يختار أهل الشورى خليفة جديد.
وعندما قتل عثمان بن عفان، اختار صهيب ايضًا ان يعتزل الفتنة التي وقعت بين المسلمين.
وظل صهيب الرومي هكذا إلى أن مات في المدينة المنورة في شهر شوال سنة 38 هـ.
ويوجد خلاف حول تقدير عمره عند وفاته فهناك من يقول 73 عام وهناك من يقول 84عام.
وهناك قول آخر بأنه مات وعمره 70عام وقد تم دفنه في البقيع والذي صلى عليه سعد بن أبي وقاص.
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود
مكانة ومنزلة صهيب الرومي
– كان من أول السباقين إلى الإسلام فكان يطلق عليه سباق الروم.
كان محل تقدير واحترام وإجلال بين المسلمين.
– قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فيه «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر.
فليحب صهيبًا حب الوالدة لولدها» وهذا يدل على مدى حب الرسول عليه الصلاة والسلام لصهيب الرومي.
– وصفه الذهبي فقال «كان فاضلًا وافر الحرمة، موصوفًا بالكرم، والسماحة».
موقف حدث بين الصحابي صهيب الرومي وسيدنا عمر بن الخطاب
في رواية أسلم مولى سيدنا عمر بن الخطاب انه في زيارة صهيب الرومي فوجده يتكلم بلهجة شديدة في لسانه.
فقال سيدنا عمر بن الخطاب لصهيب: «ما فيك شيء أعيبه يا صهيب إلا ثلاث خصال.
لولاهن ما قدّمت عليك أحدًا. أراك تنتسب عربيًا ولسانك أعجمي، وتكتني بأبي يحيى اسم نبي، وتبذر مالك»،
فرد عليه صهيب قائلاً «ألا فياله الا في حقه وأن تلقيبه بأبي يحيى.
فإن الرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي لقبه به ولن يتركه ابدًا، وان سبب لهجته الغير عربية بسبب إقامته مع الروم وهو صغيرًا».
-وهذا اللقب أخذه مما رواه عنه أنس بن مالك.
حيث قال عن النبي صلى الله عليه وسلم: “السباقُ أربعةٌ، أنا سابقُ العربِ، وصهيبٌ سابقُ الرومِ، وسلمانُ سابقُ الفرسِ، وبلالٌ سابقُ الحبشِ”
صهيب الرومي من السابقين الأولين الذين صبروا وتحملوا الأذى والتعذيب وضحوا بأنفسهم في سبيل الإسلام
– أن القصص التي تروى عن هجرته وبطولاته في الغزوات مع الرسول تدل على عقيدة قوية وإيمان ثابت ورأسه ويقين بما هو خير له.
رواية صهيب الرومي للأحاديث
لقد أدت طول ملازمة صهيب الرومي ومجاورته للنبي عليه السلام وللصحابة الآخرين -رضوان الله عليهم-كانت له رواية للحديث عن الرسول-عليه الصلاة والسلام-وأيضًا وعن عمر بن الخطاب، وعن علي بن أبي طالب.
قد روى عنه عدد من الصحابة، والكثير من التابعين، كما حسنت روايته للحديث.
قام الكثير من علماء الحديث باعتمادها وذلك بسبب فضله وحسن سيرته التي حملته يحسن اختيار الصواب ويأخذ بالحكمة في كلّ موقف يمر عليه.
جمع بقي بن مخلد عن صهيب الرومي 30 حديث في مسنده، روى مسلم منها ثلاثة أحاديث كما روى له الجماعة الكثير في كتبهم.
ولهذه الأسباب قد التزام بيته بعد مقتل عثمان بن عفان حين وقعت الفتنة بين المسلمين.
ولم يحمل سيفًا، ليظل متعبدًا لله، وأخذ يبحث عن مواضع الفضل والكرم والجود والإنفاق في سبيل الله.
شاهد أيضًا: مقولات الصحابي أبي سعيد الخدري