شروط عقد النكاح الصحيح
شروط عقد النكاح الصحيح، فكما قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- «يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج»، حيث يُعد النكاح سنة مؤكدة، وقد تكون لازمة في بعض الأحوال فهي تحفظ الزوجين من المعاصي وتزيد من العفة والسكينة.
محتويات المقال
ما هو النكاح؟
- يعد الزواج من أقدس العلاقات التي كرمها الله -عز وجل-، لذا فقد شرع الإسلام العديد من القوانين التي تكفل للجميع المعلومات الكاملة عن شروط عقد النكاح الصحيح، وهو ما سيتم رصده بالتفصيل خلال السطور المُقبلة.
- فمنذ بداية الخليقة وقد جعل الله سبحانه وتعالى لكل شيء زوجين اثنين، حيث يعد النكاح أحد معاني الزواج وبالتحديد كناية عن الجماع، فقد خلق المولى -عز وجل- آدم من الطين ومن ثم حواء، لتبدأ عملية التناسل في الأرض.
- يعد النكاح الشرعي هو السبيل الوحيد للحفاظ على استمرارية البشر، واختلفت طرق وأركان وشروط النكاح من عصر لأخر، حيث يرجع ذلك بسبب خصائص ومعتقدات وعادات كل عهد.
- تأتي كلمة النكاح في اللغة بمعنى التزويج أو الدخول الشرعي على الزوجة، بينما اصطلاحا فهو يعد عقد بين الرجل والمرأة من أجل اتباع السنة المؤكدة، وتكوين أسرة صالحة ناتجة عن الاستمتاع والاحترام المتبادل بين الطرفين.
شاهد أيضًا: موضوع عن واجبات الزوجة
أركان عقد النكاح الصحيح
يعتمد النكاح الصحيح على 4 أركان أساسية، حيث اتفق عليها أغلب المذاهب الفقهية، فيجب الحافظ عليها، وهي على النحو الآتي:
- صيغة الزواج يُقصد هنا الإيجاب والقبول أي تقديم عرض الزواج والموافقة عليه من ولي الزوجة كصيغة “زوجتك ابنتي” ومن ثم قبول الزوج بـ “قبلت الزواج”.
- كما توجد العديد من الشروط التي يجب توافرها في الطرفين ليكون عقد النكاح صحيح، فيجب على الزوج ألا يكون من المحرمين على الزوجة، وكذلك تحديد الزوج باسمه أو صفته أثناء عملية الإيجاب والقبول.
- بينما على الجانب الأخر، يجب أن تخلو الزوجة من موانع النكاح، وألا تكون محرمة أيضًا على الزوج، أو زوجة خامسة، أو مطلقة من ثلاث طلقات ولم تُحلل، أو متزوجة من غيره.
- الوليّ يُقصد بالوليّ في عقد النكاح هو من يتولّى أمر المرأة في الزواج كما تم ذكره في السابق في مرحلة الإيجاب والقبول، فيوجد ترتيب ولاية المرأة بداية من والدها ثم والد والدها ثم ابنها ثم ابن ابنها ثم الأخ الشقيق وصولًا إلى الأعمام.
- فلا يجوز أن تزوج المرأة نفسها أو غيرها، وفي حالة عدم توافر وليّ يصلح للأمر، فكما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- «السلطان وليّ من لا وليّ له».
- كما يجب وأن تتوافر أيضًا العديد من الشروط في الوليّ، والتي يأتي على رأسها أن يكون عادلًا عاقلًا بالغًا.
- الصداق «المهر» فهو أحد أركان عقد النكاح الصحيح، حيث تمنح من خلاله المرأة جزء من حقها الشرعي وفقًا لأحكام القرآن والسنة النبوية، وبناءً على الاتفاق بين الزوج والزوجة أو من يتولّى أمرهم.
- الشهود يجب توافر شاهدين من أجل إتمام أركان عقد النكاح الصحيح وذلك وفقًا للحديث النبوي «لا نكاح إلا بوليٍّ وشاهدَيْ عَدلٍ وما كان مِن نكاحٍ على غيرِ ذلك فهو باطل».
- فيجب توافر 4 شروط أساسية في الشاهدان وهي «البلوغ، والعقل، والسمع -فلا تُقبل شهادة الأصم-، والإسلام -وذلك عندما يكون كلا الزوجين مسلمين-».
شروط عقد النكاح الصحيح
تنقسم شروط عقد النكاح الصحيح إلى 4 أقسام وهي: –
- شرائط الانعقاد والتي تتضمن أن يكون الطرفين بكامل القدرات العقلية فلا يجوز عقد زواج لمجنون أو صبي، وكذلك يجب توافر موافقة بشكل صريح من الطرفين بشكل مباشر أو ضمني أثناء الإيجاب والقبول.
- شروط الصحة وهي ألا تكون الزوجة مُحرمة على من يُريد الزواج منها وذلك وفقًا للأحكام التي ورد ذكرها في شروط صيغة الزواج بالنسبة للزوجة، وكذلك توافر شاهدان من أجل الحافظ على سمة العاقدين.
- شروط النفاذ تكمن شروط النفاذ في أن يكون العاقد بالغًا عاقلًا، راشد وعالم بأحكام عقد النكاح، وبالإضافة لأن يكون الوليّ على دين واحد مع المرأة.
- شروط اللزوم وهي التي تضمن استمرارية الزواج من عدمه، فتشمل الشروط السابقة، بالإضافة إلى أسس فسخ العقد من حيث قبول أو رفض أحد العاقدين لعيب في الطرف الأخر.
خصائص النكاح الصحيح في الإسلام
واحدة من أهم شروط عقد النكاح الصحيح في الإسلام هي توافر خصائص الزواج ذاته، والتي تكمن في شرطين: –
- التأبيد وهو ما يعني الاستمرارية، فيُعد عقد النكاح شيء أبدي لا يجوز أن يحدد بوقت معين سواء كان طويلٍ أو قصيرٍ.
- الإلزام وذلك عن طريق إلزام الطرفين بعقد النكاح وفقًا لاتفاق المذاهب الفقهية، فلا يجوز تكسير أحد بنوده دون حُجة لذلك.
حقوق الزوج والزوجة وفقًا لـ«شروط عقد النكاح الصحيح»
تنقسم الحقوق بين الزوج والزوجة إلى ثلاثة أقسام، فمنها الحقوق المشتركة بين الطرفين، والحقوق الخاصة للزوج وأخرى تخص الزوجة:
شاهد أيضًا: أنواع الطلاق في الإسلام
1- الحقوق المشتركة بين الزوج والزوجة
- المعاشرة بالمعروف وهي واحدة من أهم أركان العلاقة بين الطرفين والتي تكمن في المعاملة الحسنة وعدم إيذاء أي طرف للأخر، وكذلك عدم المماطلة في الحقوق أو الرفض والتكاسل في تنفيذ الواجبات.
- الاستمتاع فقد جعل الله -عز وجل- الزواج كأحد أطهر وأجمل طرق السعادة والمتعة، حيث يحل الزوج لزوجته كمل تحل له هي الأخرى، وذلك مع الحفاظ على عدم وجود مانع كـ “النفاس، والحيض، والإحرام”.
- ثبوت النسب حيث يُعد حكم جازم ومُلزم بأن يثبت نسب المولود لصاحب فراش النكاح الصحيح.
- حُرمة المصاهرة وهو ما يعني بعض التحريات للطرفين، حيث يُحرم على الزوج الجمع بين الأختين أو عمتها أو خالتها، وكذلك عدم الزواج من زوجة ابيه أو ابنه أو جده أو ابن الابن.
- كما تُحرم على الزوجة والد زوجها وأخيه وأجداده وأبنائه وكذلك نسل أولاده وبناته.
- الميراث حيث شرع الله تعالى أن يرث الزوجين كل منها الأخر، وذلك وفقًا لشروط الميراث الواضحة والمُقررة في الكتب السماوية.
2- حقوق الزوج
- الطاعة حيث اجتمعت المذاهب الفقهية على أن للزوج حق الطاعة على زوجته فكل ما لا يُخالف أوامر الله سبحانه وتعالى وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم.
- التأديب فيحق للزوج تأديب زوجته في حالة عدم تأديتها لحقوقه الزوجية وذلك وفقًا للقرآن وسنة رسول الله.
- الخدمة فهو لا ليس شرط مُلزم للزوجة شرعًا حيث اختلفت عليه المذاهب الفقهية، ولكنه وفقًا لما جرت العادة فأنه على المرأة خدمة زوجها.
- الاستئذان فيجب على الزوجة استئذان الزوج قبل الخروج وذلك وفقًا لشروط تكمن في عدم وجود سبب يمنعها من البقاء في منزله -فيكون بيت صالح للحياة-، وكذلك استئذانه في دخول من يُريد إلى بيته.
3- حقوق الزوجة
- المهر يجب على الزوج وأن يؤدي زوجته مهرها وذلك من أجل اتمام شروط عقد النكاح الصحيح.
- العدل وذلك في حالة وجود أكثر من زوجة، فيجب على الرجل أن يعدل بين الزوجات.
- الإعفاف حيث يجب على الزوج حق زوجته على الحلال دومًا، بل ويكفها عن ارتكاب كل ما هو مُحرم.
- النفقة فيكون الزوج مسؤولًا بالكامل عن نفقة الزوجة وأولادهم وكل ما يتعلق بأمور حياتهم.
4- الحكمة من الزواج
- تكمن الحكمة من الزواج وفقًا لـ شروط عقد النكاح الصحيح في تجنب الوقوع في المحرمات، وذلك عن طريق الحفاظ على الزوجين وإحصان الفرج وغض البصر.
- كما يعد الزواج هو السبيل الشرعي الوحيد للحفاظ على النسل البشري ومن ثم إعمار الأرض، وكذلك الحفاظ على الراحة النفسية والاستقرار المعنوي لدى الطرفين، بالإضافة إلي تعلم المسؤولية بشكل أكثر شمولًا.
5- سن الزواج
- يُعد سن الزواج الشرعي مناسبًا للفتى بأن يتزوج هو عندما يكون قادرًا على ممارسة الجماع وذلك وفقًا للحديث النبوي الشريف «من استطاع منك الباءة فليتزوج».
- بينما على الجانب الأخر، فلا يوجد سن زواج مُحدد للإناث، حيث تزوج النبي –صلى الله عليه وسلم- من عائشة وهي في عمر الست سنوات، بينما دخل عليها في التاسعة من عمرها، فلا يجوز للفتاة الصغيرة عقد النكاح إلا بموافقة والدها.
- في حالة الزواج من فتاة صغيرة فلا يجوز الدخول عليها إلا حين أن تطيق ممارسة الجماع.
كيفية فسخ عقد الزواج الشرعي
لا يُعد فسخ عقد الزوج طلاقًا، فهو قائم على بطلان أحد شروط وأركان عقد النكاح ولا يشترط كلمة الزوج أو قبوله للفسخ، وذلك وفقًا لأحكام معينة وليس مطلقًا الحرية والتي تتمثل في الآتي: –
- ارتداد أحد الزوجين عن الدين ورفض العودة إليه.
- وجود عيب لدى أحد الزوجين يمنعهم من الاستمتاع.
- عدم قدرة الزوج على النفقة على المنزل مع طلب الزوجة لفسخ العقد.
شاهد أيضًا: مقومات ومقاصد الزواج في الإسلام
بعد رحلة قصيرة داخل السطور السابقة والتي شُرح من خلالها شروط عقد النكاح الصحيح، فما لنا إلا عبرة تكمن في قيمة الزواج كجزء من أساس الدين، فيُبعدنا عن ارتكاب المعاصي وكذلك يمنح الطرفين الراحة والأمان والسكينة.