ضوابط عمل المرأة في الإسلام
ضوابط عمل المرأة في الإسلام، الإسلام خطة حياة كاملة، يستطيع الإنسان أن يعيش من خلاله في عدل وأمان وسلام وذلك بفضل الضوابط والقواعد التي جاء بها لنشر العدل والمساواة بين الناس.
محتويات المقال
أهمية العمل في الإسلام
- جاء الإسلام للبشرية راسمًا خطة ناجحة للحياة وللآخرة في نفس الوقت حيث لم تقتصر النصوص والتعاليم الإسلامية على التحذير والوعيد أو الجنة والنار فقط وإنما جاءت بتعاليم وضوابط لحياة طيبة وآخرة كريمة.
- لذلك لم تتعارض تلك التعاليم مع واجبات البشر الأساسية واليومية مثل واجبات العمل بل حث عليها وأوجبها وأمر بإتقانها كما أنه جعلها بمثابة العبادة التي يتقرب بها العبد من ربه.
- حيث أن العمل لا يقتصر فقط على فكرة كسب الرزق وإنما هو باب لخير كثير، فهو يشغل صاحبه عن المعاصي، ويوفر له المال اللازم للإنفاق على أسرته، كما أنه يساعد في توفير المال اللازم للمساكين والفقراء.
- كما أنه يحقق استقرار المجتمع، فمن يعمل ويكسب رزقه ويخرج زكاته وصدقته لن يحتاج إلى السرقة أو الغش أو الكذب كما أن المحتاجين من الفقراء سوف يجدون ما يمنعهم عن السؤال أو السرقة.
- بالإضافة إلى ما سبق يعتبر العمل أيضًا مقياسًا لتقدم الأمم والحضارات المختلفة، فلا يوجد دولة متقدمة لا تعمل ولم يشهد التاريخ أن قامت حضارة على أرض لا يعمل أهلها بجد ليلًا ونهارًا.
شاهد أيضًا: صحة المرأة في سن الأربعين
الأسباب التي تدفع المرأة إلى العمل
- هناك العديد من الأسباب التي قد تضطر بعض النساء إلى النزول إلى مجال العمل لمواجهة المشاكل التي قد تطرأ على الأسرة مثل توقف الزوج عن العمل.
- مساعدة الزوج في تحمل تكاليف المعيشة من مأكل وملبس وتعليم إلى غير ذلك، أو في حالة وفاة الزوج أو في حالات الطلاق.
- هناك بعض النساء يملكن الوقت والموهبة ولديهن الرغبة في تحقيق أهداف بالحياة العملية دون الإخلال بالمبادئ التي وضعها لها الإسلام.
حكم عمل المرأة في الإسلام
- جاء الدين الإسلامي وتعاليم سامية للبشرية جمعاء مثل تعاليم العدل والمساواة والرحمة والحب لجميع المخلوقات، كما أنه كرم الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص.
- كرم الله سبحانه وتعالى المرأة بأنها تشارك في عملية عظيمة وهي إنجاب وتربية الأطفال كما أنه سبحانه وتعالى حباها بقدرات خاصة من التحمل والصبر والقوة لتتحمل مشقة تلك المهمة بكل حب وامتنان.
- لذلك حث الإسلام دائمًا وأبدًا على حسن معاملة النساء والحرص عليهن وحسن معاشرتهن في كثير من النصوص الدينية سواء الآيات القرآنية أو الأحاديث الشريفة.
- في أول البعثة وبدء دخول الإسلام مكة تم تحريم وأد البنات، كما أنه جعلها ترث مع الرجال وأوجب على والدها ومن بعده زوجها بحسن رعايتها والإنفاق عليها، كما أن لها مطلق الحرية في التصرف في أموالها.
- كل ذلك كان دليلًا واضحًا على عدم تحريم خروج المرأة للعمل في الإسلام، بل إنه أحيانًا يُصبح أمرًا ضروريًا في بعض الحالات مثل حالة وفاة الأب أو تعثر أعمال الزوج أو وفاة الزوج أو الطلاق إلى غير ذلك.
- قديمًا كانت السيدة خديجة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعمل بالتجارة، والآن وفي العصر الحديث هناك الكثير من المناصب التي تحتاج سواعد السيدات مثل العمل في الطب أو التمريض أو التدريس.
ضوابط عمل المرأة بالإسلام
- لذلك يمكن القول بشكل حاسم أن الإسلام جاء ببعض الضوابط التي تضبط عمل المرأة خارج المنزل وليس تحريمه، وتلك الضوابط هدفها الأساسي هو الحماية الكاملة لها وحفظًا بحقوقها وتمامًا لتكريمها.
- أول تلك الضوابط أن يكون العمل مناسب لطبيعتها النفسية والجسمانية بحيث لا يثقل عليها أو يحملها مشقة لا تطيقها وأن يكون العائد منه يوفر لها الحياة الكريمة.
- أحد أهمها أيضًا ألا يتعارض العمل مع وظيفة المرأة المقدسة من اهتمام بالمنزل والزوج والأبناء وحسن تربيتهم وتعليمهم إلى غير ذلك.
- أيضًا الالتزام بالحجاب الشرعي أمر ضروري أثناء الخروج للعمل وذلك لحمايتها من مجتمع العمل المفتوح والواسع الذي من الصعب معرفة جميع النوايا فيه إن كانت صالحة أم طالحة.
- أن يكون التعامل مع الرجال من غير المحارم في حدود أمور العمل وفي مواقيته دون الإفراط أو التفريط وأن يكون أساس التعامل هو الاحترام مع التزام غض البصر من الطرفين.
- الالتزام بالأخلاق العامة وهذا ليس للنساء فقط وإنما للنساء والرجال على حد سواء فمكارم الأخلاق أساس الإسلام ومن صفات المسلم الحق أن يكون خلوقًا في جميع أوقاته وحالاته.
شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن العنف ضد المرأة
نساء عاملات في الإسلام
- يحتوي المجتمع الإسلامي على كثير من النساء العابدات الزاهدات العاملات، وأولهم كما ذكرنا السيدة خديجة زوجة رسول الله وأول من أسلم من النساء كانت تعمل بالتجارة بل أنها كانت من أثرياء مكة أيضًا.
- لا يخفي على أحد السيدة أسماء بنت أبي بكر التي كانت تقوم بإيصال الطعام والشراب لرسول الله وصاحبه أبي بكر في غار ثور كانت تعمل أيضًا في سياسة الفرس ودق النوى مع زوجها الزبير بن العوام.
- هناك أيضًا الصحابية الجليلة زينب الثقفية زوجة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود التي كانت تُعرف بأنها صانعة ماهرة وكانت تعمل في صناعة النسيج.
- كما أن المرأة عملت في الفتوى ورواية الأحاديث وأكبر مثال لذلك هي أم المؤمنين السيدة عائشة أكثر من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحاديث والسيدة أم سلمة أيضًا إلى جانب الكثير من زوجات الرسول والصحابيات.
- في ذكر أم سلمة أيضًا أن النبي قد استشارها في عمرة القضاء، حين اغتم الرسول صلى الله عليه وسلم وخاف أن ينزل العذاب بالصحابة بسبب التباطؤ في تنفيذ أمره بالذبح والحلق فأشارت عليه أم سلمة أن يبدأ هو حتى يفعلوا مثله.
- كان الخليفة عمر بن الخطاب قد أسند السوق وأعماله إلى الشفاء بنت عمرو ولا نستطيع أن ننسى المرأة التي ردت أمير المؤمنين في قضية المهمور أمام الناس فكان الرد المشهور “أصابت المرأة وأخطأ عمر”.
- بذلك نستطيع الآن أن نصل إلى أن مجالات عمل المرأة تعددت في الإسلام حيث عملت بالطب والتعليم والزراعة والأشغال اليدوية والتجارة وفي الأمور العسكرية والسياسية أيضًا.
دور المرأة في الحياة السياسية في الإسلام
- لعبت السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب دور كبير في اختيار خليفة المسلمين بعد أباها حين ألحت على أخيها عبد الله بن عمر لبحث أباهم أمير المؤمنين على اختيار الخليفة من بعده حرصًا على دولة الإسلام.
- لا نستطيع أن ننسى موقف السيدة عائشة رضى الله عنها حين خرجت في الفتنة التي حدثت بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن سفيان وذلك للإصلاح بين الفريقين حرصًا منها على توحيد كلمة المسلمين.
دور المرأة في الحياة العسكرية في الإسلام
- أيضًا كان هناك صحابيات يعملن في المجال العسكري، حيث كان بعض النساء يشاركن في الغزوات لتحضير الطعام للجيش أو التمريض أو حتى في المشاركة في القتال مثل الصحابية الشجاعة نسيبة بنت كعب.
- حيث لا يمكن نسيان الدور التي قامت به تلك الصحابية حين وقفت في غزوة أحد تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأخذ عنه الضربات بثبات واستبسال منقطع النظير.
- هناك أيضًا صحابية جليلة وهي كعبية بنت سعد الأسلمية أو كما يطلق عليها رفيدة التي شاركت في الغزوات المختلفة لعلاج الجرحى وتحضير الطعام وتوزيع الماء إلى غير ذلك.
- وقامت كعبية بفتح أول عيادة بالمسجد النبوي لاستقبال المرضى من كل مكان واستشهدت الصحابية الجليلة في أحد الغزوات اللاحقة، حيث ساعدت على علاج الكثير من المرضى آنذاك.
أهمية عمل المرأة في المجتمع
- إن خوض المرأة لتجربة العمل أمر مهم إذا لم يسبب خللا في الأسرة ولم ينقص من واجباتها نحو بيتها وزوجها وأطفالها، وعمل الأم هو بمثابة تربية عملية للأبناء تحمل كافة معانى تحمل المسئولية والقوة.
- إن الحياة دائمة التقلب ولا يستطيع الإنسان أن يدرك ما يصيبه في الغد لذلك فإن قدرة المرأة على العمل أحد صمامات الأمان بالنسبة للأسرة في حالة حدوث ضرر في أعمال الزوج أو إصابته بمكروه إلى غير ذلك.
- كما أن المجتمع بحاجة إلى المعلمة الصبورة والطبيبة المجتهدة والممرضة الرحيمة، ويحتاج إلى نساء صاحبات عقل راجح ورأي حكيم كل ذلك في الإطار الذي وضعه الإسلام ومن خلال تعاليمه وأحكامه.
شاهد أيضًا: موضوع عن حقوق المرأة في الاسلام
في نهاية رحلتنا مع ضوابط عمل المرأة في الإسلام نؤكد على أنه جاء الإسلام بالمساواة للمجتمع بأكمله، والمرأة نصف المجتمع لها رسالة تربوية سامية ومهام عملية رائدة لا يختلف عليها أحد في إطار القواعد والآداب التي مَنَّ الله بها على المجتمع المسلم.