معلومات تاريخية عن المعركة الفاصلة في فتح فارس
معلومات تاريخية عن المعركة الفاصلة في فتح فارس، مهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للفتوحات الإسلامية منذ العام السادس للهجرة وذلك ببعث رسائل لقادة العالم حينها من الفرس، كسرى، والروم البيزنطيين، هرقل، يدعوهم الدخول في الإسلام.
وقد كان ذلك إنذار أوليًا على استعداد المسلمين للتحرك وفتح البلاد المجاورة لهم ونشر رسالة الدين الإسلامي في كامل بقاع الأرض، وعند وفاة نبي الله انشغل الخليفة أبو بكر الصديق في حروب الردة إذ ارتدت العديد من القبائل عن دينها وقتها.
وقد كانت بقيادة خالد ابن الوليد، عند انتهاء هذه الحروب انطلق المسلمون في الفتح الإسلامي على بلاد الفرس والروم، فيما يلي سنبرز تاريخ الفتح الإسلامي على بلاد الفرس مركزين على أهم وأحسم المعارك فيها.
محتويات المقال
تاريخ الفتح الإسلامي على بلاد الفارس
- انطلقت الفتوحات الإسلامية على بلاد الفرس في عهد الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه سنة 633م بقيادة خالد بن الوليد الذي توجه للحدود المتاخمة لفارس مع مجموعة من الجيوش المتطوعين وهذه الحدود تقع عند بلاد العراق.
- تواترت المعارك التي انتصر فيها القائد خالد على الفرس الذين حاولوا المقاومة واسترجاع أراضيهم دون جدوى، استمر خالد ابن الوليد في معاركه إلى أن ضمن الاستقرار في العراق توجه إلى فتح بلاد الشام من يدي الروم.
- فور انسحاب جيوش المسلمين من العراق غار الفرس عليها وتمكنوا من استرجاعها ثانية إلى حدود السنة 636 ميلادي.
- وفي عهد الخليفة عمر ابن الخطاب وبقيادة سعد ابن أبو الوقاس تمكن المسلمون من استرداد الأراضي التي أخذها الفرس في العراق بعد أن تحالف كل من هرقل عظيم الروم ويزدجر الثالث وتكالبهم على جيش المسلمين من الغرب والشرق.
- وانتهى هذا الفتح بمعركة القادسية التي انتهت حكم الساسانيين لغرب فارس.
- قام بعدها الفرس بالعديد من الغارات على العراق فما كان من الخليفة عمر إلا تجهيز جيش ضخم للتقدم وفتح كامل بلاد فارس.
- دامت المناوشات بين الفرس والمسلمين بقيادة القعقاع وكان الفرس من أشد وأقوى الأعداء الذين حاربوا الإسلام.
- وعند محاصرتهم لجأ الفرس المنهزمون الذين أحسوا بالإهانة بعد دخول المسلمين أراضيهم بمنطقة النهاوند، وقد تجند المتطوعين من كل البلاد فيها لتكون معركة النهاوند من أشد وأقوى المعارك في تاريخ الإسلام والعالم هزم فيها الساسانيون اشد هزيمة فلم تقم لهم من بعدها قائمة.
- وقد دامت بعدها غارات المسلمين من السنة 644 إلى السنة 646 التي انتهت بالقضاء على الإمبراطورية الساسانية وانتزاع جذورها بالكامل.
- ويعتبر فتح بلاد فارس من أهم الانتصارات في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.
شاهد أيضًا: معلومات تاريخية عن معركة وقعت بين المسلمين والبيزنطيين
ملابسات معركة النهاوند
تعتبر معركة النهاوند إحدى البطولات الإسلامية التي ذاع صيتها على مر العصور، وهي من أهم المعارك التي ساندت انتشار الإسلام في بلاد فارس بعد وقوعها وتخليصها من الديانة المجوسية، أما عن الملابسات التي أدت إلى هذه المعركة الطاحنة نذكر:
- إحساس الفرس بمرارة الهزيمة والطعن في الشرف حيث تكبدوا عديد الخسائر ووقعت الكثير من مدنهم في أيدي المسلمين، مما أدى إلى تكاتف المتطوعين وأعاجم المملكة من كل قطب في مدينة النهاوند واستعدادهم لمواجهة العدو متحصنين بواحدة من أهم قلاع فارس.
- تواصل زحف المسلمين وملاحقتهم للفرس خاصة وأن هؤلاء لا يمكن أن يدعوا المسلمين في حالهم في حال وقف الغزو عليهم.
- اتسام الفترة بالانحلال الأخلاقي والثقافي والممارسات الجاهلية واندثار الدين الأخلاق مما جعل من سكان البلاد يرحبون بالمسلمين وثقافتهم.
تاريخ معركة النهاوند
- وقعت المعركة بين العرب المسلمين الفاتحين والفرس المجوسيين أو إمبراطورية ساسان في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب سنة 642 ميلادي في منطقة تدعى النهاوند، ومن هنا أخذ اسم المعركة. وتقع هذه المدينة في سلسلة جبلية وهي من أقدم مدن إيران.
- وقد انتهت هذه المعركة بعد حصار على المنطقة انتهى بانتصار المسلمين وهزيمة مؤلمة للساسانيين حتى انه بعدها لم يسمع عن الفرس في العالم.
أهمية المعركة في التاريخ الإسلامي
تكمن أهمية معركة النهاوند في أنها كانت حاسمة في الحرب بين الفرس والمسلمين إذ انه كان يوجد احتمالين لا ثالث لهما:
- انتصار الفرس في المعركة وكان سيكبد المسلمين خسائر كبيرة خاصة في الأرواح فاهم قادت الجيش وأذكاهم كانوا ضمن الحرب وهو ما كان سيضعف الدولة ويرجع للفرس ثقتهم بتمكنهم من اخذ زمام الأمور.
- بالتالي الإغارة على الأراضي المأخوذة منهم واسترجاعها، والهجوم على بلاد المسلمين ومحاولة ضمها لإمبراطورية الفرس العظيمة.
- انتصار العرب المسلمين وهو ما كان سيعزز الوجود الإسلامي في البلاد وتواصل تطبيق الخناق على الفرس وأخذ ما تبقى من أراضيهم وطي قرابة من الخمسة قرون حكم للفرس المجوس في المنطقة.
شاهد أيضًا: بحث عن المعركة التي قادها سعد بن أبي وقاص
أهم الأطراف المتصارعة من قواد وملوك
كما هو معلوم فإن المعركة كانت في عهد عمر؛ فان هناك العديد من الأطراف المشاركة على ارض المعركة ومنهم:
- نعمان بن المقرن وهو القائد لجيوش المسلمين بتوكيل شخصي من أمير المؤمنين وهو من أذكى القواد وأكثرهم حنكة وقد استشهد في المعركة.
- طليحة الأسدي وهو من وضع خطة محكمة للإطاحة بالفرس وخروجهم من حصنهم في أعلى جبل نهاوند.
- القعقاع بن عمرو وهو من نفذ الخطة الهجومية على الفرس.
- المغيرة بن شعبة وكان رسول المسلمين للفرس ومن أدهى المحاربين.
- حذيفة بن يمان خليفة نعمان في قيادة الجيش بعد استشهاده.
- الفيرزان وهو قائد جنود الفرس.
- الملك يزدجرد الثالث وأخر ملوك الساساني الذي لجأ إلى ملك الصين بعد فتح المسلمين لفارس.
تفاصيل الموقعة
- خرج المسلمون بجيش مكون من حوالي أربعون ألف مجاهد لملاقاة جنود الفرس الذي كان عددهم يفوق المائة ألف وكان المسلمين بقيادة نعمان، أما الفرس فكانوا بقيادة الفيرزان فوجد المجاهدون جيش العدو معسكرًا في منطقة تبعد النهاوند بمسيرة يوم.
- واحتدم القتال بين الجيشين وكان شديد العنف انتهى بتعادل الطرفين مع غروب شمس اليوم الأول رغم تفوق الفرس عددًا.
- تكرر الصراع في اليوم التالي لكنه لم يفضي إلى هزيمة أحد الطرفين.
- ليستيقظ المسلمون في اليوم التالي.
- ويتشفوا انسحاب الجيش الأعجمي إلى أعلى حصن النهاوند خشية من الهزيمة.
- تبع جيش المسلمين الكفار وحاصروه قرابة شهر في ظروف قاسية.
- حيث يقع الحصن في أعالي الجبال.
- وكان فصل الشتاء على الأبواب وكان الطقس شديد البرودة لكن المسلمون رابطوا وصبروا.
- كانت جنود العدو متحصنة بالخندق وناثرة حوله أشواك معدنية لإعاقة تقدم المسلمين الذين ما كان لهم سوى وضع خطة محكمة لإنهاء الحصار.
- فشار عليهم طليحة بالانسحاب بعيدًا عن ناظري العدو مع الإبقاء على مجموعة صغيرة من المجاهدين.
- بقيادة القعقاع لإيهام الفرس بانسحاب المسلمين فيخرجون من جحورهم ويبعدون الأشواك فينقض عليهم جيش الإسلام مرة واحدة.
- ما لبثت الخطة أن نجحت حيث فتحت أبواب الحصن وحرص جيش الفرس لملاقاة القعقاع.
- وكان بقية الجيش في انتظار اللحظة الحاسمة للهجوم.
- أشار نعمان إلى الجيش بدأ الهجوم لكنه سرعان ما وقع شهيدا متأثرًا بجراحه من أحد السهام التي سكنت صدره.
- خلصت المعركة بفوز المسلمين والتحصل على غنائم كبيرة لم يرى مثلها من قبل.
- لتكون المعركة حاسمة في فتح البلاد وتحولها إلى الدين الإسلامي.
- انتهت نتيجة معركة النهاوند بهزيمة موجعة للفرس الذين لقوا حذفهم في هاوية الوادي أسفل جبل الحصن.
- أثناء محاولة هروبهم من هجوم الجيش الإسلامي لتكتب هذه الملحمة التاريخية عبر الزمن.
- وبتناقلها المسلمون كإحدى أهم وأجمل البطولات الإسلامية مع بداية انتشار الإسلام.
شاهد أيضًا: أول معركة بحرية فى الإسلام وأهم أحداثها بإختصار