تعريف المنطق لغة واصطلاحًا
تعريف المنطق لغة واصطلاحًا، المنطق من أهم العلوم التي توجد منذ زمن بعيد، فيرجع لعلم المنطق الفضل الأول في تبني الأفكار والمعتقدات وكذلك الحفاظ عليهم وتداولها بين الأجيال.
فبدون علم المنطق ستعم العشوائية والخرافات وينتشر الجهل ويشيع بين كل الناس، ومن أجل أن نفهم المنطق فهم صحيح علينا أن نتعرف أولاً ما هو تعريف المنطق.
محتويات المقال
تعريف المنطق لغوياً
المنطق مصطلح مشتق من كلمة النطق وهو المصدر الميمي ويأتي بمعنى: الكلام، ومفرد الكلام هي كلمة، والكلمة نعني بها: أنها اللفظ المفرد الذي يدل على معنى.
شاهد أيضًا: الفلسفة والدين والحرية عند كانط
تعريف المنطق اصطلاحاً
لقد تعددت التعريفات التي يسيقها المناطقة وعلماء الفلسفة حول هذا العلم، ونتيجة لمسيرة مجهودهم الطويلة في محاولة لوضع تعريف اصطلاحي لعلم المنطق، ويأتي دورنا الأن في بذل مجهود لنختار أدق تعريف خاص بعلم المنطق عبر النقاط التالية:
- المنطق: آلة قانونية تحمي وتعصم مراعاتها العقل أو الذهن عن الوقوع في الخطأ أثناء عملية التفكير.
- وجه الارتباط بين المعنيين: وبما أن علم المنطق هو كلام يفصح عن ما يدور داخل عقل الشخص من معتقدات وآراء وتصورات وغيرهم.
- وأن المنطق الذي يعرفه الأغلبية على أنه عملية بحث في هذه الأشياء وما يشبهها فقد كان مناسباً بنسبة كبيرة هذا الاسم ليدل على العلم المذكور.
- وأصبح النطق معادل بشكل موضوعي للفكر، حتى رأيناهم عرفوا الإنسان بأنه حيوان ناطق، وكلمة ناطق بمعنى مفكر.
أسماء علم المنطق
- تم إطلاق الكثير من الأسماء والعديد من الألقاب ومنها: معيار العلم.
- علم الميزان.
- علم قواعد التفكير.
- خادم العلوم.
- رئيس العلوم وغيرهم من الألقاب.
- بالإضافة إلى أن التسمية الأكثر شيوعاً وانتشاراً على الألسنة هي: علم المنطق.
- لدرجة أن من سيسمع بكتاب ابن السكيت المسمى “إصلاح المنطق” يظنه في علم المنطقة بينما هو كتاب أشبه بمعجم لغوي.
واضع علم المنطق
- واضع علم المنطق هو الفيلسوف أرسطو، اليوناني العظيم، وقد تمت الإفادة من هذه الأبحاث المنطقية.
- التي كان يقوم بها أستاذ أستاذه سقراط الحكيم ثم من بعده أستاذه أفلاطون.
- والذين ثاروا كثيراً على الفكر السفسطائي الذي كان شائع جداً في تلك الآونة.
- والفكر السفسطائي هو فكر يزعم أصحابه بأنه لا وجود لحقائق واقعة خارج الذهن ولا يوجد استقلالية لتلك الحقائق عن الذات.
- فما ما تراه صواب فهو كذلك حتى إن رآه الآخرون خطأ. وأن الحقيقة ما هي إلا ما يتشكل داخل وعي كل شخص.
- وجاء هذا المنطق ليؤكد على أن هنالك حقيقة وأنه يمكن الوصول إليها.
- وأول من حول هذا المنطق إلى اللغة العربية هو حنين بن إسحاق في ترجمة له عن الأصل اليوناني مباشرة والتي تمت بدقة عالية.
- وقد تناول فلاسفة الإسلام ومناطقته ومتكلموه هذا المنطق بالكثير من الشرح، كما تناولوه بالنقد أيضاً والتصويب، بل وأزادوا إليه الكثير.
- مثل إضافة مبحث تقسيم العلم إلى تصور وإلى تصديق حيث أضافه المعلم الثاني أبو نصر الفارابي.
- وعلى ذلك فليس به من الإنصاف ولا من الأمانة العلمية في شيء، ولا له بالحقيقة وخدمة المعرفة في قليل.
- ولا في كثير ما يردده باقة من المستشرقين الحاسدين والمستغربين المغفلين من أن جهود هؤلاء الأسلاف كانت مقتصرة على النقل فقط.
- وأن ما بين يدينا اليوم من مصنفات تراثية تعد برهان قوي وكافي على أن هذا الهذيان ما هو إلا محض افتراء.
- وشهادات زور بعيدة جداً عن كل ما يتعلق بالموضوعية في البحث.
- ومفتقرة أيضاً كل الافتقار مما أدى إلى جعلها وجهة نظر جديرة بالاحترام فقط.
موضوع علم المنطق وما يدرسه
وبالطبع مثلما وقع الاختلاف في محاولات تعريف علم المنطق فوقع أيضاً كذلك اختلاف إضافي في موضوع هذا العلم ولعل الذي عليه الفئة الغالبة هو أن:
- موضوع علم المنطق البحث في التصورات والتصديقات.
غاية علم المنطق وهدفه ونتائج استخدامه
- تعد الغاية النهائية لعلم المنطق هي منع الذهن أو العقل من الوقوع في الخطأ أثناء إتمام عملية التفكير، عن طريق أن علم المنطق سيقود المفكر إلى الطرق والسبل الصحيحة في عملية البحث وكذلك الاستدلال.
- وأما عن ثمرة علم المنطق ونتائج استخدامه في حياتنا اليومية ومعاملاتنا.
- فهي أن علم المنطق سيعطيك القدرة على تكوين موهبة إن تعلمته بشكل صحيح فعلاً.
- بأن يستطيع كشف الحقائق أن يقوم ببناء حجة وبرهان ولكن بشرط ألا يخل المفكر بالأصول الهامة والقواعد الأساسية لعلم المنطق.
- حيث أن في قديم الزمن يطلقون مقولة “المنطق للجنان كالنحو للسان وكالعروض للأذان” مبينين فيه أهمية علم المنطق وضرورة الحفاظ على قواعده وأسسه كشرط أساسي لا غنى عنه.
ارتباط علم المنطق بالعلوم الأخرى
- علم المنطق حتى وإن كان علم مستقل في أصله من ناحية أنه يعد علم نظري، إلا أن علم المنطق بالنسبة إلى غيره علوم ينتمي إلى باقة العلوم الآلية المعيارية مثل النحو والعروض وأصول الفقه وقواعده وما إلى ذلك.
- وأما عندما نرى نقطة تعلق كل علم بمجال للبحث بطريقة محددة وتمحيصها بشكل وافي كتعلق علم النحو.
- مثلاً والصرف بأحوال الكلمة في الإعراب أو بنية فيما يوجد داخل اللغة العربية.
- أو تعلق علم العروض أيضاً بأحوال تراكيب الإيقاع في الشعر، أو كذلك تعلق علم أصول الفقه.
- بأحوال الاستنباط للأحكام الكلية من خلال أدلتها التفصيلية وغيرهم الكثير والكثير.
- لذا فإن علم المنطق علم متعلق بجميع العلوم لأنه يعتمد عليهم في بنائها ويعتمدوا عليه في بناءهم.
- حيث أن علم المنطق يقوم بدور كبير كمقام أول في تشييد وبناء أصولها وإنتاج أيضاً فروعها وتشعيب مسائله.
- لذلك فلا نجد عجب أن يتم إطلاق لفظ “رئيس العلوم” على علم المنطق، من حيث افتقار باقي العلوم جميعاً واحتياجه إليها
- وهيمنته أيضاً عليها، بل لا عجب أن يطلق عليه أيضاً مصطلح “خادم العلوم”.
- من حيث أن الدور الكبير والجليل الذي سبق له واطلع ولازال يتطلع به تجاهها، وهذا المثل يوضح بشدة ما سبق ذكره مخبر دليل وشاهد على أهمية علم المنطق بالنسبة لباقي العلوم، حيث أن “رئيس القوم خادمهم”.
شاهد أيضًا: تعريف المنطق واهميته
أهمية علم المنطق ومسائله
- يمكننا أن نلخص الأهمية البالغة لعلم المنطق في نتيجته وهدفه والتي سبق وأن ذكرناها، وهذا بشكل مباشر وواضح.
- وأما إن أردنا الحديث بشكل غير مباشر أو أبعد قليلاً فيمكننا حينها تلخيص الأهمية في تلك المجهودات العظيمة التي حققها علم المنطق حيث ساهمت نتيجة ذلك في زيادة الوعي الإنساني ونشره واستخدامه بشكل واضح.
- وهذا الأمر الذي قادنا نتيجة له إلى التقدم في العلوم والمعارف وإنشاء والتطوير في مناهج البحث العلمي.
- ومن ناحية أخرى فلا يمكننا أن ننسى أثره الإيجابي أو نغفل عن دوره البالغ في زيادة ارتقاء وتأصيل العلوم.
- وكذلك باقي المعارف الإسلامية وقيامها على أسس عقلية قوية وليست هشة ضعيفة.
- وأما عن مسائل علم المنطق فهي:
- باب المعرف يدرس به التعريفات وأنواعها وما يأتي قبلها كممهدات وما بعدها وباب آخر مسؤول عن أسس البراهين وما يسبقها من ممهدات وما بعدها.
شاهد أيضًا: تعريف المنطق الصوري
وهكذا نكون قد حددنا وشرحنا بالتفصيل كل ما تحتاج معرفته عن علم المنطق وتعريفاته، في نقاط محددة ومتضمنة جميع الأفكار التي يمكن أن تتعلق بتعريفات علم المنطق لغوياً واصطلاحاً.