تعريف الأخلاق لغة واصطلاحاً
الأخلاق هي مجموعة من القيم، ووفقاً للفلسفة الليبرالية تعتبر جالبة للخير في أي مجتمع وطاردة للشر.
فالأخلاق هي ما يميز أي إنسان عن غيره وهي أيضاً من أشكال الوعي الإنساني، فهي تعتبر مجموعة المبادئ والقيم التي تحرك الأفراد والشعوب مثل مفاهيم الحرية والعدل والمساواة.
وهي أيضاً الطباع والأحوال التي يدركها الإنسان بالغريزة وبالبصيرة، فالخلق الحسن يمكن اعتبارها من صفات القلوب وأعمالها فتابعوا معنا موقعنا المتميز دوماً مقال maqall.net.
محتويات المقال
تعريف الأخلاق في اللغة
- الأخلاق في اللغة هي جمع الخلق، والخلق في اللغة هو السجية والطبع، فهي قدر لصاحبها.
- وتعرف أيضاً بأنها المروءة والدين، فقال العلامة ابن فارس في تعريف الخلق: “الخاء واللام والقاف.
- أصلان: أحدهما تقدير الشيء، والآخر ملامسة الشيء”.
- وتعرف أيضاً بأنها المروءة والدين، فقال العلامة ابن فارس في تعريف الخلق: “الخاء واللام والقاف.
- وفي كتاب “القاموس” قال صاحبه: الخلق بالضم وبضمتين: الطبع والسجية والمدين والمروءة.
- وقال الراغب: الخلق والخلق في الأصل واحد، كالصرم والصرم، والشرب.
- لكن خص الخلق بالأشكال والهيئات والصور المدركة بالبصر، وخص بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة.
اقرأ أيضاً: قصه قصيره عن الأخلاق والفضائل
الأخلاق في الاصطلاح
- قال الجرجاني في تعريف الأخلاق بأنها: “عبارة عن هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر بدون حاجة إلى فكر وروية.
- كذلك كان الصادر عنها أفعال حسنة كانت الهيئة خلقاً حسناً، وإن كان الصادر منها أفعال قبيحة سمّيت الهيئة التي هي مصدر ذلك خلقاً سيئاً”.
- وأيضاً في كتاب “تهذيب الأخلاق”، قال ابن مسكوبه: الخلق هو حال للنفس داعية لها إلى أفعالها بدون فكر ولا روية.
- كما تنقسم هذه الحالة إلى قسمين: الأول ما يكون طبيعياً من حالة المزاج، مثل الإنسان الذي يغضب ويهيج من أقل سبب.
- أو الإنسان الذي يخاف ويجبن من أيسر شيء أو الإنسان الذي يفزع من أقل صوت يسمعه، أو يفزع من أي خبر يسمعه.
- أو الذي يضحك بشكل مفرط من أقل شيء يعجبه، أو الذي يغتم ويحزن من أقل شيء يناله.
- وأيضاً الحالة الأخرى هي ما يستفيده الإنسان بالعادة والتدرب، أو ما كان مبدؤه بالفكر والروية، وقد يستمر أولًا فأوًلا حتى يصبح خلقًا وملكة.
أنواع الأخلاق
يمكن تقسيم الأخلاق إلى عدة أنواع على النحو التالي:
الأخلاق الغريزية
- وهي الأخلاق التي يولد الإنسان بها بالفطر.
- وذلك بدليل قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إنَّ فيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُما اللهُ الحِلْمُ والأناةُ.
- كما قال: يا رسولَ اللهِ! أنا أَتَخَلَّقُ بهما أَمِ اللهُ جَبَلَنِي عليهما؟ قال: بَلِ اللهُ جبلكَ عليهما.
- قال: الحمدُ للهِ الذي جَبَلَنِي على خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهما اللهُ ورسولُه”.
الأخلاق المكتسبة
وهي الأخلاق التي يكتسبها الإنسان من خلال التعلم والتعود.
كما إن الدليل على ذلك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّما العلمُ بالتعلّمِ”.
الخلق مع الله عز وجل
- ويقصد بهذا النوع القواعد والأسس التي تحكم علاقة كل إنسان بربه.
- إلى جانب الآداب التي يجب على كل إنسان التحلي بها وممارساتها في الباطن والظاهر.
الخلق مع النفس
وهي الأمور التي يلتزم بها الإنسان مع نفسه في كل ما يشمل الآداب والأخلاق في السر والعلن.
الخلق مع الناس
- وهي الأمور والسلوكيات التي يلتزم بها الانسان مع الآخرين، فهي بمثابة القواعد التي تعمل على ضبط علاقة الانسان مع كل من حوله.
- وتتمثل في خلق الانسان مع والديه في المقام الأول، ومع الأنبياء، ومع المؤمنين، ومع الكفار، ومع الكبار، ومع الأطفال.
الأخلاق في الإسلام
- الأخلاق الإسلامية هي من سمات المسلمين والمؤمنين الصالحين، فهي التي تساعدهم في تجنب الوقوع في التصرفات.
- التي تجلب لهم النقد واللوم، وهي التي تجنبهم الوقوع في المعاصي والكبائر.
- فالأخلاق هي من الهدي النبوي، ومن الوحي الإلهي، فهي خُلق أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”.
- ولذلك تعتبر مكارم الأخلاق بناء ضخم قام بتشييده أنبياء الله عليهم السلام جميعًا.
- ثم بعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتمم هذا البناء فيكتمل هذا الصرح العظيم صرح مكارم الأخلاق.
- فلا فائدة من امتلاك أي إنسان للأخلاق الحسنة بدون امتلاكه للدين.
- وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّما بُعِثتُ لأُتممَ مكارم الأخلاق”.
وسائل اكتساب الأخلاق الحسنة
العقيدة السلمية
- فالسلوك الحسن والأخلاق الحسنة، تعتبر ثمرة لمعتقدات الإنسان وأفكاره.
- فالانحراف في السلوك ينتج عن وجود خلل في المعتقد.
- لذلك حيثما صحت العقيدة فتصبح الأخلاق حسنة، وأيضاً لأن العقيدة الصحيحة.
- تعمل على ردع الإنسان من الأخلاق السيئة، وحثه على مكارم الأخلاق.
الدعاء
- على الإنسان أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، لكي يرزقه بالخُلق الحسن.
- فالله سبحانه وتعالى قريب مجيب الدعاء.
- والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء”.
- فالله سبحانه وتعالى قريب مجيب الدعاء.
الجهاد
فالأخلاق الحسنة، هي من أنواع الهداية التي يهبها الله للإنسان الذي يجاهد نفسه ضد سوء الخلق والسلوكيات السيئة.
فقد قال الله سبحانه وتعالى: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ”.
محاسبة النفس
- فنقد النفس ومحاسبتها دائماً، عند ارتكاب السلوكيات السيئة يساعدها على عدم القيام بنفس الأفعال مرة أخرى.
- وأيضاً أن يأخذ الإنسان نفسه بمبدأ الثواب والذنب، فإن أحسنت نفسه السلوك والفعل ارتاحت.
- كذلك إن أساءت أخذها بالحزم والجد والمحاسبة.
قد يهمك: موضوع تعبير عن الاخلاق في الاسلام
أهمية الأخلاق في الإسلام
- اختار الله سبحانه وتعالى، أن تكون الغاية من بعثة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هي الدعوة إلى مكارم الأخلاق.
- فمن خلال ذلك وضح النبي صلى الله عليه وسلم مدى أهمية الأخلاق الحسنة.
- على الرغم من وجود العديد من الأمور الأخرى الهامة مثل أمور العبادة والعقيدة.
- إلا إن الأخلاق تبرز بشكل أكبر وأكثر من سائر الأمور الأخرى التي تتعلق بدين الإسلام.
- فعادةً، ما يرى الناس الأخلاق الحسنة والسلوكيات الجيدة ويتعاملون بها بعضهم مع بعض أكثر من رؤيتهم لأمور العبادة.
- لذلك فقوم الناس بتقييم الإنسان من خلال سلوكه في التعامل معهم، ويحكمون على شخصيته وليس من خلال طريقة أداءه للعبادات.
- أيضا عظم الإسلام حسن الخلق ليس لأنه شيء مجرد، ولكنه عبادة يثاب عليها العبد ويحصل على الأجر مقابل حسن خلقه.
- فهو من الأسس التي يتفاضل بها المسلمون يوم القيامة، وذلك استنادًا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- “إن من أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا، وإنَّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقونَ.
- قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهقونَ؟ قالَ: المتَكَبِّرونَ”.
- الأخلاق الحسنة من أسباب المودّة بين الناس وإنهاء العداوة.
- فقد قال الله تعالي: ” وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”.
شاهد أيضاً: حوار بين شخصين عن الاخلاق الحسنة
الأخلاق هي الأساس لبقاء الأمم واستمرارها، وهي أيضاً مؤشر انهيار الأمة فانهيار أخلاق الناس هو سبب لانهيار كيان الأمة وحسن أخلاقهم هو مؤشر لبقاء الأمة.
فقد قال الله عز وجل: ” وَإِذا أَرَدنا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنا مُترَفيها فَفَسَقوا فيها فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرناها تَدميراً”، دمتم بخير.