تعريف المسؤولية الجنائية في القانون المصري
تعريف المسؤولية الجنائية في القانون المصري، حدد القانون المصري المسؤولية الجنائية على المواطنين في حال ارتكابهم أي فعل جنائي تجاه بعضهم البعض، وفي هذا الموضوع سوف نتعرف على المسؤولية بوجه عام، وعلى المسؤولية الجنائية في القانون المصري والمسؤولية المدنية أيضًا.
محتويات المقال
تعريف المسؤولية الجنائية في القانون المصري
قبل أن نقوم بتعريف المسؤولية الجنائية في القانون المصري، يجب علينا أولًا تعريف المسؤولية بشكل عام، وأركانها، ومظاهرها.
ما هي المسؤولية
الفرد دائم الوقوع في الأخطاء في حق الآخرين، وعند تعرض الفرد للضرر من هذه الأخطاء التي يفعلها فيجب أن يتحمل الفرد صاحب الخطأ مسؤولية هذا الضرر من تعويض المتضرر للمحافظة على سلامة المجتمع وأمنه.
المسؤولية هي أن يُحاسب الفرد على ما ارتكبه من أخطاء ألحقت الضرر بالغير، أو القيام بمحاسبته عن مخالفات قانونية قام بارتكابها، وهذه المخالفات منافية للقواعد والآداب العامة.
تنقسم المسؤولية في القانون المصري إلى فرعين، الفرع الأول خاص بالمسؤولية الجنائية الذي يتبع القانون الجنائي، والفرع الثاني خاص بالمسؤولية المدنية الذي يتبع القانون المدني، ويتفرع للمسئولية العقدية وللمسئولية التقصيرية.
أركان المسؤولية
المسؤولية تمتلك ثلاث أركان رئيسية، وتتمثل أركان المسؤولية في النقاط التالية:
الرعاية
وهو الركن الذي يتمثل في رعاية الفرد بالآخرين بإظهار اهتمامه بهم، فكل فرد مسئول عن من يرعاهم، كما هو الحال بين الرئيس ومرؤوسيه، والزوج وزوجته وأولاده، وهكذا.
الهداية
وهي ركن أساسي في تحمل الفرد للمسؤولية تجاه أي فرد أخر، وهي تشمل تقديم النصائح والإرشادات المتعلقة بالقيم الاجتماعية الجيدة، والدعوات لفعل الخير، والأمر بكل ما هو معروف، والنهي عن فعل المنكرات، والاقتداء بالأنبياء والرسل.
الإتقان
الإتقان من أهم صفات المؤمن التقي الذي يرغب في التقرب من الله بإتقانه في عمله مع مراعاة ضميره في تعاملاته مع الآخرين.
شاهد أيضًا: مقدمة إذاعة مدرسية عن تحمل المسؤولية
مظاهر المسؤولية
تظهر المسؤولية بتصرفات الشخص في مظاهر عديدة، حيث تظهر مسؤولياته على المستوى الاجتماعي في اهتمامه بوالديه وأبناءه ورعايتهم، وتقديم العون لمن يحتاج إلى ذلك بمن حوله بالمجتمع كاليتامى، والفقراء، وأصحاب الهمم، وغيرهم.
كما تظهر مسؤولياته الوظيفية من خلال اهتمامه بالمهام المهنية الخاصة به، وإتمامه لأعماله على أكمل وجه، مع إنجاز الأهداف التي تسعى المؤسسة يعمل بها في تحقيقها بكل إخلاص وتفاني، بالإضافة إلى الحرص الدائم له على سير أعماله بالتقدم والنمو المطلوب.
ومن هذه المظاهر أيضًا التزام الشخص بالقوانين والنظام واحترامه لها من أجل الحفاظ على النظام المرتبط بالمجتمع، وهو المعروفة باسم المسؤولية القانونية.
والمسؤولية الشخصية هو أن يعتمد الإنسان على ذاته مع اختيار المناسب من السلوكيات والآراء التي سيتعامل بها مع من حوله في المجتمع سواء في محيط إقامته أو في مكان عمله، وأن يتعاون ويتفاعل مع الآخرين بالوعي المطلوب.
نتائج تحمل الفرد للمسؤولية
تتعدد النتائج الإيجابية التي تترتب على تحمل الفرد للمسئولية، والتي من بينها ما يلي:
الامتلاك للسيطرة
يجب على كل إنسان أن يتصف بالقيادة والبطولة في حياته الخاصة به، وأن يتجه نحو المسار الذي قام باختياره، مع اتخاذ قرارته بكل حرية، مع ضرورة تقبله للفشل لأن الجميع يخطئ، ولكن من الضروري أن يواجه نتائج اخطاءه والاستمرار في تحقيق أحلامه مهما قابل من عقبات.
احترام وتقدير الذات
عندما يكون الإنسان مسؤولًا عن قرارته وخياراته الكثيرة في كافة أمور حياته سوف ينتج عن ذلك زيادة ثقته بنفسه، مما يؤدي إلى أنه سيكون قادرًا على تحديد أهدافه دون الاتكال على أحد، وعلى الإنسان أن يعيش لتحقيق أهدافه لا لأهداف الأخرين.
التحلي بالقوة والشجاعة
أحيانًا يبتعد الإنسان عن أمور يرغب في الإقدام عليها، وذلك لأنه يسمع أصوات ما بداخله تجعله يخاف من نتائجها، ومن الممكن هزيمة هذه الأصوات عن طريق اكتساب الثقة في نفسه، وأن يتحلى بالقوة والشجاعة التي تكفي ليتحمل نتائج أفعاله.
كسب احترام الغير
يصبح الفرد المسئول أهلًا لثقة الناس، وجديرًا بالتقدير والاحترام مع تمكنه من حمل المسؤولية في المواقف التي تحتاج للك.
فتح الآفاق الجديدة
المسؤولية تدفع الفرد من أن يحصل على الكثير من الأعمال والمهمات، وذلك بواسطة ثقة الغير فيه، وأنه يكون فردًا يستطيع إدارة مهامه ومنصبه بشكل جيد وبالكفاءة العالية وبدون الهروب من مواجه المشاكل.
اكتساب مهارة القدرة على التغيير
إذا كان الفرد على علم بأهمية تحمله للعواقب والنتائج المترتبة على الأفعال المختلفة المتعلقة باختياراته فسوف يتأنى في اختياراته، وسيقف ليميز بين الأمور الجيدة والسيئة المتعلقة بالخيارات، مما يساعده على تطوير مهاراته التي سوف تؤهله لأن يكون قادرًا على التغيير في الحياة التي يعيشها بشكل أفضل.
الارتقاء بالمجتمع
إذا كان الشخص قادرًا على تحمل المسؤولية المهنية التي تحتاج لتحمل التزامات الوظيفة من إنجاز المهمات فسوف تنهض المنشأة التي يعمل بها، فنهوض المنشآت المجتمعية تعمل على ازدهار القطاعات العامة بالمجتمع ونهوضه ورقيه.
قد يهمك: حديث شريف عن تحمل المسئولية
ما هي المسؤولية المدنية ؟
تقوم المسئولية المدنية عند الإخلال بالواجبات والالتزامات التي يقوم مبدأ التعايش الإنساني بفرضها، حتى لو كانت هذه الواجبات منصوص عليها على هيئة ما يُعرف بالبنود القانونية مثل العقد والمعروفة بالمسئولية العقدية.
أو في حالة إذا كانت بواسطة المبادئ العامة التي تُلزم باحترام الحقوق الخاصة بالغير وعدم التضرر بها وتُعرف بالمسئولية التقصيرية مثل التعسف في استعمال الحقوق.
ولذلك فالمسؤولية المدنية هي التي من أهدافها إزالة الأضرار التي تُصيب الفرد المتضرر عندما يخل المدينة بالتزامه بالعقد أو بإخلال الفرد بالالتزامات القانونية المفروضة عليه.
وفيما يتعلق بدعوى المطالبة المدنية فيمن أن تتبع الدعوى العمومية أو بالعكس، فمن الممكن أن يقوم الفرد برفع دعوى مدنية مع دعوته الجنائية أمام المحكمة الجنائية، فتكون في هذا الوقت هذه الدعوى مدنية تتبع الدعوى الجنائية.
ومن الممكن أن يقوم الفرد برفع دعوى مدنية بشكل مستقل عن الدعوى الجنائية والتي ينظر فيها المحكمة المدنية، لكن في هذا الموقف يجب على المحاكم المدنية أن تقوم بوقف النظر بالدعوى المدنية لحين فصل المحاكم الجنائية في الدعوى الجنائية بأخذ بالمبدأ التالي ” الجنائي يعقل المدني”.
ويمكن للفرد المتضرر أن يتنازل عن طلباته المدنية وله الحرية الكاملة في ذلك، حيث أنها تتعلق بمصالحه الشخصية فقط، ويجب العلم أن الدعوى المدنية تبقى قديمة بعد مرور وقت محدد، أي يسقط حق مطالبته بأمام المحكمة المدنية.
حيث أن في المسئولية العقدية لا يمكن المطالبة بالحق بعد مرور 15 عام من تاريخ تحرير العقد، ولكن في المسئولية التقصيرية فالحق يسقط بالمطالبة بعد مرور 36 شهر بمجرد العلم بأن الفعل الضار قد وقع فعلًا.
اخترنا لك: قانون الإجراءات الجنائية المصري
المسؤولية الجنائية في القانون المصري
تقع المسؤولية الجنائية على فرد عندما تتوفر جميع الأركان الخاصة بالجريمة وهي: ( ركن القانون – ركن المادة – ركن المعنوي)، هم على النحو التالي:
الركن القانوني للجريمة
الذي يتمثل في وجود النصوص القانونية التي تُجرم الفعل الواقع على الجناة، وهذا النص يعمل على تحديد عقوبته المقررة عليه لما فعله، مما يعني أن الأفعال مهما كانت خطورتها لا تعد جريمة إلا إذا تواجد نص محدد يدل على تجريمه.
الركن المادي للجريمة
وهو الذي يتمثل بالسلوك أو الفعل الذي قد جرمه القوانين الجنائية ويترتب عليه العقوبات، وطبقًا لهذا الركن يجب أن يقوم الجاني بالفعل الإجرامي وأن يبدأ بالقيام به، وفي حالة بقاء الإرادة التابعة للجاني بشكل كامن في نفسه لا يمكن تجريمه لأنها تعد ضمن النوايا فقط.
الركن المعنوي
وهو القصد جنائيًا للفرد الفاعل، حتى أن يكون الجاني على وعي وإدراك لما يفعله.
في حالة توفر كلًا من الركن القانوني للجريمة، والركن المادي للجريمة، والركن المعنوي للجريمة تولد الجريمة، وتبقى هناك مسؤولية جنائية على الفرد مرتكب الكريمة.
فإن تعريف المسؤولية الجنائية في القانون المصري هو التزام الفرد بأن يتحمل نتائج تصرفاته التي فعلها بنفسه ما لم يكن هناك أي سبب تجعله يقوم بالجريمة كالتبرير والإباحة.
وفي نهاية الموضوع وبعد أن تعرفنا على مفهوم المسؤولية بشكل عام، وأركانها، ومظاهرها، والنتائج الإيجابية المترتبة على تحمل المسؤولية.
وذكرنا تعريف المسؤولية المدنية، وتعريف المسؤولية الجنائية في القانون المصري وأركانها، عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.