تعريف الدعاء

تعريف الدعاء، الدعاء من العبادات العظيمة، فالمسلم بالدعاء يستطيع أن يحقق ما يتمناه، فمن رحمة الله تعالى أنه جعل هذه العبادة في ديننا، حتى يستطيع العبد أن يدعو الله بما يشعر به وما يتمنى أن يحصل له من الخير، فلأهمية هذا الموضوع سوف نوضح كافة الأمور المتعلقة بالدعاء، وهذا سيكون من خلال موقعنا مقال maqall.net.

تعريف الدعاء

تجدر الإشارة إلى أن هذه العبادة قد يغفل عنها البعض بسبب انشغاله بهموم الدنيا، وينسى أن باب الدعاء مفتوح له.

فالدعاء يقصد به الكثير من المعاني التي يمكن أن لا يعرفها الكثير، فمن أهم هذه المعاني الآتي:

  • فالدعاء يقصد به التضرع إلى الله تعالى، والافتقار إليه لقضاء حاجة من حوائج الدنيا والآخرة.
  • أيضًا يقصد به طلب المغفرة والتوبة، وأن يسأل العبد ربه عما في داخله من الهموم والأحزان والأماني.
  • كما أن الدعاء ما يميزه عن سائر العبادات، أنه يكون في كل وقت عكس الصيام والصلاة والحج.
  • كذلك صيغة الدعاء تختلف من شخص لآخر، فكل منهم يدعو بما يريد أن يحصل له، وبطريقة وبلغة خاصة بالشخص.
  • أيضًا من نعم الله علينا أنه يستجيب الدعاء، ولكن بشرط أن يكون خالص لوجه الكريم، ولا يشرك معه أحد.

معاني الدعاء في القرآن الكريم

الجدير بالذكر أن الدعاء ذكر في القرآن الكريم على عدة وجوه فمنها الآتي:

  1. الدعاء بمعنى العبادة فقال الله تعالى: {وَٱصبِر نَفسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بِٱلغَدَاةِ وَٱلعَشِىّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ} [الكهف:28].
  • وقوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمثَالُكُم} [الأعراف:194].
  1. أيضًا يأتي الدعاء بمعنى الطلب والسؤال فقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186].
  • وقوله تعالى: {وَقَالَ رَبٌّكُـم ٱدعُونِى أَستَجِب لَكُم} [غافر:60].
  1. كذلك يأتي بمعنى الاستغاثة في قوله تعالى: {وَإِن كُنتُم فِى رَيبٍ, مّمَّا نَزَّلنَا عَلَىٰ عَبدِنَا فَأتُوا بِسُورَةٍ, مّن مِّثلِهِ.
  • وَٱدعُوا شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُم صَـٰدِقِينَ} [البقرة:23].
  1. كما أنه يقصد به توحيد الله والثناء عليه وتمجيده، وهذا في قوله تعالى: {قُلِ ٱدعُوا ٱللَّهَ أَوِ ٱدعُوا ٱلرَّحمَـٰنَ} [الإسراء:110].
  2. أيضًا يأتي بمعنى الحث على الشيء، فقد قال تعالى: {وَٱللَّهُ يَدعُو إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ} [يونس:25].

أهمية الدعاء

لا شك أن عبادة الدعاء تعود بالنفع على العبد سواء في الدنيا والآخرة، ومنها الآتي:

  • يشعر العبد أثناء الدعاء بالقرب من الله سبحانه وتعالى، وأنه سوف يستجيب له فقد قال تعالى:
    • (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
  • أيضًا الدعاء هو الاستعانة بالله في كل أمور الحياة، فنحن لا حول ولا قوة إلا بالله.
  • فقال صلى الله عليه وسلم: “إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ”.
  • كما أن الدعاء مفيد فيما نزل من القضاء والذي لم ينزل، فقال صلى الله عليه وسلم: “لا يُغْنِي حَذَرٌ من قَدَرٍ.
    • والدعاءُ ينفعُ مما نزل، ومما لم يَنْزِلْ، وإنَّ البلاءَ لَيَنْزِلُ، فيَتَلَقَّاه الدعاءُ، فيَعْتَلِجَانِ إلى يومِ القيامةِ”.

اقرأ أيضًا: كيفية الدعاء بليلة القدر

أسباب استجابة الدعاء

هناك بعض الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، التي توضح أن هناك أسباب حتى يقبل الله تعالى الدعاء فمنها الآتي:

  • صحيح البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يغفر لي”.
  • أيضًا قال صلى الله عليه وسلم: “لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحم ما لم يستعجل. قيل: يا رسول الله: ما الاستعجال؟
    • قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء”.

إذا الحاصل أن أسباب استجابة الدعاء الآتي:

  • لا يكون الدعاء على أمر قد نهى الله عنه.
  • أيضًا بر الوالدين من أسباب استجابة الدعاء.
  • اجتناب ما نهى الله عنه.
  • كذلك الصدق مع الله تعالى.

كما يمكنكم الاطلاع على: ما هو الدعاء قبل الصلاة

آداب وشروط الدعاء

هناك بعض الشروط والآداب التي يجب مراعاتها أثناء الدعاء، حتى يحصل للعبد المطلوب فهي كما يلي:

  • قبل البدء في الدعاء على العبد أن يحمد الله ويثني عليه ويمجده، والصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
  • ثم يدعو بما شاء ويختم مرة أخرى بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
  • فقال صلى الله عليه وسلم: “إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْدُ مَا شَاءَ”.
  • كذلك على العبد أن يعزم في المسألة فقال صلى الله عليه وسلم: “إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، وَلاَ يَقُولَنَّ: اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّهُ لاَ مُسْتَكْرِهَ لَهُ”.
  • كما أنه لا بد أن يراعي العبد عدم رفع صوته في أثناء الدعاء، ولا يتكلف في السجع.
    • ويقصد بذلك أنه لا يتكلف في التفاصيل أو في عبارات الدعاء.
  • أيضًا مراعاة استقبال القبلة ورفع اليدين، وحضور القلب والخشوع، وأن يوقن العبد بالإجابة بإذن الله.
  • كما أنه يجب على العبد أن يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى، فقد قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا.
  • وَذَرُوا الَّذِينَ يلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [الأعراف: 180، 181].

الأوقات المستحبة للدعاء

قد ذكرنا من قبل أن الدعاء ليس له وقت محدد، ولكن يوجد أوقات يفضل فيها الدعاء، والله تعالى حثنا عليها وهي الآتي:

  • وقت ما بين الأذان والإقامة.
  • السجود في الصلاة.
  • أيضًا وقت نزول المطر.
  • كذلك وقت قيام الليل والثلث الأخير الذي يتنزل فيه الله تعالى بما يليق به.
  • أيضًا بعد الصلوات المكتوبة.
  • الدعاء يوم عرفة.
  • كما أن هناك ساعة استجابة في اليوم الجمعة.
  • الدعاء قبل أن يفطر الصائم.
  • أيضًا الدعاء أثناء السفر.

كما أدعوك للتعرف على: الدعاء بين الآذان والإقامة

وختامًا نكون انتهينا من الحديث عن تعريف الدعاء، وقد بينّا كافة الأمور الخاصة بالدعاء من حيث أهميته، ومعانيه في القرآن الكريم، وأسباب استجابته، وشروطه وآدابه، كما وضحنا أوقات المستحبة للدعاء، فنأمل أن ينال رضاءكم وإعجابكم.

مقالات ذات صلة