مظاهرة الكفار على المسلمين وتأييدهم ونصرهم حُكمه
وفي مقالنا اليوم، سنتحدث بالتفصيل عن هذه القضية، موضحين ومستشهدين بالأدلة على الحالات المختلفة فيها، فنرجو أن يقيدكم هذا المقال، تابعوا موقع مقال.
محتويات المقال
المقصود بمظاهرة الكفار والمشركين على المسلمين
إنَّ المقصود بمظاهرة الكفار على المسلمين هو أن يكون المسلم عونا لأخيه المسلم وظهيرا له ويدافع عن إخوانه من المسلمين ضد الكفار.
- كما جعل الله- تعالى- من يقوم بتولي المشركين كحكمهم سواء، فهو- سبحانه- القائل:
- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» [المائدة: 51].
- هذا ولأن مظاهرة المشركين أيضًا في حد ذاته إخلالًا لعقيدة الولاء والبراء.
- حيث يكون الولاء للإيمان وأهله، ويكون البراء من الشرك وأهله.
- كما أن كلًّ من عقيدة الولاء والبراء من الأصول العظيمة لمِّلتنا، بل من أعظم الأصول.
- لذلك كثُرت النصوص من القرآن الكريم والسُنَّة النبويَّة في هذا الباب.
شاهد أيضًا: قصة اسلام الفاروق عمر بن الخطاب
موالاة الكفار
- الموالاة للكفار تختلف حسب الموقف، حيث أنها على مراتب.
- كما تعتبر فيبعض الأحيان هذه الموالاة كفرًا وردة، هذا وأنَّ الحب في الله- عز وجل- والبغض فيه- سبحانه.
- وكذلك الموالاة والمعاداة فيه- تعالى-، هي من أوثق عرى الإيمان وروابطه.
- فقد روي عن ابن عباس- رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
- ((أوْثَقُ عُرَى الإيمانِ المُوَالاةُ في اللهِ ، و المُعادَاةُ في اللهِ ، و الحُبُّ في اللهِ ، و البغضُ في اللهِ))، [السلسلة الصحيح: 998].
هذا وتأتي موالاة الكفار على عدة معانٍ وأنواعٍ، منها ما يلي.
نصرة الكفار وتأييدهم على المسلمين
- فإن قام المسلم بمعاونتهم ومظاهرتهم على إخوانه من المسلمين مع حبه لما هم عليه من الكفر.
- فلا يوجد شكٌّ في أن هذا الشخص مارقٌ من مِلَّة الإسلام.
- يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي- رحمه الله- في تفسيره لقوله- عز وجل-: «وَمنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأوُلَئِكَ هُمُ الْظَّالِمُوْنَ»، [الممتحنة: 9].
- أيضًا إن هذا الظلم يكون تبعًا لنوع التولي، فإن كان توليًا تامًا، كان هذا كفرًا يخرج من مِلَّة الإسلام، وتحت ذلك من المراتب ما هو غليظ وما هو دون ذلك.
- وقال عند قوله- عز وجل-: «وَمَنْ يَتَوَلّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ»، [المائدة: 51]، بإنَّ التولي التام يوجب الانتقال إلى دينهم.
- كما أنَّ التولي القليل يدعو إلى الكثير، ومن ثم يتدرج جزءًا فجزاء، حتى يكون العبد منهم.
اخترنا لك: من هو الصحابي الذي لُقب بـ “سيد القراء” ؟
محبة الكفار ومودتهم
- إنَّ محبة الكفار ومودتهم هي من أحد موالاة الكفار، حتى وإنَّ لم يوجد إعانة لهم.
- فقد نفى الله- تعالى- الإيمان عن هؤلاء الذين يحبون الكفار.
- كما إنْ لم يقوموا بإعانتهم على المسلمين، فبمجرد حصول المودة والمحبة للكفار، كان ذلك سببًا في نفي الإيمان عنه.
اللحوق بدار الكافر اختيارًا له ورغبة عن المسلم
- يقول ابن حزم- رحمه الله- أنَّ من لحق بديار الكفار اختيارًا لهم، ومحاربًا لمن يليه من المسلمين.
- كما فهو يكون بذلك مرتدًا، وعليه جميع أحكام المرتد، من وجوب القتل عليه، متى قدر عليه ومن إباحة ماله، وانفساخ نكاحه.
- وذلك لأن النبي-صلى الله عليه وسلم-، لم يبرأ من مسلم.
- وأما من فر إلى أرض الحرب لظلمٍ خافه، ولم يقوم بمحاربة المسلمين، ولا أعانهم، ولم يجد في المسلمين من يجيره، فهذا لا شيء عليه لأنه مضطر مكره.
- بل أن الله- تعالى- قد بيّن أن المسلم الذي يقيم وسط الكفار والمشركين، وكان غير قادر على إقامة دينه، مع قدرته على الهجرة من ذلك المكان.
- أيضًا فهو يكون بذلك قد عرَّض نفسه للعذاب الشديد، حتى وإنْ كان مبغضًا لهؤلاء الكفار والمشركين، محبًا ومدافعًا عن المسلمين.
- يقول الله- تعالى- في محكم التنزيل: «إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً»، [النساء: 97].
التشبه بالكفار
- من صور موالاة الكفار أيضًا أن يتشبه المسلم بهم، وهذا ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
- فقد روي عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
- ((مَنْ تَشبَّه بقَومٍ فَهوَ مِنْهُم))، [أخرجه أبو داود (4031) واللفظ له، وأحمد (5114) مطولاً، ودرجة الحديث: حسن].
- فقد يحمل ذلك على التشبُّه المطلق، فإنه يوجب الكفر، ويقتضي تحريم أبعاض ذلك.
- كما أنه قد يحمل على أن من يتشبه بهم يكون منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه.
- كذلك فإن كان كفرًا، أو معصية، كان حكمه كذلك؛ وعلى كلَّ حال يقتضي تحريم التشبُّه.
إقامة المؤتمرات من أجل تقرير وحدة الأديان
- إن إقامة المجتمعات والمؤتمرات لتقرير وحدة الأديان، وإزالة الفوارق العقدية، عندما يتم إسقاط الفوارق الطبيعية والمعروفة بين الأديان من أعظم أنواع موالاة الكفار المناقضة للإيمان.
- يقول الله- عز وجل-: «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِِنْه»، [آل عمران: 85].
- وعليه فلا يجوز على المسلم أن يدخل في مؤتمرات هؤلاء الكفار، وإنما نبذهم وتوضيح أفكارهم الخبيثة نصرةً لدين الله- عز وجل-، الذي يتبعه نصرة المسلمين.
قد يهمك: ترتيب الخلفاء الراشدين بعد الرسول
فقد أوضحنا التفاصيل والأدلة حول هذه القضية، مؤكدين أنه لا بد من نصرة ديننا الحنيف ونصرة المسلمين على من يعاديهم، هذا ونرجو أن يكون المقال قد أفادكم ونال استحسانكم، وللمزيد من المواضيع، زوروا موقع مقال.