الفرق بين الروح والنفس علميًا وفي الإسلام
الفرق بين الروح والنفس علميًا وفى الإسلام، ان الحديث عن النفس والروح هو أحد الموضوعات التي شغلت تفكير كثير من المفكرين الإسلاميين والفلاسفة والدعاة والعلماء أيضًا، ورغم كل تلك التساؤلات لم يصل أيا من هؤلاء المفكرين حتى الآن إلى قول قاطع في الفرق بين كل من النفس والروح.
فكل منهم له رأي يدعمه ببعض من الادلة العقلية، لكن تلك الآراء لم تصل الى نقطة التقاء بعد، ولعل طرحنا لهذا الموضوع الفرق بين الروح والنفس يجعلنا نتفهم تلك الآراء ونستخلص منها ما نراه مناسبًا لنا.
محتويات المقال
تعريف النفس عند الفلاسفة: –
طرح عدد كبير من الفلاسفة تعريف النفس للنقاش وكانت محل جدل بينهم، ويعد أفلاطون على رأس قائمة هؤلاء المهتمين بالوصول لتعريف معنى النفس، وناقشها كما يلي: –
- حيث قال عنها إن النفس هي شيء منفصل عن الجسم البشري، فهي شيء معنوي محسوس ولا يمكننا إدراكه في هيئة مادية.
- لكنها مصدر الحياة بالنسبة للإنسان، وكذلك هي منبع لسلوكياته.
- حيث يرجح ان سلوك الانسان سواء سلوك طيب او شرير أو شهواني، كل ذلك نابع عن سمات نفسه التي قد تكون شهوانية، أو قد يتملكه الغضب أو قد تكون متزنة ولديها من الحكمة ما يكفي فتكون عاقلة.
- وقال ان اغلب البشر يجمعون بين كل هذه الصفات والسلوكيات، لذلك أرجح ان كل فرد يتواجد داخله الأقسام الثلاثة للنفس سواء العائلة أو الشهوانية او الغاضبة.
- وطرح أيضًا فكرة ان النفس تمثل الابدية والخلود، فالموت للإنسان هو موت البدن فقط فالنفس لا تموت.
ومن هنا بدأ يتعارض رأي أفلاطون وأرسطو، كما سنوضح: –
- حيث يؤكد أرسطو أن النفس لا يصح ابدا ان تنفصل عن جسم الانسان.
- فالنفس صورتها الجسد الذي يشكل كل تصرفات وسلوكيات وأفكار الإنسان، وأكد ايضًا ان النفس تزول بزوال الجسد.
أما ابن مسكويه فكان له رأي آخر: –
- حيث يرى أن النفس هي العقل لا فرق بين كل منهم فهما نفس الشيء، و يقومان بنفس الأدوار و الوظائف فبالتالي هما شيء واحد لا اختلاف بينهما.
- وقد اثار ابن مسكويه نقطة خلاف جديدة مع اراء غيره من الفلاسفة، حيث اكد ابن مسكويه أن الفرد تجتمع داخله ثلاثة أنفس كل منهم لها مسئولية منفصلة عن الاخرى بشكل تام.
شاهد أيضًا : الفرق بين الحساب الجاري والتوفير والوديعه
بينما كان لتوماس هوبز رأي آخر: –
- لا يعترف بوجود النفس من الاساس لأنه يؤمن المادية البحتة، ولا يؤمن بالأشياء المعنوية غير الملموسة، بينما اعتقد هيوم ان النفس كيان منفصل بذاته عن الجسد البشري.
وللفلاسفة العرب مثل ابن سينا رأي أيضًا في ذلك: –
- حيث انه أكد ان الجسد ينفصل عن النفس، وأن النفس أرقي من الجسد.
- ومن خلال التنفس يصبح الشخص قادر على الحركة والتصرف والتعامل في شتى شئون حياته.
- من خلال النفس أيضًا يبدأ إدراك الفرد للأشياء ولكل ما يدور حوله.
- والنفس لا تقتصر على الإنسان فحسب، فهي موجودة لدى النباتات والحيوانات ايضًا لكن يكون الاختلاف في الإدراك حيث ان الحيوانات لا تدرك إلا ما هو مادي فقط.
تعريف الروح عند الفلاسفة: –
رأى أرسطو يتمثل فيما يلي:
- ان الروح هي أساس ومحور الوجود الإنساني، بينما ينفي أن تكون شيء معنوي غير مادي حيث يؤكد ماديتها.
- ويؤكد أن محلها هو الجسد البشري.
- ان الروح هي كيان فاني ينتهي وجوده مع انتهاء وجود الإنسان، فهو لا يعترف بفكرة خلود الروح.
شاهد أيضًا: 10 معلومات عن الفرق بين الخرف والزهايمر وكيفية علاجه
وأكد نفس النقطة ديكارت: –
- انه كاد ان يحدد مكان الروح داخل الجسد بالتحديد.
- يرى انها تكون داخل رأس الإنسان وبالتحديد تقع في منطقة مجاورة لدماغ الإنسان.
- والبعض الآخر يستند على فكرة نفخ الروح ويستوحي منها أن الروح تشبه نسيم الهواء، عندما يتم نفخه داخل الانسان يبدأ في السريان في الجسد البشري وتبدأ الحياة.
الفرق بين الروح والنفس عند المفكرين الإسلاميين: –
- إن هذه القضية مازالت محور الحديث كثير من الدعاة والمفكرين الإسلاميين، حتى أن هناك العديد من الكتب التي تم تأليفها خصيصًا لمناقشة هذا الموضوع.
- ذكر الله سبحانه وتعالى لفظ نفس او النفس في القرآن الكريم عدة مرات.
- حيث نذكر على سبيل المثال آية من سورة الزمر رقم 42 التي تقول في معناها ان الله سبحانه وتعالى هو من يقبض الأنفس عند النوم فيرسل منها من كان لها متسع من العمر فيمسك التي حان أجلها.
- وهذه الآية توضح ان النفس تفارق الجسد بشكل يومي في نفس الوقت الذي تتوقف فيه مهام ووظائف العقل عند النوم.
- ولكن رغم مفارقة النفس للجسد عند النوم إلا أن الوظائف الحيوية في الجسم مازالت تعمل من القلب الذي لازال ينبض ولا يتوقف عند النوم.
- خروج النفس من الجسد لا يؤثر على الوظائف الحيوية به ولا ينهى حياة الإنسان.
- وقسم علماء الإسلام النفس الى ثلاثة انواع اولها هي النفس التي تدعو الإنسان للشر وتأمر به.
- والثانية هي النفس التي تجعل الإنسان يلوم ذاته عند ارتكاب الخطأ.
- والاخيرة هي أرقي مراتب النفس فهي صالحة وبعيدة عن الشر والذنوب فهي آمنة ومطمئنة.
أما عن الروح فتتمثل فيما يلي: –
- فقد اجتمع جميع علماء الدين انها أحد الاسرار الكونية التي لم يتم التوصل الى ماهيتها حتى الآن.
- قد جاء ذكرها في سورة الإسراء الآية 85 والتي تخبرنا ان الروح هي أحد أوامر الله سبحانه وتعالى.
- ويقول البعض أن الروح هي الشيء المادي الذي نفخه الله في آدم عليه والتي منها استمد حياته.
الفرق بين الروح والنفس والعلاقة بينهما: –
- فقد رجح البعض أن النفس والروح هما شيئًا واحدًا ولكن تختلفان في المسمى وفي سلوك كل منهم.
- فإذا كانت تسعى الى الخير والسلام لقبت بالروح اما إذا كانت تسعى لما هو أدنى متابعة الهوى سميت بالنفس.
- وهناك رأيًا آخر عند البعض، حيث يروا أن بالفعل هما نفس الشيء ولكن إذا كانت النفس داخل الانسان سميت نفسًا اما إذا خرجت من الجسم البشري فنستطيع أن نطلق عليها الروح.
- وهذا ما أكده إبراهيم ابن النظام البصري وهو أحد علماء المعتزلة حيث كان يرى أن الروح تتمثل في النفس.
- وفي اقوال اخرى ذهب البعض أن النفس هو ما يتنفسه الانسان والذي يعرف علميًا بالتنفس وفي المقابل كان رأي الاغلبية ان الروح تفارق الجسد عند موته.
ومما سبق يمكن أن نستنتج بعض النقاط -:
- أولها أن العقل هو أحد أجهزة الجسم ومهمته التفكير ومن الصعب أن تكون النفس هي العقل.
- وثانيها أن الروح شديدة الالتصاق بالإنسان منذ لحظة ميلاده حتى تفارقه حين يأتي أجلها ويتوفاها الله سبحانه وتعالى.
- ثالثًا النفس قد تكون هي المسئولة عن تصرفات الفرد المادية وهي ايضًا تفارقه في لحظة الوفاة.
- رابعًا الروح هي أحد الاوامر الالهية التي يصعب معرفتها بأي طريقة مادية، فهي تخضع لأوامر الخالق سبحانه وتعالى وحده، أما نحن فعلينا البحث والتفكير المتواصل كما أمرنا الله سبحانه وتعالى.
شاهد أيضًا: كم تبلغ السنة الضوئية والفرق بينها وبين السنة العادية
وبهذا نكون قد انتهينا من مقالنا، وقد عرضنا اليوم معًا الفرق بين الروح والنفس نرجو أن يكون المقال قد نال إعجابكم، متنسوش لايك وشير للمقال لتعم الفائدة على الجميع، وننتظر تعليقاتكم واقتراحاتكم.