ما الفرق بين الصاحب والصديق والزميل
ما الفرق بين الصاحب والصديق والزميل، قامت اللغة العربية بتحديد معاني مختلفة لكل من الصاحب والصديق والزميل، وهما كلمات شائعة بين جميع الأشخاص في الحياة على وجه العموم، وعلى الرغم من كون معناهم غير صعب في إدراكه.
لمن يستطيع فهم المعنى من النطق، إلا أن هناك بعض اللبس في فهمها، ولذلك سنحاول في هذا المقال التفرقة في المعنى بين الثلاث كلمات.
محتويات المقال
معنى الصاحب
- إذا قمنا بالبحث عن معنى كلمة صاحِب، والتي هي بكسر الحاء، في معجمنا الوسيط، فسنعلم أن هناك عدة معاني للكلمة.
- ولكن الأمر الذي يهمنا الآن هو كيفية التفرقة بين الصاحب والصديق والزميل، لذا سنقوم بعملية اختزال للمعنى.
- الصاحِب جمعه كلمة أصْحاب، وصِحاب، وصَحابة، وصَحْب، والكلمة المؤنثة له صاحبة.
- أما عن الجمع المؤنث السالم له هي كلمة صَواحِب، صاحِبات، وهو يعد اسم فاعل من كلمة صاحب.
- فمثلاً عن قصة أصحاب الكهف، فقد قيل أصحاب الكهف، تلك الفتية الذين اختبأوا داخل الكهف، وآمنوا بالله.
- وهناك أيضاً الصاحب بالجنب والي يعني في اللغة الرفيق، وهذا اللقب يطلق أيضاً على الزوجة.
- وعلى الرفيق في الصنعة، أو في السفر، أو في التعلم.
شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن الصداقة واهميتها بالعناصر والافكار
ما هي طبيعة الأمور التي تقتضيها الصحبة
- من الممكن كون الصاحب صديق، ومن الممكن لا، فحقيقة المشاعر التي يحملها صاحبك لا تظهر واضحة.
- ولكن في كل الأحوال فهو مصاحب لك في نفس الوقت والمكان.
- قد يكون الشخص الذي لا تثق به هو صاحبك، في كل أمر سواء كان صغير أو كبير، ورغم ذلك لا تفكر فيه وقت الشدة ليقف بجانبك.
- حيث أنه قد يصيبك بالخزلان، أو لا يعد كالسابق قريباً منك.
- كما أنه لا يشترط في الصاحب، أن يكون دائماً متماثل، أو قد يكون مناقضاً لصاحبه دائماً في العقيدة، والخلق والفكر.
ما هي علاقات الصحبة
الصحبة المؤقتة
- وهي تلك الصحبة التي تنتهي عند انتهاء الطريق الجامع بين فردين، أو شخصين أو فردين.
- وقد أعطانا القرآن الكريم الكثير من الأمثلة على هذه الصحبة على سبيل المثال.
- العلاقة التي ربطت العبد الصالح مع سيدنا موسى عليه السلام (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي) [الكهف:76].
- والطبيعة المحتملة في العلاقة بين الكافر والمسلم، والتي قد يتم انتهائها بسبب حقد وجحد الكافر واستكباره.
- مثل ما حدث بين الرجلين حيث كان الكافر لديه اعتقاد قوي بامتلاكه الجن (فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) [الكهف: 34].
- فيقوم الصاحب المسلم بالرد عليه (قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من ترابٍ ثم من نطفةٍ ثم سواك رجلًا).
- كما أن الصحبة قد تظهر في صورة أخرى على سبيل المثال الصحبة التي جمعت سيدنا يوسف عليه السلام في السجن مع رجلين كافرين.
- (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف:39].
الصحبة الدائمة
- وهي الصحبة التي تستمر دون وضع شروط، ولا يوجد وقت معين لانتهائها، أو تنتهي بتغير المكان.
- على سبيل المثال صحبة الأبوين كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).
- كما أن الله عز وجل قام بوصف الزوجة الدائمة بوصف الصاحبة، حيث أنها تبقي دوماً بجانب زوجها.
- حتى لا يفرق بينهم سوى الموت، بصرف النظر عن كون قلب المرأة ممتلئ بالعطف والحنان، أو كان مملوء بالحقد والشر.
- ففي الحالتين هي صاحبة لزوجها، وإذ كان طبيعة الزوج هي حماية زوجته في الدنيا، إلا أنه لن ينفعها في الدار الآخرة.
- بل وسيهرب منها (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) [عبس:34-36.
- ومن أبرز الأمثلة على الصحبة الدائمة، علاقة الشخص بجاره، والذي له عليه الكثير من الحقوق.
- فقال الله تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ) [النساء:36].
- أما عن أصحاب الأنبياء، فهذا الأمر لا يعني بالضرورة، تقربهم من الأنبياء كونهم جميعهم مؤمنين.
- فقد قال سبحانه وتعالى عن قوم سيدنا موسى عليه السلام (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) [الشعراء:61]،
- وقد عبر سيدنا موسى بهم البحر، وبعد ذلك قاموا بعبادة العجل.
شاهد أيضًا: كيفية كتابة خطبه محفليه عن الصداقة
معنى الزميل
- الزميل هو ذلك الشخص الذي يجمعك به مكان معين لوقت محدد، أو لظروف معينة لبضع أوقات مثل زميل المدرسة، أو زميل العمل.
- وليس بالضروري أن يجمع علاقة صداقة بين الزميل، فالعلاقة التي تربط بين الشخص وزميله.
- هي علاقة مؤقتة تزول بزوال الموقف الذي يجمع الطرفين ببعض على خلاف العلاقة بين الصاحب والصديق.
معنى الصديق
- عند قيامنا بالبحث والتدقيق عن المعنى اللغوي لكلمة صديق، في المعجم الوسيط، نتوصل إلى أن معنى الصديق، هو صادق الود.
- وجمع كلمة صديق هي أصدقاء، أو صدقاء، ومن الممكن استخدام لفظ الصديق لنقوم بوصف شخص بعينه.
- وبالنسبة للجمع والمؤنث هو كلمة صديق، وهم صديق، وهن صديق، وهي صديق.
ما هي الأمور التي تفرضها الصداقة
- أهم صفات التي يجب توافرها في شخص الصديق، هي المصداقية، والصدق، والتصديق، فهو ذلك الشخص الذي يصدقك في الفعل والقول.
- الصديق هو ذلك الشخص الذي لا تبعده الظروف عنك في أوقات الشدة مهما كان الأمر.
- الصديق هو ذلك الشخص الذي يحمل لك مشاعر صادقة، دون انتظار مقابل منك، ولا يوجد مصلحة من وراء علاقته بك.
- وقد يمتلك الشخص صديق بمفرده، أو عدة أصدقاء، ولكن في أغلب الأمر ينحصر وصف الصديق على شخص واحد.
- أو عدد قليل من الأشخاص، على سبيل المثال أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا كثيرين.
- ولكن الصديق الأوحد والأقرب للنبي صلى الله عليه وسلم، كان سيدنا أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه.
وقد ذكر في القرآن الكريم لفظ الصديق في موضعين، الأول عندما أراد الله عز وجل الحديث عن جواز تناول الطعام في منزل الصديق.
بل واعتباره مقرب لدرجة تقترب من القرابة في قوله تعالى:(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ)
اما عن الموضع الثاني، فيأتي من وصفه جل جلاله لحال القوم المشركون، وهم يصرخون في النار، في قوله (فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) [الشعراء:101].
حيث أن الصديق هو ذلك الشخص الذي تستطيع الاعتماد عليه، ويتواجد في أوقات الصديق، وهو الشخص الذي يساعدك ويساندك للصبر على كثرة الابتلاءات في هذه الدنيا.
أما عن أصحاب النار فمهما قاموا بالصراخ، والنداء وهم يعذبون في نار جهنم، فلن يستطيعوا العثور على الشخص الذي يقوم بمؤانستهم، أو بالشفاعة لهم.
شاهد أيضًا: خطبة محفلية قصيرة عن الصداقة
وقد جاء عن الإمام الشافعي رحمه الله، عند قيامه بوصف الصداقة، فيما يعني أنه لا خير في شخص يحاول مدنا بالود على غير رضا وحب، ولا خير في صديق يقوم بخيانة صديقه، ويقوم بمقابلة حبه له بقساوة القلب.