تقسيم الورث لمن لديه بنات فقط
تقسيم الورث لمن لديه بنات فقط، تثير كثير من المسائل الفقهية حفيظة البعض باتجاه معرفة حكم الدين فيها، وذلك بهدف تحري الحلال والحرام في تلك الأشياء دون الوقوع في خطأ جسيم قد ينجم عنه ظلم البعض، ومن بين تلك الأحكام الفقهية التي يكثر البحث عنها تقسيم الورث لمن لديه بنات فقط.
محتويات المقال
تقسيم الورث لمن لديه بنات فقط
- يتجه بعض الآباء للتعامل مع أولاده من الذكور بشكل مختلف تماما للإناث، ذلك التعامل الذي يبخس البنات حقهم لصالح الذكور.
- مما ينم عن عقلية جاهلية جديدة تشبه نظيرتها القديمة، حيث كان يصل الأمر لوأد البنات خوفا من العار.
- ومناط هؤلاء الآباء أن الذكور لهم الأفضلية عن الإناث، فينجرفوا بمفهوم سطحي نحو ظلم الإناث كثيرا.
- مع عدم مقبوليتهم لنقد طريقة تفكيرهم، وطبقوا روائهم بأخطاء تفسيرية لمفهوم الكتاب والسنة.
- فالأفضلية الذكورية جاءت ليس لأن خيرية الرجل أكثر من المرأة، ولكنها قد تكون جاءت لأن المرأة يطبق عليها نظام القوامة من قبل الرجل.
- ويشمل ذلك القوامة المادية جنبا إلى جنب القوامة الأخلاقية، فالنساء شقائق الرجال.
- والذي يفرق بينها فقط هو العمل الصالح وليس أي شيئا أخر.
- فهناك لغط كثير يثار بشأن فهم تلك النقاط، فيذهب أنصار المرأة للقول بوجوب المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة.
- ولا غبار على ذلك، فحقوق كلاهما قائمة تجاه بعضهم البعض، ما دام كذلك تحمل واجباتهم قائمة تجاه كلتيهما.
- وهذا من الناحية الاجتماعية صحيح.
- بينما من الناحية الدينية حث الدين الرجل على التمسك بحقوق الإناث سواء كان زوجا أو أبا.
- فيصبح تقسيم الورث لمن لديه بنات فقط عادلا كذلك، لأن تلك الأحكام كلها تأتي من مشكاة واحدة.
اقرأ أيضا: أسهل طريقة لتقسيم الميراث
أحكام تقسيم الورث لمن لديه بنات فقط
الحكم الفقهي للوارث إذا كان أبا أو أما
- فتقسيم الورث يختلف باختلاف المتوفى في حالة وجود بنات لديه، فقد يكون ذلك أبا أو زوجا أو أما.
- أو أحد من العصبة المنصوص عليهم فقهيا، وكلا من هؤلاء له نصيب من الورث بنص قاطع.
- جاءت بعض شروحاته بالحديث النبوي.
- فنجد أن الأب المتوفى ابنه يرث سدس الورث أو التركة حال وجود فرع مؤنث له.
- وبعد توزيع الفروض لأصحابها يأخذ الأب كذلك المتبقي من ذلك الورث تعصيبا.
- أما بالنسبة لأم المتوفى فهي ترث سدس الورث أو التركة إن كان له فرع مؤنث وارث أيضا.
- وتلك حدود الله بينها في كتابه فلا يجب تجاوزها من خلال إعمال العقل.
- فلو كان الدين بالرأي لكان المسح على أسفل الخف أولى من أعلاه، كما قال سيدنا علي بن أبي طالب.
الحكم الفقهي للزوجة الوارثة
أوضح القران الكريم حكم ميراث الزوجة المتوفى زوجها بسورة النساء، فأكد أن الزوجة ترث سدس الورث إن كان له فرع مؤنث وارث، وترث الزوجة الربع حال عدم وجود فرع مؤنث للزوج يرثه:
الحكم الفقهي لميراث البنات في حالة التعدد والإفراد
- فإن كان للمتوفى بنتين أو أكثر يرثن ثلثي الورث أو التركة، بمقتضى قول الله تعالى في سورة النساء.
- فيقول الله “فإن كن نساء فوق اثنتين فلهما ثلثا ما ترك” صدق الله العظيم.
- أما في حالة الإفراد أي وجود أنثى واحدة فقط، فهنا هي ترث 1/2 تركة أو ورث أبيها.
- كما قال الله في محكم آياته “فإن كانت واحدة فلها النصف”، في سورة النساء أيضا.
حكم الفقهي لورث أخوات المتوفى من أم واحدة
- في حال وجود بنات للمتوفى فإن الأخوات من أم واحدة لا يرثن مطلقا، فوجود الأب كذلك يحجب عنهن الورث أيضا.
- وفي حالة عدم وجود بنات للمتوفى أو أب، هنا فقط يرثن أخوات المتوفى.
- ففي حالة وجود أخت واحدة للمتوفي وهذا ما يسمى بحالة الإفراد، فترث 1/6 الورث أو التركة.
- بينما في حالة تعدد الأخوات يرثن الربع مجتمعين، وهذا جاء جليا وواضحا بسورة النساء كذلك.
الحكم الفقهي لورث أخوات المتوفى من أب واحد
- يرثن أخوات المتوفي حال عدم وجود إخوة أشقاء وعدم وجود أصل وارث للمتوفي على شاكلة أولاده من الإناث، إلى جانب عدم وجود فرع وارث كذلك له
- ففي حالة وجود أخت واحدة من الأب فهي ترث 1/2 التركة أو الورث، وفى حالة تعددهن يرثن كلهن ثلثي الورث.
- بينما في حالة وجود أخت شقيقة واحدة من الأب فهي ترث 1/6 التركة أو الورث.
- كما أن هناك حالة كذلك تتعلق بالتعصيب فلها أحكامها الخاصة.
الحكم الفقهي لورث أخوات المتوفى الشقيقات
- فالأخت الشقيقة الوحيدة ترث النصف، وذلك حال عدم وجود أصل ذكر وارث منحدر للمتوفي، وكذلك عدم وجود أخ شقيق.
- بينما هي ترث الباقي شريطة توافر عنصر التعصيب من قبل أخ شقيق لها، مع ضرورة عدم وجود أصل ذكر يحق له أن يرث.
كما يمكنكم التعرف على: كيف يتم تقسيم الإرث في الإسلام؟
تأملات قرآنية حول تقسيم الورث لمن لديه بنات فقط
- والمتأمل جيدا في أحكام النساء سوف يرى أنها جاءت منصوص عليها بالكلية بالكتاب العزيز، وبوجه خاص تلك التي يشوبها الكثير من الخلافات، “إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون”.
- فجاءت في نصوص قطعية لمنع التأويل فيها من قبل أي أحد وإن بلغت مكانته الدينية، فهذا يعنى أن حقوق النساء تم حمايتها بموجب قضاء إلهي لا يجب تغيره ولن يتم تغيره، فالله خبير بعباده، فيعلم ما يصلح شأنهم، وهذا أكبر دليل على من يدعون أن الإسلام قد ظلم المرأة.
- كذلك لا يمكنك الاعتماد في المطلق على تلك الأحكام مجرد قراءتها، فالله أمرنا بسؤال أهل الذكر عن تلك الأمور ثبتا مما وصلنا إليه، وإنما هي جاءت من باب الحث على طلب العلم والمعرفة وتدبر الأحكام، فقال الله عز وجل في محكم أياته “وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم” صدق الله العظيم.
عاقبة ظلم البنات في الميراث
- تقسيم الورث لمن لديه بنات فقط فهي قاعدة ينبغي على الآباء إدراكها وتحقيقها جيدا، إن الحكم إلا لله، فإن ترائى لهم بخلاف ذلك يجب عليهم الامتثال للأحكام الفقهية، فغض الطرف قد يجعلك تقع في مغبة ظلم هؤلاء النسوة الذي جاء فيهن قرآن يتلى إلى يوم القيامة.
- فيجب على الأب الذي يعتقد بأن بفعلته هذا قد ترضي أولاده من الذكور على حساب الإناث، فقد تبرأ منه ذمة الله لمخالفته ذلك، فإن كان مرجعية هذا الأب أن الحكمة قد تقتضي الانتصار للقوة المتمثلة في ذكوره، فالله الذي وصف نفسه بأنه احكم الحاكمين قد أنزل قرآن بغير هذا، فاعتبروا يا أولي الألباب.
كما يمكنكم الاطلاع على: معلومات عن كيفية تقسيم الميراث حسب الشريعة الإسلامية
في نهاية رحلتنا عبر موقع مقال maqall.net حيث أن تقسيم الورث لمن لديه بنات فقط سهلا على من أراد الله به خيرا، ومن غواه الشيطان سوف يتبع سبيله وسيغير تلك المعادلة التي سوف تكون عليه وبالا وحده، نأمل أن نكون قد ساعدنكم على معرفة القاعدة الفقهية المتعلقة بهذا الموضوع.