هل الاستفراغ يبطل الصيام؟
هل الاستفراغ يبطل الصيام؟ من الأسئلة التي يبحث الكثيرين عن إجابتها، ينتظر المسلمين شهر رمضان للتقرب من الله بالصلاة والصوم والأعمال الحسنة.
ولكن أحياناً يصيب الإنسان بالتعب والقيء وفي هذه الحالة يشعر المسلم بالإثم وإن ذلك يبطل صيامه، سنقوم به في موقعنا مقال maqall.net.
محتويات المقال
هل الاستفراغ يبطل الصيام؟
يعرف الاستفراغ بأنه ألقاء الشخص ما تم أكله أو شربه من المعدة وذلك من خلال المريء ثم إلى الفم وأحياناً للأنف، سنقوم بالإجابة على هذا السؤال في السطور التالية:
- أكدت دار الإفتاء أنه في حالة قيام الصائم بالاستفراغ متعمداً.
- حيث قام بإدخال أصابعه لنهاية الحلق لإرجاع ما في بطنه، فإنه بذلك يعتبر مفطراً ويبطل صومه
- هذا الرأي باتفاق الأئمة الأربعة.
- أما الاستفراغ دون قصد أو عند شعور الصائم بالاشمئزاز، فقد أجمع الأئمة الأربعة.
- كما أكدت دار الإفتاء إن صيامه صحيح، وبذلك لا يفطر ويكمل صيامه وليس عليه شيء.
- وذلك استناداً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- “من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض”.
اقرأ أيضاً: هل يجوز تقبيل الزوجة من الفم في رمضان؟
حكم الاستفراغ في صيام القضاء أو صيام النوافل
- صيام القضاء هو قيام المسلم بصوم الأيام، التي أفطرها في شهر رمضان أما صيام النوافل هو الصوم التطوعي.
- في هذه الحالة إذا قام الشخص بالاستفراغ عمداً فيعد صيامه باطل، أما إذا كان الاستفراغ عن غير عمد.
- فصيامه صحيح حتى إذا ابتلع شيء منه بإجماع الفقهاء.
الاستفراغ في الصيام عند الحامل
يتساءل البعض عن هل الاستفراغ يبطل الصوم للحامل، وهذا ما سنقوم بتوضيحه في السطور التالية:
- الدين الإسلامي دين السماحة فقد أحل الله للمرأة الحامل أن تفطر في شهر رمضان، نظراً للظروف الصحية.
- والتي تمر بها المرأة في هذه الفترة وعليها القضاء في أيام أخرى.
- ولكن بعض الحوامل ترفض ذلك، وترغب في الصوم تقرباً وإرضاء لله لكن نظرًا لاضطراب الهرمونات في هذه الفترة.
- لذلك تعاني الحامل من الشعور الدائم بالغثيان والقيء خاصةً في الشهور الأولى من الحمل.
- عند حدوث القيء والاستفراغ أثناء الصيام للحامل، فإنه لا يفسد صومها وتكمل الصوم بشكل طبيعي حتى إذا ابتلعت منه.
- لأنه يكون عن غير عمد لكنه أمر طبيعي يحدث بسبب الحمل وليس عليها قضاء وذلك باتفاق الأئمة الأربعة.
- واستناداً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم”إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه”.
حكم وكفارة الاستفراغ عمداً
بعد أن عرفنا أن القيء عن عمد يفسد الصيام ويبطله، لذلك من الضروري معرفة كفارة هذا اليوم وكيفية قضائه وهذا ما سنعرض في السطور الأتية:
- الاستفراغ عن عمد في نهار رمضان في هذه الحالة ينبغي على المسلم قضاء اليوم فيما بعد
- لأن صيام رمضان واجب شرعي على المسلم، لذلك وجب قضائه وصومه في أي وقت آخر لأنه بمثابة دين عليه.
- أكد الأئمة الأربعة أن الاستفراغ عن قصد في صيام القضاء أو في صيام النوافل يفسد الصوم ويبطله وليس عليه قضاء اليوم.
- أما كفارة من استفرغ في نهار رمضان عمداً، أجمع الفقهاء أنه في هذه الحالة لا كفارة عليه.
- ولكن عليه قضاء اليوم فقط ووجب عليه الاستغفار كثيراً.
- كما أوضح الفقهاء إن كفارة الإفطار وجبت فقط على من قام بالجماع، وممارسة العلاقة الزوجية أثناء الصوم في نهار رمضان.
- ففي هذه الحالة على الزوجين قضاء اليوم، إضافة إلى ضرورة أن يقوم الزوج بتقديم كفارة لهذا الفعل.
- وقد حددت الكفارة بأنها عتق رقبة، وإن لم يستطع ذلك فعليه صيام شهرين متتاليين لا يفطر بينهما إلا لعذر.
- سواء كان سفر أو مرض أو في أيام الأعياد وإن أفطر دون عذر فعليه القضاء من جديد أي إن التتابع هو شرط أساسي للكفارة.
- وإن لم يستطع ذلك فعليه إطعام ٦٠ مسكين، مع ضرورة الاستغفار كثيراً ولا يعود لهذا الإثم مرة أخرى.
قد يهمك: هل يجوز الجهر في صلاة الظهر؟
هل القيء يبطل الوضوء؟
سؤال يشغل تفكير الكثيرين وقد اختلف الفقهاء في تحديد هل يبطل الاستفراغ الوضوء، وهذا ما سنقوم بتوضيحه فيما يلي:
- رأى بعض الفقهاء منهم المالكية أن الاستفراغ لا ينقض الوضوء سواء كان قليلًا أو كثيرًا.
- استندوا في هذا الرأي على أن ما يبطل الوضوء هو كل ما يخرج من السبيلين والقيء لا يخرج من السبيلين.
- كما ذكروا إن أدلة انتقاض الوضوء في هذه الحالة ضعيفة.
- أما رأي بعض الفقهاء ومنهم الحنفية، إن الاستفراغ إذا كان قليلاً لا ينقض الوضوء أما إذا كان الاستفراغ كثيراً.
- ففي هذه الحالة على المسلم أن يعيد الوضوء ويعتبر القيء وقتها ناقض للوضوء، استندوا في ذلك على أن النبي عليه الصلاة والسلام قاء فتوضأ.
- لذلك اعتبروا القيء الكثير ينقض الوضوء، ولكنهم اختلفوا في تحديد مقدار الكثير.
- فمنهم من رأى أنه في حالة امتلاء الفم بالاستفراغ يعد كثيراً، ومنهم من رأى أنه يحدد بالعرف وبكمية ما يرون.
مبطلات الصيام
في إطار الحديث عن هل الاستفراغ يبطل الصوم ينبغي الإشارة إلى مفسدات الصوم والتي نلخصها في التالي:
- الجماع وممارسة العلاقة الزوجية، أثناء الصيام سواء كان في نهار رمضان أو كان في صيام النوافل
- في هذه الحالة عليه قضاء اليوم وكفارة لما ارتكبه من إثم عظيم.
- إنزال المني من الرجل عن عمد باختياره في نهار رمضان أو في صيام النوافل سواء كان باللمس أو بالتقبيل.
- أما اللمس دون إنزال المني ففي هذه الحالة لا يفطر وكذلك الاحتلام لا يفطر.
- لأنه يكون الإنزال دون عمد استنادًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- “إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به”.
- الاستفراغ عن عمد أو ما يعرف باسم الاستقاءة يبطل الصيام حتى صيام النوافل.
- نزول دم الحيض أو النفاس والولادة، فعند نزول دم الحيض وجب على المرأة الإفطار ولا إثم في ذلك
- لأنه ليس اختيارياً كما أنه خارج عن إرادتها.
- كذلك في حالة الولادة والنفاس تفطر المرأة ولا حرج في ذلك، لكن عليها قضاء هذه الأيام.
- الأكل أو الشرب عن عمد، حيث أجمع الفقهاء إن الأكل عمدا أثناء الصيام من مبطلات الصوم.
- لذا يجب عليه صوم يوم آخر ولا كفارة عليه.
- أما إذا نسى الصائم وأكل أثناء صيامه فليس عليه إثم ويكمل صيامه طبيعياً، وليس عليه قضاء اليوم.
- وذلك استناداً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ” من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”.
- الإبر المغذية تبطل الصيام لأنها مثلها في ذلك مثل الطعام والشراب بالنسبة للصائم.
- لذلك وجب عليه قضاء اليوم، أما في حالة الإبر غير المغذية.
- فإنها لا تفطر وتكمل الصوم طبيعياً.
شاهد أيضاً: هل يجوز الاستحمام من الجنابة بدون غسل الشعر المكوي؟
في النهاية، فقد تحدثنا عن هل الاستفراغ يبطل الصوم كما أوضحنا حكم الاستفراغ في رمضان وفي صيام النوافل.
كما ذكرنا حكم استفراغ الحامل أثناء الصيام، وهل الاستفراغ يبطل الوضوء مع توضيح مبطلات الصيام دمتم بخير.