هل يغفر الله الذنب المتكرر؟
هل يغفر الله الذنب المتكرر؟ يعتبر هذا السؤال من الأسئلة الشائعة بشكل كبير بين الناس، هناك بعض الأشخاص قد يخطئون ويتوبون إلى الله، ولكنهم قد يرجعون لفعل هذا الذنب مرة أخرى، لذلك سوف نوضح لكم إجابة هذا السؤال من خلال موقع maqall.net.
محتويات المقال
هل يغفر الله الذنب المتكرر؟
هناك الكثير من النعم التي وهبها الله سبحانه وتعالى لنا، ومن ضمنها هي رحمته الكبيرة علينا.
فمهما كانت الذنوب التي ارتكبها الشخص أو حتى وإن كررها لمرات عديدة، فسوف يغفر الله له هذا الذنب ما دام الشخص تاب إلى الله.
فقال الله سبحانه وتعالى في آياته الكريمة: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) فيغفر الله الذنوب جميعها حتى أن يغلق باب التوبة.
قال رسول الله صلى عليه وسلم في حديثه الشريف: “إنَّ اللهَ يقبل توبةَ العبدِ ما لم يغرغرْ” وقال أيضًا:” التَّائِب مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ”.
فهذه النعمة من نعمة الله علينا ويجب علينا أن نبتعد عن المعاصي والذنوب.
قال الله سبحانه وتعالى أيضًا في سورة آل عمران: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).
كل هذه الدلائل تؤكد لنا أن الله غفور رحيم يغفر لنا الذنوب حتى وإن تكررت، ويقبل توبتنا دائمًا.
شاهد من هنا: حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب
كفارة الذنوب المتكررة
عند الرغبة في التوبة والعودة إلى الله هناك بعض الأمور التي يجب على المسلم فعلها حتى يكفر عن ذنوبه، وتتمثل هذه الأمور في:
- يعد الصيام من مكفرات الذنوب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
- الوضوء من مكفرات الذنوب أيضًا، فقال نبي الله محمد في حديثه الشريف: “مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ”.
- يجب على الشخص المسلم أن يتوب توبة نصوحة حتى يغفر الله له كل ذنوبه.
- حتى يقبل الله توبة المسلم من ذنب معين يجب أن يمتنع عن فعل هذا الذنب، وعدم ارتكابه مرة أخرى.
- يجب أن يقرر المسلم ألا يعود إلى فعل هذا الذنب مرة أخرى.
- إذا كان المسلم اخطأ في حق أحد أو ظلمه، يجب أن يعيد له حقه حتى يتوب عليه الله.
- الصلاة من مكفرات الذنوب وخاصةً إذا التزم الشخص بمواعيدها.
- حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “الصَّلَوَات الْخَمْس وَالْجمْعَة إِلَى الْجمْعَةِ وَرَمَضَان إِلَى رَمَضَانَ مكَفِّرَات مَا بَيْنَهنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ”.
- يجب قراءة الأذكار والأدعية بشكل يومي لتقينا من الوقوع في الذنوب والمعاصي.
الذنوب التي لا تغفر بالتوبة
هناك بعض الذنوب التي إذا اقترفها شخص لا يغفرها الله، ومن ضمن هذه الذنوب:
- الشرك بالله من الأمور التي لا تغفر اطلاقًا، فقاله الله عز وجل في آياته الكريمة: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ۚ ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا).
- ظلم الناس وأخذ حقوقهم عنوة لا يغفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم.
- إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته.
- وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه”.
- يعتبر القتل أيضًا من الذنوب التي لا تغفر، فقال رسول الله محمد في حديثه الشريف: “يجيءُ المقتولُ بالقاتلِ يومَ القيامةِ ناصيتُهُ ورأسُهُ بيدِهِ وأوداجُهُ تشخَبُ دمًا يقولُ يا ربِّ هذا قتلَني حتَّى يُدنيَهُ منَ العرشِ قالَ فذَكروا لابنِ عبَّاسٍ التَّوبةَ فتلا هذِهِ الآيةَ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ قالَ ما نُسخَت هذِهِ الآيةُ ولا بُدِّلت وأنَّى لَهُ التَّوبةُ”.
اقرأ أيضًا: هل يغفر الله الذنب المتعمد
متى لا يقبل الله توبة الإنسان؟
يجب على كل إنسان مسلم أن يتوب إلى الله مهما بدر منه أفعال سيئة أو مهما قام بفعل الذنوب والمعاصي.
كما يجب أن يتوب توبة نصوحة يمتنع بها عن فعل هذه المعاصي وعدم الرجوع إليها مرة أخرى.
كما أوضحنا لكم من قبل أن الله يقبل توبة المذنبين ما دام لم يقفل باب التوبة
ولكن يجب أن يستمر الإنسان في الابتعاد عن فعل هذه الذنوب.
حتى وإن عاد عليها فيجب عليه أن يتوب مرة أخرى.
شروط التوبة النصوح
تعرف التوبة على أنها درجات ولكن أعلى درجة هي التوبة النصوحة، وتستلزم الكثير من الشروط.
فمثلًا يجب على الإنسان أن يندم على المعاصي والذنوب التي صدرت منه.
ويجب أيضًا أن يمتنع عن فعلها مرة أخرى والابتعاد عن كل الوسائل الخاصة بها.
أعلى درجات الندم من الذنب هو الانكسار والتذلل إلى الله حتى يغفر لك ذنوبك وآثامك.
شاهد أيضا: البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت
هل تكرار الذنب وتكرار التوبة من الإصرار على المعصية؟
لا، بالعكس، فتكرار التوبة قد يدل على حب الله تعالى والرغبة في ترك المعاصي لكنه لا يملك الإيمان الكافي الذي يجعله يكف عن الرجوع للذنب الذي يفعله بشكل متكرر، والدليل على ذلك قول الله تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ”.
والمسلم الفطن الذكي هو الذي إذا وقع في المعصية تذكر الله تعالى فرجع ولم يثكمل مشوراه نحو الذنب، حيث يقول الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ”.
مشروعية التوبة من الذنوب وإن تكررت
- إذا نوى المرء التوبة ثم كرر الذنب، ثم نوى التوبة ثم كرره مرة أخرى، فيقبل الله توبته عندما يصدق فيها.
- والتوبة النصوح هي التي يشعر بالندم على ما مضى في فعلها، ويعقد العزم على عدم الرجوع إليها وتكريرها.
- يجب أن يترك العبد الذنب لشعوره بالخوف من الله تعالى، ولتوقيره له، فإذا فعل ذلك كانت توبته صحيحة.
- كما أن الله تعالى يقول في حديث قدسي: أن الله جل وعلا يقول لعبده: “إذا أذنب عبدي ثم استغفرني غفرت ذنوبه، ثم عاد فاستغفرني غفرت له”، فالعبد الذي يذنب ثم يتوب يكون على الطريق الصحيح.