هل سماع الأغاني وقت الأكل يسبب الفقر؟
إن حُكم سماع الأغاني هو من التساؤلات، التي تراود الكثير من الناس، وعلى وجه الخصوص من هم في عمر الشَّباب منهم، تابعوا موقع مقال.
محتويات المقال
الحكم الديني
في البداية، لعل من المفيد أن نوضِّح حكم الغناء وأنواعه فنقول بأن الغناء عبارة عن أنواع، ولكل نوع من أنواعه حُكمًا، وإليك تفاصيل هذه القضية:
في حالة إذا اشتمل الغناء على آلة عزفٍ ولهوٍ (أي آلة موسيقية)
- هذا وقد ورد الإجماع عن جماعة من العُلماء على حرمانيه الاستماع إلى آلات العزف.
- فيما عدا الدُّف، ومن هؤلاء العُلماء: الإمام القرطبي، وأبو الطيب الطبري، وابن رجب الحنبلي، وابن القيم.
- ومن النصوص القرآنية التي تدل على تحريم الغناء هي قوله- عز وجل-:
- «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أولئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ»، [لقمان: 6].
- قال أن المقصود بقوله- تعالى-: في قوله تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ” هو والله الغناء.
- ومن الأحاديث النبوية التي تدلُّ على ذلك الحديث الشريف: عن أبي مالك الأشعري- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم.
- قال: ((لَيكونَنَّ من أمَّتِي أقوامٌ، يَستحِلُّون الحِرَ والحريرَ، والخمرَ والمعازفَ))، [أخرجه البخاري موصولا وصورته معلقاً بصيغة الجزم (5590) مطولاً، وهو صحيح].
- والشاهد في هذا الحديث، هو أن لفظ “المعازفَ” هو لفظٌ عام شاملًا لجميع آلات اللهو، فتحرم إلا ما ورد الدليل باستثنائه كالدُّف، فهو مباح.
- كما أن قوله- صلى الله عليه وسلم-: “يَستحِلُّون” هو دليلًا قويًا على تحريم المعازف.
- حيث أنه إذا كانت المعازف مباحة، فكيف يستحلونها؟! أيضًا دلالة الاقتران في الحديث هي دلالة على التحريم.
- كما أن هناك اقتران تم بين المعازف والخمر والحرير والحر (الزنا)، وكل هذه الأفعال من المُحرَّمات بشكل قطعي نصَّاً وإجماعًا.
- هذا وقد قال الإمام القرطبي- رحمه الله- بأن كلًّ من المزامير والأوتار والطبل لا يوجد خلاف في تحريم الاستماع إليها.
- كما أنه لم يسمع عن أحدٍّ من الذين يعتبر بقولهم من السلم والأئمة ممَّن أباح هذا الأمر.
اقرأ أيضًا: لماذا سمي الصحابي عثمان بن عفان بذي النورين
في حالة إذا كان الغناء خاليًا من آلات العزف
إذا خلا الغناء من آلة العزف، فهو على نوعين:
النوع الأول
- أن يكون الغناء من النساء للرجال: فإن هذا النوع لا يشك في تحريمه ومنعه.
- حيث أن الشريعة الإسلامية منعت النساء من الأذان للرجال، ومنعتهم من رفع الصوت بالقراءة في حضور الرجال، فما بالك بالغناء للرجال!
- كما في حالة ما إذا كان الغناء من النساء وإلى النساء بكلامٍ حسنٍ، وفي مناسبة تستدعي ذلك.
- مثل الأعراس ونحوها، فإن ذلك لا جائزًا ولا بأس فيه.
النوع الثاني
- أن يكون الغناء من الرجال: في هذا النوع يتم النظر إلى نوع الكلام الذي يقوم بغنائه:
- حيث أن هنا بعض العُلماء ممَّن كرهوه، ولا سيما إن كان بأجرة، والصحيح جواز النافع من الشعر والحداء.
- لكن، ومع ذلك، فإنه لا يليق أن تكون سمَّاعًا للغناء المُحرَّم، بل يكبر في حقك أن تجمع بين تلك الخِصال من الخير وبين هذا العمل المُحرَّم.
- ونحن من مقالنا هذا ندعوك إلى أن تسُدَ تلك الخلة عن طريق الشر، فمعدنك طيَّب، وإن الحسنات يذهبن السيئات.
تابع أيضًا: لماذا حرم الله الزنا بالتفصيل
حُكم الاستماع إلى الغناء وقت الأكل
إن حُكم الاستماع إلى الغناء وقت الأكل من الأحكام المُحرَّمة، حيث أن الطعام نعمةٌ من النعم التي أعطانا إياه ربنا عز وجل.
أما فيما يتعلق بدعوات الطعام في أماكن تدق فيها المعازف والغناء المُحرَّم، كدعوات الولائم، فإن العُلماء قسموها إلى قسمين:
القسم الأول – الدعوة إلى وليمة العرس
- والتي يرى جمهور العُلماء أن إجابتها واجبة.
القسم الثاني – الدعوة لغير وليمة العرس
- وهي مثل التي تكون بين الأقارب والأصحاب ونحو ذلك، فيرى جمهور العُلماء أن إجابتها مستحبة.
شروط إجابة الدعوة إلى الولائم
لكن، قام العُلماء باشتراط بعضٍ من الشروط لإجابة الدعوة، ففي حالة إذا ما لم يتم تحقيق تلك الشروط.
- عدم وجود أي شيءٌ من المُنكرات في أماكن الدعوة، فإذا وجد المُنكر، وكان الشخص المدعو إلى هذه الوليمة يستطيع إزالته.
- أيضًا الطعام نفسه مستثنى من الرحمانية، حيث أنه إذا قام الشخص بإجابة الدعوة.
- كما أن أكل من الطعام، فإنه لم يكن بذلك قد أكل حرامًا.
- وهذا أيضًا يكون في حالة إذا لم يجب الدعوة، وتم إهداء هذا الطعام إليه، فلا يكون عليه حرجٍ أن يأكل منه.
- فالتحريم متعلق فقط بالحضور إلى المُنكر، وليس متعلقًا بالطعام بأن يكون حرامًا بهذا المنكر.
اقرأ أيضًا: دعاء كفارة الكبائر الكبرى والصغرى
في نهاية نكون بذلك قد أوضحنا التفاصيل والأدلة حول هذه القضية، ونكون تعرفنا على حُكم الغناء، بالنسبة للرجال والنساء، وكذلك ما هو المستثنى من الحُكم.