هل يمكن توقع حدوث الزلازل

تفادي مخاطر الزلازل يتوقف على التنبؤ المبكر لها، ولكن هل يمكن توقع حدوث الزلازل، الحقيقة مازال المختصون يواجهون صعوبات في التوقع المبكر.

حيث أن نظرية التوقع مؤسسة على ثلاثة عوامل أساسية وهي الوقت والموقع والقوة، وأي نظرية لا تحقق العوامل الثلاثة لا يؤخذ بها.

هل يمكن توقع حدوث الزلازل

تمكن العلماء والمختصون من ابتكار طرق مختلفة، بهدف التنبؤ بموعد وموقع حدوث الزلازل، منها التالي:

  • قياس التغير في مستوى المياه الجوفية: يؤكد المختصين أن هناك رابطة بين الهزات الأرضية ومنسوب المياه الجوفية واندفاعها تجاه الآبار.
    • حيث تخلق الهزات فجوات تجعل الماء يجد طريقة للتدفق للسطح.
  • متابعة التغيرات في المجال المغناطيسي: اكتشف باحثون بولاية كاليفورنيا حدوث تغيرات بالمجال قبل الزلزال بأيام بسيطة، يومين أو ثلاثة.
  • رصد الاهتزازات: تحدث اهتزازات قبل وقوع الزلازل، تحذيرية، ويحاول المختصون رصدها لمواجهة المخاطر التي يحدثها الزلزال.
    • بالإضافة إلى متابعة المختصون للظواهر الكونية التي تحدث بشكل مفاجئ، والتي تندرج ضمن الإشارات التحذيرية لوقوع زلزال.
    • بالرغم من تعدد واختلاف الطرق إلا أن التقارير التي بينت معدل نجاح التنبؤ قليلة للغاية، والتقارير الأخرى يشوبها الشكوك وعدم الدقة.
    • بالتالي ليس هناك طريقة واحدة توضح توقع سليم ودقيق حول وقوع الزلازل.

شاهد أيضا: أقوى الزلازل في تاريخ البشرية

نظرية توقع الزلازل

يدعي البعض أنهم توصلوا إلى نظام تنبؤ بالزلازل، ولكن النظرية العلمية لم يطبقها ولم يصل لها احد بالشكل المطلوب:

  • هذه النظرية تشير إلى أن نظام التوقع السليم يتنبأ بتوقيت حدوث الزلزال، ومدى قوته، والموقع الذي يحدث فيه.
  • كما تبين أن النظام السليم يجب أن يتم إثباته بمجموعة أدلة وتفسيرات علمية، وليس الاعتماد على ظواهر مثل حركة الغيوم، أو سلوكيات مثل رصد سلوك الحيوانات.
  • وحينما نقارن التنبؤ بالزلزال مع التنبؤ بالمناخ، نجد أن التطور العلمي زود من دقة تنبؤات المناخ، مما جعل الكثير يثق بها ويعتمد عليها.
  • ولكن ما زال الناس يتجاهلون المؤشرات حول التنبؤ بالزلازل كونها غير دقيقة، ولأنهم يصدرون التوقعات بنسبة مئوية بدون تحديد الموقع بشكل دقيق.
  • على سبيل المثال صرح البعض باحتمالية حدوث زلازل خلال فترة 5 سنوات، داخل قارة أفريقيا.
  • وهذا التصريح عام لا يحقق النظرية ولا يساهم في تجنب المخاطر، بالتالي يمكن إدراك الإجابة عن هل يمكن توقع حدوث الزلازل.

التحذير المبكر من الزلازل

ما تمكن المختصون من تحقيقه بدقة، إدراك وتحديد قوة الزلزال بعد أن تبدأ عملية الاهتزاز التي ينطلق منها الزلزال:

  • ينقسم التحذير بشكل مبكر من حدوث وقوة الزلزال إلى موجات أولية تأخذ الرمز P، وموجات أساسية تأخذ الرموز
  • تنتشر الأولية بشكل كبير وسريع، ولكن الأساسية تنتشر ببطء وتتسبب في الأضرار الناجمة عن الزلزال.
  • وتعتمد آلية التحذير على تحليل الموجات الأولية حينما تقترب من بؤرة الزلزال.
  • وحينها يتم حساب قوة ومركز الزلزال، وبالتالي يسهل تحديد مدى قوته وتأثيره على المواقع الأخرى.
  • وفق ذلك تم ابتكار نظام الإنذار المبكر مؤسس على الاستفادة من علوم الزلازل، ونظام المراقبة الحساس والدقيق في الاستشعار بالموجات الأولية.
  • الموجات الأولية ترسل إشارات محددة، تشير إلى اقتراب موعد الزلزال في المنطقة التي يوجد بها أجهزة الإنذار.
  • مما يتيح للمختصين بإجراء اللازم، للوقاية من أضرار ومخاطر الزلزال.

اقرأ أيضا: أنواع الزلازل وتصنيفاتها

التدابير الوقائية ضد الزلازل

هناك عدة إجراءات تساهم في حماية أرواح الناس وحفظ ما يمتلكون حينما يحدث زلزال، منها ما يلي:

  • إغلاق شتى المركبات وركنها، بالإضافة لكافة وسائل التدفئة مثل البوتاجاز أو المدفأة وغيرها.
  • أخذ وضعية ملائمة كي لا يصابوا خلال الاهتزازات، مثل الانبطاح تحت المكاتب، أو الانتظار في موقع آمن.
  • بالمصانع يجدر انتقال العمال والموظفين إلى موضع آمن، وإغلاق شتى المعدات والآلات وتوقيف خطوط الإنتاج.
  • مع نقل المعدات الحساسة وكذلك الخطيرة إلى موقع آخر أكثر أمانًا، وفتح أبواب شتى المصاعد وإخلائها.
  • بالمستشفيات والعيادات يجدر التوقف عن تأدية أي عمليات جراحية، أو تأدية أي نشاط طبي دقيق وحساس.
  • بالشوارع يجب إيقاف الحركة المرورية داخل الأنفاق وعلى الجسور، وتوقف حركة القطارات، مع فتح مختلف المواقع الآمنة لإيواء الناس.
  • ويجدر حماية المحطات، سواء الخاصة بتوليد الطاقة أو تخزين الوقود، حتى لا تتأثر بالاهتزازات العنيفة.

حوادث غريبة حول الزلازل

ضمن الطرق غير الدقيقة والعلمية التي يعتمد عليها بعض المختصين بالتنبؤ، الاعتماد على سلوكيات الحيوان، وهذا يرجع للحوادث التالية:

  • حادثة اليونان: سجل المؤرخون حدث غريب وقع عام 373 قبل الميلاد في إحدى المدن اليونانية، هيليس، حيث كانت سلوكيات الحيوانات غريبة.
    • وبعد هذه السلوكيات، بدأت مجموعات كبيرة من الحيوانات تهرب وتهاجر من المدينة، كأن هناك شيء يخيفها.
    • وفيما بعد الهجرة بيومين حدث زلزال قوي، تم إدراجه كأقوى زلزال في التاريخ حينها.
  • حادثة الصين: خرجت الثعابين من الجحور في مدينة هايتشنغ، وذلك في وقت الشتاء الذي يجب أن تتقوقع فيه وتكون في مرحلة بيات شتوي.
    • وبعد عدة أسابيع حدث زلزال قوته 7.3 خلال عام 1975م.
    • ولكن سلوك الثعابين والزواحف ساهم في إخلاء المدينة قبل ساعات فقط من حدوث الزلزال.
    • بالرغم من أن سلوك الحيوانات لا يعد دليل علمي على التنبؤ بالزلازل، إلا أن العديد من شهود العيان أقروا بتكرار السلوكيات الغريبة للحيوانات قبل وقوع الزلزال.
    • مثلًا تنبح الكلاب بصورة مستمرة، وينخفض معدل حليب البقر، وتقفز الضفادع من البرك.
    • وتترك الحيوانات البرية مواقع النوم، وتصبح الحيوانات الأليفة مضطربة.

لماذا لا يمكن للبشر التنبؤ بالزلازل

للإجابة عن التساؤل، يجب إدراك طبيعة حدوث الزلزال، والتي نسردها في التالي:

  • حينما تنطلق طاقة كامنة داخل طبقات الأرض، بسبب حدوث تغيرات مفاجئة، تنتج الموجات والاهتزازات الزلزالية في مواقع قريبة منها.
  • ونظرًا لعدم وجود أداة قياس لحركة طبقات الأرض بصورة مستمرة، والافتقار لنظام قياس قدر الطاقة الناجمة عن الحركة، لا يمكن توقع الزلزال قبل وقوعه بمدة كافية.
  • ولكن هناك عدة أنظمة تقوم برصد الهزات التي تشير إلى النشاط الزلزالي، منها النظام المستخدم على سواحل التشيلي من 2014.

شاهد من هنا: أسباب حدوث الزلازل وأهم مخاطرها والآثار السلبية الناتجة عنها ؟

بالنهاية تستهدف الابتكارات الخاصة بالتنبؤ بالزلازل من حيث وقت حدوثها وموقعها، تفادي الخطر الذي يعرقل حياة البشر، وتقليل الضرر الواقع على البنية التحتية.

ولكن لم يصل المختصون إلى الابتكار المطلوب لدقة التوقع، وبالتالي يمكن لـ maqall.net أن يضع الإجابة لا على السؤال هل يمكن توقع حدوث الزلازل.

مقالات ذات صلة