كيف نحافظ على نهر الأردن
نهر الأردن من الأنهار المهمة على المستوى التاريخي والديني والبيولوجي أيضا، يواجه هذا النهر العديد من التهديدات التي تضر بموارده المختلفة.
ونظرًا لأهميته فإن العديد من الدول تسعى لحمايته بأساليب عديدة، وفي هذا الموضوع سنتحدث عن أهمية نهر الأردن، وسنذكر المخاطر التي تواجهه، وكيفية المحافظة عليه.
محتويات المقال
أين يقع نهر الأردن
- يقع نهر الأردن في المنطقة الجنوبية الغربية من القارة الأسيوية ضمن منخفضات الشرق الأوسط، حيث يبلغ ارتفاع هذا النهر ما يقرب من أربعمائة وثلاثين متر تحت مستوى البحر.
- ويعده منبعه من جبل الشيخ الواقع بين الدولة السورية والدولة اللبنانية، ويسير من الجنوب متجهًا نحو المنطقة الشمالية من الأرضي الفلسطينية، ثم ينزل لبحر الجليل.
- أما الجزء السفلي من النهر فيعد منبعه من بحيرة طبريا، ومتدفقًا بين الدولة الفلسطينية والضفة الغربية بامتداد الضفة الشرقية بالمنطقة الغربية الأردنية، ثم ينتهي ليصب بالبحر الميت.
شاهد أيضا: معلومات عن نهر الأردن
أهمية نهر الأردن
- نهر الأردن من المناطق المهمة دينيًا وحضاريًا، حيث تتردد بعض الأقاويل على أن رسول الله عيسى عليه السلام مر به.
- ولذلك فيقصده العديد من الحجاج المعتنقين للدين المسيحي، كما شاهد الكثير من الحروب عبر التاريخ.
- كما تتمثل أهمية هذا النهر في أن 4 من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد تم دفنهم في ضفته من الجانب الشرقي.
- وكان يستخدمه المهاجرين كممر أساسي من الدول الإفريقية، كما إنه عثر على بعض المدن التابعة للرومانيين، ومباني تابعة للصلبيين بالمنطقة.
- ومن جانب أخر اكتشف العلماء أن نهر الأردن يتميز ببيئته الغنية بالكائنات الحية وبالتنوع البيولوجي.
- وذلك لأن المياه فيه تتدفق من بحيرة طبريا ثم للبحر الميت بدون أي مشكلة أو عائق، كما وتمر من خلاله الكثير من الطيور المهاجرة التي يبلغ أعدادها ما يقرب من خمسمائة نوع.
- تم تصنيف نهر الأردن على أنه من المحميات الطبيعية، وهو ذات أهمية كبيرة لأنه مليء بالجسور والممرات الاستراتيجية.
- والتي يتم استخدامها في التنقل بين الأماكن المختلفة فيه، ويضم اثنين من المعابر الحدودية بين فلسطين والدولة الأردنية.
- وخلال العديد من العصور كانت بعض المناطق بالنهر من المصادر الأساسية للزراعة وري المحاصيل المختلفة لدى بعض البلدان التي تطل عليه وتسكن على ضفتيه، ويعتبر هذا النهر مصدر مائي مهم للدولة الفلسطينية قبل سنة ألف وتسعمائة وأربعة وستين ميلاديًا.
- وقد ازدادت أهمية هذا النهر بعد أن مر من خلاله الأنبياء والرسل والقوات الدولية والعلماء والرحالة والمستكشفين، وأيضا بسبب أنه يقع بمقربة من إحدى الأماكن المقدسة للحجاج بالبحر الميت، فضلًا عن روعة المناخ فيه، وخصوبة الأراضي به.
المخاطر المهددة لنهر الأردن
- خلال النصف قرن الأخيرة استنفذ ما يقرب من 96% من المياه نهر الأردن، وذلك نتيجة للنزاعات المائية من البلدان القريبة منه، والتي أدت إلى تغيير مسار المياه ببعض المناطق التي ينبع منها النهر.
- أما النسبة المتبقية من المياه في نهر الأردن فهي مرتفعة الملوحة، كما إن بعض الملوثات تتسرب إليها.
- كمياه الصرف الصحي، ومياه الزراعة المخلوطة بالأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية المضرة، ونتج عن ذلك تعرض بعض أجزاء النهر إلى مناطق شبه راكدة.
- وبعد أن ساعد النهر على الربط بين النظام البيئي في القارة الآسيوية والنظام البيئي في القارة الإفريقية، وكان مكانًا جاذبًا للكائنات الحية سواء النباتية والحيوانية، تسببت المياه الضحلة فيه وجفافه إلى ظهور الكثير من المشكلات المرتبة بالبيئة فيه.
- بالإضافة إلى خسارة ما يزيد عن نصف أنواع الكائنات الحية التي كانت تعيش فيه سواء من النباتات أو الحيوانات.
- يعد الماء الموجود في هذا النهر حاليًا ماء مرتفع المروحة، ولا يمكن الاعتماد عليه في الشرب أو الزراعة.
- وبسبب التغيير الحادث في المناخ فمن المحتمل أن تزداد درجات الحرارة بالوادي الخاص بالنهر بمعدل يصل إلى أربع درجات ونصف مئوية.
- وأن يقل معدل سقوط المطر بنسبة 30%، وسينتج عن ذلك قلة جريان المياه التي تسير بالنهر بمعدل يصل إلى 75%، وارتفاع معدل الجفاف فيه.
- وقد يتسبب تغيير المناخ في المنطقة إلى قلة المياه المتدفقة للنهر من الروافد التي يعتمد عليها بشكل اعتيادي بسبب جفافها أو قلة منسوب المياه منها.
- وذلك بسبب قلة معدل تساقط المطر على المناطق الجبلية، فضلًا عن زيادة معدل النيتروجين بالمياه، والذي تسبب في قلة جودتها، وزيادة معدل تعرضها للتبخر.
قد يهمك: ما هو اسم البحر الواقع بين فلسطين والأردن
طرق المحافظة على نهر الأردن
- تسعى جميع الدول التي يسير نهر الأردن من أراضيها إلى بذل أقصى جهودها لحماية مياه النهر من تسريب الملوثات إليها.
- والتي تتمثل في مياه الصرف الصحي التي تتسرب إليها بدون إجراء معالجة عليها، بالإضافة لبناء محطات تطهير ماء الصرف بالمنطقة.
- وقد أعدت جمعية أصدقاء الأرض بالشرق الأوسط خطة لتنمية وادي نهر الأردن، وتراعي الأنظمة البيئية المنهارة فيه، وحقوق السكان الذين يعيشون على ضفافه من استغلال موارده الطبيعية المتوفرة فيه.
- مع تقديم نصائح ووسائل يتم استنباطها على المستوى العلمي والاقتصادي بهدف زيادة كمية المياه بالنهر بمعدل يتراوح بين أربعمائة إلى ستمائة مليون متر مكعب من المياه العذبة الصالحة للشرب والزراعة.
- كما أوصت الجمعية بتجريم إلقاء مياه الصرف الصحي التي لم تخضع للتطهير والتعقيم في مياه نهر الأردن.
- مع ضمان استمرار الفيضان فيه مرة واحدة كل سنة كحد أدنى للمحافظة على النظم البيئية الموجودة فيه، بالإضافة لتحديد نسبة المياه المتدفقة من النهر والنسبة المثالية لكفاءة الماء الموجود فيه جودته.
- مع اقتراح بعض المقترحات التي من شأنها تقضي على التلوث الذي يحدث فيه، مع دعم الخطط التي تعيد التنظيم البيئي للنهر، وتقديم مقترحات من شأنها دعم قطاع السياحة بالمنطقة.
- وتحرص الجمعية أيضا على اكتساب الدعم من الدول الكبرى للوصول إلى الأهداف المرجوة في محاولة لتطبيق الخطط والمقترحات التي من شأنها تطوير النهر بواسطة تحجيم استهلاك الدول التي يمر نهر الأردن من خلالها لمياهه.
- وقد حرصت الجميعة على تسخير كافة صلاحياتها لدعم نهر الأردن والمحافظة عليه منذ سنة تأسيسها 1994 ميلاديًا، وذلك بواسطة عمل الدراسات المختلفة على المستوى العلمي والاجتماعي.
- وتحفيز الدول الكبرى على تطوير النهر وإحياءه، وجعل استهلاك البلدان التي يمر منها النهر لمياهه أكثر تنظيمًا، ويكون ذلك بمساهمة من الجميع سواء من المواطنين أو المسؤولين، وذلك لتحقيق بعض الأهداف.
ومن أهم هذه الأهداف ما يلي:
- توعية الجميع سواء مواطنين أو حكومات بالمشاكل والتهديدات التي من المحتمل أن يتعرض لها النهار أو التي تعرض لها بالفعل.
- وذلك بواسطة التحدث عن الأزمة في وسائل الإعلام المختلفة سواء الصحفية أو التلفزيونية، وعلى المستوى المحلى والدولي.
- جعل مالكي الشركات يشتركون باللجان البحثية على المستوى المحلي والإقليمي، بالإضافة لتنظيم مقابلات لهم من أجل تقديم مقترحات تساعد على إعادة إحياء وادي نهر الأردن وتطويره.
- استدعاء وزراء البيئة التابعين لحكومات البلدان التي يمر منها نهر الأردن لحثهم على إعادة تطوير نهر الأردن الأدنى وتأهيله بالشكل اللازم.
- أخذ موافقات من البلدان التي يمر منها نهر الأردن والقريبة منه لشمل الأراضي التابعة لهم والتي تقع على جانبي نهر الأردن ضمن خطط التوسيع والتطوير.
اخترنا لك: بحث عن الطبيعة في الأردن
في نهاية الموضوع وعلى موقع مقال Mqall.org وبعد أن ذكرنا لكم كيف نحافظ على نهر الأردن، وتحدثنا عن أهمية هذا النهر.
وأوضحنا التهديدات والمشاكل التي تعرض لها، عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع على جميع وسائل التواصل الاجتماعي.