الصخور النارية والرسوبية والمتحولة
تعد الصخور النارية والرسوبية والمتحولة من أهم أنواع الصخور التي تشكل القشرة الأرضية، وتتميز كل نوع بخصائصه الفريدة وتاريخه الجيولوجي المختلف، فما هي هذه الصخور؟ وما هي خصائصها وأساليب تشكلها؟ هذا ما سنتناوله في هذه المقدمة.
محتويات المقال
الصخور النارية والرسوبية والمتحولة
- الصخور النارية هي الصخور التي تتكوّن من الصهارة المتجمدة والصلصال البركاني والرماد البركاني، وتشمل الصخور البركانية مثل البازلت والأنديزيت والريوليت.
- أما الصخور الرسوبية فتتكون من الترسبات الناجمة عن تراكم الرواسب الصلبة في بحيرات أو محيطات، وتشمل الصخور الرسوبية الصخور الطينية والرملية والحجر الجيري والغرانيت.
- وأخيراً، الصخور المتحولة هي الصخور التي تعرضت للتحول الكيميائي والفيزيائي نتيجة التعرض للحرارة والضغط والتمدد، وتشمل الصخور المتحولة الصوانية والغرانيتية والحجر الرملي المتحول.
- بالرغم من أن الصخور النارية والرسوبية والمتحولة تختلف عن بعضها البعض، إلا أنها تتشابه في الوقت نفسه بأنها تعكس تاريخ الأرض وتشكل جزءًا أساسيًا من البيئة الطبيعية التي نعيش فيها لذا فهم الصخور وخصائصها يمكن أن يعزز من فهمنا لتاريخ الأرض وتطورها على مر الزمن.
اقرأ أيضا: الفرق بين الصخور النارية والرسوبية
مقارنة بين الصخور النارية والرسوبية والمتحولة
تختلف الصخور النارية والرسوبية والمتحولة في تكوينها وتكوينها الجيولوجي وطريقة تشكلها، ويمكن إجراء مقارنة بينهم على النحو التالي:
التكوين
- الصخور النارية: تتشكل بسبب تجمد الصهارة الناتجة عن ثوران البراكين أو بسبب تصلب الصهارة داخل الأرض.
- الصخور الرسوبية: تتشكل بفعل تراكم الرسوبيات الناتجة عن التحلل والتفتت للصخور الأخرى عن طريق العوامل الطبيعية.
- الصخور المتحولة: تتشكل بفعل الضغط والحرارة الناتجة عن تعرض الصخور النارية والرسوبية للعوامل الجيولوجية الخارجية.
الخصائص الميكانيكية
- الصخور النارية: تتميز بالصلابة والمتانة والقدرة على تحمل درجات الحرارة العالية.
- الصخور الرسوبية: تتميز بالنعومة والتأثر بالتآكل الطبيعي والتعرض للتجوية.
- الصخور المتحولة: تتميز بالقوة والمتانة والمرونة والقدرة على تحمل العوامل الجوية.
الاستخدامات
- الصخور النارية: تستخدم في صناعة المواد الإنشائية والديكورية والحرارية.
- الصخور الرسوبية: تستخدم في صناعة الحجارة الطبيعية والتحف الفنية والديكور.
- الصخور المتحولة: تستخدم في صناعة الأحجار الكريمة والديكور الداخلي والخارجي.
أنواع الصخور النارية
تشمل أنواع الصخور النارية:
- البازلت: هي صخور بركانية تتشكل من التبريد السريع للحمم البركانية على سطح الأرض.
- الجرانيت: هي صخور نارية تتشكل من تجميد الصهارة في العمق وتتكون بشكل رئيسي من الكوارتز والفلدسبار والميكا.
- الدوليرايت: هي صخور نارية خفيفة اللون تتشكل من البراكين الرمادية والحمم البركانية.
- الأنديزيت: هي صخور نارية تتشكل من تبريد مخلوط من الصهارة البازلتية والجرانيتية.
- الرايوليت: هي صخور نارية تتشكل عندما يتجمد الصهر في الممرات والفجوات الموجودة في القشرة الأرضية.
- الدولرايت البورفيرية: هي صخور نارية تتميز بحبيبات كبيرة من الفلدسبار في حجرتها الداخلية، ويتميز سطحها الخارجي بحبيبات أصغر حجمًا.
- الرايوليت البورفيرية: هي صخور نارية تتميز بحبيبات كبيرة من الفلدسبار في حجرتها الداخلية، ويتميز سطحها الخارجي بحبيبات أصغر حجمًا.
أنواع الصخور الرسوبية
تتشكل الصخور الرسوبية نتيجة لترسب الرواسب الصلبة من مواد مختلفة، مثل الصخور الرملية والحجر الجيري والشيست والطين، في مجاري المياه والأنهار والبحار والمحيطات والبحيرات وتنقسم الصخور الرسوبية إلى عدة أنواع، منها:
- الحجر الجيري: وهو ناتج من ترسيب الكالسيت الناتج عن مخلفات الحيوانات البحرية والنباتات البحرية.
- الحجر الرملي: وهو عبارة عن تراكم حبيبات الرمل والرواسب الأخرى.
- الطيني: وهو ناتج من ترسيب الطمي والرواسب الناعمة الأخرى.
- الشيست: وهو ناتج من تحول الصخور الرسوبية الأخرى بسبب الضغط والحرارة.
- الحجر الجيري المرجاني: وهو عبارة عن ترسبات للمرجان والمخلفات الحيوانية البحرية الأخرى.
- الصخر الفحمي: وهو ناتج من تراكم النباتات البحرية والمستنبتات الأخرى في الأحواض الرسوبية، وتحولها إلى فحم على مر العصور.
أنواع الصخور المتحولة
تتشكل الصخور المتحولة من الصخور السابقة (النارية أو الرسوبية) بفعل التغيرات الجيولوجية الطبيعية المختلفة، مثل الحرارة والضغط والتعرض لمواد كيميائية. وتنقسم الصخور المتحولة إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي:
- صخور متحولة بسبب التحول الحراري: وتتشكل هذه الصخور نتيجة تعرض الصخور النارية أو الرسوبية لدرجات حرارة عالية نسبياً وضغوط عالية، مما يؤدي إلى تحول تركيبها الكيميائي والبلوري، وبعض الأمثلة على هذه الصخور هي الغرانيت والرخام والشيست.
- صخور متحولة بسبب التحول الضغطي: وتتشكل هذه الصخور بسبب تعرض الصخور النارية أو الرسوبية لضغوط عالية، ويؤدي ذلك إلى تغيير بنيتها الداخلية وشكلها الخارجي، وبعض الأمثلة على هذه الصخور هي الفيليت والجرانولايت.
- صخور متحولة بسبب التحول الكيميائي: وتتشكل هذه الصخور بفعل التعرض للمواد الكيميائية المختلفة، وتغيير درجة الحموضة في الصخور النارية أو الرسوبية، وبعض الأمثلة على هذه الصخور هي الفلسبار والكوارتز والميكا.
أين توجد الصخور النارية
توجد الصخور النارية في مناطق مختلفة حول العالم، حيث تشكل أحيانًا جبالًا وسلاسل جبلية كبيرة. ويمكن العثور على الصخور النارية في المناطق النشطة جيولوجيًا مثل حوض المتوسط وجنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية والمناطق الوسطى للمحيط الأطلسي وشمال غرب الهادئ.
أين توجد الصخور الرسوبية؟
توجد الصخور الرسوبية في مختلف أنحاء العالم، حيث تشكلت عبر عملية الترسيب والتراكم للرواسب الصغيرة والكبيرة التي تنقلت عبر الرياح أو الأنهار أو البحار وتراكمت في مكان معين.
توجد بعض الأماكن في العالم التي تشتهر بوجود تكوينات صخرية رسوبية مثل جبال الألب في أوروبا وجبال روكي في أمريكا الشمالية وجبال الأطلسي في شمال إفريقيا.
أين توجد الصخور المتحولة؟
توجد الصخور المتحولة في العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم، حيث يمكن العثور عليها في المناطق الجبلية والمناطق النشطة تكتونيًا وعلى السواحل وفي المناطق الوعرة، ومن أمثلة الأماكن التي يمكن العثور فيها على الصخور المتحولة:
جبال الألب في أوروبا، سلسلة جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية، سلسلة جبال الروكي في أمريكا الشمالية، ومناطق واسعة في جنوب آسيا وأفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا والشرق الأوسط والهند والصين وروسيا واليابان وكندا والولايات المتحدة.
نسبة الصخور النارية في القشرة الأرضية
تتواجد الصخور النارية بكثرة في القشرة الأرضية، حيث يتشكل العديد من البراكين والحمم البركانية على سطح الأرض. وتشكل الصخور النارية أكثر من 90% من حجم القشرة الأرضية.
يمكن العثور عليها في العديد من مناطق العالم مثل جزر هاواي وأيسلندا وألاسكا وجبال الأنديز في أمريكا الجنوبية وجزر الكناري في شمال غرب أفريقيا وجنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية.
نسبة الصخور الرسوبية في القشرة الأرضية
تشكل الصخور الرسوبية ما يقرب من 75٪ من سطح القشرة الأرضية وتتواجد هذه الصخور في مختلف أنحاء العالم، حيث تراكمت على مدى العصور الجيولوجية في المسطحات الرسوبية مثل البحار والمحيطات والبحيرات والأنهار والمستنقعات.
ويعود تشكل هذه الصخور إلى ترسب الرواسب الناجمة عن عوامل الطبيعة مثل التعرية والانحلال الكيميائي والتعريض لعوامل التأثير المختلفة مثل الرياح والمياه والأمواج.
كما أدعوك للتعرف على: مراحل تكون الصخور الرسوبية
نسبة الصخور المتحولة في القشرة الأرضية
تعتبر الصخور المتحولة من أكثر أنواع الصخور انتشارًا في القشرة الأرضية، إذ تشكل نحو 80% من حجم القشرة البرية،وتختلف نسبة الصخور المتحولة في القشرة الأرضية تبعًا للمنطقة الجغرافية ونوع الصخور الأصلية والعوامل الجيولوجية المؤثرة عليها.
الفرق بين الصخور النارية السطحية والجوفية
تختلف الصخور النارية السطحية والجوفية في موقع تكوينها وسبب تكوينها وخصائصها، حيث يمكن التعرف على الفروقات بينهما كما يلي:
- موقع التكوين: تتكون الصخور النارية السطحية في الغالب على سطح الأرض، أو في القرب من سطح الأرض، بينما تتكون الصخور النارية الجوفية في الداخل الأعمق من القشرة الأرضية، مما يجعلها أقرب إلى الأعماق الموجودة في الأرض.
- السبب في التكوين: تتكون الصخور النارية السطحية عادةً بسبب البراكين والانفجارات البركانية وتدفق الحمم، في حين تتكون الصخور النارية الجوفية بسبب التبريد والتصلب للصهارة التي تتجمع في الداخل الأعمق للأرض.
- الخصائص الفيزيائية: يتميز الصخور النارية السطحية بتكونها من الصهارة التي تتجمع في الهواء الطلق، وتتشكل بشكل أسرع، مما يجعلها أقل كثافة وأكثر تجعدًا من الصخور النارية الجوفية التي تتشكل في العمق، وتتكون ببطء، وتكون أكثر كثافة وأقل تجعدًا.
- الخصائص الكيميائية: تختلف الصخور النارية السطحية والجوفية في تركيبهم الكيميائي، حيث تحتوي الصخور النارية السطحية على نسبة عالية من السيليكون، بينما تحتوي الصخور النارية الجوفية على نسبة أقل من السيليكون، وتحتوي بشكل عام على معادن ثقيلة.
كما يمكنكم الاطلاع على: فوائد الصخور الرسوبية ومجالات استعمالها
باختصار تشكلت الصخور النارية والرسوبية والمتحولة على مدار ملايين السنين بفعل العوامل الجيولوجية المختلفة، مثل البراكين والتحركات الجيولوجية والطقس والمياه وغيرها وتمتلك كل منها خصائصها وتستخدم لأغراض مختلفة، سواء في البناء أو صناعة الزخارف أو الأحجار الكريمة.