انخفاض درجة الحرارة في المرتفعات

لا يتقبل البعض فكرة انخفاض درجة الحرارة في المرتفعات لتصورهم أنه كلما ارتفع الشيء عن الأرض كلما كان أقرب للسماء والشمس، وبالتالي يكون أقرب تصور أن الحرارة ترتفع ولا تنخفض، ويفسر maqall.net هذه الفكرة.

اعتمادًا على أدلة علمية تبرهن تأثير ارتفاع شتى التضاريس على درجة الحرارة، الذي يظهر في انخفاضها درجة واحدة كلما زاد الارتفاع 150م، ويتباين المعدل وفق فصول السنة ووفق الموقع.

انخفاض درجة الحرارة في المرتفعات

توجد عدة مؤثرات من شأنها التأثير على درجة الحرارة وانخفاضها كلما زاد ارتفاع التضاريس، وأبرزها التالي:

  • ارتفاع التضاريس يعني ابتعادها عن تأثير أشعة الشمس، حيث أن الأرض تقوم بتسخين الهواء الذي يعلوها.
  • بالتالي يكتسب الهواء الذي يلامس الأرض والقريب منها النصيب الأكبر من حرارتها.
  • كذلك العوالق الجوية تحد من وصول الإشعاع الأرضي، فلا يسخن الهواء بالأعلى أي بالمرتفعات.
  • لإدراك الفكرة بصورة أكثر عمقًا، يجدر فهم تعريف درجة الحرارة، وهي صورة من صور الطاقة بالكون.
  • تعد بمثابة إشارة عن حركة الذرات داخل أحد الأجسام، لكنها غير مرئية، فقط يمكن الشعور بها.
  • من خصائصها الانتقال من جسم لآخر، بحيث تنتقل من الجسم الذي تكون درجة حرارته عالية إلى الجسم الأقل حرارة، كي يحدث توازن بين الأجسام.
  • مثال: تنتقل الحرارة من كأس به ماء ساخن حرارته 20 إلى قطعة الثلج الموضوعة بداخله والتي حرارتها 0، فيبدأ الثلج يذوب إلى أن تتساوى حرارته مع حرارة الماء بالكأس.
  • ويتم قياسها بوحدات منها الكالوري أو الجول أو الكلفن أو السيلسيوس أو الفهرنهايت، ويعبر قياسها عن حرارة جسم واحد فقط.

شاهد أيضا: كيف يتكون السحاب

لماذا تنخفض درجة الحرارة بالمرتفعات

حينما تفكر لماذا تحدث ظاهرة انخفاض درجة الحرارة في المرتفعات، تذكر المفاهيم التالية حول أشعة الشمس:

  • تبعث الشمس الإشعاع إلى سطح الأرض، وذلك من خلال غلاف الكوكب الجوي، فيتأثر الغلاف بالإشعاع وترتفع حرارته بصورة غير مباشرة نتيجة التأثر.
  • وحينما يصل الإشعاع لسطح الأرض تسخن الكتل الهوائية التي توجد بالقرب منه، ثم ترتفع الكتل للأعلى وفق قوانين الكثافة.
  • حينما تتمدد الكتل للأعلى تنخفض حرارتها بسبب الضغط الجوي، وتعرف بظاهرة مكظوم الحرارة.
  • وهي ظاهرة تتم داخل إحدى طبقات الغلاف الجوي، التروبوسفير.
  • كذلك الهواء بالطبقات العليا قدرته ضعيفة على امتصاص الإشعاع الشمسي، على عكس الهواء بالطبقات السفلية الملامسة لسطح الأرض.
  • حيث يمتص الهواء بالطبقات السفلية كم كبير من الإشعاع المنبعث، من هنا تم قياس معدل انخفاض الحرارة كلما ابتعد الجسم والهواء عن الأرض.
  • تنخفض بمعدل درجة، كلما زادت المسافة 150م عن مستوى البحر.

العلاقة بين درجة الحرارة والضغط الجوي

الضغط الجوي هو مقدار وزن عمود الهواء الذي يؤثر على مساحة قدرها 1 سم مربع، وفيما يلي نوضح أن العلاقة بينه وبين الحرارة طردية:

  • حينما يزداد الضغط الجوي ترتفع درجة الحرارة، والعكس.
  • حينما يكون الطقس حارًا، يقل الضغط نتيجة تباعد الجزيئات في الهواء عن بعضها البعض.
  • بالتالي كلما زاد ارتفاع التضاريس عن سطح الأرض، يقل الضغط الجوي بصورة سريعة، بسبب النقص في وزن عمود الهواء، وبسبب قلة كثافة الهواء في المواقع المرتفعة العالية.
  • وهذا يبين النقص الملحوظ في كمية الأكسجين في الأقاليم المرتفعة.
  • من تجاه آخر يمكن الربط بين الحجم والضغط والحرارة، حينما يزداد الضغط يتمدد الحجم فتتغير الحرارة وتزداد.

اقرأ أيضا: كيفية التخلص من فوبيا المرتفعات

العوامل المؤثرة على درجة الحرارة

برهن المختصون أن هناك عوامل من شأنها التحكم في درجة الحرارة، من حيث الانخفاض أو الارتفاع، منها التالي:

  • خط العرض: يتم الإشارة لموقعه بالنسبة لخط الاستواء، حينما يقترب الإقليم من الخط الاستوائي ترتفع حرارته.
  • الارتفاع: كلما ابتعد الإقليم عن مستوى البحر، كلما انخفضت حرارته، ويختلف معدل الانخفاض وفق الفصل وكذلك موقع الإقليم.
  • المسافة بين الإقليم والبحر: كلما اقترب من البحر كلما كان الطقس به رطب وبارد، وحينما يبتعد تزداد حرارته وتقل الرطوبة.
  • الرياح: تؤثر طبيعة ونوع الرياح وكذلك اتجاهها على درجة الحرارة بالأقاليم، حيث أن الرياح قد تهب من جهة باردة أو حارة أو تأتي على هيئة تيارات بحرية.

حالة استثنائية: ارتفاع درجة الحرارة في المرتفعات

بالحقيقة يمكن أن ترتفع الحرارة في التضاريس المرتفعة عن الأرض، ولكنها تعتبر حالة استثنائية، معاكسة للطبيعي:

  • تحدث الحالة لمدة زمنية بسيطة وقصيرة وعلى منطقة صغيرة، أي في نطاق محلي، ويطلق عليها حالة انقلاب حراري.
  • تحدث على مسافة قريبة من سطح الكوكب لأسباب شتى، منها أن الليل طويل في موسم الشتاء، أن السماء خالية من السحاب، مرور هواء.
  • تأثير طول الليل: يقل كم الأشعة الشمسية التي تصل للأرض، مما يجعل الهواء القريب منها بارد، وبالتالي يصبح سطح الأرض باردًا، فيعلوه حينها هواء أعلى حرارة أي أكثر دفئًا.
  • تأثير عدم وجود سحاب بالسماء: حينها يصبح كم الحرارة الواصل للأرض بفضل الإشعاع الشمسي قليل للغاية.
  • تأثير مرور الهواء: إن مر هواء دافئ بعيدًا عن سطح الكوكب، يصبح الهواء في المرتفعات أدفئ من الهواء الملامس للأرض.
  • كذلك إن مر هواء بارد بشكل مباشر على الأرض، فإن الهواء بالمرتفعات يصبح أقل برودة أي أكثر حرارة.

شاهد من هنا: الخوف من المرتفعات

ختامًا يمكن تلخيص فكرة انخفاض درجة الحرارة في المرتفعات في أن الإشعاع الشمسي يؤثر على غلاف الكوكب.

ثم يصل للأرض فتمتص طبقات الهواء القريبة من الأرض أكبر كم من الإشعاع، مما يقلل الكمية الواصلة للطبقات العليا.

بالتالي تنخفض درجة الحرارة كلما زاد ارتفاع الأقاليم أو التضاريس.

مقالات ذات صلة