التوازن البيئي في الإسلام
التوازن البيئي في الإسلام، يعتبر التوازن البيئي من أهم الأمور التي نسعى لتنفيذها، لأن البيئة هي المكان الذي نعيش عليه، وإذا لم نحسن استخدام مواردها فالطبع لن نجد شيئًا كي نستفيد من موارده، ولكن ما علاقة التوازن البيئي بالإسلام؟
محتويات المقال
التوازن البيئي
- يختلف تعريف علم البيئة من عالم لآخر، ولكن التعريف السائد هو أنه العلم الذي يدرس الأنظمة البيئية المختلفة.
- أما التوازن البيئي، فهو الحالة التي يشارك فيها جميع الكائنات الحية على كوكب الأرض للمحافظة على أنواعهم وتكاثرهم وتنوعهم الجيني، بدون حدوث تغييرات تؤدي إلى خلل في النظام البيئي.
- يمكن تعريف التوازن البيئي أيضًا بأنه حالة التوازن والاستقرار في أعداد الكائنات الحية المختلفة الموجودة في البيئة.
- يحتوي النظام البيئي على أنواع مختلفة من الكائنات الحية وأصنافها، التي تقوم بمهام مترابطة، فلا يمكن لكائن حي القيام بجميع الوظائف التي تحتاجها البيئة بدون مساعدة باقي الكائنات.
- التوازن البيئي لا يعني أنه توازن مستمر للأبد، لأن البيئة تتأثر بالعديد من العوامل، بالإضافة إلى تصرف الكائنات الحية، مثل المناخ والظواهر الطبيعية والعديد من العوامل الأخرى.
- معظم العوامل التي تؤدي إلى اضطراب التوازن البيئي من الأساس تكون بسبب الإنسان، مثل قطع الأشجار وتجريف التربة والصيد الجائر.
- أما العوامل الطبيعية التي تؤدي إلى تغير التوازن البيئي وهي خارج إرادة الإنسان، فتتمثل في الزلازل والأعاصير والبراكين والجفاف.
تأثير الإنسان على التوازن البيئي
- يعتبر الإنسان هو الكائن الذي يعيش على رأس السلسلة الغذائية الموجودة على كوكب الأرض، وهو أكثر كائن يحتاج إلى بيئة متوازنة ومتكاملة؛ حتى يستطيع العيش بأفضل طريقة.
- إلا أن الإنسان يقوم بالعديد من الأنشطة التي تؤدي إلى اختلال توازن البيئة التي يعيش فيها، مثل حريق الغابات، وبناء المدن الصناعية على الأراضي الزراعية وتجريف التربة، والعديد من الأنشطة التي تؤدي إلى خلل التوازن البيئي.
- هذا بالإضافة إلى الأنشطة التي تؤدي إلى تلوث أهم المصادر الطبيعية وهي الماء والهواء، مثل دخان المصانع، وإلقاء النفايات المختلفة في ماء الشرب.
- في العصر الحديث، بدأ الوعي البيئي في الانتشار، وبدأ الإنسان في اكتشاف الوسائل التي تؤدي إلى زيادة عمر البيئة، مثل استخدام الوقود الحيوي بدلًا من الوقود الأحفوري، وبالتالي تقليل العوامل التي تؤدي إلى تلوث الهواء.
- بالإضافة إلى اكتشاف مواد بديلة للبلاستيك المضر للبيئة، وحظر تجريف الأراضي الزراعية وبناء المصانع فوقها، والعديد من المساهمات الناتجة عن زيادة الوعي البيئي للإنسان.
التوازن البيئي في الإسلام
- يعتبر الدين الإسلامي هو العقيدة الصالحة للبشر في كل زمان ومكان، والمنهج الوحيد الذي يرشد الإنسان إلى استقرار حياته.
- من أهم مناهج الإسلام التي ترشد الإنسان هي التوازن البيئي، وتنمية علاقة الإنسان بالبيئة وتعليمه كيفية الاعتناء بها.
- يمكننا أن نجد تعاليم الدين الإسلامي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الكثير من النصوص الإسلامية تحثنا على المحافظة على النظافة، وعدم استغلال الموارد الطبيعية التي سخرها لنا الله بطريقة خاطئة.
- حذرنا الله تعالى من إهمال البيئة التي نعيش فيها لأنها بالطبع ستنقلب علينا، ولن تصبح مكانًا مناسبًا للعيش فيها، قال تعالى في سورة الروم: “ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”.
- معصية الله في أي شيء مما أمرنا به تؤدي في النهاية إلى انتشار الفساد والخراب، وتلوث البيئة يعتبر أكبر خراب للإنسان في البر والبحر.
- على الرغم أن الله تعالى حلل لنا أكل لحوم الحيوانات، إلا أن الإسراف في ذبح الحيوانات يعتبر أيضًا مظهر من مظاهر نشر الخراب في البيئة واختلال توازنها.
- تلوث الهواء المنتشر بسبب عوادم السيارات وأبخرة المصانع وحرق الوقود الأحفوري، وعدم استبدالهم بطاقة نظيفة يعتبر من أهم مظاهر التلوث الموجودة على الأرض.
- العديد والعديد من أشكال الفساد المختلفة، وكل فساد في الأرض هو معصية لله سبحانه وتعالى.
نهي الإسلام عن التبذير والإسراف
- يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام: [وّالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامَا]، وفي سورة الأعراف: [وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ].
- العديد من النصوص في الدين الإسلامي تحثنا على عدم الإسراف، إلا أن البشر بطبيعتهم يستمرون في التبذير بدون وعي.
- انتشر الصيد الجائر في البر والبحر بإسراف، وهو من أهم الأمور التي تؤدي إلى اختلال التوازن البيئي في النهاية.
- لذلك، يجب أن نتعلم كيفية الموازنة بين الأمور، والصيد لاحتياجنا فقط بدون تبذير، حتى لا تنقلب علينا البيئة ويختل التوازن البيئي.
نهي الإسلام عن التلوث
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أبيتم إلا الجلوس في الطريق فأعطوا الطريق حقَّه، قالوا: وما حقُّ الطريق يا رسول الله؟ قال: غَضُّ البصر، وردُّ السَّلام، وإماطة الأذى عن الطريق”.
- وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يبولنَّ أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه”، كما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتبول في ظل شجرة أو في منتصف الطريق، والعديد من النصوص في الدين الإسلامي تحثنا على عدم تلويث البيئة.
- وللأسف الشديد، أصبح العالم الآن يمارس ما يفوق التبول في الطريق، الدول تُلقي بنفاياتها النووية في المياه، أو تدفن المخلفات الكيميائية في الأرض، مما أدى إلى هلاك العديد من المحاصيل الزراعية، وعدم استيعاب الأرض للزراعة.
- وهذا بالطبع بالإضافة إلى العديد من الممارسات التي يفعلها الإنسان والتي تؤدي إلى تلوث الهواء الذي نتنفسه.
حث الإسلام على تنمية البيئة
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلمٍ يغرس غرسًا، أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ، إلا كان له به صدقة”.
- ويقول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “إن قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها”.
- وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم قطع الأشجار في الحروب ولا قتل الحيوانات بتبذير، وفقط ذبح ما يحتاجه الناس لسد حاجتهم من الطعام.
- نهى الإسلام عن استخدام جلد السباع في صناعة الملابس، وذلك لأنها غير طاهرة أو غير نظيفة.
- أمرنا الإسلام بالحث على النظافة وتنمية البيئة، حيث أمرنا بزراعة الأشجار والنباتات، والمحافظة على نظافة الطرق والبيئة التي نعيش فيها، والحفاظ على الحيوانات بعدم الإسراف في ذبحها.
- بانتشار التلوث في هذه الأيام، وخصوصًا تلوث الهواء، فإن زراعة الأشجار هي المنقذ الوحيد لنا من تلوث الهواء، لأنها تعمل على تنقية الهواء الذي نتنفسه.
- يجب على الإنسان التوقف فورًا عن قطع الأشجار، والبدء في تعويض البيئة عما فقدته، حتى لا يختل التوازن البيئي ويندم الإنسان على معاقبة البيئة له.
كيفية المحافظة على التوازن البيئي
- زراعة العديد من الأشجار لموازنة الحاجة إلى الأكسجين، حيث تأخذ الأشجار ما تحتاجه من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء وتزودنا بالأكسجين.
- المحافظة على السلسلة الغذائية البيئية، وعدم الإسراف في قتل الحيوانات لأننا لن نجد شيئًا لنأكله إذا استمر الإنسان في القتل الجائر للحيوانات.
- استبدال العادات الخاطئة التي يستنزف بها الإنسان بيئته مثل استخدام الوقود الأحفوري واستخدام الكهرباء والصيد الجائر، حيث أن استنزاف موارد البيئة يؤدي في النهاية إلى معاقبة البيئة لنا.
- يجب الانتباه أن أي ضرر قد يحدث لأي عنصر من عناصر البيئة فإنه يؤدي إلى اختلال النظام البيئي كاملًا.
- التوقف عن الممارسات التي تؤدي إلى تلوث المياه، مثل اختلاط مياه الصرف بالأنهار أو البحار أو المحيطات، والذي يؤدي إلى نمو الطحالب بشكل كبير، والتي تستهلك نسبة كبيرة من أكسجين الماء، ومنع وصول الشمس إلى الكائنات البحرية.
- الطحالب التي تتحلل في الماء تؤدي إلى نمو كائنات حية لا هوائية تقوم بإفراز مواد سامة للحيوانات، وهذا من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نقص أعداد الحيوانات وبالتالي اختلال التوازن البيئي.
- إعادة تدوير المواد المستخدمة مثل البلاستيك والورق، للحد من التبذير والإفراط في الموارد البيئية.
دور الفرد في المحافظة على التوازن البيئي
- عدم إلقاء القمامة في الشوارع، لأنه تصرف غير حضاري، ويؤدي إلى اختلال توازن البيئة.
- الحفاظ على الممتلكات العامة والمرافق الحكومية، وتذكر أنه يجب عليك أن تبدأ بنفسك، وجميع البشر مشتركين في الحفاظ على عمر بيئتهم.
- الحد من استخدام البلاستيك، واستبداله بالقماش أو البلاستيك المعاد التدوير.
- استخدام المصابيح التي توفر استهلاك الكهرباء.
- عدم إلقاء أي مخلفات سامة في الأنهار ومياه الشرب، للحفاظ على حياة الكائنات البحرية وحمايتنا من التلوث.
- ترشيد استهلاك المياه، وعدم الإسراف والتبذير في استخدامها.
وضحنا في التقرير السابق عن التوازن البيئي في الإسلام، ومعنى التوازن البيئي، وما هو التوازن البيئي في الإسلام؟، وكيف أمرنا الله بالحفاظ على البيئة؟، وكيف يبدأ الفرد بنفسه للحفاظ على البيئة وعدم الخلل بتوازنها؟.