عبد الله بن سلول وحادثة الإفك
عبد الله بن سلول وحادثة الإفك، كان له الكثير من المواقف المعادية للإسلام، وكان عبد الله بن سلول من أهل يثرب وكان يلقب برأس النفاق، وسوف نتناول اليوم قصته كاملة، وأسباب عدائه للإسلام.
محتويات المقال
عبد الله بن سلول وحادثة الإفك
- اسمه بالكامل هو عبد الله بن أبي بن سلول الأزدي، كان سيد قبيلة الخزرج، وكان يقيم في يثرب وكان على وشك أن يكون سيد للمدينة بأكملها، ولكن ذلك قبل أن يصل الرسول إلى يثرب.
- كان لعبد الله بن سلول الكثير من الصراعات تجاه النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”، فقد كان له العديد من المواقف المعادية لأتباع الرسول والإسلام، وكان ذلك طمعًا منه في السيطرة على مقاليد الحكم.
- قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، كان هناك الكثير من التوتر بين قبيلتي الأوس والخزرج، وانتهى الصراع بينهم بنبذ الخلاف، وقاموا باختيار عبد الله بن سلول حاكمًا على المدينة بأكملها.
- ولكن عند دخول الإسلام إلى المدينة، التف أهل يثرب حول راية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما منع ابن سلول من استلام مقاليد الحكم في المدينة، لذلك أصبح لديه ضغينة ضد الإسلام.
- فعل عبد الله بن سلول الكثير من المؤامرات للرسول عليه صلى الله عليه وسلم، ومن أبشع تلك المؤامرات خيانته للنبي، فقد تعاون مع الأعداء اليهود والمنافقين.
- وقد أنزل الله تعالى في آياته ” يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين”.
- فكان من أبرز صفات عبد الله بن سلول إفشاء أسرار المسلمين، ومحاولة التآمر على المسلمين، فكان يحاول دائمًا إظهار ضعف المسلمين والإسلام.
شاهد أيضًا: بحث عن صفات المنافقين في القرآن
موقف عبد الله بن سلول في غزوة أحد
- لقب عبد الله بن سلول بسيد المنافقين، وقد كان له العديد من المواقف ضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعلى سبيل المثال تمرد ابن سلول على النبي في غزوة أحد.
- حيث قام بالانسحاب ومعه أكثر من ثلاثمائة مقاتل من الجيش، وكانت حجته في ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسمع رأيه وأطاع أحد غيره.
موقف ابن سلول في غزوة بني المصطلق
- في هذه الغزوة أطلق الصحابة على عبد الله بن سلول لقب رأس النفاق، فقد ذكر المؤرخون قوله عندما رجع الرسول وجيشه من غزوة بني المصطلق” والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل”.
- وكان ابن سلول يقصد الرسول، وعندما علم ولده عبد الله بما قال، ذهب إلى الرسول وسأله هل يأمره بقتل أبيه، فقد كان لابن عبد الله بن سلول شأن كبير في الإسلام على عكس موقف أبيه.
- حاول عبد الله بن سلول أن يبعد الناس عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أمر بعض من الناس أن يمتنعوا عن دفع الزكاة، حتى يضطر الناس الانفضاض عن النبي.
شاهد أيضًا: حادثة الإفك والدروس المستفادة منها
عبد الله ابن سلول وحادثة الإفك
- كانت تلك الحادثة قد افتعلها المنافقون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلمة إفك تعني الكذب والافتراء، ولأن عداوة عبد الله بن سلول تخطت كل الحدود، فلم تنج من افترائه حتى زوجة رسول الله.
- فقد تعرضت السيدة عائشة رضى الله عنها لافتراء عبد الله بن سلول، وكانت تلك الافتراءات لها ثقل كبير للغاية عليها، فهي زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أكثر من نقل عنه الأحاديث.
- وكانت الواقعة كالتالي، فقد كانت السيدة عائشة تسير في قافلة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد وقفت القافلة للاستراحة في مكان قريب من المدينة.
- وعند ذلك لم تجد السيدة عائشة قلادتها التي كانت ترتديها، فبدأت بالبحث عنها في كل مكان، ولكن لم تجدها، وبعد ذلك نظرت حولها فلم تجد القافلة التي كانت تسير فيها.
- وعندما أدركت أنها ضلت طريقها، انتظرت حتى يعود الرسول إليها، وفي أثناء ذلك مر عليها صفوان بن المعطل رضي الله عنه، والذي كانت مهمته السير وراء قافلة المسلمين يلتقط ما يسقط من أمتعتهم.
- وعند ذلك وجد صفوان بن المعطل السيدة عائشة نائمة تحت شجرة، فقام بإيقاظها، وطلب منها الركوب على ناقته حتى يلحق بالقافلة، وفي هذه اللحظة رأى عبد الله ابن سلول هذا الموقف.
- انتهز ابن سلول ما رآه، وقام بشن الكثير من الافتراءات الكاذبة على السيدة عائشة وصفوان بن المعطل، ولم تكن تعلم السيدة عائشة بهذا الحادث حتى سمعت به بعد فترة طويلة.
- تسببت هذه الافتراءات بصدمة كبيرة للسيدة عائشة، وأيضًا أصاب جميع المقربون منها بجروح عميقة، والبعض الآخر كان قد صدق تلك الافتراءات وأساءوا الظن بها.
- أصبح الجميع يتناولون اسم عبد الله بن سلول وحادثة الإفك، وهذا تسبب في حزن السيدة عائشة بشدة، وفوضت أمرها إلى ربها، لأنه القادر على أن يظهر براءتها.
- وجاءت اللحظة الحاسمة من عند الله، عندما نزلت عشرة آيات من سورة النور، ” لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرًا وقالوا هذا إفك مبين”.
- وتلك الآيات نزلت لتحث الجميع على ضرورة عدم الانسياق وراء الإشاعات والافتراءات، ويجب على كل إنسان أن يتحرى الصدق عند سماع أي كلام يقال في حق شخص أخر.
موقف الرسول من المنافقين
- كان يتردد كثيرًا اسم عبد الله بن سلول وحادثة الإفك بين الناس، ولكن عندما اشتد عليه المرض أدرك خطأه، فاستدعى ابنه عبد الله، وأوصاه عندما يموت أن يكفنوه بقميص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- وطلب أيضًا أن يشيع الرسول جنازته، وعندما توفى عبد الله بن سلول أخبر ابنه الرسول بوصية أبيه، وعلى الرغم من كل الافتراءات التي شنها ابن سلول على الرسول، وافق الرسول على أن يقيم صلاة الجنازة عليه.
- وكان أثار هذا التصرف حيرة الصحابة، فقد سأل سيدنا عمر رضى الله عنه الرسول قائلًا ” ألم ينهك الله أن تصلي على المنافقين؟”، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما خيرني الله.
- فقد أنزل الله في سورة التوبة ” استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين”.
- ولكن كانت صلاة جنازة عبد الله ابن سلول آخر جنازة قام بها الرسول، ولم يؤد أي صلاة جنازة على أي أحد من المنافقين أبدًا، فقد نزلت أية كريمة على الرسول تأمره بعدم الصلاة على المنافقين قط.
- قال الله تعالى في سورة التوبة” ولا تصل على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون”.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الظاهر والحقيقة، وأيضًا من خلال ما كان يوحيه إليه الله، فقد بين الله سبحانه وتعالى للنبي الكثير من صفات المنافقين.
- وحذر الله سبحانه وتعالى النبي كثيراً في آياته من الكفار والمنافقين كما في قوله تعالى، “يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم “.
شاهد أيضًا: معلومات غريبة عن حادثة الإفك
وهكذا نكون تناولنا في هذا المقال واحدًا من أكثر الأشخاص عداوة للإسلام والمسلمين، ويجب علينا أن نتعلم من هذا الموضوع أن تتحرر الصدق ونبتعد عن المنافقين.