تحليل رسوم الأطفال
يمثل تحليل رسوم الأطفال مفتاح هام لإدراك الجوانب الخفية لدى الأطفال، يبرز سلوكياتهم ومشاعرهم والمشكلات التي يمرون بها وليس لديهم القدرة على التعبير عنها لفظيًا.
حيث تمثل الرسومات رسائل ضمنية يكتبها الأطفال بحبر سري داخل لوحة بسيطة، ويمكن للمختصين فك رموز الرسوم واستخراج الرسائل منها، وذلك بملاحظة ما يرسم الطفل على مدار مدة زمنية شهرين لأكثر.
محتويات المقال
تحليل رسوم الأطفال
تعد الرسوم بمثابة لغة يوصل بها الأطفال ما يشعرون به للعالم المحيط بهم، كما أنها تشير لمدى تطورهم العقلي ومهاراتهم الحركية:
- الرسوم في علم النفس: يضع علم النفس مدلول خاص لكل رسمة يقوم برسمها الطفل، هذا المدلول يدعم الآباء والمدرسين بأساليب التعامل المناسبة مع الطفل.
- شروط تحليل الرسومات: استمرار التحليل لعدة رسوم على مدار فترة زمنية تتفاوت بين شهرين لثلاثة شهور، وبعض الأخصائيين يمتلكون مهارة التحليل في فترة أقل.
- ترك الحرية للطفل أن يرسم في الوقت الذي يريد وحينما يرغب، بدون أن يطلب منه أحد أو يجبره على ذلك.
- وعدم وضع الطفل في منافسة رسم مع أطفال آخرين، لأنه حينها لن يقدم ما يشعر به بل سيندمج في التنافس فقط.
- عدم تقييد الطفل بتقليد ومحاكاة رسمة محددة، وتركه يرسم ما يريده بدون تشتيت.
- خبرة الأخصائي: كلما زادت خبرة الأخصائي كلما تمكن من تحليل الرسوم بدقة، وتحليل شخصية الطفل وما يمر به، بنسبة تتعدى 80%.
شاهد أيضا: رسومات حنة على الجسم
أسس تحليل رسومات الأطفال
تتفرع أسس التحليل إلى قسم خاص بالمهارات، وآخر خاص بالنفسية، وفيما يلي التفاصيل:
- القسم المهاري: يركز الأخصائي على مدى تطور مهارات الطفل العضلية والحركية، وذلك بما يتناسب مع العمر.
- ويحدد المهارات وفق التدقيق في الخطوط والأحجام، وكذلك الألوان والدقة في إيضاح الطفل لتفاصيل الرسمة.
- القسم النفسي: يراعي الأخصائي النظر إلى مدلول الأشكال التي اختار الطفل رسمها، وكذلك الأشخاص والحيوانات.
- كما يراعي موقعها وألوانها وقياس حجمها، وكيفية إيضاح وشرح الطفل لها.
- ويتم ملاحظة المدلول النفسي للرسومات بعد بلوغ الطفل 3 سنوات، لأن المراحل السابقة لا يتمكن الطفل من الرسم فيها بدقة.
- حيث أن الطفل الأصغر من سن 3 يقوم بالرسم العشوائي للخطوط، بهدف تقوية العضلات ومحبته لمشاهدة تأثير حركة القلم واليد على الورق.
- وبعد هذا السن تحمل الرسوم مدلول إما إيجابي أو سلبي، كما تحمل إيضاح لظروف أسرة الطفل المادية والأسرية وغيرها.
اقرأ أيضا: طريقة صنع الرسوم المتحركة
مفاتيح تحليل الرسومات بالقسم النفسي
هناك عدة مفاتيح تساعد على تحليل رسوم الأطفال فيما يتعلق بالحالة النفسية، منها التالي:
- الأشخاص: رسم الطفل للأشخاص بحجم صغير يعني أنه يفتقد الحب، أو هؤلاء الأشخاص ليس لهم جدوى في حياته.
- وحين يرسمهم بالحجم الكبير فذلك يعني محبته الكبيرة لهم، ومدى أهمية وجود هؤلاء الأشخاص بحياته ومدى اهتمامهم به.
- وإن رفض الطفل رسم شخص ضمن المحيطين به، فذلك دليل على كره الطفل له، أو أنه ليس له أي دور في حياة الطفل، أو ربما يذكره بمشاعر سلبية.
- الذات: إن رسم الطفل نفسه ولكن بحجم صغير أو كبير أو نسي رسم جزء من جسده، فذلك يدل على شخصيته.
- مثلًا الطفل السمعي الذي يعتمد على استخدام أذنه بشكل كبير للفهم، يقوم برسم أذنه كبيرة مقارنًة بالحواس الأخرى.
- والطفل الذي يفضل الأعمال الفنية ويستخدم يده بكثرة، يرسم أصابع يده كبيرة مقارنًة بباقي أجزاء جسده.
- والذي يكره النشاطات والحركة الكثيرة، يرسم قدميه أقصر من باقي أجزاء جسمه.
- الأشياء: رسم الطفل للأشياء بحجم أصغر من الحقيقي يدل على عدم اهتمامه بها، أو عدم إدراكه بأهميتها، وذلك يشمل الأشجار والأثاث والبيوت وغيرها.
- وإن رسمها بحجم أكبر من الحقيقي فذلك يشير إلى إدراكه لها بصورة جيدة، وأنها تحتل قسم كبير من اهتمامه.
- المسافات بين الأشياء: حين يرسم الأشياء قريبة من بعضها فذلك يحمل مدلول إيجابي، وإن باعد المسافات بينها فهذا يدل على مشاعر سلبية، وذلك فيما عدا المسافة بين السماء وقاع البحر.
الألوان والمشاعر في رسومات الأطفال
اختيار الطفل للألوان له مدلول نفسي، وكذلك كيفية إظهاره المشاعر على وجوه الأشخاص والحيوانات التي يرسمها:
- الألوان: استعمال الطفل للون محدد في مختلف رسومات يحمل احتمالين، الأول حب الطفل لهذا اللون، الثاني أن الطفل مصاب بعمى الألوان.
- وللتأكد يجدر تحفيز الطفل على استعمال ألوان أخرى.
- اعتماد الطفل على استعمال الألوان الزاهية، دلالة على انفتاح ذهنه وسعادته وقدرته على التفرقة بين الألوان.
- بينما استعماله للألوان القاتمة دلالة على مشاعر الحزن التي تسيطر عليه، وأنه يمر بمشكلات نفسية.
- المشاعر: تشير لإحساس الطفل تجاه ذاته أو تجاه شخص ما، ويمكن التحاور مع الطفل لإدراك المقصد من إظهار الشخص يبكي أو يضحك أو عابس وغيرها.
التعبيرات النفسية في الرسوم للأطفال
هناك مفاتيح أعمق يهتم بها الأخصائي كي يفهم الرسائل التي يوصلها الطفل بالرسوم، منها:
- مسك القلم: يدقق الأخصائي في أسلوب الطفل في مسك القلم، وكيف يضغط عليه خلال الرسم.
- خطوات الرسم: يراعي الأخصائي مشاهدة الطفل وهو يرسم، ويركز على الخطوات بماذا بدأ الطفل وبماذا انتهى، والألوان التي اختارها واستخدمها بصورة أكبر.
- التعديلات: كما يركز على الإضافات التي يضعها الطفل بعد إنهاء الرسم، وماذا يحذف، وكافة التعديلات التي يجريها بشكل دقيق.
شاهد من هنا: كيف يتم انشاء رسوم متحركة؟
بالختام يشير maqall.net إلى أن تحليل رسوم الأطفال يختلف وفق عمر الطفل والظروف التي تحيط به ويمر بها.
وأن هناك أخصائيين دارسين لعلم النفس يدركون كيفية التحليل الدقيق وعناصره، ومتمكنون في متابعة حالة الطفل ومعالجته بعد إدراك ما يمر به.