معركة ذات السلاسل عند الشيعة
معركة ذات السلاسل عند الشيعة، أهلاً ومرحبًا بكم زوار موقعنا الكرام، ما سنتحدث عنه اليوم في هذا المقال، فهو أحد المعارك الإسلامية التي حدثت بين جيش المسلمين وجيش الفرس، ألا وهي معركة ذات السلاسل.
وفي هذا المقال، سيكون استعراض المعركة وتفاصيلها من وجهة نظر الشيعة، تابعوا موقع مقال للتعرف على معركة ذات السلاسل عند الشيعة.
محتويات المقال
ذات السلاسل
“ذات السلاسل” هو اسم لمنطقة تقع في الحجاز، وهي على مسافة 5 مراحل من المدينة، كما يشتهر هذا المكان بأسماء مثل: وادي الرمل، والسلسلة.
وقيل إن السبب في تسمية غزوة ذات السلاسل بهذا الاسم، لأن الجيش أتى بالأسرى مقيدون ببعضهم كالسلسلة.
شاهد أيضًا: مدة حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم
سبب معركة ذات السلاسل | بالنسبة للشيعة
- السبب في هذه المعركة أن الله عز وجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم، أن مجموعة من قبائل سليم كانت تستعد لاجتياح المدينة.
- فأرسل سرية من بضع مئات من الأشخاص تحت قيادة أبي بكر، فرجع منهزمًا.
- ثم بعد ذلك قام بإرسال عمر، فرجع منهزمًا، ومن ثم قام بإرسال عمرو بن العاص، فرجع منهزمًا هو الآخر.
- بعد ذلك أرسل عليّاً ومعه أبي بكر وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص فمشي في طريقٍ بين الأودية.
- ثم هاجم جيش الفرس في مركز اجتماعهم في وقتٍ مبكرٍ من الصباح.
- فنزلت سورة: “وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا…” [سورة العاديات]، ثم هزمهم وأسر بعضهم وربطهم بالحبل، وكأنهم سلاسل.
كيفية معرفة المسلمون بخطط العدو | بالنسبة للشيعة
هناك ثلاث أقوال في الطريقة التي علم بها النبي صلى الله عليه وسلم لخبر تجمع الأعداء، وخططهم لاجتياح المدينة.
وهذه الأقوال الثلاثة كالتالي:
القول الأول
- أن النبي صلى الله عليه وسلم عَلِمَ بشأن خطة العدو من خلال الوحي، ومن الأدلة على ذلك عند الشيعة قول علي بن إبراهيم القمي في تفسيره.
- ثم نزل جبرائيل على محمَّد (صلَّى الله عليه وآلة)، وأخبره بقصتهم، وما تعاقدوا عليه وتواثقوا.
القول الثاني
- أنه كان من عادات النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم بتوجيه وإرسال العيون إلى مناطق العدو، ليراقب تحركاتهم ويكشف مخططاتهم في أسرع وقت ممكن.
- ولقد تمكن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الرجال الذين أرسلهم، كعيون، لرصد العدو من معرفة النوايا.
- كما كان يخطط لها الأعداء على الإسلام والمسلمين، وذلك حتى قبل أن ينفذ العدو خطته، ويهاجموا المدينة.
القول الثالث
- أنه أتى أعرابيًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له ذلك، بأن جماعة من العرب اجتمعوا في وادي الرمل، من أجل التآمر عليه صلى الله عليه وسلم.
- ومن أجل التآمر على الإسلام ومعارضته، وأضاف هذا الأعرابي، بأنهم يعملون على أن يبيّتوه بالمدينة.
إفشال النبي صلى الله عليه وسلم لمؤامرة العدو | بالنسبة للشيعة
- أمر النبي المختار محمد صلى الله عليه وسلم مؤذنه بأن يدعو المسلمين.
- وينادي: الصلاة جامعة، فذهب المؤذن، واعتلى إلى مكانًا مرتفعًا.
- فنادى: الصلاة جامعة، فذهب المسلمون سريعًا إلى هذا الاجتماع، الذي كان في المسجد النبوي.
- بعد ذلك، على النبي صلى الله عليه وسلم وصعد إلى منبره، ثم قال: إن هذا عدو الله وعدوكم، وقد عمل على أن يبيِّتكم فمن لهم.
- لذلك أرسل جماعة من المسلمين أنفسهم للدفاع عن الإسلام ولقاء العدو، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالذهاب إلى أبي بكر، فدخل أبو بكر بهذه الجماعة إلى قبيلة “بني سليم”.
- وهي قبيلة تعيش في أمة شاسعة، فعندما أراد المقاتلون المسلمون أن يهبطوا إلى هذا الشعب، قاومهم شعب القبيلة (بني سليم).
- كما تراجع أبو بكر، وأصبح غير قادرًا على إكمال المهمة، وعاد هو وجماعته مرة أخرى إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
إكمال مهمة إفشال المؤامرة
- بعد انزعاج النبي صلى الله عليه وسلم من عودة أبي بكر وجماعته، قام بإرسال عمر بن الخطاب، والجيش الإسلامي إلى العدو.
- لكن هذه المرة كان العدو أكثر يقظة واستعداد.
- وهذا لأن هؤلاء الأعداء قاموا هذه المرة بالاستقرار عند فم الوادي، واختبئوا خلف الأحجار، وغطوا أنفسهم بالأشجار.
- حتى لا يتمكن المسلمون من رؤيتهم، فلما وصل الجيش الإسلامي إليهم باغتوه على فجاءة.
- وبذلك، لم تكن الجماعة الإسلامية قادرة على الانتصار هذه المرة أيضًا، وأصدر القائد عمر أمرًا بالانسحاب.
- ومثل القائد الأول عاد الجيش الإسلامي إلى المدينة.
- وهنا وقف عمرو بن العاص وقال: يا رسول الله أرسلني إليهم، فإن الحرب خدعة، ومن الممكن أن أخدعهم، فأذن الله النبي بذلك.
- كما أرسل معه جماعة من المسلمين، لكن لما وصل هو والجيش الإسلامي إلى الوادي، خرج إليه بنو سليم، فهزموهم وقتلوا جماعة من الجيش الإسلامي.
- شعر المسلمون بالاستياء والحزن على الإخفاقات المتتالية، لذلك نظم رسول الله صلى الله عليه وسلم مجموعة جديدة.
- وكان هذا بقيادة البطل الإسلامي علي بن أبي طالب، ثم أرسلهم من جديد لمحاربة العدو.
تابع أيضًا: حكم وأقوال الصحابي خالد بن الوليد
نهاية المهمة
- طلب علي من زوجته (السيدة فاطمة) أن تحضر له العصابة، التي عادةً ما كان يشدّها على جبينه في الأوقات الصعبة
- كانت السيدة فاطمة حزينة عليه وكانت مشفقة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بتنهداتها، ومسح الدموع من عينيها.
- ثم أرسل عليّاً وبلغ معه، حتى وصل إلى مسجد الأحزاب، وكان علي يمتطي حصانًا أنيقًا.
- وكان يرتدي بين يديه رصيفين يمنيين، فكان لا يزال يمسك رمحًا هنديًا، فودعه النبي صلى الله عليه وسلم.
قتال علي للعدو | بالنسبة للشيعة
- ذهب علي وفي صحبته جيشه من المسلمين نحو العدو، إلا أنه توجه إلى العدو، لكنه مشي من طريقٍ مجهولٍ.
- أيضًا أراد من ذلك إخفاء خطته، حتى ظن من سار معه أنه يقصد العراق.
- أراد علي أن يستخدم السرية والتكتم كوسيلة عسكرية لإخفاء كل شيء عن العدو، فيمشي مع رفاقه ليلاً، ويكمن نهاراً، ويستريح أيضًا خلال فترة النهار,
- وظل هكذا حتى اقترب من أرض العدو دون أن ينتبه هذا العدو به هو ولا بجيشه، فأمر جيشه بأن يستريحوا استعدادًا لملاقاة العدو.
- عند بلوغ وقت الفجر قام علي بالصلاة بالمسلمين، ثم صعد بهم إلى قمة الجبل، الذي كانوا يمكثون تحته في الليلة السابقة.
- ثم انحدر بهم بعد ذلك إلى الوادي بسرعة شديدة، وسرعان ما وصل إلى “بني سالم” في الوادي.
- فحاصرهم المسلمون وهم نائمون، ولم يستيقظوا حتى استطاع المسلمون بالإحاطة بهم، فأخذوا منهم فريقًا، وهرب الآخرون.
- وبهذه الطريقة أرعب عليّاً ومن معه قلوب العدو بشدة، مما جعل الأعداء يفقدون توازنهم، وقدرتهم على المقاومة.
- ثم هربوا من المعركة تاركين وراءهم الكثير من الغنائم التي استولى عليها المسلمون.
- فتم النصر بقيادة علي، ورجع الجيش الإسلامي إلى المدينة منتصرا.
نزول سورة العاديات | بالنسبة للشيعة
بلغت تضحية علي وشجاعته وبسالته التي بدرت منه في هذه الحادثة مستوى عالٍ جدًا من الأهمية، ولذلك رأينا في هذه الحادثة سورة من القرآن كاملة نزلت.
قال تعالى: “وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا • فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا • فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا • فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا • فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا • إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ.
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ • وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ • أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ • وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ • إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ” [العاديات].
اخترنا لك: بحث عن عمرو بن العاص لفتح مصر doc
في نهاية مقال معركة ذات السلاسل عند الشيعة، نرجو التنبيه على أننا نبرأ من كل من يسيء إلى نبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، راجين من الله عز وجل أن يهدينا بهديهم، ونستن بسنتهم، التي اتبعوها اقتداءً بالنبي الكريم صلى الله عليه، وعلى وآلة وسلم تسليمًا كثيرًا.