خصائص الخطابة في العصر الإسلامي
خصائص الخطابة في العصر الإسلامي، إن العصر الإسلامي من العصور الذهبية في جميع المجالات، حيث اتسم هذا العصر بالتطوير الكبير في جميع الفنون، وجميع العلوم، وذخر العصر الإسلامي بتطور كبير في الأدب واللغة والفصاحة.
وأضاف القرآن الكريم والأحاديث النبوية مادة غنية جدًا تستخدم في جميع مجالات الحياة والأدب، ونذكر اليوم تطور فن الخطابة في العصر الإسلامي.
محتويات المقال
تعريف الخطابة
تعتبر الخطابة من فروع الفنون اللغوية والتي يستطيع الفرد فيها صياغة الكلام ووضعه بصورة مؤثرة في السامعين، وفرع من فروع الفنون النثرية، واستخدمت بكثرة في العصور الجاهلية، وتطورت عبر الزمن تطورًا ملحوظًا.
وأتى العصر الإسلامي ليحمل معه جميع التعاليم والخبرات اللغوية مما أثرى في فن الخطابة بصورة كبيرة، حيث زادت من بلاغتها ومن حكمتها، وجاء تقسيم الخطابة في العصر الإسلامي في صورتين.
الصورة الأولى وهي الخطب بين الناس لحثهم على الجهاد في سبيل الله، والصورة الثانية هي الخطابة لغرض توجيه عامة الجمهور لأمر سياسي أو ديني محدد، وتميزت بالعديد من الخصائص والسمات التي تجعلها مختلفة عن أي عصر من عصور التاريخ.
شاهد أيضًا: النثر في العصر الجاهلي وانواعه
مكونات الخطبة
وجاءت الخطبة في العصر الإسلامي تحتوي على شكل ونمط محدد يتكون من مقدمة وعرض لموضوع الخطبة والخاتمة، والمقدمة من أهم المكونات، حيث إنها تعرف المستمعين بموضوع الخطبة.
ويأتي بعدها موضوع الخطبة وهو ما يكون فيه كامل المعلومات والأهداف التي يسعى إليه الخطب لتوصيل فكرته أو توصيل كلامه للمستمعين له.
وفي نهاية الخطبة تأتي الخاتمة لتنهي معها موضوع الخطبة مع توضيح مضمون الخطبة والهدف الرئيسي منها بصورة واضحة ومباشرة، وتكون المقدمة والخاتمة مختصرة وواضحة وسهلة.
خصائص الخطابة في العصر الإسلامي
تعددت خصائص الخطابة في العصر الإسلامي، وتميزت وتنوعت ونذكر منها الآتي:
- غلب الطابع الديني على فن الخطابة، حيث قام الخطباء بإدخال بعض الآيات القرآنية في فن الخطابة، وإدخال الأحاديث النبوية، وتلاشت الخطبة الخالية من الآيات القرآنية.
- قللت الخطابة في العصر الإسلامي من استخدام السجع في فن الخطابة، حيث كان يسمى السجع قديما بسجع الكاهن وهو الذي يتنبأ بالغيب ويفرض أسلوب سجعي غريب في خطابه.
- اعتنقت الخطابة في العصر الإسلامي فكر العدالة وعدم النفاق، حيث جاءت النصوص في الخطبة هادفة وبعيدة عن الرياء الذي كان يقدم للحكام.
- تضمن فن الخطابة في العصر الإسلامي بعض الحكم والأمثال الشهيرة والتي جعلت الكلام ذو نغمة في إلقائه.
- تميزت الخطابة بالموضوعية والهدف الذي يسعى إليه الخطيب لتوصيل فكرة محددة ذات قيمة للمجتمع، أو للمستمعين له.
- جاء فن الخطابة في العصر الإسلامي بفكر واضح وسلس وبعيد عن التعقيد والأساليب الغير مفهومة، وجاءت نصوصها قصيرة مقارنة بما كانت عليه من سابق.
- بدأت أغلب فقرات فن الخطابة بكلمات البسملة تيمنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، بالبدء بأي عمل أن يقوم بسم الله.
أنواع الخطابة في العصر الإسلامي
تعددت الأنواع والتقسيمات الخاصة بالخطابة في العصر الإسلامي.
حيث أثر القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف في فن الخطابة وصورته النهائية التي تخرج لنا، ونبين أقسام الخطابة فيما يلي:
- الخطاب السياسي: هو خطاب يكون الغرض منه أن يحث الجموع أو المستمعين على مناصرة أحد السياسيين.
- أو إتباع سياسة محددة يسعى الحاكم إليها.
- ويكون غرضه في بعض الأحيان حدوث فتنة في الشعب بغرض محدد، أو قيام فوضى على الحكم مثلًا.
- خطاب التوعية: هي خطب تأتي لتوعية العامة نحو أمر معين.
- مثل ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم بحث المسلمين وتوعيتهم.
- وتعريفهم بأمور دينهم عن طريق إلقاء الخطب فيهم.
- وجاءت بعض الخطب فيها وصايا يلتزم بها المسلمون بما يقومون بعد وفاته لعدم هدم الدين الإسلامي، وخطب الصحابة أيضًا بنفس النمط.
- خطاب الوفود: جاءت هذه الخطب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده.
- عندما كان يأتي بعض الوفود إليه لطلب العون، فيقوم قائد الوفد بإلقاء خطبة يوضح فيها مطالبه.
- خطابات البيعة: وهي نوع من الخطابات تم ظهورها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- حيث قام كل قائد جماعة، بالخطبة في جماعته لمبايعة من تولى الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضًا: مقدمة عن الخطابة في الاسلام
تاريخ الخطابة
يأتي تاريخ الخطابة كأقدم فن أدبي موجود، حيث إنه جاء منذ عصور الجاهلية حتى وقتنا هذا.
وكان هذا الفن يسبق فن الشعر، ويعتبر خطباء اليونانيون أوائل من استخدم فن الخطابة.
قام المؤرخ والأديب أرسطو بدراسة فن الخطابة وكتب عنه العديد من الكتابات في هذا العصر.
وتم تطور الخطابة لتدخل في بعض المجالات القضائية والاستشارية وغيرها من المجالات التي تحتاج إلى إقناع جموع الجمهور.
وقام الخطباء في العصر الجاهلي باستخدام السجع بصورة كبيرة.
حيث أن كان من الخطباء عرافين وكهنة، ثم جاء بعد ذلك العصر الإسلامي وقام بإضافة صيغة جديدة للخطاب.
حيث تطور الخطاب في العصر الإسلامي بتواجد آيات القرآن الكريم بصورة كبيرة إضافة لزيادة خطب الوعي.
والحث على الجهاد ومناصرة الإسلام، واختفى الخطاب الذي يحتوي على السجع.
وتطور فن الخطابة إلى وصل إلى عصرنا هذا بإدخال بعض المصطلحات الجديدة على اللغة.
وتميز باللغة العامية وقصر الجمل وعدم وجود السجع إضافة لتوع أهدافه العامة نحو العديد من المجالات والمواضيع المطروحة على أرض الواقع.
الخصائص العامة لفن الخطابة
تتميز الخطابة بصورة عامة ببعض الخصائص، ونذكر أبرزها وهي:
- تتميز الخطابة بالبعد عن التكلف والتصنع في مضمونها.
- الهدف من الخطاب هو الإقناع بالدليل واستخدام الموعظة في الكلام.
- يجب أن يبتعد الخطاب عن التضليل والكلمات الغير مفهومة.
- يجب أن يكون الخطاب مختصر وموجز وفي نفس الوقت يحتوي على كلمات معبرة عن أهدافه ومضمونه.
- التنوع في صيغة الخطاب عن طريق التنويع في البلاغة في اللغة.
- يجب أن يكون الخطاب ذو أسلوب سلس وواضح وخالي من الإطالة في الجمل.
الأدب في العصر الإسلامي
جاء العصر الإسلامي متميزًا بسمات كبيرة في مجال الأدب، حيث قام بإرساء دعائم الأدب العربي.
وجعل منه كامل التميز في الخصائص والسمات، حيث أن العصر الإسلامي أضاف قواعد جديدة على الأدب.
فظهر العديد من الفنون الجديدة في الأدب، وتطور البعض للأفضل.
وتميز العصر الإسلامي بإضافة المادة الخلقية في شتى فروع الأدب استنادًا على آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
والتي جاءت لتحسن الأخلاق وتحث عليها في كل صورها.
وجاء فن الخطابة على سبيل المثال يحث على الأخلاق ومكارمها.
ويحث على الجهاد في سبيل الله وفي سبيل رفعة الدين الإسلامي.
وقام بالبعد عن الأساليب الغير لائقة وعن السجع الغير هادف في الخطابة.
وأضاف أيضًا في بعض الفروع الأخرى من الأدب مثل القصة والشعر.
وغيرها المبادئ والأخلاق والدعائم التي سار على نهجها جميع أدباء هذا العصر.
شاهد أيضًا: تعريف الخطابة لغة واصطلاحًا
استعرضنا في موضوع اليوم خصائص الخطابة في العصر الإسلامي، إضافة إلى مكونات الخطبة وخصائص الخطابة بصورة عامة.
وتم شرح أنواع الخطابة في العصر الإسلامي وما لها من أهمية كبيرة في الأدب العربي، واستعرضنا الأدب بصورة عامة في العصر الإسلامي وأهم ما يميزه.