مفهوم العلم وتعريفات العلم الحديثة
مفهوم العلم وتعريفات العلم الحديثة، يظل الإنسان يتعلم طوال حياته وحتى الموت، يتعلم كل شيء، فمفهوم العلم واسع لا يقتصر فقط على ذلك الذي نجده في كتب الدراسة أو الأبحاث.
محتويات المقال
مفهوم العلم وتعريفات العلم الحديثة
- العلم في اللغة مصدر من الفعل عَلِم، ويعني إدراك الشيء على حقيقته، ويعني كذلك المعرفة واليقين.
- في الاصطلاح فإن العلم يعني مجموعة من الحقائق والوقائع، أضف إليها المناهج البحثية التي نجدها في المؤلفات العلمية.
- هناك تعريف ثالث وهو مجموعة قواعد يمكن من خلالها شرح بعض الظواهر وماهية العلاقة بينها.
- العلم هو أن تدرك الشيء على حقيقته إدراكًا حاسمًا، ضد الجهل، ولذلك قال آخرون أنه المعرفة.
شاهد أيضًا: التفكير العلمي وحل المشكلات
تعريف العلم
- عالم مفرد علوم، يأتي منه اسم الفاعل عالم، ويُجمع أيضًا عالمون وعلماء.
- العلم الدني يقصد به العلم الرباني فيصل إليه الشخص عن طريق الإلهام، وهناك علوم حقيقية ثابتة لا تتغير بتغير الأديان، على سبيل المثال علم المنطق.
- العلوم الشرعية هي العلوم الدينية مثل الفقه والحديث والعقيدة وغيرها، أما علم النحو وعلم الكلام وعلم الأرض وغيرها تسمى علوم حقيقية.
- وقد يُقصد بالعلم دراسة وتحليل العالم المادي من حولنا وملاحظته ومراقبة الأحداث والظواهر والظروف، التي عن طريقها نضع النظريات والحقائق.
نبذة تاريخية عن العلم
- البشر دائمًا يحبون البحث والاستكشاف للمعرفة والاستطلاع، ومعرفة طريقة عمل الأشياء، من أجل ربط ملاحظاته تلك بالتنبؤات.
- يهتم الإنسان مثلاً بعلم الفلك وذلك في عصور ما قبل التاريخ، من حينها وهو يحاول معرفة علاقة التغيرات الموسمية بمواقع الشمس، وحركات القمر والنجوم.
- منذ العام 4000 قبل الميلاد اعتقد البعض أن الأرض هي مركز الكون وكل ما سواها من أجسام سماوية هي التي تدور حولها.
- لم يقتصر اهتمام الإنسان بعلم الفلك فحسب، بل امتد وازدهر ليشمل علم المعادن والدواء، فمنذ ظهور الحديد واستخراجه بدأ العلماء يهتمون باستحداث طرق مختلفة لاستخراج المعادن، وكذلك النحاس والقصدير.
- وفي الدواء اهتم الإنسان باستخراجه وتطويره عن طريق بعض النباتات التي تنتج مواداً معينة تشفي بعض الأمراض.
- كان الإغريق هم أول من اهتم بوضع النظريات والملاحظات، على رأسهم فيثاغورس، أفلاطون وأرسطو.
- بعدهم انتقلت شرارة نقل العلم إلى بقية العالم، منها الهند والصين، والشرق الأوسط، من ثم انتشرت الصناعات المتنوعة مثل صناعة البارود والورق والصابون.
- كان التقدم العلمي بطيئًا آنذاك حتى القرن السادس عشر الميلادي، فقد أحدث عالم الفلك المعروف كوبرنيكوس طفرة في كيفية رؤيتنا للكون.
- نجد كذلك العالم هارفي يخرج بنظريات وأفكار حول الجسم البشري وكيفية ضخه للدم إلى جميع أجزاء الجسم.
- في العصر الحديث في القرن السابع عشر، بدأ تطور أدوات استكشاف الإنسان عن العلم، فظهر المجهر والتلسكوب، والساعة، وجهاز الباروميتر لقياس الضغط.
- بدأت القوانين العلمية الثابتة تتخذ مكانها مثل قوانين الجاذبية الأرضية، بينما تطور علما الكيمياء والأحياء في القرن الثامن عشر، الذي سُمي وقتها بعصر التنوير.
- وفي القرن التاسع عشر ازدهر العديد من العلماء على رأسهم عالم جون دالتون حيث قام بتطوير نظرية الذرة في الكيمياء، في حين كانت نظريات الكهرباء والمغناطيسية من نصيب مايكل فارادي وجيمس ماكسويل.
- أتى القرن العشرين ومعه أهم نظرياته حتى الآن وهي نظرية النسبية، ومازال علم يتطور كل يوم بوجهات نظر وأفكار مختلفة.
وظائف العلم
- وظيفة العلم أساسًا هو استكشاف النظام السائد في الكون، وفهم قوانين الطبيعة من ثم معرفة كيفية التحكم في تلك الأخيرة.
- مع معرفة قوانين الطبيعة يمكن للإنسان التنبؤ بالظواهر والأحداث وتفسيرها، فتنحصر وظائف العلم في ثلاث وهي
1- أولاً: التنبؤ العلمي
- يساعد العلم في التنبؤ ببعض الظواهر والأحداث الطبيعية وغير الطبيعية، والتي تسير على قوانين علمية معروفة
- على سبيل المثال يمكن التنبؤ بحالة الطقس، ومواعيد كسوف وخسوف الشمس والقمر، مما يفيد في أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه الظواهر.
- التنبؤ لا يعني معرفة المستقبل أو التكهن به، إنما هي مجرد توقعات في حالة أن تتخذ الظروف نهجًا معينًا.
- لهذا فإن التنبؤات العلمية ليست دقيقة على طول الخط، لكنها أكثر دقة في العلوم الطبيعية عن تلك المتعلقة بالعلوم الاجتماعية.
2- ثانيًا: التعبير والاكتشاف
- وتعني رصد الأحداث والظواهر المتشابهة وتصنيفها ووضع قوانين وفرضيات علمية من خلالها.
- وعمومًا فإن التجربة العلمية هي التي تصل إلى وضع تلك القوانين الشاملة للظواهر والأحداث.
3- ثالثًا: الضبط والتحكم
- عن طريق العلم يمكن التحكم في الظواهر والسيطرة عليها بل وتوجيهها، واستغلال نتائجها لمصلحة الإنسان.
- مثل التحكم بمسار مياه المحيطات والبحار، وكذلك التحكم في جاذبية الأرض.
- كما أمكن للإنسان التحكم في الأمراض وبعض السلوكيات البشرية.
- حتى الفضاء يمكن التحكم فيه ومن ثم استغلاله لخدمة الجنس البشري كله
أنواع العلم
1- علوم أساسية
- انقسم العلم لعدة فروع حسب أهداف كل فرع، فهناك علوم أساسية كعلم الطبيعة أو الفيزياء.
2- وعلوم تطبيقية
- يلزمها التجربة مثل تلك المتعلقة بالطب والصحة.
3- العلوم التجريدية
- حيث تعتمد على الاستدلال عن طريق الرياضيات، مثل علم المثلثات والجبر.
4- علوم طبيعية
- علوم تهتم بدراسة الطبيعة مثل علم الكيمياء وعلوم الجغرافيا والعلوم الفيزيائية كالأشعة والكتلة والحركة.
5- علوم حياتية
- تشمل علم النبات وعلمي الفلك والبيئة.
6- العلوم الإنسانية
- تهتم بدراسة الإنسان والمجتمع، منها علم الاجتماع وعلم الاقتصاد.
7- علوم معلوماتية
- مثل علم النفس والمنطق، وعلم الفلسفة.
8- علوم إدراكية
- تهتم بحواس الإنسان مثل علوم الأعصاب واللسانيات، علوم الهندسة بأنواعها مثل الهندسة الميكانيكية والعمارة والاتصالات وغيرها.
شاهد أيضًا: مهارات التفكير العلمي واهدافه
أهمية العلم
- قراءة ومعرفة الطرق التي تقوم بها الأشياء، لا للاستفادة منها فحسب.
- فالعلم يساعد الجنس البشري في التمتع بحياة صحية طويلة، مع توفر سبل الاستمتاع بها مثل ممارسة الرياضة وسماع الموسيقى، ووسائل الترفيه.
- توفير الدواء ومعرفة العلاج للعديد من الأمراض، من ثم تخفيف الألم والمعاناة.
- توفير احتياجات الإنسان الأساسية من ماء وطعام، والإجابة على الأسئلة الكونية التي تحيطنا، فهو غذاء الروح.
· تقديم بعض الوظائف المفيدة للمجتمع مثل التعليم الجيد، ومراقبة البيئات للحفاظ على الحيوانات والاستفادة منها.
فضل العلم
- العلم هو المفتاح السحري التي تنقل الناس والمجتمع بأكمله من ظلمات الجهل إلى النور والحياة.
- لا يمكن حصر العلم في بضعة سطر نتعلمها أو أسماء كتب، لأن مجال العلم واسع قابل للتغيير والتطوير.
- بفضل العلم صارت الحياة سهلة مرفهة، وانتشار التكنولوجيا جعلها أكثر سهولة ويسر.
- لا نهائية للعلم ولا حد له، فقد قام بتقريب المسافات بين دول العالم كله، وصار التواصل والتنقل متاحًا للجميع.
- تحقيق الأحلام لا يكون إلا بالعلم، كذلك فإن الله تعالى جعل لتعلم العلم ثوابًا وجزاءاه في الدنيا والآخرة.
- مرتبة العلماء بعد مرتبة الأنبياء مباشرة، فاحترام العالم وتوقيره هو ضرورة بشرية ودينية، لأن منزلة العالم عند الله أفضل من منزلة العابد.
فروع العلم
1- العلوم المجردة
- والتي تدرس العلاقة بين الأرقام والكميات، مثل علوم الرياضيات والإحصاء.
2- العلوم الاجتماعية
- وتهتم بدراسة الإنسان مثل علم الجغرافيا والاقتصاد والمنطق.
3- العلوم الطبيعية
- أو العلوم الأساسية وتنقسم إلى علوم فيزيائية تدرس الظواهر الطبيعية مثل علم الأرض والجيولوجيا والأرصاد الجوية والفلك.
4- العلوم البيولوجية
- التي تدرس الكائنات الحية مثل علم الأحياء والتشريح.
خصائص العلم
برغم وجود اختلاف في الطرق العلمية حيث تختلف حسب مجال كل منها، لكنها تشترك في عدة خصائص.
1- الملاحظة التجريبية
حيث يعتمد العلم على ملاحظة العالم، وهذا لا يصلح مع المجالات التي تعتمد على العاطفة أو العوامل الشخصية.
2- التجارب القابلة للتكرار
فتكرار التجربة بنفس الطريقة سيؤدي حتمًا إلى نفس النتيجة، مع ضرورة نشر العالم لطريقة تجربته للإفادة.
3- النتائج المؤقتة
التي يُحصل عليها من البحث العلمي، مما يعطي المجال للنقاش بين العلماء وطرح النظريات والاستفسارات، وتعديلها.
4- الموضوعية
في طريقة البحث عن الحقائق، دون الاعتماد على الرغبة والمعتقد، فيجب إزالة أي تحيزات أو ميول عند إجراء العلماء للتجارب والأبحاث.
شاهد أيضًا: تعريف العلم لغة واصطلاحا ومظاهر تطور العلم
تعلم يا صديقي ولا تقف عند حد معين، مازال هناك مئات الأشياء التي تجهلها وتنتظر منك البحث عنها فقط لتنير أفقك دائمًا.