الفرق بين الدستور المكتوب والدستور غير المكتوب
الفرق بين الدستور المكتوب والدستور غير المكتوب، الدستور هو أسمى قانون للدولة، فمن خلاله تقوم الدول بممارسة سلطتها وحكم الشعب، وهناك نوعان من الدساتير أولهما الدستور المكتوب والآخر الغير مكتوب، لذا سنستعرض اليوم عبر موقع مقال maqall.net الفرق بين الدستور المكتوب والدستور الغير مكتوب.
محتويات المقال
الفرق بين الدستور المكتوب والدستور غير المكتوب
يمكن تقسيم أنواع الدساتير إلى نوعين رئيسيين:
- أما النوع الأول فهو الدستور المكتوب.
- والنوع الثاني هو الدستور الغير مكتوب، والذي يكون عبارة عن مجموعة من القوانين الدستورية الغير مدونة في وثيقة.
- تكون معظم قوانين الدستور المكتوب مدونة في وثيقة رسمية يمكن الاستناد إليها، ومن أمثلة هذا النوع من الدساتير هو دستور الولايات المتحدة الأمريكية الذي صدر عام 1787، والذي يعتبر أقدم دستور مكتوب.
- تتم صياغة القوانين المدونة من خلال سلطات مختصة، وذلك وفقا للعديد من الإجراءات المعقدة، الأمر الذي يجعل هذا النوع من الدساتير يشكل قمة النظام القانوني للدول.
- يعرف الدستور الغير مكتوب باسم الدستور العرفي، حيث أن أغلب بنوده لا تكون مدونة في أية وثيقة رسمية، وتتم صياغة هذا النوع من الدساتير بالاستناد إلى الأعراف السائدة والمتعارف عليها في المجتمع.
- في بعض الحالات تكون هناك بعضًا من بنود الدستور العرفي مدونة، إلا أنها عادة لا تكون بنودا رئيسية بل تكون بنودا تكميلية، ومن أمثلة هذا النوع من الدساتير الدستور البريطاني.
- على الرغم من أن الدساتير الغير مكتوبة هي التي ظهرت أولا، إلا أنها تراجعت بشدة وتم استبدالها بالدساتير المكتوبة بعد انتشار التدوين والطباعة.
كما أدعوك للتعرف على: مزايا الدستور المرن
الدستور المكتوب ومميزاته
- تملك الشعوب معرفة أكبر بالدستور المكتوب مقارنة بالدساتير الغير مكتوبة، وهو الأمر الذي يجعل الدستور المكتوب سندا قويا لضمان الحقوق والواجبات.
- الفرق بين الدستور المكتوب والدستور غير المكتوب يتمثل في الوضوح الذي يميز الدستور المدون، أما الدستور الغير مدون فقد تحتمل مواده التأويلات المختلفة وقد لا يخلوه الغموض.
- يمتاز الدستور المكتوب بسرعة التجاوب مع التغيرات التي تطرأ على المجتمع، سواء كانت تلك التغيرات اجتماعية، سياسية، أو اقتصادية، وبذلك يعتبر هذا الدستور هو الحصن الذي يصون حقوق المواطنين.
- الدستور المكتوب هو الخيار المثالي للدول التي لديها اتحاد فيدرالي، حيث يقوم الدستور بتوزيع الأدوار بحيث تتكفل الحكومة المركزية ببعض المهام، بينما الحكومات الثانوية الحاكمة للولايات تتولى مسئوليات أخرى.
- يسهم الدستور المكتوب في تشكيل الوعي السياسي للمواطن، فمن خلاله يصبح المواطن على دراية بحقوقه وواجباته، أما الدستور الغير مدون فإنه لا يمكنه تكوين هذا الوعي نظرا للغموض الذي يتصف به.
- من الصعب أن يتم ابتداع البنود في الدساتير المدونة، حيث تصاغ بدقة متناهية، أما الدساتير الغير مدونة فمن الممكن أن تقوم السلطات الحاكمة بابتداع أعراف واجبة التطبيق بدون الرجوع لرأي الشعب.
- الدستور المدون هو الأنسب للدول الديمقراطية، والتي تحتاج إلى وجود قوانين راسخة ومدونة تدار من خلالها شئون البلاد، وتشكل قمة الهرم القانوني لها.
عيوب الدستور المكتوب
بعد أن تعرفنا على الفرق بين الدستور المكتوب والدستور غير المكتوب، وذكرنا مميزات الدستور المكتوب، علينا ألا نغفل ذكر بعض العيوب التي يتصف بها الدستور المدون:
- من الوارد أن يأتي الدستور المكتوب غير ملائم لما يطمح إليه الشعب، أي أنه قد يكون ملائما لفئة معينة من الشعب عمن سواها، فلا يخدم سوى أهداف تلك الفئة بينما تقع بقية الفئات تحت وطأة الظلم.
- بمرور السنوات قد تصبح الدساتير المكتوبة غير ملائمة للأوضاع الحالية للدول، وفي تلك الحالة قد تتعرض بعض بنود الدستور المكتوب للتعطيل، أو تثور الشعوب في محاولة لتغيير تلك البنود.
اقرأ أيضا: قانون الخلع في الدستور الجديد
عيوب الدستور الغير مكتوب
- يمكن اعتبار الدستور الغير مكتوب قوة فوق دستورية، فهي أحيانا ما يتم تأويلها بتأويلات مغايرة لمقصدها بغرض خرق الدستور، لذلك يعرف هذا النوع من الدساتير باسم الدستور الضمني.
- لا يتماشى هذا النوع من الدساتير إلا مع الدول الغير ديمقراطية، حيث تشهد تلك الدول نقصا في المشاركة السياسية، ولا يتوافر فيها تعددية سياسية.
- تحتاج الدساتير الغير مكتوبة وقتا أطول من الدساتير المكتوبة حتى تتكون، وذلك لأنها تتشكل من خلال الأعراف التي تواتر العمل بها لسنوات طويلة.
كما يمكنكم الاطلاع على: المحكمة الدستورية في الميراث المسيحي
وبهذا القدر يكون مقال اليوم قد بلغ منتهاه، فقد تعرفنا من خلاله على الفرق بين الدستور المكتوب والدستور الغير المكتوب، واستعرضنا مزايا وعيوب كل نوع منهما.