لا النافية للجنس وشروط عملها
لا النافية للجنس وشروط عملها، تزخر لغتنا العربية بالقواعد؛ مما جعلها تتميز عن لغات العالم، إن لم نقل تتصدرها بالقواعد ووفرة المفردات وإتقان الألفاظ وجزالتها، وسأقدم لك عزيزي القارئ في مقالتي هذه لا النافية للجنس وشروط عملها فكن معنا للنهاية.
محتويات المقال
لا النافية للجنس وشروط عملها
وتسمى أيضا لا التبرئة، وهي إحدى حروف النفي التي تدخل على الجملة الاسمية.
هذا وقد عرفها النحويون ب “لا التي قُصِدَ بها التنصيص على استغراق النفي كله”.
أي هي التي تدل على الخبر منفيًا عن الجنس الذي يقع بعدها للاستغراق.
أي نفيه عن الجنس بالنص، بشكل مؤكد لا محتمل.
النفي للجنس يستدعي نفيه عن كل أفراده.
وهي بالمعنى هذا تتميز لا النافية للجنس عن لا النافية للواحد، وهي التي تعمل عمل ليس.
ومثال ذلك: (لا ولدٌ نائمٌ) أو(لا ولدٌ نائمًا)، فإنّها لا تكون نصًا لنفي الجنس.
فإذا قدرنا أن المراد هو نفي الخبر عن أنه لا يجوز: (لا ولدٌ نائمًا بل ولدان).
أما إذا قدرنا أن المراد هو نفي الواحد فيجوز: (لا ولدٌ نائمًا بل ولدان).
أمّا (لا) للتبرئة فلا يمكن إلّا أنها تنفي المجموع، فلا يكون صحيحًا عندها أن نقول: (لا ولدَ نائم بل ولدان).
ففي قول: (لا ولدَ في البيت) عندها المعنى: (لا من ولدٍ في البيت) أي: لا يوجد فيها أيٌ من الأولاد.
لا واحد ولا غير ذلك، لذا من الخطأ أن تقول: (لا ولد في البيت، بل ولدان أو ثلاثة).
والدليل على ذلك كذلك ظهور (مِن) مترافقة معها في قول الشاعر: فقام يذودُ الناسَ عنها بسيفه وقال ألا لا من سبيلٍ إلى هندِ
وتدعى لا بهذا الموضع (لا التبرئة) أيضا، لأنها تعني تبرئة المتحدث.
وكذا تنزيهه عن أن يتصف بالخبر، هذا حيز من شرح لا النافية للجنس وشروط عملها
شاهد من هنا: أدوات النفي والنهي
ماذا تعمل لا النافية للجنس؟
تقوم لا النافية للجنس بعمل (إنّ المشبهة بالفعل)، وهي تعتبر إحدى النواسخ للمبتدأ والخبر.
لأنها تدخل على الجملة الاسمية، فتجعل الاسم الذي بعدها مبني على الفتح أو بقول آخر “منصوب”.
والخبر مرفوع، ومثال ذلك الآية من سورة البقرة: (ذلكَ الكِتابُ لا رَيبَ فيهِ).
فقول (ريبَ) اسمٌ للا التبرئة وهو مبنيٌ على الفتح في محلِ نصب.
أما خبرها فمحذوف وتقديره كائن أو موجود. عند القول: (لا كاسرَ قلبٍ مجبورٌ) فـ (كاسرَ) اسمٌ للا التبرئة.
وهو منصوب بالفتحة وهو مضاف، وقلبٍ: مضاف إليه مجرور، ومجبورٌ خبر لا التبرئة مرفوعٌ بالضمةِ الظاهرة.
أما علة عملها عمل “أنّ المشبهة بالفعل” فهو أنّ النحويين يقارنون القواعد النحوية بسبب المشابهة مثل: مقارنتهم عمل (لا) التي تعمل عمل ليس بها.
لأنّهما تتشابهان في المعنى الخاص بالنفي.
وهذا وقد يقيس رجال النحو القواعد النحوية قياسًا على نقيض ذلك كحال عمل لا النافية للجنس في عمل إنّ المشددة.
علمًا أن (لا) تعني النفي و(أنّ) تعني التأكيد، ويكون معناهما متناقضين.
وذكر رجال نحو آخرون أن لا النافية للجنس تُحمل على (إنّ) قياسًا على الشبه.
لأنّها تؤكد النفي وتؤكد مبالغته، أيضا (إنّ) هي تؤكد إثبات الأمر مبالغته كذلك.
ما هي الشروط التي تعمل فيها لا النافية للجنس؟
لا النافية للجنس وشروط عملها أنها تعمل عمل (إنّ) المشبهة بالفعل وذلك بشروط، ومنها :
- أنْ يكون القصد منها النص على أن ينفى الجنس نفي عام لا أن الأمر فيه احتمال.
- أنْ يكون خبر لا هذه واسمها نكرتين، ذلك أنّ النكرة تعني شيوع الأمر وعمومه.
- وهذا معنى يناسب نفي الجنس مصحوبًا بلا.
- هذا وقد يكون اسمها معرفة تؤول بنكرة يقصد بها نوع.
- أنْ لا يقع فاصل يفصل بينها وبين الاسم الخاص بها، فإن وقع فاصل بينهما تُهمل وتُكرر.
- ويرجع الاسمان لأصلهما كمبتدأ وخبر، وإذا كان ما يفصلهما جار أو مجرور أو ظرف عندها تُهمل لا.
- رغم أنه يتم التوسع فيهما توسعة أكثر من غيرهما.
- فيحق لنا أن نفصل عن طريقهما في المتلازمين في أماكن متعددة في علم النحو.
- ومن أشدها شبهًا بهذا المكان أنه يجوز لنا أن نفصل بشبه جملة بين (إنّ) المشددة و بين اسمها نحو: (إنّ في الحياةِ جبرًا، وإنّ عندك صبرًا).
- أنْ لا يرافق (لا) حرف جر أي لا يسبقها، فإذا ما سبقها حرف جر فإنها تُهمل.
- ويعتبر الذي بعدها مجرور مثل: (جلستُ بلا جليسٍ) و (هو يجور من لا سببٍ) فـ (لا) في هذا الموضع مهملة و(جليسٍ، وسببٍ) يجرّان بحرف الجر.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن أدوات النفي
ما أحوال اسم لا النافية للجنس؟
لا النافية للجنس وشروط عملها قد أسلفتها، أما أحوالها فتكون أحوال اسم لا النافية للجنس كالتالي:
- أن يكون مضافًا: وهو الذي يأتي بعده مضاف إليه، مثال ذلك: لا قاصد علم مغفل، يحكم على اسم لا هنا “النصب”.
يعرب المثال السابق كالتالي:
لا نافية للجنس تعمل عمل إن.
قاصد: اسم لا منصوب بالفتحة لأنه مضاف.
علمٍ: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
مغفل: خبر لا مرفوع بالضمة.
- أن يكون شبيهًا بالمضاف: وهو الذي يتصل به شيء يكمل معناه، مثال ذلك: “لا قاصدًا للعلم مغفلٌ”.
فشبه الجملة (للعلم) تممّت معنى قاصد، وبهذا يكون اسم لا في هذا الموضع شبيهٌ بالمضاف، و أما حكمه فهو (النصب) كما في الحالة التي قبلها.
يعرب المثال:
لاَ: نافية للجنس تعمل عمل إن (لوجود الشروط التي تعنيها).
قاصدًا: اسم لا منصوب وعلامة نصبه الفتحة (لأنه شبيه بالمضاف).
للعلم: اللام حرف جر. والعلم اسم مجرور وعلامة جره الكسرة.
مغفل: خبر لا مرفوع وعلامة رفعة الضمة.
- أن يكون مفردًا: ويقصد باصطلاح مفرد هنا (ليس مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف)، يؤول اسم لا بهذه الحالة “يبنى على ما ينصب به”.
مثال: (لاَ مؤمنَ مغرورٌ) إعراب المثال:
لا: نافية للجنس تعمل عمل إن لوجود الشروط.
مؤمنَ: اسم لا مبني على الفتح لأنه مفرد.
مغرورٌ: خبر لا مرفوع بالضمة.
متى يلغى عمل لا النافية للجنس؟
لا النافية للجنس وشروط عملها أصبحت بيّنة، أما عملها فيلغى في الحالات التالية:
- إذا ما سبقها حرف جر فعندها يلغى عملها وما بعدها يجر، مثال ذلك: “أنت كريم بلا مقابل”.
الإعراب:
أنت: ضمير مبني في محل رفع مبتدأ.
كريم: خبر المبتدأ وهو مرفوع وعلامة رفعة الضمة.
بلا: الباء حرف جر، لا: نافية للجنس تم إلغاؤها (لدخول حرف الجر عليها) مقابل: اسم مجرور بالباء وعلامة الجر الكسرة.
- إذا ما كان اسمها معرف فعندها يلغى عملها ويجب تكرارها، ومثال ذلك: “لا الأب مقصرٌ ولا الأم”. نجد كلمة الأب بها ال ولذلك يتم إلغاء عمل لا فهي نافية فقط ولا يمكن أن تعمل عمل إن.
الإعراب:
لا: نافية للجنس ملغاة. الأب: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
مقصر: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.
و: حرف عطف.
لا: نافية.
الأم: معطوف على الطالب مرفوع وعلامة رفعة الضمة.
- إذا ما تم الفصل بين لا النافية للجنس وبين اسمها بفاصل عندها يلغى عملها ويجب تكرر أيضا، ومثال ذلك: “لا بيننا جاهل ولا متخاذل”.
الإعراب:
لا نافية للجنس ملغاة.
بيننا: بين ظرف مكان منصوب.
ونا: ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
وأما شبه الجملة فهي في محل رفع خبر مقدم.
جاهل: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعة الضمة.
و: حرف عطف.
لا نافية.
متخاذل: معطوف على مهمل مرفوع وعلامة رفعة الضمة.
شاهد أيضًا: مقدمة وخاتمة بحث عن النحو والصرف
وهنا أصل معكم بالمقالة إلى منتهاها، ووضحت ما وضحته عن لا النافية للجنس وشروط عملها وآمل أن أكون أعطيت الفكرة مبتغاها.