من أول من سعى بين الصفا والمروة؟
إن من شعائر الحج أو العمرة هو القيام بالطواف بين الصفا والمروة لمدة سبعة أشواط، حيث يتم قول دعاء محدد عند الوصول إلى كل جبل منهم، ويوجد بعض الأقاويل بأن هذا ليس بفرض في مناسك الحج، وللصفا والمروة تاريخ كبيرة، وتعددت التوسعات التي قامت بها السعودية.
محتويات المقال
من أول من سعى بين الصفا والمروة؟
تعتبر أول من سعى بين الصفا والمروة، هي السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام، حينما كانت تبحث عن الماء لابنها نبي الله إسماعيل عليه السلام، فكانت تصعد على جبل الصفا ثم تنزل حتى تصل إلى جبل المروة.
وقد قامت بتكرار ذلك سبعة أشواط، حتى وجدت الماء عند موضع زمزم، فشربت وأرضعت ولدها، فلما جاء الإسلام جعل ذلك من مناسك الحج والعمرة، وسمي الطريق الذي يربط بين الصفا والمروة بالمسعى.
شاهد أيضًا: موضوع عن حجر إسماعيل
أين يقع جبلي الصفا والمروة
إن جبل الصفا جبل صغير يقع أسفل جبل أبي قبيس من الجهة الجنوبية الشرقية من الكعبة، ويبعد عنها نحو 130 متر، وهو مكان بداية السعي.
أما جبل المروة فهو أيضًا جبل صغير من الحجر الأبيض، يقع في الجهة الشمالية الشرقية من الكعبة، ويبعد عنها حوالي 300 متر.
وهو متصل بجبل قعيقعان، وعنده ينتهي السعي، وكان الصفا والمروة والمسعى يقعان خارج المسجد الحرام.
ولم يكن لهم بناء يخصهم إلى أن قامت المملكة العربية السعودية ببناء المسعى وتجهيزه للحجيج.
ودخوله داخل الحرم المكي إلى أن أصبح جزءً منه.
تاريخ الصفا والمروة
يرجع تاريخ الصفا والمروة إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام، وابنه إسماعيل عليه السلام وزوجة سيدنا إبراهيم وهي السيدة هاجر.
وذلك عندما خرج سيدنا إبراهيم بهاجر وسيدنا إسماعيل إلى صحراء مكة حيث لا زرع فيها ولا ماء.
فوضعهما هناك، ووضع عندهما جرابًا فيه تمر وماء، ثم انطلق إبراهيم، فتبعته أم إسماعيل.
فقالت له يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا أي شيء.
وحين لم يجبها سألته: آلله الذي أمرك بهذا، فقال نعم، فقالت إذن لا يضيعنا.
ثم رجعت فانطلق إبراهيم بعيدًا ودعا ربه (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).
وبعد أن نفد الماء من هاجر وابنها إسماعيل، فأخذت تروح وتجيء مهرولة في موضع السعي بين الصفا والمروة بحثًا عن الماء لابنها.
وبعد أن ذهبت وجاءت سبع مرات سمعت صوتًا فإذا بملك عند موضعِ زمزم.
فبحث بجناحه، حتى ظهر الماء، وأخذت تغرف من الماء في سقائها.
وشربت وأرضعت ولدها، وقال لها الملك لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله، يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيِع أهله.
وفي عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كان على جبلي الصفا والمروة صنمان يسميان إساف ونائلة.
وكان الجاهليون يمسحونهما، وكان طوافهم بهما سبعة أشواط، وكانت تقوم بذلك قريش فقط.
أما غيرهم من العرب فلا يطوفون بهما.
وكانت الصفا والمروة من المواضع التي كان لها أثر كبير في عبادة أهل مكة.
ففي حج أهل مكة يقوموا بعمل طوافان، الأول طواف بالبيت والثاني طواف بالصفا والمروة، الموضع الرابط بين الصفا والمروة يسمى في الإسلام السعي.
السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج
وفي السنة وردة أحاديث عديدة عن مشروعية السعي.
فقد روت السيدة عائشة بنت أبي بكر: (طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون، يعني بين الصفا والمروة، فكانت سنة).
وعن ابن عمر قال: (رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم بالحج، وطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة).
شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن مقام ابراهيم
طريقة السعي من الصفا إلى بالمروة
اختلف حكم السعي بين الصفا والمروة إلى ثلاثة أقول، وهي:
- الأول: أن السعي بين الصفا والمروة؛ ركن من أركان الحج لا يتم إلا به ولا يكفر بدم ولا يفوت مادام صاحبه حيًا.
- ولو بقي عليه خطوة أو بعض خطوة لم يصح حجه ولم يتحلل من إحرامه.
- الثاني: أن السعي واجب، فلو تركه يجبر بدم، وهو قول أصحاب مذهب أبي حنيفة.
- الثالث: أن السعي سنة لا يجب بتركه دم، وهو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل.
إذا أراد الحاج أو المعتمر السعي يتوجب عليهما البدء من الصفا ويقرأ:) إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).
ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة، فيستقبلها ويرفع يديه ويحمدَ الله ويدعو بما شاء أن يدعو.
وكان من النبي يدعو في هذا الموضع: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)، وكان يكررها ثلاث مرات ويدعو بينها.
ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشيًا حتى يصل إلى العمود الأخضر، فإذا وصله أسرع هرولة بقدر ما يستطيع إن تيسر له بلا أذية.
حتى يصل العمود الأخضر الثاني، ثم يمشي على عادته حتى يصل المروة.
فيرقى عليها ويستقبل القبلة، ويرفع يديه ويقول ما قاله على الصفا.
ثم ينزل من المروة إلى الصفا يمشي في موضع مشيه، ويسرع في موضع العلمين.
فيصعد على الصفا ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول مثل ما قال أول مرة.
يكرر هذا سبعة أشواط يبدأ من الصفا وينتهي في المروة. الصعود على جبلي الصفا والمروة، والرمل الشديد بين العلمين الأخضرين كلها سنة.
تاريخ تسمية الصفا والمروة
- الصفا: جمع صفاه، والصفا والصفوان والصفواء كله الحجر العريض الأملس.
- أو الصخرة الملساء القوية المختلطة بالحصى والرمل.
وقال الأزهري: (إن الصفا والمروة جبلان بين بطحاء مكة والمسجد)، وقال ابن الأثير: (الصفا أحد جبلي المسعى).
وجبل الصفا هو الجبل الذي يبدأ منه السعي، ويقع في الجهة الجنوبية مائلًا إلى الشرق على بعد نحو 130 متر من الكعبة.
والصفا في الأصل مكان عالٍ في أصل جبل أبي قبيس جنوب المسجد الحرام.
- المروة: وهو حجارة بيضاء، براقة صلاب، أو الصخرة القوية المتعرجة وهو الأبيض الصلب، وهي جبل بقلب مكة.
توسعة مسعى الصفا والمروة
حدثت بعض التوسعات لمسعى في العهد السعودي قام الملك عبد العزيز عام 1345 هـ بفرش المسعى بالحجارة منعًا لإثارة التراب والغبار.
وفي عام 1366 هـ قام الملك عبد العزيز بسقف المسعى.
حيث بلغ عرض السقيفة التي أمر بإنشائها 20 مترًا وبطول 350 مترًا من الصفا حتى المروة.
شاهد أيضًا: من أول من طاف بالبيت العتيق
تعرفنا على ركن من أركان الحج والعمرة وهو السعي بين الصفا والمروة، وقد تم توسعة المسعى أكثر من مرة بما يناسب عدد زائري المسجد الحرام.
وتعرفنا على أساس تسمية هذين الجبلين، وتاريخ كل من جبال الصفا والمروة، محتفظة لها لنفسنا بدون اللجوء إلى أي شيء مساعد في الصورة.