حقوق الإنسان في الحضارات القديمة
حقوق الإنسان في الحضارات القديمة، تعتبر حقوق الإنسان مبادئ تصف كيفية التعامل مع الإنسان والحفاظ عليه من الضرر، وذلك سواء كانت حقوق اجتماعية أو بدنية أو فكرية وغيرها من الحقوق والتصنيفات التي اختلفت من عصر لآخر ومن حضارة لأخرى.
ونستعرض حقوق الإنسان في الحضارات القديمة وتطورها وكيفية توضيح مفاهيمها التي تم وضعها والاتفاق عليها.
محتويات المقال
حقوق الإنسان في الحضارات القديمة
تنوعت واختلفت حقوق الإنسان في الحضارات القديمة حيث توالت عليها الأحداث والتغيرات المجتمعية التي جعلت لكل وقت تعريف محدد لها بناء على الاعتبارات التي حددها ذلك الوقت.
وأصول حقوق الإنسان ومفهومها بدأ مع نشأة الإنسان، ونشأة الحياة البشرية، وترتب قضية حقوق الإنسان بشكل أساسي عبر القرون الماضية على الظروف المحيطة بالإنسان في وقتها.
فقام بعض الفلاسفة بتعريف حقوق الإنسان حيث عرفوها على إنها احترام الآخرين واحترام حقوقهم وحقوق الذات، وفي الحضارة الهندية قاموا بتعريف حقوق الإنسان على إنها إبعاد وسائل القهر والمعاناة والتغلب عليها، واحترام الذات.
وفي الديانة البوذية والتي تعتمد على التعاليم الإنسانية والأخلاقية، فهي عرفت حقوق الإنسان على الحرية ونشر العدالة وأنه لا فرق بين الأمير والفقير في جسميهما وروحيهما.
وفي الصين جاءت التعاليم الدينية لبعض العبادات والأديان إلى نشر العدل والسلام، وعرفت حقوق الإنسان على إنها مذهب أخلاقي واجتماعي يجب احترامه وبثه في روح الإنسانية.
وعلى غرار ذلك جاءت كل حضارة بتعريف لحقوق الإنسان وجميعها تصب في نفس المضمون وهو احترام النفس وتكريم الإنسان كما كرمه الله تعالى على جميع مخلوقاته.
شاهد أيضًا: بحث عن حقوق الإنسان ودعم الدول لتطبيق حقوق الإنسان
حقوق الإنسان في الإسلام والمسيحية
يعتبر الإسلام هو من الأديان التي بدأت بمسألة حقوق الإنسان ووضع مبادئها ودعائمها، حيث إنه جاء بجميع الأحكام والشرائع التي تضمن حقوق الإنسان وذلك قبل وضع جميع المواثيق والفروض.
حيث كرم الله تعالى الإنسان وخلقه في أحسن صورة، وضمن له حقوقه كاملة في نفسه وماله وعرضه وحياته وذلك بتوثيق من القرآن الكريم وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي حين أن الدين المسيحي ورسالة سيدنا عيسى عليه السلام جاءت كحد فاصل بين العهود القديمة والعهد الحديث.
حيث جاء لانتشال الناس من ضلال العبودية والظلم إلى نور العدل والمساواة وجاء بمبادئ حرية العقيدة.
والدعوة على التسامح والدعوة إلى المساواة فلا فرق بين ملك وعبد ولا بين غني وفقير ومحاربة التعصب الديني والعرقي والأخلاقي.
ولكن سرعان ما ساد الضلال مرة أخرى وعم على البشرية، ودعا بالمقولة المشهورة.
وهي ما لقيصر لقيصر وما لله لله، وتميزت العقيدة المسيحية وقامت بتحرير الإنسان من ظلم العبودية.
حقوق الإنسان والحضارة الرومانية
جاءت الحضارات القديمة بالعديد من الإسهامات والتطورات في الفكر البشري.
حيث أقرت بمبادئ عديدة تخص حقوق الإنسان مثل حرية التعبير والتطور الفكري وحرية إبداء الرأي والديموقراطية.
حيث قامت الحضارة الرومانية بإرساء العديد من القوانين والمبادئ التي تسعى جميعها على المساواة والحرية.
وجاءت القوانين لتتطور عبر الزمن لتصل إلى وقتنا هذا وتم عمل منظمة حقوق الإنسان.
وجاءت ضمن العصور الرومانية أوقات ضاعت فيها المساواة وضاعت مبادئ حقوق الإنسان وانتشر الرق.
وانتشر الهرج والمرج والاختطاف وغيرها، ومن أقدم أثار الرومان ما تركه من الألواح الاثني عشر.
وزادت انتهاكات حقوق الإنسان في الحقبة الرومانية مع وجود كافة أشكال الظلم والذل وتواجد مالكي العبيد بكثرة.
حيث كان يقوم القانون الروماني بتقسيم الشعوب إلى وطنيين وأجانب.
وكان الدارج مبدأ استباحة الأخرين مالهم وعرضهم وحياتهم في رفعة أصحاب المقام في دولة روما.
حقوق الإنسان في العصور الوسطى والحديثة
جاءت حقوق الإنسان على مر العصور الوسطى بالعديد من المعايير والمواثيق التي من دورها صدرت من دول غربية.
وجاءت العديد من المعايير والحقوق مثل حقوق حرية التنقل والتجارة وحرية الملكية.
وحرية القضاء وحرية الإنسان في نفسه والبعد عن الرق والعبودية.
إلى أن جاء العصر الحديث بعدها وأطهر طفرة كبيرة في حقوق الإنسان وجعلت الشعوب تضع المواثيق.
والتشريعات التي بدأت مع عصر الملك شارل الأول بميثاق مفصل عن حقوق الإنسان.
وحقوق المواطنين المعروفة والتي جاءت بها جميع المواثيق القديمة.
وأقرت مثال على إنه لا يحق إجبار مواطن على دفع ضريبة أو تقديم هدايا وقرابين للحاكم.
ولا دفع أي رسوم تخص أي خدمات تقدم له إلا عن طريق قوانين وشرائع تصدرها الدولة ويصدق على صحتها البرلمان.
شاهد أيضًا: أنواع حقوق الإنسان في الإسلام
حقوق الإنسان في العصر الحديث
تغيرت مفاهيم حقوق الإنسان إلى أبعد الحدود في العصر الحديث، حيث تطورت بصورة ملحوظة في جميع دول العالم.
وأصبح من الأهداف الأساسية التي يسعى إليها المجتمع الدولي وهو صون حقوق الإنسان وعدم التهجم عليها والتقليل منها.
وجاءت مواثيق الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية.
وبالأخص بعد الحروب العالمية الأولى والثانية لما مثلته هذه الحروب من خراب ودمار للعديد من الشعوب، مما تأذى به طوائف عديدة من البشر.
حيث حرصت منظمات حقوق الإنسان على وضع نفسها الحاكم العدل للجوء أي شخص متضرر من حكوماته أو من جور الحاكم عليه.
أو الهوان في المعيشة سواء من الحروب أو المجاعات أو الاحتلال لدول أخرى له.
ووضعت منظمة حقوق الإنسان العديد من القرارات والقوانين التي أثبتت مواثيقها.
وضمن منظمات حقوق الإنسان مع الاشتراك مع مجلس الأمن في الدفاع عن حق الشعوب المتضررة من مختلف أنواع الظلم والتعذيب والقهر من حكامها.
ومساعدة العديد من الشعوب من مخاطر الفيضانات والبراكين والمجاعات وكافة الكوارث الطبيعية التي قد تضر بهم أو تصيبهم.
حقوق الإنسان في الإسلام
وبالنسبة لمفهوم حقوق الإنسان في الإسلام فقد وهب الله سبحانه وتعالى حق الحياة.
وهو من أهم الحقوق في الإسلام وهو حق ينشأ منذ بدء خليقة الإنسان وتكريمه عن سائر المخلوقات.
وشرع الله العديد من القوانين والتي بينها لنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وفي سنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
حيث حرم الله تعالى إزهاق الروح بدون وجه حق وبدون شريعة الله، وحرم على الإنسان الاعتداء على أخيه في ماله وعرضه ونفسه.
حيث وضع أقصى العقوبات للحد من اعتداء الإنسان على الآخر، وجاء بالعديد من الحقوق من بينها الآتي:
- حق الكرامة: فللإنسان كرامة حرم الله إهدارها ومنع الذل والقهر والإهانة على الإنسان ونادى بالمساواة فلا فرق بين الناس.
- وحق الحرية: أتاح الإسلام حق حرية الإنسان في نفسه، فلا يرغم أحد على فعل شيء دون رضاه.
- ووهب الحرية على اختلاف درجاتها من اختيار مكان المسكن واختيار الحاكم.
- حق التعليم: كفل الإسلام حق التعليم لكل إنسان وحرم منع العلم عن احد يطلبه.
- وجعل العلماء في منزلة الأنبياء لما لهم من دعم وفائدة عظيمة للبشرة.
ولا شك أن الإسلام قام بالجميع بين جميع الحضارات والآراء التي تم ذكرها من سابق.
شاهد أيضًا: مفهوم حقوق الإنسان لغويًا واصطلاحيًا وقانونيًا
لا شك أن حق الإنسان من أسمى الحقوق في الحياة وتم عرضها في جميع العصور منها العصر القديم والعصر الروماني والعصور الوسطى والعصر الحديث المعاصر، وما جاء به الإسلام من أهداف ورسالة لحقوق الإنسان والحفاظ عليها.