شروط التعلم والعوامل المؤثرة فيه
شروط التعلم والعوامل المؤثرة فيه، التَّعلُم هو الغاية التي يسعى الإنسان لتحقيقها طول حياته، فالإنسان يجب أن يسعى دائمًا خلال حياته في طلب العلم، وفي هذا المقال سنحاول التحدث عن الشروط التي يمكن عن طريقها التعلم بشكل فعال وإيجابي وكذلك التعرف على العوامل التي تؤثر في عملية التعلم.
محتويات المقال
مفهوم التعلم لغة واصطلاحًا
- تعريف التَّعلُم في اللغة: هي العملية التي يتم من خلالها الحصول على المعرفة في مُختلف المجالات.
- أما تعريف التعلم اصطلاحًا: هو اي نشاط يهدِف إلى اكتساب المهارات والمعرفة الجديدة، ويتم استكمال التعلُّم حين يحدث تغيير في السلوكيات والقيِّم والأفكار والتوجيهات، ولذلك فإن التغيير الذي يُحدثه التعلم يكون مستمر مدى الحياة وليس مجرد تغيير مؤقت.
- ويمكن تعريف التعلم أنه هو عملية تغيير في الحصيلة السلوكية ككل وليس السلوك فقط، حيث أن بعض علماء النفس اعتبروا أن تغيير السلوك لا يعد مؤشر للتعلم، وإنما يجب أن يُقرن تغيير السلوك باكتساب خبرة جديدة تزيد من قدرته على النجاح في الحياة العلمية والعملية.
شاهد أيضًا: ما لا تعرفه عن صعوبات التعلم الاكاديمية
الشروط التي يجب توافرها في المعلم
- من المهم أن يتميز المعلم بفصاحة اللسان، ويكون قادر على التعبير عن مشاعره بمهارة وبراعة.
- أن يكون لديه معرفة بعلم النفس حتى يستطيع اختيار الطريقة المناسبة للتعلم والتي تناسب قدرات وإمكانيات طلابه.
- من المهم أن يمتلك نظرة ثاقبة وقدرة على تحليل شخصية الطلاب، حتى يختار الطريقة الأفضل لتوصيل المعلومات لهم.
- من المهم أن يجذب الطلاب إليه وجدانيًا حتى يحبه الطالب فيستوعب منه المعلومات بسهولة وبأقل مجهود.
العوامل المؤثّرة في التعلُّم
خصائص المُتعلم:
حيث أن كل متعلم يتميز بصفات خاصة وقدرات حركية وعقلية مميزة، وتختلف استجابة المتعلم لعملية التعلم باختلاف صفاته الجسدية والعقلية.
سلوك المعلِّم والمُتعلِّم:
حيث أن هناك تفاعل دائم بين سلوك المُعلِّم والمُتعلِّم، ذلك التفاعل الذي يؤثِّر بدرجة كبيرة على نواتج عملية التعلُّم، كما ترتبط عملية التعلم بسمات المعلم الشخصية والتي تُمكنه من اختيار طرق التدريس التي تتناسب مع قدرات الطلاب.
البيئة المدرسية:
حيث يجب أن تكون البيئة المدرسية جاهزة للدراسة بعدما يتم تجهيز الوسائل التعليمية وقاعات الدراسة والأدوات التي تتعلق بالمواد التي يتم تدريسها مما يزيد من فعالية عملية التعلم.
المادة الدراسية:
حيث أن التحصيل الدراسي للطلاب يتميز بالاختلاف والتباين، وذلك يتوقف على المادة التي يتم تدريسها، حيث أن هناك مواد تكون محببة لدى الطالب فيكون تحصيله فيها عالي بينما هناك مواد أخرى لا يفضلها الطالب مما يترتب عليه انخفاض مستوى تحصيله الدراسي بها.
الفروق الفردية بين الطلاب:
حيث أن الفروق الفردية لها تأثير كبير في تنوع واختلاف مستوى التحصيل من طالب لآخر وطرق التدريس التي تتناسب مع كل نوع.
تأثير القوى الخارجية:
حيث أن القوى الخارجية هي العوامل التي يتوقف عليها فاعلية العملية التعليمية، والقوى الخارجية تتمثل في: المنزل، الجيران، الأصدقاء وتكمن أهمية تلك القوى الخارجية أنها تساهم في تحديد الأساليب السلوكية المطلوب استخدامها مع الطالب داخل الفصل الدراسي.
نظرة المجتمع إلى المدرسة:
حيث انه كلما وثق المجتمع أكثر في المدرسة وفي قدرتها على إخراج مبدعين ومتميزين، كلما زاد اهتمامها في تقديم الخدمات التي تساعد على ذلك، حيث أنها ستعمل على تطوير شخصية الطالب من جميع الجوانب، كما أنها توفر الفرص المناسبة والمتساوية لجميع الطلاب.
ولكن للأسف لا يدرك الجميع أهمية المدرسة حيث أن هناك مجتمعات وأسر تعمل على طمس التعليم داخل المجتمع.
شروط عملية التعلم
تلك الشروط يتم التعبير عنها في ضوء مجموعة عوامل يتم تصنيفها كالتالي:
عوامل ذاتية تعتمد على السمات الداخلية للمتعلم وهي مثل:
- النضج.
- الاستعداد.
- .الدافعية
- التدريب والخبرة.
- الذكاء.
عوامل جغرافية ومادية وهي مثل:
- طرق التدريس.
- الخبرات السابقة.
- المنهج سواء كان عملي أو نظري.
- اساليب وتقنيات التدريس.
- الثواب (التعزيز) والعقاب.
- الوسائل التعليمية.
- البيئة.
العوامل الذاتية:
النضج
- هو مجمل التغيرات التي تطرأ على الإنسان سواء كانت تغيرات حسية أو جسدية أو عصبية، وتتحكم الجينات في تلك التغيرات بدرجة كبيرة.
- وتكمن أهمية النضج في التعليم كونه بمثابة العامل الحفاز فكلما ارتفع النضج داخل الفرد كلما زادت قدرته على التعلم.
شاهد أيضًا: كيفية تدريس صعوبات التعلم وأنواع صعوبات التعلم
وهناك نقاط رئيسية توضح مدى الارتباط الوثيق بين النضج والتعلم، وتلك النقاط تتمثل في الآتي:
- معدل النضج ثابت مهما اختلفت ظروف التعلم.
- العلاقة بين النضج والتعلم طردية حيث أنه كلما زاد النضج داخل الفرد كلما زادت قابليته للتعلم.
- حيث أن تعليم مهارة يمكن أن يكون سهلًا إذا كان النضج كبيرًا فالنصج يسهل من عملية التعلم وفاعليتها.
- يجب أن تدرك أن تدريب الطفل قبل نضجه قد يؤثر عليه سلبيًا في المستقبل، ولذلك يجب أن تنتظر لمستوى نضج معين حتى تحصل على الاستفادة القصوى من التدريب فيتعلم بشكل فعال ومؤثر.
الاستعداد
هو حالة تهيئة نفسية وجسمية، تجعل الفرد يمتلك القدرة على التعلم واكتساب الخبرة.
يقوم بربط الاستعداد بالعوامل المتعلقة بالنضج والتدريب، حيث أن النضج يعمل على توفير الإمكانيات والخصائص التي من شأنها أن تزيد من تحفيزه واستعداده للتعلم والتطوير من مهاراته.
الدافعية
هي حالة توتر تصيب الإنسان فتثير في نفسه رغبة تحتاج إلى إشباع، ولذلك فإنه يقوم بتوجيه تلك الرغبة نحو الهدف المطلوب تحقيقه وهو التعلم من أجل إشباع حاجاته وميوله.
فالدافعية تفيد عملية التعلم في الآتي:
- تحفيز سلوك الطالب للتعلم.
- توجيه الدافعية نحو مصدر التعلم.
- الاعتماد على استخدام الوسائل التعليمية المناسبة من أجل تحقيق التعلم.
- من المهم الحفاظ على السلوك الجديد والدافعية حتى نتأكد من حدوث التعلم.
التدريب والخبرة
- هو المعدل الزمني والعددي لمحاولات الفرد في التعلم واكتساب المعلومات، وهي تتوقف على البيئة التي يعيش فيها الفرد.
- حيث أنه كلما كان التفاعل بين البيئة أكثر فاعلية والاحتكاك بها أكبر، كلما زادت فرص التعلم لدى الفرد.
أما التدريب فهو يعتبر من أهم العوامل المحفزة لعملية التعلم، حيث يزيد من دافعية الفرد للتعلم واكتساب الخبرة.
أهمية التعلم
أهمية التعلم في مجال التربية:
يتجه التربويين إلى تشجيع عملية التعلم حيث أنها مهمة للأسباب الآتية:
- لها دور فعال في تدعيم وإكساب المتعلمين الجدد المعلومات المختلفة وتنمية مهاراتهم في كل الاتجاهات.
- من أهم سبل اكتساب المهارات والقيم الأخلاقية وتدعيم التعلم بالتربية السليمة والصحيحة للجيل الجديد.
- لها دور فعال في إكسابهم المعايير والقيم.
- ولا شك أن ازدياد فهم التربويين للتعلم وطبيعته يؤدي إلى رفع كفاءة العملية التربوية ككل.
وأهمية التعلم في مجال الصناعة:
- لها دور فعال في تدعيم مجال التدريب المهني للعمال وتحفيزهم على العمل وتطوير أدائهم.
- يمكن عن طريقها التأكد من اكتسابهم مهارات العمل والعادات الإيجابية في العمل.
- يمكن من خلالها اكتساب خبرة طبية في مجال إصابات العمل.
- كما يمكن أن تعمل كعامل حفاز للارتقاء بمعدل الأداء ورفع مستوى كفاءة العاملين بالمهن المختلفة.
أهمية التعلم في مجال الاضطرابات النفسية:
من الممكن أن يستفيد من نظريات التعلم في التفسير والتنبؤ بالعديد من الاضطرابات السلوكية، حيث أن العلاج السلوكي يرى الاضطرابات السلوكية هي ناتج لعملية تعلم خاطئة حدثت للفرد في ظروف معينة.
ولذلك فإن عملية تغييرها تتطلب وجود مبادئ وأساسيات للتعلم تعالج وتعدل من الأخطاء السابقة.
شاهد أيضًا: ما هي صعوبات التعلم وما هي أسبابها
في النهاية نرجو أن تكونوا قد استفدتم معنا بالمعلومات التي قدمناها عن التعلم والعوامل المؤثرة فيه وشروطه.