كم عدد أبواب النار وأسمائها ؟
تعتبر النار ما جعلها الله جزاء وحساب لتعذيب الكافرين والعاصين لما أمرنا الله به ونهانا عنه، ولم يقتصر حساب النار على الإنسان فقط بل شمل أيضًا كل من عصى أوامر الله مثل الشياطين وإبليس والجن.
وكلاً يعذب حسب درجات المعاصي التي قام بها لا يتساوى الناس في العذاب فكلاً بما قام به، وللنار أبواب عديدة لذلك سوف نتطرق خلال هذا المقال بعرض كافة التفاصيل المتعلقة بكم عدد أبواب النار وأسمائها.
محتويات المقال
تعريف النار
لم يقم المولى عز وجل بخلقنا في الأرض عن طريق الصدفة أو العبث.
إنما بعث الله فينا الروح وميزنا بالعقل عن باقي خلقه لكي نقوم بعبادته وطاعة أوامره.
وفعل الأشياء التي أمرنا بها والبعد عن الأشياء التي نهانا عنها وأيضًا للدعاء إليه.
وبذلك بين الله سبحانه وتعالى بكل حزم ولم يترك مجال لضعاف النفوس من خلال أنه حدد وشرح وفسر الأمور التي أمرنا بها.
والأمور التي نهانا عنها بكل وضوح ووضع حساب للذين لم يلتزمون بها.
والذين يفعلون المعاصي وشرح في آياته أنواع العذاب التي سوف يلاقونها في جهنم.
وشرح النعيم الذي سيلاقيه من يطيعونه ويؤمنون ويتبعون بالرسل عليهم الصلاة والسلام.
فذكر المولى عز وجل في آيات وأحاديث كثيرة نعيم الجنة والهناء والسرور الذي سوف ينعم به أهل الجنة ووضح وشرح الشقاء والتعاسة التي سوف تصيب أهل النار.
ولذلك سوف نعرض لكل أبواب النار وأسماؤها وطرق العذاب وسنستشهد على ذلك ببعض الآيات والأحاديث النبوية.
شاهد أيضًا: موضوع عن عذاب النار
صفات النار
خلق المولى عز وجل النار لتكون مخلدًا للذين يعصون الله والذين لم يبتعدوا عن المعاصي.
ولم يتوبوا إلى الله، والذين لم يؤمنوا بالرسل وكذبوا الرسل ولم يذكروا الله.
ولم يعبدوا الله وضلوا يكذبون بوجود الله وكذبوا بيوم القيامة.
وكانوا يعبدون الأصنام ويعصون الله ويشربون الخمر ويزنون ويرتكبون الكثير من المعاصي.
وحتى يموتون وهما على معتقداتهم ولم يؤمنوا بوجود الله ولم يتوبوا عن معاصيهم.
فالنار هو المكان الذي خصصه الله عز وجل وذكره بكل تفصيل في آياته لكي يعذب فيه الكافرين يوم الحشد.
فيوم القيامة يمرون الناس جميعًا من على الصراط فمن يقع من أعلى الصراط سيدخل النار وسيعذب فيها وسيدوق الشقاء.
وأما من يعبر الصراط بإذن الله تعالا سوف يفوز ويدخل جنة الخلد وسينعم فيها.
وأيضًا جاء إلينا أحاديث نبوية توضح مدى هلاك النار ومدى العذاب الذي سيزوقونه أهل النار ومن هذه الأحاديث:
ففي سنن ابن ماجة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ).
فيبين هذا الحديث مقدار العذاب الذي ينتظر الكافرون في جهنم ويبين مدى حر وشدة النار داخل جهنم.
أسماء أبواب النار
خلق الله سبحانه وتعالى لجهنم سبعة أبواب، وتكون هذه الأبواب مغلقة على الكافرين أثناء العذاب.
ولكل باب مقدار معين من العذاب حسب المعاصي والأخطاء التي أرتكبها كل فرد على حده فكل فرد يحاسب حسب أعماله الفاسدة التي ارتكبها.
كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة الحجر آية (43-44): ” وإن جهنم لموعدهم أجمعين * لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم “.
وذكر القرطبي عن على بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: “هل تدرون كيف أبواب جهنم؟ قلنا: مثل أبوابنا.
قال: لا. هي هكذا بعضهم فوق بعض -زاد الثعلبي- ووضع إحدى يديه على الأخرى.
وإن الله وضع الجنان على الأرض والنيران بعضها فوق بعض، فأسفلها جهنم وفوقها الحطمة وفوقها سقر وفوقها الجحيم.
وفوقها لظى وفوقها السعير وفوقها الهاوية، كل باب أشد حراًً من الذي يليه سبعين مرة.
قد وصل إلينا من خلال هذا الحديث أن جهنم عبارة عن سبعة أبواب مرتبين فوق بعضهما.
ووصفها على بن أبي طالب أن هذا الترتيب يبين أن هذا الترتيب من الأعلى عذابًا حتى الأقل.
ووضح أيضًا أن قوة العذاب ما بين كل باب تتفاوت من حيث قوة العذاب بقوة سبعين مرة من الباب السابق.
شاهد أيضًا: معلومات لا تعرفها عن طبقات النار
بعض الآيات التي ذكرت فيها أسماء النار
- جهنَّم: “وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ” سورة الحجر آية 43-44.
- الحطمة: قال تعالى “كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ” سورة الهمزة، آية 4-7.
- سقر: قال تعالى “سَأُصْلِيهِ سَقَرَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ” سورة المدثر، آية 26-29.
- الجحيم: قال تعالى “فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى” سورة الأعراف، آية 179.
- لظى: قال تعالى “كَلَّا إِنَّهَا لَظَى* نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى” سورة المعارج، آية 15-17.
- السعير: قال تعالي: “”فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ” سورة الشورى آية 7.
- الهاوية: قال تعالى “وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ” سورة القارعة، آية 8-11.
طعام وشراب ولباس أهل النار
خصص الله لأهل النار الكثير من أساليب التعذيب لأنهم لم يعبدونه ولم يأمنون بوجوده ولم يسمعوا كلام الرسل ولم يذكرون الله.
لذلك خصص الله لهم حتى في مأكلهم ومشربهم وملبسهم أنواع متعددة من العذاب حتى يذيقون العذاب في كل لحظة منذ دخولهم النار.
وسوف نعرض طرق التعذيب في المأكل والملبس والشراب وهي كما يلي:
الطعام
تعتبر شجرة الزقوم هي الطعام الوحيد للمعزبين في النار.
وهي من أنواع العذاب التي وضعها الله سبحانه وتعالى لأهل النار حتى لا ينعمون بالخير حتى في الطعام الذين يحصلون علية على عكس سكان أهل الجنة الذين ينعمون بالطيبات وجميع الخيرات.
وخصص الله هذه الشجرة بالذات لأن مذاقها به مرارة شديدة وغصونها شديدة السخونة.
الشراب
الشراب الوحيد لأهل النار هو شراب الحميم.
خصص المولى عز وجل هذا الشراب لسكان أهل النار لكي يذيقهم أنواع العذاب المختلفة.
لأن هذا الشراب مرتفع الحرارة جدًا وبرجة سخونة تعدي درجة الغليان الطبيعية.
وهو مثل اللهب والحمم البركانية التي عندما تقترب من الوجه تصيبه بالعديد من التشوهات.
وخصص الله لهم عذاب أليم في هذا الشراب هو أنه عندما يتناولونه يقوم بحرق جسمهم من الداخل وتدمير الأمعاء وهذا عذاب عظيم لما كانوا يعملون.
اللباس
لباس أهل النار هو الحديد والقطران الذي يتفاعل مع النار والحرارة ويشوي الجسد ويعذب من يرتديه.
شاهد أيضًا: وصف الجنة والنار لابن القيم
في النهاية نتمنى أن يكون حاز المقال على إعجابكم.
وأن نكون قد انفردنا في عرض وتفاصيل كل ما يخص ويتعلق بعدد أبواب النار وأسمائها وقد عرضنا بعض الأحاديث وآيات القرآن.
وقد وضحنا بعض من سبل العذاب داخل النار، فبرجاء إعادة نشر المقال على صفحات التواصل الاجتماعي لكي يستفيد منه الكثير من الناس، ونشكركم على حسن القراءة.