مقاصد الشريعة الإسلامية
مقاصد الشريعة الإسلامية، هي الأهداف العامة التي تسعى الشريعة الإسلامية إلى تحقيقها في حياة الأفراد بهدف تحقيق مصالح الخلق جميعاً.
وذلك في الدنيا وفي الآخرة، ويقصد بها أيضاً الأهداف الخاصة التي شرع الله لكل منها أحكام خاصة فتابعوا معنا كل التفاصيل في موقعنا المتميز دوماً مقال maqall.net.
محتويات المقال
مقاصد الشريعة الإسلامية لغة واصطلاحاً
- مقاصد في اللغة: من كلمة مقصد وهو مشتق من الفعل قصد، فالقصد يحمل العديد من المعاني، منها الاعتماد أو استقامة الطريقة.
- والمراد من مصطلح مقاصد الشريعة هو الأحكام التي خلق الله الوجود من أجل تحقيقها، وبعث الرسل والأنبياء.
- وأنزل الشرائع، وكلف العقلاء من الخلق بالعمل.
- ويقصد بها أيضاً مصالح المكلفين التي شرع الله الأحكام لتحقيقها سواء كانت عاجلة أو آجلة.
- بمعنى أنها في الدنيا أو في الآخرة.
- مقاصد اصطلاحاً في أصول الفقه يحمل معنيان:
- الأول هو مقاصد المكلف، وتبنى عليها القاعدة الفقهية “الأمور بمقاصدها”.
- والثاني وهو مقاصد الشرع أو المقاصد الشرعية أو مقاصد الشريعة، وهي كلها مصطلحات لها نفس المعنى وتستعمل بنفس الهدف.
ومنها:
- نفي ورفع الضرر.
- حفظ الدين.
- كذلك حفظ النفس.
- حفظ العقل.
- بجانب حفظ المال.
- حفظ النسل.
- مطلق المصلحة سواء كان الغرض منها جلب منفعة أو درء مفسدة.
اقرأ أيضاً: معلومات عن مقاصد الشريعة وتطبيقاته
أقسام مقاصد الشريعة الإسلامية
- المقصد العام: وهو يهدف إلى تحقيق المصالح لجميع خلق الله، في الدنيا وفي الآخرة.
- ويتم ذلك من خلال تنفيذ جملة الأحكام في الشريعة الإسلامية.
- المقاصد الخاصة: وهي مجموعة الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها الشريعة الإسلامية في كل مجال من مجالات الحياة.
- سواء كان الأسري أو الاقتصادي أو السياسي وغيرها.
- وذلك من خلال الأحكام التفصيلية التي شرعها الله لكل مجال على حدة.
مراتب مصالح الناس في الشريعة الإسلامية
- الحاجيات: وهي تشمل كل ما يحتاج إليه الإنسان، لتحقيق المصالح الهامة في حياته.
- ويؤدي غيابها إلى المشقة أو اختلال النظام العام لحياة الأفراد.
- ويظهر ذلك في تفصيلات الأحكام الخاصة بالبيوع والزواج وكافة المعاملات الانسانية.
- التحسينيات: وهي ما تعمل على تجميل واكتمال أحوال وتصرفات الناس، وتشمل إعداد الطعام وجمال الملابس.
- وغيرها من محاسن العادات والسلوكيات لدى الناس
- الضروريات: وهي تشمل كل ما يمكن للناس الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال، وهي تشمل الكليات الخمس.
وهي:
- 1-حفظ الدين، فالدين هو مجموعة العبادات والعقائد والأحكام التي شرعها الله عز وجل من أجل تنظيم علاقة الناس بربهم.
- كذلك تنظيم علاقتهم ببعضهم البعض، فالقصد من تلك الأحكام هو إقامة الدين وغرسه وتثبيته في النفوس.
- من خلال اتباع وتنفيذ أحكام الشرع، وتنفيذ الأوامر والبعد عن كل قول أو فعل نهى عنه.
- 2-حفظ النفس، وقد شرع الإسلام الزواج والتناسل لحفظ النفس وبقاء النوع واستمراره.
- كما أوجب لها ما تحتاج إليه من ضروريات المأكل والملبس والسكن والشراب، وأوجب دفع الضرر عنها.
- من خلال الدية والقصاص وتحريم القتل بغير حق.
- 3-حفظ العقل: وقد أوجب الله سبحانه وتعالى الحفاظ على العقل، فحرم الخمر وكل ما هو مسكر ومذهب للعقل.
- وعاقب من يتناوله ومن يقدمه.
- 4-حفظ النسل: وشرع الله تعالى الزواج للتناسل والتوالد من أجل الحفاظ على النسل وبقاءه لإعمار الأرض.
- وشرع الأحكام لحفظه وحمايته، فوضع حد الزنا ، وحد القذف.
- فقال تعالى: “وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”
- 5- حفظ المال: وقد أوجب الله سبحانه وتعالى الحفاظ على المال، والسعي لطلب الرزق الحلال، وأباح المبادلات والمعاملات المالية والتجارة.
- وشرع الأحكام للحفاظ عليها، فقد حرم السرقة، وحرم الخيانة، وخرم الغش والغش في الميزان، وحرم أكل الربا، وأكل أموال الناس بالباطل.
- ووضع عقوبات لذلك، وحذر من تبذير الأموال، كما شرع الصدقة والزكاة ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
قد يهمك: معلومات عن مقاصد الشريعة وتطبيقاته
مقاصد الشريعة الإسلامية في القرآن الكريم
يوجد العديد من الآيات القرآنية التي نزلت بمثابة تعليل لأفعال وأحكام الله سبحانه وتعالي،﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴾.
ويشير القرآن الكريم إلى مقاصد الشريعة على النحو التالي:
- عن طريق النص القرآني بلفظ الإرادة بأن المقصد كذا وكذا، كما في قوله تعالي: “”يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ.
- وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، وفي ذلك قال الإمام الطبري أن الله سبحانه وتعالى أراد التخفيف على المؤمنين لعلمه بمشقة ذلك عليهم.
- صيغة من صيغ التعليل، ومنها باء السببية، أو لام التعليل، أو “كي”، مثلما في قوله تعالي:” لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور”.
- ومثال “باء” السببية قوله تعالى:﴿ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً ﴾.
- وفي هذه الآية قال القرطبي إن الظلم قدم على التحريم فالغرض هنا الإخبار عن الظلم أنه سبب التحريم.
- ومثال “لام” التعليل قول الله:﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً ﴾.
- فتوضح الآية أن سبب إنزال الكتاب هو أن يحكم بين الناس بشرع الله.
- إلى جانب صيغ أخرى في الآيات القرآنية كان يصف الله عز وجل نفسه بالرحمة والحكمة، أو يبين فوائد المأمورات وعواقب المنهيات.
مقاصد الشريعة الإسلامية في السنة النبوية
- من المعروف أن علوم الشريعة لم تكن موجودة كعلوم نظرية في العصور الأولى، ولكنها كانت تطبق بشكل فعلي.
- فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أو من طبق المقاصد الاسلامية، ووضع لبنة الأساس لها من خلال سيرته النبوية العطرة.
- فنجد ذلك واضحاً وملموساً في كل أفعاله وأقواله.
- حديث سعد بن أبي وقاص حين قال: “يا رسول الله إن لي مالًا كثيرًا وليس يرثني إلا ابنتي أفأوصي بمالي كله؟”.
- كما قال:” الثلث والثلث كثير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس”.
- عَنْ عَائِشَةَ أن رسول الله قال للصحابة في شأن صلاة التراويح:”… ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أنني خشيت أن تفرض عليكم.
- ” قال ابن حجر في ذلك:”…خشي صلى الله عليه وسلم من مواظبتهم عليها أن يضعفوا عنها، فيعصي من تركها بترك اتباعه “.
- ومن ذلك أيضا عدم قتاله للمنافقين، حين أراد عمر أن يقتل عبد الله بن أبي سلول.
- فقال له: “دعه لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه”.
- وأيضاً الحديث الجليل عن ابن عباس إن رسول الله قال: “لا ضرر ولا ضرار”.
- وهو يدل على مقصد من مقاصد الشريعة، وهو رفع الضرر بالنفس والإضرار بالغير.
- فالسيرة النبوية الشريفة ملأي بالمقاصد إن لم تكن كلها مقاصد بالفعل، من خلال الأحاديث النبوية الشريفة.
- والسيرة العطرة لأفعال وتصرفات النبي، خلال حياته اليومية والتي نتعلم منها في كل جوانب الحياة.
شاهد أيضاً: تعريف الشريعة الاسلامية وأقسامها
في خاتمة حديثنا نتمكن من القول إن قدر الإسلام للدين أهمية في حياة الانسان، فقد خلق الإنسان لعبادة الله عز وجل.
كما إن الدين يمد الانسان بالوجدان والضمير، ويقوي في نفسه عناصر الفضيلة والخير ويضفي على حياته السعادة والطمأنينة دمتم بخير.