بحث علمي عن العهدة العمرية
بحث علمي عن العهدة العمرية، وقت الفتح الأول لبيت المقدس كان ذلك بمثابة نقطة التحول الجذري في منحنى العلاقات بين أهل المنطقة بمختلف معتقداتهم، حيث قام المسلمون عن طريق ذلك بجعل المقدس إقليم مختلف الديانات والتوجهات الثقافية لكي يعيش الجميع في سلام.
وأيضًا لإثبات أن المقدس لا يشير إلى صراعات وسيطرة فحسب، وقد كان دخول عمر بن الخطاب بداية لعصر مختلف ومميز من الرابطات المتبادلة بين أبناء الديانات المختلفة المتمثلة في الإسلام والمسيحية واليهودية.
وأنه قام بتطوير نظام كامل لبيت المقدس لا يلغي وجود الآخرين وتمسكهم بما يعتقدون من ديانات أخرى ومقدسات في المدينة المسورة أي البلدة القديمة في الوقت الحالي والذي تم توثيقه بما عرف تاريخيًا باسم العهدة العمرية.
محتويات المقال
مقدمة بحث علمي عن العهدة العمرية
- قام عمر بن الخطاب بالعمل على احترام الجميع من مختلف الأديان ومنح الأمن والأمان للنفس والمال، وأيضًا من الحرية وتمكين الجميع من سكان المقدس بأن يكونوا مواطنين متفاعلين داخل المجتمع بدون أي تدخل في ممارسة طقوسهم الثقافية المختلفة أو الدينية.
- وذلك يشير إلى أن العهدة العمرية قد وضعت أسسها المتينة للاستقلال الديني لكافة المجتمعات في بيت المقدس.
- حتى أصبحت الأرض نموذج تعددي ثقافي وديني للتعايش الآمن والسلمي والاتصال الحضاري، حيث أن عمر بن الخطاب لم يلغي فكرة إقصاء الآخر من الذين كانوا يريدون العيش داخل الإقليم.
- ولكن كان مفكرًا جيدًا يسعى لوضع سياسة ونظام حاسم يجعل فيه بيت المقدس مكان عام للبشرية وبحسب التعاليم الإسلامية من القرآن والسنة.
شاهد أيضًا: بحث عن ترتيب نزول الأنبياء
العهدة العمرية
- تروي الكتب التاريخية بأن عمر بن الخطاب كان معسكرا داخل الجابية وجاء أحد الرسل من جهة صفرونيوس أسقف بيت المقدس حتى يقوموا بمعاهدة صلح معه.
- ومن ثم آتاهم بكتاب معاهدة أمان والذي يتحدث عنه بعض كتب المؤرخين بالرغم من الاختلافات على نصوص حروفه.
- وبالرغم من اختلاف الروايات التاريخية حول ظروف تلك الزيارة، وأن صفرونيوس طلب من عمر بن الخطاب تسليم بيت المقدس من عدمه إلا أن هذه الزيارة تعطي رؤية إسلامية استراتيجية للدين الإسلامي والرسالة منه.
- حيث أن وصول عمر بن الخطاب وهو يقود جيش يصل عدد جنوده إلى أربعة آلاف عسكري، والقيام بضرب معسكر على جبل الزيتون.
- وبعد ذلك دخول المقدس بصفته أميرًا للمؤمنين وصاحب أكبر سلطان لإتباع الدين الإسلامي فإنه يؤكد على سيادة الدين الذي أتى ليكون خاتم الرسالات السماوية جميعًا.
- وأن يقوم صفرونيوس الممثل لقمة الهرم داخل الكنيسة لكي يسلم مفاتيح بيت المقدس.
- وأيضًا مفاتيح كنيسة القيامة لعمر بن الخطاب، فهذا يعني بأن عمر بن الخطاب هو الخليفة الحق والحامي لها كبديل عن قيصر الروم.
- إن زيارة عمر بن الخطاب للمقدس وإقامة الصلاة فيه ووضع حجر الأساس لبناء المسجد الأقصى.
- فهذا تأكيد واضح على الاستراتيجية العليا لجعل بيت المقدس هو المركز الرئيسي الذي تنطلق من خلاله رسالة الإسلام إلى العالم حيث أرض الديانات.
- كما أن أخذ مفاتيح المقدس والكنيسة إشارة إلى دخول أصحاب الديانات الأخرى تحت راية الإسلام.
- وإن كان هذا الحدث لم يكن له قيمة دينية وسياسية فحسب.
- ولكن عمل عمر بن الخطاب في بادئ الأمر على تقسيم الأجناد وتعيين من يرعى شؤونهم.
- وكان الطبري قد روى أن عمر بن الخطاب قد فرق فلسطين إلى رجلين.
- فجعل علقمة بن حكيم على نصف وأنزله الرملة وعلقمة بن مجزر على نصف وأنزله إيلياء.
- فقام كلا منهما بالنزول إلى عمله مع الجنود ولذلك فإن بيت المقدس يكون إيلياء هي عاصمته الإدارية منذ بداية الفتح الإسلامي الأول.
العهدة العمرية وثيقة للأمان
- إن الدين الإسلامي لم يكن مكتف بالدعوة إلى التسامح فقط.
- ولكن تجاوز هذا ليجعل التسامح جزء من الشريعة الإسلامية في التعامل مع الآخرين من مختلف الأديان السماوية.
- وهذا قد أتضح شأنه عند تعامل الجيش الإسلامي ودخول قادة المسلمين إلى البلاد التي تم فتحها.
- وتم توثيق ذلك عند فتح بيت المقدس والذي عرف بالعهدة العمرية.
- والتي تعد من أكثر المواثيق التي تختص بحقوق الإنسان التي وضع أساسياتها الدين الإسلامي في وقت الدموية والهمجية كانت هي السائدة.
- إن معرفة العهدة العمرية في ذلك الزمن الذي يظهر فيه أعداء الإسلام بادعاءات كاذبة بأن الإسلام يدعو للقتل والإرهاب.
- إلا أن التاريخ الإسلامي يثبت عكس ذلك بأنه دين تسامح ويسر ليس مع المحيطين بل مع كل الديانات الأخرى.
- وتتكون العهدة العمرية من جزئيين، الأول هي العهدة والتي تعني وثيقة أمان لمن يصل إليها.
- وتوجب من أعطاها بالالتزام بكافة النقاط الموجودة فيها إذا ما أدى الآخر كل ما عليه.
- أما الجزء الثاني هو العمرية بمعنى أن صاحب الوثيقة عمر بن الخطاب في وقت الفتح.
- وذلك يزيد من قيمة ومكانة الوثيقة حيث يعطيها لأي شخص.
- ولكن أعطاها لصاحب الكلمة الأولى في صفوف الجيش الإسلامي ألا وهو عمر بن الخطاب.
وبالرغم من تكاثر الروايات حول العهدة العمرية إلا أنها تبقى في محور واحد يرويه اليعقوبي باختصار قائلًا:
- “هذا كتاب عمر بن الخطاب لأهل بيت المقدس إنكم آمنون على دمائكم وأموالكم وكنائسكم لا تسكن ولا تخرب”.
- وهكذا يكون هناك توثيق لتوفر الأمن والأمان والحرية لأهل بيت المقدس على مختلف الأصعدة.
- وأيضًا لم تنتهي بنود العهدة العمرية كتطبيق على المقدس.
- ولكن امتد ليتضمن العالم الإسلامي أجمع وخلال مراحل الحكم الإسلامي المختلفة لم يذكر التاريخ الإسلامي وجود عمليات إرهابية.
كيف رأى نصارى بيت المقدس العهدة العمرية
- جميع المخطوطات المدعية فيها طوائف نصرانية داخل بيت المقدس بأنها من عمر بن الخطاب إليهم.
- دلالة كاملة بأن سكان بيت المقدس لم يحصلوا على وثيقة لحفظ حقوقهم ومنحهم الحرية في الدين والثقافة.
- كما فعلت العهدة العمرية ولذلك تمكن البعض تأليف مخطوطات ونسبها إلى عمر بن الخطاب لكي يحفظوا فيها أنفسهم وكافة حقوقهم.
- وقد تم ذكر وجود بعض من تلك المخطوطات والتي منها مخطوطة العهدة العمرية داخل مكتبة البطريركيّة الأرثوذكسية ومخطوط دير الأرمن في القدس.
- وهذان ذكرهما دكتور كامل العسلي في كتاب وثائق مقدسية تاريخية.
شاهد أيضًا: بحث عن أول ملكة في الاسلام
التعامل مع اليهود من العهدة العمرية
- يؤكد التاريخ بأن التعامل بين المسلمين وبين أهل الكتاب.
- كان تعاملًا تلقائيًا بين مجموعة من الأفراد يعيشون في مكان واحد وعلى أرض واحدة ضمن إطار سياسي واحد.
- بدون أي تدخلات من جهات خارجية من شأنها التحكم في خصائص الجماعات الدينية والطائفية.
- يعتبر اليهود هم أهل الذمة مثلهم مثل باقي الطوائف الأخرى التي لها وضع قانوني محدد من قبل التشريع الإسلامي.
- لأن الدين الإسلامي لم يرى في هذه الطوائف عداوة ولم يكن الاختلاف الديني جريمة يعاقب عليها.
- كما فعلت الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى حيث كان هناك سفك للدماء لكل من يختلف معها حتى وإن كان مسيحيا وعلى مذهب أخر.
- وفي أحد القرون الأولى بعد الإسلام جاءت مجموعة من اليهود ليسكنوا المنطقة العربية لما فيها من عدل وتسامح إلى أن وجدوا أنهم في رعاية وحماية الدين الإسلامي.
- ومثال ذلك، الفيلسوف اليهودي الطبيب موسى بن ميمون الذي عاش منذ ولادته ونشأته تحت راية الإسلام إلى أن توفي وتم دفنه في طبريا.
شاهد أيضًا: بحث عن غزوة حنين باختصار
بحث علمي عن العهدة العمرية
- وفي الختام نكون قد انتهينا من توضيح مفهوم العهدة العمرية ومن كان أولى بكتابتها والعمل على تنفيذ بنودها.
- وكذلك أوضحنا أن الدين الإسلامي لم يكن دين إرهاب أو رعب أو قتل بل هو دين السماحة والتسامح.
- وحضارة عظيمة ساهمت في تشكيل ملامح التعامل الصحيح مع الآخرين من مختلف الأديان والطوائف، وهذا ما كان يؤكد عليه بنود العهدة العمرية.