معلومات عن مقاصد الشريعة وتطبيقاته
معلومات عن مقاصد الشريعة وتطبيقاته، تعد الشريعة في المعنى اللغوي مورد الماء حيث أن العرب كانوا لا يقولون عن مورد الماء شريعة إلا وإن كان الماء موجودًا وليس مقطوعًا، وبعدها تم استخدام شريعة كمدلول على الطريق الصحيح أو المستقيم وكأنما جمعوا بين المفهومين بجامع السلامة.
حيث أن الماء فيه سلامة للفرد من أي هلاك، وكذلك في الطريق المستقيم سلامة من التيه والضياع وكمصطلح صارت كلمة شريعة دالة على الطريق المختار من الله تعالى للمؤمنين لكي يخرجون من الظلمات إلى النور.
حيث الشريعة هي منهاج الدين السليم الذي ارتضاه الله عز وجل للعباد، فشرع إليهم الحلال والحرام وأوضح الأمر والنهي وما إلى ذلك ويقول رب العزة والجلال:
“ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون”.
محتويات المقال
مقاصد الشريعة
- عند التطرق إلى مقاصد الشريعة بوجه عام فإنه ينبغي أولًا التعرف على معنى مقاصد الشريعة، حيث أنها تشير إلى الأهداف.
- وبالتالي فإن مفهوم مقاصد الشريعة هو الهدف الذي تسعى لتحقيقه الشريعة الإسلامية في الحياة، ويتم تقسيم مقاصد الشريعة إلى نوعين:
شاهد أيضًا: كيف خدمت الثورة المعلوماتية علوم الشريعة والفقه ؟
مقاصد الشريعة العامة
- وهذه التي تعني بمصالح الجميع وتحقيقها عن طريق الأحكام الشرعية.
مقاصد الشريعة الخاصة
- هذه تشير إلى الأهداف التي تسعى الشريعة في أن تحققها، ولكن في نطاق أضيق من العام كحياة الأسرة أو المجتمع أو الوضع السياسي وغير ذلك من خلال مجموعة من الأحكام الشرعية لكل جزء منها.
- ويتم تقسيم مصالح العامة وفقا للأهمية القائمة لها في الشريعة إلى ثلاث أقسام، الضروريات وهي التي لا يمكن للفرد الاستغناء عنها، الحاجيات وتلك إذا غابت أدت إلى مهلكة لحياة الناس.
- التحسينات وهذه أمور من الكماليات مثل الاهتمام بالمظهر وشكل الطعام وغيرها من العادات الجيدة للشخص، إضافة إلى الكليات الخمس.
والتي تعني أهمية كبيرة في الشريعة وذات مكانة خاصة للإنسان فهي التي تساعد على إصلاح أمور البشرية وتعرف باسم الكليات الخمس أو الضروريات الخمس وهي على النحو الآتي:
شاهد أيضًا: معلومات عن كيفية تقسيم الميراث حسب الشريعة الإسلامية
حفظ الدين
- هذا الأمر من أهم مقاصد الشريعة حيث أن الدين هو طريق الحق الذي يجب على كل إنسان معرفته، والدين هو مانح الأمان والسكينة وهو الضمير والشعور للفرد لكي يساعده على نشر الخير والحق، لهذا فإن الإسلام أولى الدين باهتمام خاص.
لذا فإنه ضرورة ملحة في الحياة حيث أنه الفطرة التي فطر الله عز وجل الناس عليها كما قال تعالى:
- “فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.
لذلك فإن الإسلام وضع شريعة لكي يتم حفظ الدين مثل:
- ترسيخ المعتقدات الدينية وأصول الدين وأركانه.
- جعل الإيمان بالله قائم على أدلة عقلية وحجج علمية.
- التأكيد على ضرورة إقامة أركان الإسلام كاملة وأصول العبادات.
- الإجابة لمن يريد أن يدعو إلى الله.
- كيفية ضمان الحرية للمعتقدات وحماية كل شخص له معتقد خاص به.
- الجهاد في سبيل الله على العدو.
- تحقيق التعاليم الدينية وتطبيقها بقناعة تامة.
- القيام بما يشبه السياج من التحسينات والحاجيات كأداء صلوات الجماعة والنوافل وغيرها.
إن من مقاصد الشريعة أيضًا هو حفظ النفس الإنسانية ولقد وضع الإسلام العديد من الأسس لحفظ النفس ومنها:
- حفظ النفس من خلال شريعة الزواج والتناسل وأعمار الأرض.
- وحفظ النفس بوجوب الاهتمام بالصحة والتغذية السليمة.
- حفظ النفس بوجوب الدولة المحافظة على كل فرد وحمايته وجعله في أمن وأمان دائم.
- وضع تشريعات رخصة توجب وجود المشقة بسبب عذر قوي.
- حفظ النفس بالحفاظ على الفرد من الاعتداء على كرامته وإهانته أو قذفه أو أذيته بضر.
- الحفاظ على النفس بألا يقتل الإنسان غيره أو يقتل نفسه.
- وجوب القصاص من شريعة الحفاظ على النفس.
- الجهاد في سبيل الله لأجل الحفاظ على الأنفس والضعفاء.
- وجوب إنقاذ حياة الناس والدفاع عنهم.
- حفظ النفس بدفع أي خطر قادم قد يتسبب في هلاك الشخص حتى إذا أدى الحال إلى مقاتلة المعتدي.
حفظ الدين
من مقاصد الشريعة حفظ العقل وجعله في مكانة مكرمة دون الإخفاق بأهميته التي خص الله تعالى به الإنسان دون غيره من الخلق، لذا فإن هناك قوانين قد وضعها الإسلام لحماية العقل وحفظه ومنها:
- تحريم كل ما يؤدي إلى غياب العقل والإضرار به كالخمور والحشيش وإلى ما غير ذلك.
- تشريع عقاب رادع لكل من يتناول المسكرات التي تذهب العقل.
- وجوب استخدام العقل بطريقة سليمة وفهم الأمور دون تقليدها.
- الاهتمام بتطوير العقل بشكل مادي ومعنوي سواء بطلب العلم أو بطلب الغذاء الصحي.
- شرع الدين تقدير العلماء ومن أهم أولى العقول من الناس مكانة.
- التحرر من أي خرافات من شأنها السيطرة على العقل.
- التدريب الدائم للعقل ومزاولته التعرف على الحقائق وأن يتمكن من الوصول إليها.
- التركيز على توجيه العقل وطاقته في كيفية استنباط الأحكام الشرعية وأثرها على الإنسان.
- التأمل في الكون واستنتاج الدلائل المادية للكون.
حفظ الدين
من مقاصد الشريعة أيضًا حفظ الإنسان بالمحافظة على النسل وكذلك حفظ المال وحماية حقوق الفرد الخاصة ووضعها تحت ضوابط تشريعية.
لذلك فإن مقاصد الشريعة منهاجًا دينيًا حياتيًا لا يمكن للإنسان أن يحيد عنه وهذا لأجل مصلحته العامة أو الخاصة، ولكي يتم حفظ المال فهناك تشريعات لذلك منها:
- التوصل إلى الأساليب التي تضمن حفظ المال كالحث على طلب الرزق والسعي لكسب المال بنية صادقة.
- إن الدين قد ساهم في رفع قدر العاملين الذين يكسبون من أيديهم بجهد ومشقة.
- عمل الدين على جعل المعاملات المالية عادلة لا ظلم فيها ولا يجوز أن يعتدي أحد على حق أحد آخر، لذلك فإن التشريع أوجب بوجود جميع أنواع العقود سواء عقود بيع وشراء أو رهن أو إيجار أو شراكة وغيرها.
- وجوب إيجاد الوسائل التي تحمي المال من خلال التحكم في التصرف فيه في الحدود المعقولة للمصلحة العامة أو الخاصة وتوفير حماية كاملة عليه من السرقة.
- الإنفاق في حدود الوجوب بالطرق المشروعة دون إسراف.
- العمل على الحفاظ على أموال اليتيم والصغار منهم إلى أن يبلغوا رشدهم.
شاهد أيضًا: كيفية استثمار المدخرات في ضوء الشريعة الإسلامية
أهم خصائص الشريعة في الإسلام
بعدما أوضحنا مقاصد الشريعة فإنه يلزم التعرف على خصائصها حيث أن الله تعالى قد أنزل الشريعة على الأرض لكي يوضح للإنسان الطريق الصحيح للعبادة الحق التي لا ضلال فيها ولا زيف.
وأيضًا حتى يتعلم المؤمن طريقة التعامل مع غيره من أصحاب العقائد والأديان المختلفة وهذا جميعه لا يستطيع الإنسان الإتيان به مهما اجتهد لذا فكان لزامًا أن يعرف خصائص الشريعة وهي كما يلي:
- الشريعة الإلهية وهي ليست كالقوانين الموضوعة من قبل الأمم الأخرى لتحكم الناس عن طريقها.
- العصوم من الخطأ حيث أن الشريعة عند الله محفوظة ومعصومة من الأخطاء.
- الشريعة الإسلامية واجب أن تقوم بمخاطبة العقل والقلب حتى يتم تنفيذها بقناعة وحب.
- الشريعة الحق هي التي تخاطب الإنسان بوجه عام دون النظر إلى جنس ولون وعرق هذا الإنسان.
- إن من تطبيقات الشريعة هي أنها تساعد الناس على ترتيب أحوالهم من حيث العبادات وطريقتها والنظم السياسة والمعاملات الاجتماعية وكافة الشؤون الأخرى.
- الشريعة وتطبيقها مبنى على اليسر والتيسير ورفع أي حرج كما قال تعالى:
“وما جعل عليكم في الدين من حرج”.