بحث عن منهج ابن كثير في التفسير
بحث عن منهج ابن كثير في التفسير، الذي يعد واحد من أبرع العلماء المسلمين الذين قاموا بتفسير آيات القرآن، وخاصة أنه كان لديه أسلوبه الخاص الذي تميز بالبساطة والسلاسة والشمولية أيضاً، ولقد أشاد الكثير من العلماء الذين جاءوا من بعده عن منهجه في التفسير.
وأكدوا أنه من البارعين فيه، ومن الجدير بالذكر أنه نجح في استخدام الأحاديث النبوية الشريفة لتفسير بعض آيات الذكر الحكيم، وفي وقتنا الحالي يعد هذا الكتاب واحد من أهم كتب التفسير التي يستعين بها كبار المشايخ والعلماء.
محتويات المقال
مقدمة البحث
- يعد كتاب تفسير القرآن العظيم الذي قام بكتابته الإمام الحافظ بن كثير من أكثر تفاسير القرآن شهرة، إذ قام الكثيرين من كتاب العصر الحديث بعمل تحقيق لها.
- وتم إصدارها في أكثر من طباعة وجميعها لاقت ترحيب من كبار العلماء، وهذا دليل واضح على أنه يحمل الكثير من المميزات عن غيره.
- ويرجع السبب في ذلك إلى أنه ليس في حاجة لمجهود شاق لفهم ما يتحدث عنه، ويتميز أيضاً بالإيجاز والوسطية.
- وما ساعد بن كثير على إخراج هذا تفسير القرآن العظيم، هو أنه تتلمذ على يد مجموعة من أبرع علماء المسلمين الذي عاصره في هذه الحقبة.
نبذة عن ابن كثير
- قبل البدء في الحديث عن منهج التفسير لابن كثير يجب أن نعرف من هو حسبما ذكرت المصادر العربية.
- فهو عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء القرشي البصروي الدمشقي.
- ولد في عام 701ھ في قرية مجدل التابعة لمدينة دمشق ببلاد الشام.
- وكان والده رحمه الله خطيباً وحافظاً لكتاب الله لذلك يمكننا القول أن الإمام بن كثير ولد في بيت ذو طابع ديني.
- وذلك كان له الأثر الكبير في تكوين شخصيته فيما بعد، ولقد توفي والده في عام 703ھ .
- وانتقل منذ ذلك الوقت بصحبة أخيه كمال الدين إلى مدينة دمشق.
- حيث أتم حفظ القرآن الكريم كاملًا في عام 711ھ وكان يبلغ عمره آنذاك العاشرة.
- ولقد أجاد حفظ متن التنبيه الذي يوجد بالفقه الشافعي وكان ذلك في عام 718ھ، وأجاد أيضاً حفظ مختصر ابن الحاجب.
- ولقد تلقى تعليمه على يد مجموعة كبيرة من المشايخ والعلماء ابن عساكر وإسحاق الآمدي وابن الرضي وابن الشحنة.
- ولقد ظل مصاحباً للشيخ المزي وتتلمذ على يديه بل أنه قام بمصاهرته وتزوج من ابنته.
- ومن الجدير بالذكر أن الإمام بن كثير قام بالإشراف على عدداً من المدارس.
- منها المدرسة الصالحية والمدرسة النورية الكبرى والمدرسة الأشرفية وغيرها.
- وقام بتأليف العديد من المؤلفات التي أثرت في الحضارة الإسلامية ومن أهمها كتاب تفسير القرآن العظيم وكتاب البداية والنهاية.
- وقد وفاته المنية في عام 774ھ وكان يبلغ من العمر آنذاك 73 عاماً.
- حيث تم دفنه بجوار شيخ الإسلام ابن تيمية داخل مقبر تسمى الصوفية تقع خارج باب النصر في مدينة دمشق.
كتاب تفسير ابن كثير
- بالحديث عن كتاب تفسير القرآن العظيم للإمام بن كثير أو ما يعرف بكتاب تفسير ابن كثير.
- نجده أحد الكتب التي يزخر بها التاريخ الإسلامي إلى جانب أنه واحد من الكتب أخرجت في مجال علوم القرآن الكريم وتفسيره.
- خاصة أن ابن كثير اعتمد في تفسير آيات كتاب الله على الأحاديث الشريفة وحرص على ذكر السند الخاص بكل حديث.
- وذكر أيضاً السبب التي نزلت الآية فيه بالإضافة إلى اهتمامه بعلوم اللغة العربية.
- كما أن كتاب تفسير ابن كثير يحتوي على عدداً من القراءات الخاصة بالقرآن الكريم إلى جانب مجموعة من الأحكام الفقهية.
- وهذا ما جعل البعض يذكر أنه في مكانة واحدة مع تفسير الطبري والبعض الآخر يجده أنه أفضل منه.
اقرأ أيضًا: من هو ابن القيم الجوزية
منهج ابن كثير في التفسير
اعتمد الإمام بن كثير في منهج التفسير على ما هو مأثور والمقصود بذلك هو أنه فسر آيات القرآن الكريم بالقرآن الكريم ذاته.
هذا إلى جانب اعتماده على سنة النبي صل الله عليه وسلم، ولتلك الأسباب يمكننا القول أن ابن كثير صار في منهج التفسير على ثلاثة خطوات:
- الخطوة الأولى: كان يستخدم الآيات ليفسر بها الآيات الأخرى ولكنه كان حريصاً في هذه المسألة بشدة.
- كما أنه كان من البارعين في ذكر الآيات التي تجتمع في نفس المعنى، وبدأ بعد ذلك في ذكر الأحاديث التي تتعلق بالآية القائم على تفسيرها.
- وقام بتنقية الأحاديث التي يمكن قبوله منها ولا يمكن قبول منها أيضاً، وبعد ذلك أخذ يدعم تفسيره بأقوال صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم وجاء بعدهم من التابعين.
- واعتمد أيضاً على ما قاله العلماء وشيوخ الإسلام، ولقد ترك كل قول ما يجد له دليل أو برهان واضح أو بينة تؤكد ثبوته.
- الخطوة الثانية: تميز الإمام بن كثير في التوضيح عن ما الخلافات أو التناقض الذي تم ذكره في الروايات الإسرائيلية.
- ولقد كان حريصاً عندما قام بذكرها وطلب من القارئ عدم التصديق أو التكذيب إلا بما يتناسب مع مدون لدينا في الكتاب والسنة.
- ولقد عمل بقول رسول الله صل الله عليه وسلم في الأخذ عن الإسرائيليات، والمقصود من ذلك.
- أنه قام بعرض ما يتفق مع العقل والمنطق، ويبعد كل البعد عن الآراء التي تخالف الشريعة والحق وتتحدث بالباطل.
- الخطوة الثالثة: عمل ابن كثير على نقل كل ما ذكره العلماء في المسائل الخاصة بالأحكام في آيات القرآن الكريم.
- ويذكر مع القول الدليل الذي يثبت صحته ويدعمه، وكان يمتاز في هذه الموضوعات بالوسطية.
- فحين نقرأ تجده معتدلاُ في آرائه ولا ينحاز لرأى بعينه، ولذلك ذكر عنه الإمام السيوطي رحمه الله .
- فيما معناه أنه سلك منهجاً مختلفا تماماً عن من سبقه من العلماء في تفسير القرآن الكريم.
قد يهمك: الاسم الاول لابن كثير ومن هم تلاميذ ابن كثير
مميزات تفسير ابن كثير
- يمتاز تفسير ابن كثير بأن عباراته سهلة وتم صياغتها ببراعة شديدة لذلك يمكن فهمها بسهولة مع الوصول إلى المعاني التي قام بشرحها دون عناء.
- اتخذ من اللغة العربية مصدراً في تفسير القرآن الكريم وخاصة أنه أعطاها منزلة كبيرة في المنهج الذي اعتمد عليه.
- اعتمد على أقوال السلف بشكل خاص عندما قام بتفسير الآيات التي تتعلق بالعقيدة.
- حرص على ذكر كل سند لكل حديث شريف استعان به في تفسير آيات القرآن الكريم.
- ذكر المناسبة أو السبب الذي أنزل به الله سبحانه وتعالى الآيات على النبي صل الله عليه وسلم.
- قام بالتحدث عن قراءات القرآن الكريم في تفسيره.
- يتميز تفسيره بوجود المعلومات المهمة والمفيدة والتي تخلو من الحشو فكان يكتب بإيجاز ويبعد عن الإطالة.
- استعان بسنة النبي صل الله عليه وسلم في تفسير آيات القرآن في حال لم يجده تفسيرها في القرآن نفسه.
- اهتم بكتابة آراء الصحابة والتابعين ونقل أيضاً آراء أهل العلم والعلماء ومنهم الإمام الطبري رحمهم الله.
آراء العلماء في ابن كثير
- ذكر عنه العديد من العلماء الكثير من الآراء الإيجابية التي تقدره وتقدر المجهود الكبير في تفسير القرآن الكريم.
- واشادوا به وبأسلوبه السلس الموجز الذي يخلو من الإطناب ويسلك فيه طريق الحق وابتعد فيه عن الشبهات.
- فتحدث الإمام ابن حجر وقال ما معناه أن كل ما قام ابن كثير بتأليفه انتفع به المسلمين في كل زماناً ومكان وذكر أيضاً بعضاً من مؤلفاته.
- وأما الإمام الذهبي فقد وصف في المعجم الذي كتبه وذكر أحد تلامذته ويدعى ابن حجي أنه من أبرع.
- من قاموا بحفظ الأحاديث النبوية، وذكر الإمام السيوطي أنه تفسيره يختلف عن غيره من المفسرين.
شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الفاتحة لابن كثير
في الختام يمكننا القول بأن منهج ابن كثير في التفسير يعد واحد من أفضل المناهج التي اتبعها غيره، والمقصود بذلك أنه تفوق على غيره من مفسري القرآن الكريم.
وهذا ما جعل العديد من أهل العلم ممن جاءوا بعده يقومون بالنقل عنه والاستناد إلى تفسيره في الكثير من الكتابات، وذلك باعتباره أحد المصادر القيمة التي اكتسبها علم القرآن الكريم.
ومعه التاريخ الإسلامي وحضارته، وأكثر ما يميز منهجه اعتماده على الدلائل والأسانيد القوية التي تدعم ما يقوم بتدوينه أو فيما ينقله.