موضوع عن معركة القادسية
معركة القادسية هي إحدى معارك الفتح الإسلامي، والتي وقعت في عام 15 هجرية، وقعت هذه المعركة بين المسلمين، بقيادة سعد بن أبي وقاص، وبين الفرس.
والتي كانت بقيادة الإمبراطور رستم فر خاذ، ودارت أحداث هذه المعركة في منطقة القادسية بدولة العراق، وقد انتهت المعركة بانتصار المسلمين وهزيمة الفرس، وتم قتل الإمبراطور رستم.
محتويات المقال
مقدمة موضوع عن معركة القادسية
تعد معركة القادسية من أهم المعارك التي حدثت في تاريخ الصراع الإسلامي الفارسي، لما لها من الأهمية في تحديد القوى المسيطرة على العراق في ذلك الوقت.
وقد وقعت أحداث المعركة في 13 من شهر شعبان لعام 15 هجرية، بقيادة “سعد بن أبي وقاص”، وكان جيش الفرس تحت قيادة رستم فر خاذ، بالتحالف مع أعظم إمبراطوريتين آنذاك، فقد تم التحالف بين القائد الفارسي الساساني يزد جرد الثالث وعظيم الروم هرقل.
شاهد أيضًا: بحث مختصر عن معركة الزلاقة
أسباب المعركة
يرجع السبب وراء معركة القادسية الهزيمة البالغة التي لحقت بالفرس في معركة البويب، لدرجة أن استياء الفرس من قادتهم.
وقد اتهموهم بأنهم هم السبب الحقيقي للهزيمة، بسبب الخلافات التي كانت بينهم، وهو ما جعل العديد من القادة يجتمعوا على اختيار ملك من نسل كسرى فارس، وقد وقع الاختيار على “يزد جرد بن شهريار بن كسرى”.
وعندما تسلم يزد جارد مقاليد الأمور، ظل يعيد ترتيباته في الجيش من القادة وغيره، ومن ثم قام بتجهيز العدة من أجل إعادة هيبة الدولة الفارسية أمام المسلمين.
وقد وصل ما يفعله يزد جرد من جمع طاقاته لغزو المسلمين، إلى “المثنى بن حارثة الشيباني” بالعراق، فقام على الفور بمكاتبته إلى الخليفة عمر بن الخطاب يخبره بغدر الفرس.
وبعد أن وصل الخبر إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أعلن خليفة المسلمين بالنفير العام، وبدأ المسلمون يعدون العدة بهدف مباغتتهم في عقر دارهم قبل خروجهم لغزو المسلمين.
حيث اجتمع المسلمون في المدينة المنورة، وتجهزوا وتسلحوا وسار الجيش خارج المدينة باتجاه العراق.
قائد جيش المسلمين
بعد أن جاءت الأخبار لعمر بن الخطاب، قرر بالخروج بنفسه للمعركة، وترك عليًا بن أبي طالب ليكون واليًا على المدينة في غيابه.
إلا أن أهل العقد والمشورة قد أشاروا عليه بضرورة البقاء في المدينة، ومن ثم يقوم باختيار قائد للجيش من المسلمين، فأشاروا عليه بسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ومن هنا جاءت قيادة سعد بن أبي وقاص لجيش المسلمين في معركة القادسية.
مفاوضات ما قبل معركة القادسية
أجمع المسلمون جمعهم ليصل عدد الجيش الإسلامي إلى ما يقرب من 30 ألف من المسلمين، في حين أن عدد جيش الفرس كان يقرب من 120 ألف مقاتل، قام كل من الجيشين بالعسكرة على مقربة من بعضهما البعض.
وقام رستم فرخاذ بإرسال رسول إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يريد منه أحدًا ليفاوضه، فأرسل سعد ابن أبي وقاص رسوله برسالته “إما الإسلام أو الجزية أو القتال.
ولم يتغير مضمون الرسالة كلما أرسل رسول، وبعد أن فشلت المفاوضات بين الطرفين بدأت معركة القادسية، والتي تم أحداثها على مدار 4 أيام.
اليوم الأول للمعركة
عرف اليوم الأول في معركة القادسية بيوم أرماث، وقد بدأت المعركة إثر ما قام به المسلمون من اختطاف مجموعة من جنود الفرس ومن ثم قاموا بقتلهم.
والتقى الجيشان وبدأت المعركة، وكان يضم جيش الفرس مجموعة من الفيلة التي تستخدم في القتال، حيث تقدم ما يقرب من 16 فيل باتجاه المسلمين، مما جعل الخيول تنفر وتتراجع، إلا أن بنو أسد هم أول من اصطدم بالفيلة فاستطاعوا ردهم بكل ثبات وعزيمة.
ومن الجدير بالذكر أن كل فيل من تلك الأفيال يحتاج قرابة 20 رجلًا ليتراجع.
ومن خلال ملاحظة الفرس لثبات بني أسد، أرادوا أن يقوموا بالضغط عليهم.
فقاموا بتكثيف الهجوم على بني أسد دون غيرهم، حتى أصيب منهم عدد كثير من الرجال.
إلا أنه كان لهم الفضل في رد هجوم الفرس واحتوائه في اليوم الأول.
اليوم الثاني من المعركة
وقد عرف هذا اليوم بيوم الغوث، حيث أتي إلى المسلمين فيه المدد من مسلمين الشام.
ويحمل هذا المدد ما يقرب من 6 الأف من الجند الذين كانوا مع خالد بن الوليد رضي الله عنه في الشام.
ومن هؤلاء الجند “القعقاع بن عمرو وهاشم بن عتبة” رضي الله عنهما.
وعند وصول المدد إلى القادسية وانضموا لجيش المسلمين، بدأ الجيش القتال على الفور.
وقبل القتال خرج القعقاع بن عمرو رضي الله عنه طالبًا المبارزة.
فخرج إليه البير زان والبند وان من الفرس، فقام بمساعدة القعقاع عليهما الحارث بن ظبيان وتبارز الطرفان.
وقد انتصر القعقاع والحارث، ومن ثم التحم الجيشان بعدها، ليستمر القتال بقوة إلى ظهور المساء.
وهذا اليوم كان يوم نصر للمسلمين، كما أن فيلة الفرس لم تدخل في القتال في هذا اليوم.
مما جعل المسلمون يقاتلون ببسالة وبمعنويات مرتفعة.
شاهد أيضًا: بحث عن معركة حطين كاملة doc
اليوم الثالث من المعركة
وسمي اليوم الثالث بيوم عماس، وقد قام الفرس في هذا اليوم بتجهيز الفيلة لتعاود القتال معهم من جديد، فتفاجأ المسلمون بقتال الفيلة.
إلا أنهم أراودا هزيمة الفيلة فقام القعقاع ومن معه من الرجال بإسالة عين الفيل الأبيض “سابور” وقطع خرطومه، والذي كان يمثل الفيل الأكبر والأخطر في المعركة.
كما استطاع بنو أسد من إيقاف الفيل “الأجرب”، مما جعل الفيلين يتراجعا نحو الجيش الفارسي.
واستمرت المعركة في هذا اليوم طيلة اليوم بين الطرفين، حتى أنها لم تتوقف ليلًا.
ولهذا سميت تلك الليلة بليلة الهرير، والتي تم بسببها انقطاع اتصال الجيشين بالقادة، إلى أن طلع الصباح وكانت الانتصار فيها للمسلمين.
اليوم الرابع من المعركة
وفي اليوم الرابع من معركة القادسية، كان القتال مستمرًا منذ صبيحة اليوم الثالث.
وكعادة المسلمين لم يكلوا ولم يملوا بل صبروا صبرًا عظيمًا بعد استمرار القتال في الصباح.
وبفضل عزيمة الإيمان وثبات العقيدة لدي المسلمين، تمكن المسلمين من التوغل في صفوف الجيش الفارسي.
إلى أن وصلوا إلى خيمة القائد رستم، حتى قتل على يد هلال بن علقمة رضي الله عنه.
وبعد قتال رستم بدأت جموع الفرس في الهرب ناحية النهر.
ومن ثم جاء الأمر من قبل سعد بن أبي وقاص للمسلمين بأن يلحقوا بهم والفتك بهم.
وكان ذلك امتثالًا لأوامر الخليفة عمر بن الخطاب، وبالفعل طارد المسلمون الفرس في البوادي والقرى.
حتى وصلت محصلة القتلى من الفرس 50 ألفًا، والبقية تشردوا في القرى.
نتائج معركة القادسية
- استطاعت المعركة تحديد مصير العراق وخضوعها للدولة الإسلامية.
- حيث دخل في الإسلام ما يقارب 4000 شخص من جيش رستم بعد انتهاء المعركة.
- تعتبر معركة القادسية بداية لانتصارات عظيمة حققها المسلمون في العديد من المعارك ضد الفرس.
- عودة المواثيق والعهود التي كانت مكتوبة عند فتح خالد بن الوليد للعراق، وقام الفرس بنقضها.
- كسب المسلمون العديد من الغنائم في هذه المعركة، والتي من أبرزها راية فارس الكبرى.
شاهد أيضًا: بحث عن معركة حطين بالمقدمة والخاتمة
خاتمة موضوع عن معركة القادسية
في الختام يتضح لنا أن معركة القادسية، تعد من أهم المعارك التي خاضها المسلمون في عهد عمر بن الخطاب.
والتي انتهت بنصر المسلمين على أعداء الله من الفرس، الذين عدوا العدة وجهزوا الفيلة.
إلا أن المسلمين لقنوهم من الدروس التي لا تنسى، لتكون من أهم المعارك التي لا يمحيها الزمن.