موضوع تعبير عن ياجوج و ماجوج بالمراجع
قوم يأجوج ومأجوج هم من المفسدين في الارض، وقد ذكرهم القران الكريم في آياته في سورة الكهف بشكل محدد، كما ذكرهم نبي الله محمد – عليه الصلاة والسلام – في أحاديثه النبوية الشريفة، ليحذر الخلائق من شرهم.
وفي هذا الموضوع سنتعرف على كل ما يخص هؤلاء القوم وما ذكر عنهم في القرءان الكريم وفي الأحاديث النبوية الشريفة.
محتويات المقال
من هم يأجوج ومأجوج
اسم يأجوج ومأجوج اسم أعجمي مشتق من مأج، والمأج يعني اضطراب، وقال البعض أن يأجوج ومأجوج هو الاسمان المشتقان مما يعرف بالأجيج، والذي يعني لعيب النار وأجيجها، وقد وردوا في سنة نبي الله على أنهم من بني آدم.
حيث قال نبي الله عليه الصلاة والسلام ” يقول الله تعالى: “يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، فيقول: أخرج بعث النار، قال وما بعث النار؟.
قال: من كل ألف ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد.
قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الواحد؟ قال : أبشروا، فإن منكم رجلًا ومن يأجوج ومأجوج ألفًا، ثم قال: والذي نفسي بيده، اني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبرنا.
فقال: أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبرنا، فقال: أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، فكبرنا، فقال: ما انتم في الناس إلا كالشعرة السوداء بجلد الثور الأبيض، أو مثل شعرة بيضاء بجلد الثور الاسود”.
ومن العلامات الكبرى للساعة ” أي ليوم القيامة ” هو أن يخرج يأجوج ومأجوج، وهذه من علامات الساعة التي لم تحدث حتى الان، ولكن وجدت المقدمة لها بعهد رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – عندما أخبرنا في حديثه وقال: ” يفتح الردم، وردم يأجوج ومأجوج كهذه، وعقد الوهيب تسعين”.
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أخر عنهم: ” إنها لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آياتٍ فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها.
ونزول عيسى ان مريم – صلى الله عليه وسلم – ،ويأجوج ومأجوج، وثلاث خسوف خسف في المشرق، وخسف في المغرب، وخسف في جزيرة العرب، وآخر ذلك النار التي تخرج من اليمن لتطرد الناس إلى محشرهم”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته النبوية الشريفة عن يأجوج ومأجوج في الحديث الشريف الذي رواته زوجة بن جحش – رضي الله عنها-: “استيقظ نبي الله عليه افضل الصلاة والسلام من نومه محمر وجهه يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب.
فتحَ اليومَ ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وعقد سفيان تسعين أو مائة، قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث، وهم قوم بني ذو القرنين بينهم وبين الناس سدًا عظيمًا ليمنه أذاهم وشرهم عن الناس، وسوف يأذن الله بفتح هذا السد يوم القيامة.
حيث يجعل الله تعالى سد ذي القرنين دكاءً كما وعد وكان وعده حقًا، ويرج يأجوج ومأجوج فيفسدون في الأرض، ويهلكون الحرث والنسل، ويأذن الله تعالى بقيام الساعة ونزول المسيح عيسى بن مريم – عليه الصلاة والسلام – وهذه من علامات الساعة الكبرى والله اعلى وأعلم.
شاهد أيضًا: قصة العذاب الذي وقع على قوم ثمود كاملة
أين يوجد يأجوج ومأجوج
اختلف البعض في تحديد مكان سد يأجوج ومأجوج، فلا يوجد مكان تم تأكيده بالشكل القاطع للسد الخاص بهم والذي تم بناءه بواسطة ذو القرنين، ولكن قال البعض ان السد متوجد بين أذربيجان وأرمنيا، ولم يتم تأكيد هذا القول بالدليل من القرآن وسنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وقال الطاهر بن عاشور: “وبناء على أن السدين بين إرمنيا وأذربيجان فهذا يدل على أن الموضع الخاص بالسد هو بشمال غرب صحراء قوبي الفاصلة بين الدولة الصينية وبلاد الماغول بشمال الصين وبجنوب مغوليا.
وقد تواجد سد يأجوج ومأجوج هناك، وآثار هذا السد موجودة حتى الان يشاهده سائحي البلدان المختلفة وجغرافيها” والله أعلى وأعلم.
وقيل أيضًا أن سد يأجوج ومأجوج متواجد بخلف الدولة الصينية، وأيضًا ورد انه في جورجيا بجبال قوقاز بالقرب من أذربيجان وأرمنيا، واستند صاحب هذا القول على القول الذي رواه ابن عباس – رضي الله عنه –.
وقيل أيضًا إن سد يأجوج ومأجوج متواجد في اقصى الشمال للأرض، وقال لوسي: ” ولعله قد حال بيننا وبين ذلك الموضع مياه عظيمة”، وأن رب السماوات والارض هو الوحيد العالم بالسر والعلن.
ذو القرنين
ذا القرنين هو الاسم الخاص بالملك العادل والرجل الصالح الذي ذُكر اسمه في كتاب الله، وهو الذي ترجع إليه القصة الخاصة ببناء السد المانع لخروج يأجوج ومأجوج، وقد وضح الله تعالى في القران الكريم قصة ذي القرنين بالشكل المفصل والواضح.
حيث قال الله في كتابه أن ذي القرينين هو الملك الذي يملك مملكة حدودها من مكان شروق الشمس حتى مغربها، وقد تم ذكر قصته بسورة الكهف، عندما قال الله تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم ” ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا * إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا” صدق الله العظيم.
ولم يثبت في الروايات التاريخية عن حقيقة شخصية ذي القرنين، فقيل أنه هو اسكندر مقدونيا صاخب الامبراطورية العظيمة في التاريخ، وقيل أنه الكورش الكبير، وقيل أنه ملك عربي من الملوك القدامى.
شاهد أيضًا: معلومات عن قوم لوط
سد ذو القرنين
إن ذا القرنين هو ملك أتسم ملكه بالعدل، قد رزقه الله قوة جبارة تُمكنه من السيطرة على جميع البلاد في جميع انحاء العالم، وقد تم تهيئه بقدرة الله على ملك الارض، وقد ذكر الله تعالى ذي القرنين بشكل واضح ومبهر في كتابه الشريف في سورة الكهف، وتم سرد قصته بشكل كامل ومفصل.
وأوضح الله تعالى القصة التي جمع فيها ذي القرنين وقوم بأجوج ومأجوج الذي وصفهم الله في كتابه بالمفسدين والظالمين، حيث قال، بسم الله الرحمن الرحيم “ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرًا * إنا مكنا له في الارض وآتيناه من كل شيء سببا * فأتبع سببا .
حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قومًا قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا * قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابًا نكرًا * وأما من آمن وعمل صالحًا فله جزاء الحسنى وسنقوم له من أمرنا يسرا” صدق الله العظيم.
وأوضحت آيات الله السابقة القوة الخارقة التي منحها الله لذي القرنين، بالإضافة إلى العدل، في وقت واحد، فقد وكله الله في حكم الاقوام من حوله وأصر على أن يكون حكمه بالخير والعدل.
وقد ذكر الله سبحاته وتعالى في القران الكريم قصة ذي القرنين من يأجوج ومأجوج، والتي قال فيها، بسم الله الرحمن الرحيم ” حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا * قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا .
قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردمًا * اتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارًا قال اتوني افرغ ليه قطرًا * فما استطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا” صدق الله العظيم.
وأوضحت آيات الله السابقة ما حدث في قصة ذي القرنين وقوم يأجوج ومأجوج الذي وصفهم الله بالمفسدين في الارض والظالمين، ومن اعمالهم انه يقوموا بالاغتصاب واعمال السرقة والقتل.
قصة بناء السد
ويقول الله في كتابه إنه عند وصول ذو القرنين بين السدين ” أي جبلين يخرج من بينهما قوم بأجوج ومأجوج” وجد هناك قوم يتصفون بالجهل والضعف، لا يستطيعون أن يفهموا أقوال الناس، فهم من الاعجمين البعيدين عن خلق الله.
وقد اشتكوا هؤلاء القوم الجهلاء لذي القرنين من قوم يأجوج ومأجوج، وقالوا عنهم أنهم فاسدون ومتسلطون على جميع الخلق.
وقدموا اقتراحًا للملك ذي القرنين بأن يقوموا بإحضار المواد الضرورية ليبني لهم سد يفرق بينهم وبين قوم يأجوج ومأجوج، فقبل ذي القرنين هذا الاقتراح وهم بمساعدتهم.
وقد طلب منهم ان يحضروا له القطع الحديدة لتشييد السد العظيم بين جبلي قوم يأجوج ومأجوج، وتم تصنيع هذا السد من الحديد والنحاس الذائب.
والذي قم بصبه على الحديد فبنى بينهما السد العظيم الذي لا يمكن كسره او هدمه إلا بأمر الله تعالى، وقال الله تعالى عن ذلك في قرآنه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم “قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقًا” صدق الله العظيم.
شاهد أيضًا: قصة قوم عاد وكيف كان هلاكهم؟
وفي نهاية موضوع التعبير عن قوم يأجوج ومأجوج الفاسدين الظالمين، وبعد أن تعرفنا عليهم وعلى مكانهم الغير مؤكد، وعلى سد ذي القرنين والقوة التي منحها الله له، عليكم فقط مشاركته في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.