موضوع عن الدولة الغزنوية وتاريخها
موضوع عن الدولة الغزنوية وتاريخها، الدول المستقلة فى التاريخ كثيرة ومختلفة، والتاريخ الإسلامي مليء بالدول المستقلة التي قامت واضمحلت تحت راية الإسلام، ومن هذه الدول المستقلة هي الدولة الغزنوية.
محتويات المقال
الدولة الغزنوية
- الدولة الغزنوية هي أحد الدولة الإسلامية المستقلة والتي حكمت مناطق ما وراء النهرين، ويقصد بالنهرين نهري سيحون وجيحون، كما شملت المناطق التي حكمتها الدولة الغزنوية أجزاء من مناطق من شمال الهند وبلاد خراسان.
- المناطق التي حكمتها الدولة الغزنوية كانت من قبل تحت حكم الدولة السامانية الفارسية، وأصل الغزنويين هم من الأتراك، ولذلك فقد كان مجتمع الدولة الغزنوية من الأتراك والفُرس.
- اختلف المؤرخون فيمن هو مؤسس الدولة الغزنوية هل هو ألب تكين أو هو أبو منصور سبكتكين، والأقرب هو أن ألب تكين هو صاحب فكرة تكوين الدولة الغزنوية وقام سبكتكين بتطبيق الفكرة.
- اتخذ الغزنويون من مدينة عاصمة لهم وأطلقوا عليها اسم غزنه نسبة لهم، وتقع غزنه حاليا في دولة أفغانستان، وذلك بعد أن كانت بخاري هي العاصمة القديمة للدولة السامانية
- اتسعت الدولة الغزنوية حتى وصلت إلى نهر السند ومناطق واسعة في الهند، وحرص الغزنويون على نشر الإسلام وتعاليمه وكان لهم الفضل الكبير في نشر الإسلام الصحيح في بلاد الهند.
- تأسست الدولة الغزنوية في سنة 963 م وظلت لأكثر من 100 عام حتى سقطت في سنة 1187 م.
أصل الغزنويين
- قبل قيام الدولة الغزنوية كانت المناطق في بلاد ما وراء النهرين بها قبائل تركية واعتمد القائد سبكتكين على هؤلاء الأتراك في تكوين مجتمع الدولة الغزنوية.
- بعض المؤرخين يرجعون فكرة تأسيس الدولة الغزنوية إلى القائد ألب تكين والذي كان من العبيد تركي الأصل، وكان يقاتل في جيش الدولة السامانية.
- أما القائد سبكتكين فقد كان ايضا من العبيد التركي الأصل ولكنه كان عبدا مملوكا عند ألب تكين، ويعتبره المؤرخون هو المؤسس الفعلي للدولة الغزنوية
- كان المجتمع في الدولة الغزنوية خليطا من الفرس والأتراك والهنود لكن كانت اللغة السائدة هي اللغة الفارسية وبعض من التركية والهندية غير أن اللغة العربية كان أكل يعرفها.
تاريخ التأسيس
- في أواخر عهد الدولة السامانية كان ألب تكين هو قائد الجيش في خراسان وكان معارضا لفكرة تولية منصور بن نوح كحاكم للدولة السامانية، لذلك فضل أن يذهب بعيدا خارج حدود الدولة السامانية.
- التجأ ألب تكين إلى مدينة بلخ والتي سيطر عليها، وأرسل منصور بن نوح جيش ليقضي على ألب تكين لكن أنتصر ألب تكين ومن هنا جاءته فكرة تأسيس دولة مستقلة، وذهب بعد ذلك إلى مدينة غزنه وفتحها.
- اتخذ ألب تكين من غزنه مقرا له وكان هدفه من اقامة دولة جديدة مستقلة هو نشر الإسلام خاصة في بلاد الهند، لأن كثير حاولوا دخول الهند ولم يحالفهم الحظ، وللأسف توفي القائد ألب تكين خلال تجهيزه للجيش المُعد لغزو الهند.
- بعد وفاة ألب تكين تولى من بعده ابنه أبو إسحاق بن إبراهيم ولكنه فقد السيطرة على العاصمة غزنه ولكنه استعادها بعد ذلك، وبعد وفاة إبراهيم تولى من بعده ابنه بيلجا تكين الذي أعلن أنه تابعا للدولة السامانية.
- بعد وفاة بيلجا تكين تولى الحكم بوري تكين، لكن سرعان ما تم عزله من الحكم لأنه كان من العبيد، وجاء من بعد سبكتكين والذي نال مباركة قادة الجيش والنبلاء ومن هنا كان التأسيس الحقيقي للدولة الغزنوية.
- كان سبكتكين عبدا تركيا مملوكا للقائد ألب تكين وكان يشهد له بالقوة والشجاعة، واستطاع بعد توليه الحكم أن يوسع من رقعة الدولة الغزنوية.
- من أهم أعمال القائد سبكتكين هو فتح الهند وهزيمته لأمير الهند الذي استعصى على كثير من القادة المسلمين وكان أمير الهند يكره السلام ويعرقل نشره وتقدمه إلى الهند، وبهذا فتح سبكتكين الهند وضمها إلى الدولة الغزنوية ونشر الإسلام فيها.
فترة حكم محمود الغزنوي
- كان من قادة جيش سبكتكين ابنه محمود الغزنوي وكان مثل أبيه ذو قوة وخبرة ودهاء، واستطاع مع أبيه فتح البلاد والقضاء على المتمردين ضد حكم أبيه والمحافظة استقرار الدولة الغزنوية.
- أعجب ملك حاكم الدولة السامانية بمحمود الغزنوي وولاة قيادة الجيش الساماني وأطلق عليه لقب سيف الدولة محمود.
- كان قد أوصى سبكتكين بعد وفاته أن يتولى الحكم ابنه الأصغر إسماعيل وهو ما حدث، لكن هذا الأمر لم يعجب محمود إذ انه الأكبر والاحق وذو خبرة أكثر من إسماعيل.
- عرض محمود على أخيه إسماعيل أن يترك الحكم ويذهب ويتولى حكم خراسان وبلخ لكن إسماعيل رفض هذا المقترح، ولجأوا إلى الحرب في معركة انتصر فيها محمود الغزنوي.
- اهتم محمود الغزنوي بتطبيق مبدأ أبيه سبكتكين في الهدف من إنشاء الدولة الغزنوية وهو نشر الإسلام، لذلك وقع محمود معاهدة سلام مع الأطراف الشمالية حتى يفرغ ويهتم أكثر بالفتوحات في الهند.
- قام محمود الغزنوي بحوالي 17 معركة ضد الهنود لفتح أراضيها واستطاع أن يفتح العديد من أراضي الهند وضمها إلى الدولة الغزنوية وجمع العديد من الغنائم والمقاتلين فضلا عن قيامه بنشر الدين الإسلامي.
- كانت الخلافة العباسية في بغداد تعترف بحكم السلطان محمود واستقلاله بالدولة الغزنوية، حتى إن الخليفة العباسي يرسل الهدايا إلى السلطان محمود تقديرا لجهوده في فتح الهند ونشر الإسلام.
فترة حكم ما بعد السلطان محمود الغزنوي
- في الأيام الأخيرة من حياة السلطان محمود الغزنوي لم يرد ما حدث مع أخيه من صراعات حول الحكم أن يحدث مثله مع أولاده بعد وفاته، ولذلك قسم الدولة الغزنوية.
- قسم السلطان محمود بن سبكتكين الدولة الغزنوية بين أبناؤه لتجنب الصراعات والحفاظ على استقرار الدولة والحفاظ على الهدف الأساسي منها وهو نشر الإسلام.
- كان للسلطان محمود الغزنوي 5 أولاد هم مسعود ومحمد وسليمان وشجاع وعبد الرشيد.
- أوصى السلطان محمود بأن يتولى الحكم الأساسي للدولة ابنه مسعود، وتولى حكم ولاية الري وأصفهان وجبيل، أما بلخ وخراسان وشمال الهند تولى حكمهم أخيه محمد بن محمود.
- للأسف حدثت منازعات بين مسعود ومحمد حول الحكم وأراد الاستئثار بحكم الدولة وكامل أراضيها ولذلك حارب مسعود أخيه محمد وانتصر عليه، وبعد انتهاء الحرب قام مسعود بكي عين أخيه محمد.
سقوط الدولة الغزنوية
- كان خطر الدولة الغورية كبيرا على الدولة الغزنوية في أواخر أيامها واستطاعوا دخول غزنه العاصمة وتدميرها.
- وفي 1187 وقعت معركة بين آخر سلاطين الدولة الغزنوية والدولة الغورية، انتصر الغوريون ووقع السلطان في الأسر وانتهت الدولة الغزنوية.
سلاطين الدولة الغزنوية
تولى حكم الدولة الغزنوية العديد من الحكام والسلاطين وهم كالاتي
- ألب تكين.
- أبو إسحاق إبراهيم بن ألب تكين.
- بيلجا تكين بن إبراهيم بن ألب تكين.
- بوري تكين.
- سبكتكين.
- إسماعيل بن سبكتكين الغزنوي.
- محمود بن سبكتكين الغزنوي.
- محمد بن محمود الغزنوي.
- مسعود بن محمود الغزنوي.
- محمد بن محمود الغزنوي تولى الحكم للمرة الثانية.
- مودود الغزنوي.
- مسعود الغزنوي الثاني.
- علي بن مسعود الغزنوي.
- عبد الرشيد بن محمود بن سبكتكين الغزنوي.
- طغرل بوظان.
- فرروح زاد.
- إبراهيم بن مسعود الغزنوي.
- مسعود بن إبراهيم الغزنوي.
- شرزاد.
- ارسلان شاه.
- بهرام شاه الغزنوي.
- خسروشاه.
- خسرومالك.
ملامح من تاريخ الدولة الغزنوية
- كان حكام الدولة الغزنوية يطلق عليهم أمراء، حتى جاء محمود بن سبكتكين الغزنوي وأطلق على نفسه لقب سلطان وأصبح من وقتها يطلق على لقب حاكم الدولة الغزنوية لقب سلطان.
- كان الوزراء يطلق عليهم لقب عامد ويطلق على لقب قادة الجيوش لقب صالار والقائد الأعلى منه يطلق عليه لقب حاجب.
- كان الدين الإسلامي هو الدين الرسمي في الدولة الغزنوية وكان العرف المتبع في تلك الفترة الزمنية هو أن الشعب يتبع دين الحاكم، وكانت الدولة على المذهب السني.
- بفضل العلاقة الوطيدة بين السلطان الغزنوي والخليفة العباسي فكان لذلك الفضل في محاربة الدولة الغزنوية للتمدد الشيعي والقضاء عليه في بلاد ما وراء النهرين.
- كانت اللغة الرسمية هي اللغة الفارسية غير أن اللغة المتداولة في الجيش كانت التركية لكن كان الكل يعرف اللغة العربية بحكم أنها لغة القرآن.
- اهتم سلاطين الدولة الغزنوية بالعلم والأدب وعاش في الدولة الغزنوية علماء كُثر مثل أبو الريحان البيروني والبيهقي، كما تم صك عملة منقوش عليها اسم السلطان.
خاتمة موضوع عن الدولة الغزنوية وتاريخها
في نهاية رحلتنا مع موضوع عن الدولة الغزنوية وتاريخها، الدولة الغزنوية من الدول التي كان لها بالغ الأثر في فتح البلاد ونشر الإسلام فيها، ويرى بعض المؤرخين أنه يرجع الفضل للدولة الغزنوية في تأسيس دولتي الهند وباكستان، لذلك يجب معرفة دورهم التاريخي في الإسلام.