مفهوم التواصل والتعارف
مفهوم التواصل والتعارف، وضحه القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بشكل مفصل، حيث وضح رسولنا الكريم جزاء المتحابين في الله بالإضافة إلى التعامل برفق ولين مع الآخرين له أجر وثواب عظيم، بالإضافة إلى أن صلة الرحم والتقارب بين الناس له أثره الإيجابي على حياة المجتمع والفرد، كما سنوضح فيما يلي عبر موقع مقال maqall.net.
محتويات المقال
مفهوم التواصل والتعارف
خلق الله عز وجل الأمم والشعوب لتتعارف فيما بينها وذلك لتبادل المنفعة بينهم مما يترتب عليه استفادة الجميع من عملية التواصل، كما سنوضح من خلال الآية الكريمة:
- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
- الجدير بالذكر أن التواصل بين الشعوب المختلفة يساعد على التعرف على معتقدات وتقاليد كل شعب، مما يترتب عليه تبادل الاحترام فيما بينهم.
- لذلك نجد أن طبيعة الإنسان بوجه عام تميل إلى تكوين صداقات، مما يساعد على تقارب وجهات النظر بين كافة الأطراف.
- الجدير بالذكر أن الشريعة الإسلامية تحث المجتمعات الإسلامية على التواصل مع المجتمعات الأخرى، التي تتعايش معهم في سلام.
- كما أن صور التواصل والتعارف لا يقتصر فقط على الشعوب والأمم، بل يجب أن يكون بين أفراد المجتمع الواحد.
اقرأ أيضا: بحث حول وسائل الاتصال والتواصل
فوائد التعارف بين الشعوب
يتضح مفهوم التواصل والتعارف من خلال العلاقات بين الدول المجاورة، حيث أن التواصل يترتب عليه فوائد كثيرة، نذكر منها ما يلي:
- حل أي نزاعات بين الدولتين على سبيل المثال من خلال التواصل وتقارب وجهات النظر فيما بينهما.
- بالإضافة إلى تحقيق التعاون المشترك بين البلدين ليعم الخير والسلام على كلا الشعبين، مما يساعد على تحقيق السكينة والطمأنينة بين المجتمعات.
- لذلك نجد القرآن الكريم يؤكد على ضرورة التعاون بين الناس في كافة الأمور التي تعود بالخير على الجميع.
- كما نهانا أيضا على عدم التعاون في أمر يغضب الله عز وجل أو يدعو للفسق والفجور، مما يؤثر بالسلب على المجتمع.
- ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.
- وقال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾.
أحاديث عن التعارف والتواصل
مفهوم التواصل والتعارف وضحه نبينا الكريم في أحاديث كثيرة، نذكر منها ما يلي:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبعةٌ يظلُّهمُ اللَّهُ في ظلِّهِ يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّهُ الإمامُ العادلُ، وشابٌّ نشأَ في عبادةِ اللهِ، ورجلٌ قلبُه معلَّقٌ في المساجدِ.
- ورجلانِ تحابَّا في اللهِ اجتمعا علَيهِ وتفرَّقا عليه، ورجلٌ طلبتهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ فقالَ إنِّي أخافُ اللَّه. ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ أخفاها حتَّى لا تعلمَ يمينُه ما تُنفقُ شمالُه، ورجلٌ ذَكرَ اللَّهَ خاليًا ففاضت عيناهُ).
- (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).
- (تَبَسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ صدقةٌ، وأمرُكَ بالمعروفِ ونَهْيُكَ عن المنكرِ صدقةٌ، وإرشادُك الرجلَ في أرضِ الضلالِ لك صدقةٌ، وبَصَرُكَ للرجلِ الرِّدِيءِ البصرِ لك صدقةٌ، وإماطتُكَ الحَجَرَ والشَّوْكَ والعَظْمَ عن الطريقِ لك صدقةٌ، وإفراغُكَ من دَلْوِكَ في دَلْوِ أخيك لك صدقةٌ).
- من خلال الأحاديث الشريفة وضح لنا الرسول ﷺ جزاء التعارف والود بين المسلمين، حيث يتمتع المتحابين في الله بظل الله عز وجل.
- بالإضافة إلى أن الإيمان وثيق الصلة بنشر الود والحب بين المسلمين، وذلك من خلال إلقاء السلام على أي شخص.
التعارف في الإسلام
من خلال الآية القرآنية التالية، سنتعرف على مفهوم التواصل والتعارف الذي أوصانا به الله عز وجل:
- {يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.
- النداء في الآية الكريمة لجميع البشر بمختلف أجناسهم وعقائدهم، وذلك للتنبيه على إن ربهم واحد لذلك الجميع متساوون.
- بالإضافة إلى أنه سبحانه وتعالى ذكر أن جميع البشر خلق من أبو البشر آدم عليه السلام.
- لذلك يعد الجميع أخوة لا فضل بينهم إلا بالتقوى، مما يحث على الترابط والتواصل بين الأمم المختلفة.
- الجدير بالذكر أن التعارف لا يعني الانخراط في المجتمعات الأخرى والتأثر بهويتها، مما يترتب عليه اختفاء هوية المسلمين.
- لذا يجب أن يستفيد المسلمين من خبرات الشعوب الأخرى في نواحي العلم المختلفة، وذلك من خلال تبادل البعثات العلمية والثقافية على سبيل المثال.
كما أدعوك للتعرف على: طرق تطوير مهارات الاتصال والتواصل
الهدف من التواصل والتعارف
مفهوم التواصل والتعارف والغاية منه نتعرف عليه من خلال الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، حيث أن الهدف من تقارب الشعوب والبشر عمومًا يتمثل فيما يلي:
- الأنس والطمأنينة، حيث أن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج إلى المؤازرة المعنوية والمادية.
- كذلك التقارب بين الناس يعزز الثقة بينهم، مما يجعل الحياة تكون مستقرة أكثر.
- بالإضافة إلى أن التعاون بين المجتمعات المختلفة، يساعد على تنمية التكافل الاجتماعي بكل صوره فيما بينهم.
- كما جاء في القرآن الكريم أن التراحم والتعاون بين الناس جزاؤه نيل رحمة الله عز وجل حيث قال تعالى:
- {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
كما يمكنكم الاطلاع على: فوائد مهارات التواصل الفعال
نجد أن مفهوم التواصل والتعارف يعتمد بشكل أساسي على التقارب بين أفراد المجتمع الواحد أو بين المجتمعات والدول المجاورة، الجدير بالذكر أن التواصل يساعد على إبعاد سوء الظن الذي يسبب الكثير من الخلافات والمشاكل التي قد تكون سبب في نشوب نزاعات وحروب، مما يؤثر على استقرار الإنسان بصورة سلبية.