أنواع العلم في الإسلام
أنواع العلم في الإسلام، منذ عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية والدولة الإسلامية تهتم بالنواحي الدينية مازجة بين العقل والروح، وبدأت هذه الحضارة تغزو الغرب وبرز علماء المسلمين في كل صوب.
محتويات المقال
أنواع العلم في الإسلام
- وهي العلوم الشرعية، وقد نشأت منذ نزول القرآن على النبي عليه الصلاة والسلام، وأضاف إليها المسلمون عبر التاريخ.
- ألّف العلماء ملايين الكتب في خدمة العلوم الشرعية منذ بداية رسالة النبوة وحتى اليوم.
شاهد أيضًا: تعريف العلم واقسامه
تعريف العلوم الشرعية
- سميت كذلك نسبة للشريعة، وهي ما شرعه الله تعالى على لسان نبيه من الأحكام.
- العلم الشرعي هو ما كان مصدره القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء.
- أمثال هذه العلوم العقيدة والقرآن والحديث واللغة العربية بفروعها وغيرها.
- أما العلوم الحياتية فهي التي ينتفع بها الإنسان ليصلح حياته ويجعلها أسهل وأكثر راحة مثل علوم الطب والهندسة والكيمياء والجغرافيا.
- كلمة علم في الكتاب والسنة تعني جميع فروع العلوم الشرعية والحياتية، وأي ثناء للعلماء يكون لأي عالم يضيف الجديد للبشرية.
أقسام العلوم الشرعية
- مصدرها القرآن والسنة، فلابد أن تكون مدركًا للعلوم المتعلقة بهما وأصول الفقه ليمكنك استنباط حكم فقهي معين مثلاً.
- مثل قوله تعالى ( وأقيموا الصلاة) وهو يتكرر أكثر من عشرين مرة في القرآن، لكن القرآن لم يذكر أركان الصلاة ولا كيفيتها، لكن السنة فعلت وبالتفصيل.
- حتى الكافر يعلم جيدًا أن الصلاة واجبة وفريضة عند المسلمين، وهذا ما يسمى المعلوم من الدين بالضرورة.
- أما أمر تكفير تارك الصلاة ففيه خلاف بين العلماء، وذلك بسبب اختلاف الأحاديث النبوية في هذا الشأن، هي أحاديث صحيحة لكن ظاهرها مختلف.
- هذا لا يعني أن السنة متناقضة، وهنا يظهر أهمية علم أصول الفقه حيث يستدل به العلماء على ظاهر الحديث ومعناه.
أقسام العلوم الشرعية
- تُقسم إلى علوم أساسية وعلوم آلية، فالأولى تستخرج من القرآن والسنة وفقه العلماء، أما الثانية فتخدم العلوم الأساسية.
- العلوم الأساسية أقسام، مثل علم العقيدة وهو يتعلق بأركان الإيمان الستة وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره.
- هناك بعض الطوائف مثل المعتزلة والأشاعرة يُدخلون على الكلام في العقيدة، وبأنه إحدى طرق الاستدلال العقلي.
- العقيدة تختلف على حسب الطوائف كالسلفية والجهمية والماتريدية والصوفية، وقد يجتمع طائفتان في شخص بأن يكون صوفيًا وأشعريًا في وقت واحد.
- الفقه أيضًا من العلوم الشرعية التي تُكتسب من الأدلة وما يتعلق بالمسائل والأحكام وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
- فروع الفقه تتنوع فمنها فقه العبادات وفقه المعاملات، ومذاهب الفقه كثيرة أشهرها المذاهب الأربعة مثل المذهب الحنفي والشافعي والحنبلي والمالكي.
- علم التفسير يتعلق بتفسير القرآن الكريم، ويشمل كذلك علوم التجويد والقراءات والنحو واللغة.
- علم الحديث يتعلق بالأحاديث النبوية الشريفة، وينقسم إلى علم الحديث رواية ودراية، وهو من أكثر العلوم الشرعية غزارة من حيث التأليف والمصنفات.
العلوم الآلية أو المساعدة
- العلوم الآلية هي التي ذكرناها من قبل، أما العلوم المساعدة مثل أصول الفقه وتتعلق بأدلة الفقه والمطلق والمقيد والأم والنهي والعام والخاص.
- القواعد الفقهية وتشمل باب أو أكثر من أبواب الفقه، ويُستخرج منها المسائل الفقهية والأدلة الشرعية.
- اللغة العربية وهو علم ينقسم إلى علوم كثيرة، مثل النحو والصرف وغيرها.
- أصول التفسير وعلوم القرآن، وأخيرا علم مصطلح الحديث.
علوم متعلقة بالشريعة الإسلامية
- وهي العلوم التي لم تكن لتنشأ أصلاً لولا ظهور الإسلام والمسلمين، منها علم التاريخ ويتناول الأحداث التي حدثت عبر التاريخ الإسلامي.
- علم التراجم والطبقات ويتعلق بالشخصيات الإسلامية سواء الخلفاء مثلاً أو قادة أو عسكريين وغيرهم.
علماء الشرع
- هم الذين قاموا بدراسة الشريعة الإسلامية والمسائل الفقهية، عبر التاريخ ظهر منهم الكثير.
- أبرزهم علماء الصحابة مثل عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم جميعًا.
- التابعون لهم وهم من تبع علماء الصحابة وسار على نفس النهج.
- الأئمة الأربعة المعروفين وهم أبي جنيفة والشافعي ومالك وأحمد بن حنبل.
- يليهم التابعون لهم السائرون على نفس مذهبهم وطريقتهم مع الاجتهاد في بعض المسائل الفرعية، مثل النووي والرافعي من أصحاب الشافعي.
علوم فرض العين وعلوم فرض الكفاية
- فرض العين هو ما يتعين على كل مكلف أن يتعلمه، ولا يكفي أن يتعلمه واحد بينما الآخرون لا، مثل علم الصلاة والصيام وغيرها.
- أما فرض الكفاية فهو إن تعلمه أحدهم ولم يفعل البعض الآخر فلا مشكلة هنالك، فقد سقط إثم التعلم عن الباقين، ومنه الجهاد والصلاة على الميت وصلاة الخسوف وغيرها.
- علوم فرض العين يجب على كل مسلم عاقل بالغ أن يتعلمها، وإذا لم يفعل فقد ارتكب إثمًا لأنه ترك واجبًا.
- هذا العلم هو الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( طلب العلم فريضة على كل مسلم)، فهو فرض واجب لا استثناء فيه.
- أما فروض الكفاية فكثيرة جدًا ومتنوعة، وأمة الإسلام الواعية هي التي تقوم بتوزيع فروض الكفاية على كل أفرادها، بحيث تتلافى كل القصور.
شاهد أيضًا: تعريف العلم لغة واصطلاحا ومظاهر تطور العلم
العلوم الحياتية
- منها أيضًا ما هو فرض عين وما هو فرض كفاية كالعلوم الشرعية تمامًا، علم الطب مثلاً فرض عين على كل من التحق بكلية الطب، وهكذا، كل من يلتحق بمجال فرض عليه أن يتعلم مجاله بإتقان .
- في حالة فشل الأمة في الحصول على عدد مناسب من الأطباء المتقنين يكفوها فقد فشلت والإثم يقع حينئذ على كل المسلمين.
- بالطبع ليس من المستغرب أن تتأخر الأمة الإسلامية في اللحاق بركاب الحضارة الذي انطلقت فيه الأمم الغربية، وكثرت مشكلات المسلمين.
- ولهذا السبب صارت أمة الإسلام فريسة مستساغة، وضعفت شوكتها، واحتُلت أرضها، وسُلبت ثرواتها.
- والخلاصة أن المسلم يجب عليه كلا العلمين، فالأول يختص بمعرفة دينه ليصل إلى العبادة الصحيحة والفهم الصحيح للدين، والثاني يختص بمجال تخصصه الذي اختاره بنفسه لينفع المسلمين.
الأمة الناجحة
- لا تتكدس فيها طاقات وعلماء من الفقه مثلاً أو في مجال واحد، في حين أنها تفتقر إلى أطباء أو مهندسين.
- الدولة الناجحة تراعي التوازن بين كل فروع العلم، وتلاحظ نقاط النقص في كل فرع وما يفتقر إليه، لئلا يطغى علم على آخر.
- ودور الأمة كأفراد أن نبرع في كل المجالات ونتنوع في اختياراتنا، لننتج الكثير.
- الطالب مثلاً لا يكتفي بكتاب المدرسة، بل يحاول الاستزادة باستمرار عن طريق كتب أخرى وأبحاث على شبكة الإنترنت وغيرها من المجالات المعرفة.
- سيضطر السياسيون وقتها إلى مسايرة الركب العلمي المزدهر باستمرار، ويصبح العلم شاغلاً للأفراد في كل مجال.
- ستجد اهتمام السياسي الذي يرغب مثلاً في الترشح لانتخابات معينة، ستجده يهتم بالمؤسسات العلمية والعلماء ويعمل على إنشاء المزيد منها.
- بالتالي لن ينحصر اهتمام الدولة في توفير الطعام والشراب والمأوى للأفراد فقط، بل سيتسع اهتمامها للعلم والأبحاث وتزيد ميزانيته والسعي لحل مشاكل التعليم.
- لن يصير هدف الطالب هو الحصول على شهادة علمية ما فقط، بل سيسعى إلى أن يبرع في ما يتعلمه ليفيد به غيره ويتخذ العلم نفسه هدفًا.
شاهد أيضًا: بحث عن العلم والعمل
في نهاية رحلتنا مع أنواع العلم في الإسلام، لو اهتمت الأمة الإسلامية حقًا بهذا التوازن بين العلوم الشرعية والعلوم الحياتية كلها على حد سواء بداية من الحكومة ومرورًا بالمؤسسات حتى أصغر فرد فيها، لقامت بلا شك بقوة واستعادت مكانتها من جديد.