ما هي العوامل المؤثرة في الإدراك؟
ما هي العوامل المؤثرة في الإدراك؟، موقع مقال maqall.net يقدم لكم هذا الموضوع، حيث أن الإدراك هو فهم الإنسان للحياة من حوله وتفاعله معها، وهو الطريقة التي يتصل بها الإنسان بالعالم الخارجي ويتفاعل معه بناءً على إدراكه له.
وتتم وظيفة الإدراك في الإنسان عن طريق حواسه التي تعتبر نافذته إلى العالم الخارجي في ملاحظته وفهمه وتفاعله معه والتأثر به.
محتويات المقال
ما هو الإدراك؟
- الإدراك هو خاصية مكتسبة يتعلمها الإنسان من خلال تجاربه ومواقفه التي تعرض لها خلال حياته ولذلك يعتبر من الخصائص التي من المهم تنميتها بطريقة صحيحة سوية حتى يستطيع الإنسان فهم ما يتعلق بالأمر وتحليل الأحداث بطريقة منطقية والتفاعل معها والتأثر بها.
- الإدراك وظيفة نفسية تتأثر بالأهواء حيث إن الإنسان حين يحب شخصاً ما فإنه لا يرى عيوبه بل ويتعامل معها على أنها مميزات له ويتفاعل مع أفعاله على أساس هذا الحب الذي يقتنع به.
- وكذلك الأمر عندما يكره الإنسان شخصاً ما فإنه على أساس ذلك يقوم بتفسير جميع أفعاله على أنها شر أو بطريقة سيئة ويحاول رؤية عيوبه فقط.
- بل وقد يصل به الأمر إلى أن يعتبر مميزاته عيوباً وعلى ذلك فإن الإنسان الذي يطور إدراكه بطريقة سليمة سوية فإنه يقوم بحفظ نفسه من إطلاق الأهواء على إدراكه للأمور.
- بناءً على ذلك فإننا نجد أن الإدراك ليس تصويراً أو انعكاساً للواقع وإنما هو تفاعل الإنسان مع العالم الخارجي تبعاً لطريقة استيعابه للأمور وبناءً على ما قد تعرض له من مواقف وتجارب حياتية ليست بالضرورة صحيحة.
- نجد أن الفلاسفة والمفكرون قد اختلفوا في تفسير الإدراك فيما بينهم ولكنهم جميعاً اتفقوا على أنه عملية حسية نفسية لترجمة الواقع إلى مشاعر وأحاسيس داخلية متأثرةً بما تعرض له الإنسان في الحياة.
كما أدعوك للتعرف على: نظريات الإدراك في علم النفس
أنواع الإدراك
- يختلف نوع الإدراك تبعاً للطريقة التي يستقبل بها الإنسان المؤثرات حيث هناك إدراك بصري وهو الذي يعتمد على النظر مثل الصور والمعارض الفنية واللوحات وهناك الإدراك السمعي مثل الأغاني والموسيقى والتذوق وهنالك الإدراك الحسي وذلك عن طريق اللمس أو التذوق.
- كل نوع من أنواع الإدراك لا يعمل بصفة فردية مستقلة وإنما يعمل في تناغم وبطريقة سلسة، ولكن دائماً ما يكون هنالك نوع غالب على الإنسان والأنواع الأخرى مساعدة له.
- فمثلا عند حضورك حفل موسيقي فإن الإدراك السائد هو الإدراك السمعي ولكن الإدراك البصري برؤية الفرقة الموسيقية والمكان هو أمر مساعد أيضا، وهكذا في سائر الأنواع.
- في بعض الأحيان نجد تكامل قوي قد نشأ بين أنواع الإدراك المختلفة للمساعدة على إنجاز عمل يتطلب تكاتف كل هذه الأنواع مع بعضها في وقت واحد.
- فعلى سبيل المثال عندما يتم عرض فيلم تسجيلي أو فيديو تعليمي للطلاب في الفصل فإنه ينشط لدى الطلاب الإدراك السمعي والإدراك البصري والإدراك الحسي جميعها تنشط في وقت واحد.
- كذلك عند أداء التمارين الرياضية فإنه ينشط الإدراك الحسي والبصري والحركي في وقت واحد وينبغي كذلك
حفظ أشكال التمرينات وطرق ممارستها بطريقة صحيحة فينشط بذلك الإدراك الذهني في تناغم وتكامل يخلقه
ذهن الإنسان لمواكبة الوظائف المختلفة التي يسعى لتنفيذها. - على أساس ذلك فإنه قد تم تقسيم الإدراك على حسب الحاسة المسيطرة أثناء القيام بالفعل ولكن هناك أنواع من
الإدراك تعتمد على حواس غير ملموسة مثل إدراك الإنسان للإنسان. - فهذا النوع من الإدراك يتطلب مشاعر وأحاسيس أكثر من حواس مادية، ويدخل أيضا في الأمر تكامل حواس
أخرى ولكن الإدراك المسيطر يكون الإدراك المعنوي.
كيف ينمو الإدراك؟
- يبدأ نمو الإدراك بعد الميلاد مباشرةً حيث يبدأ الطفل الرضيع باستكشاف العالم من حوله وتكوين الصورة
البدائية في ذهنه ويستخدم حواسه للمرة الأولى التي سوف تكون بعد ذلك هي المدخل لإدراكه الأعمق. - في خلال مرحلة الطفولة المبكرة يبدأ الطفل في استكشاف الأشياء من حوله ومحاولة تكوين خبرات وتجارب
حياتية خاصة به سوف تؤثر في حياته على المدى البعيد. - وكلما زادت تجاربه وزاد تعرضه للمواقف المختلفة فإنه يكتسب المزيد من الخبرات ويرفع ذلك من معدل الإدراك لديه.
- عند بداية دخوله المدرسة أو مراحل التعليم المختلفة فإن الطفل يبدأ في عملية تطوير فكرة بطريقة مدروسة
بطريقة تتماشى مع إدراكه السابق في مرحلة طفولته المبكرة في استكشاف الأشياء من حوله وتفاعله معها. - وذلك عن طريق المناهج الدراسية والتربوية التي تظهر نمواً في إدراكه بأنواعه المختلفة التي ذكرناها.
- في خلال مرحلة المراهقة تحدث العديد من التغيرات النفسية والفسيولوجية التي تؤثر كثيراً في إدراك الإنسان
حيث المرحلة الانتقالية من عالم الطفولة إلى عالم الكبار. - ونتيجةً لذلك فإن المراهق قد يتخذ العديد من القرارات التي لا يكون مدركاً لنتائجها بطريقة سليمة حتى يتعلم
منها فيما بعد وتساهم بشكل كبير في تطوير إدراكه. - بعد انتهاء مرحلة المراهقة وبداية مرحلة النضوج فإنه يكون إدراك الإنسان قد تطور بمراحل عديدة ومتباينة
في تأثيرها عليه حيث يستطيع الإنسان بعد نضوجه الاستفادة من الخبرات السابقة في المراحل المختلفة
والتفكير بشكل يحقق النتائج التي يرجوها في التجارب القادمة بطريقة عقلانية أكثر وتعمق إدراكه. - على الإنسان خلال كل مرحلة من تلك المراحل أن يحاول الاستفادة بقدر الإمكان بكل التجارب التي يتعرض
لها حتى يستطيع توسيع إدراكه بالطريقة الملائمة له.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: هل يجب الفصل بين الإحساس والإدراك؟
ما هي العوامل المؤثرة في الإدراك؟
- يتأثر إدراك الإنسان بالعديد من العناصر التي قد توجه إدراكه في اتجاه معين أو تجعله يدرك أشياء محددة قبل أشياء أخرى، وتختلف هذه العناصر في منبعها.
- حيث هناك عناصر ذاتية تنشأ من داخل نفس الإنسان وعناصر أخرى تنبع من الوسط المحيط به.
- الألفة والاعتياد من أهم العناصر الذاتية الداخلية التي تؤثر على إدراك الإنسان.
- حيث عندما يعتاد الإنسان شيء معين لفترات طويلة.
- مثل شكل غرفته مثلاً فإن أقل تغيير على هذا الشكل المعتاد يكون واضحاً جداً على إدراكه لأنه اعتاد شكلاً معيناً.
- كذلك عندما يكون الإنسان في مكان غريب عنه فإن إدراكه يستهدف بطريقة لا إرادية الأشياء التي يمتلك مثيلاً لها وتشبه ممتلكاته.
- حيث يميل الإنسان دائماً إلى ما يألفه ويبتعد عن الأشياء الغريبة عن تعوده فالإنسان عدو ما يجهل.
- الحالة البدنية أيضاً من الأشياء التي تتأثر بشدة بالإدراك حيث يختلف إدراك الإنسان لما يحيط به تبعه لحالته المزاجية والجسدية.
- فالإنسان الجوعان دائماً ما يكون إدراكه موجهاً لما قد يسد هذا الاحتياج من طعام.
- كذلك العطشان يوجه إدراكه بطريقة لا إرادية إلى ما يسد عطشه من مشروبات.
- تؤثر أيضا بشكل كبير معتقدات الفرد وإيمانه بطريقة إدراكه للأشياء تبعاً لتعاليم الدين الذي يؤمن به.
- فعلى سبيل المثال نظرة وإدراك الإنسان المؤمن للصلاة والصيام تختلف عن نظرة الإنسان الملحد إلى نفس الأشياء.
- وهو ما يعكس تأثر الإدراك بمعتقدات الإنسان وما يؤمن به.
- التوقع من العوامل المؤثرة في الإدراك حيث عندما تكون متوقعاً قدوم شخص معين.
- مثلاً فإنك بطريقة تلقائية تجد له أشخاصاً يشبهه جدًا.
- ذلك لأنك تنتظره أما إذا لم تكن تنتظر أحدا فإنك لن تلحظ له أشباه.
كما يمكنك التعرف على: أنواع الإدراك الحسي
في نهاية سرد هذا المقال نكون قد أوضحنا ماهية الإدراك وما هي العوامل المؤثرة في الإدراك وأنواعه المختلفة.