المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان

المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان من أكثر الهيئات الأوروبية أهمية، حيث تتمثل مهمتها الأساسية في ضمان الإنسان لحقوقه وكيفية التمتع بها.

حيث سنقوم في هذا الموضوع بتوضيح بعض الحقائق عن المحكمة الأوروبية وكذلك خصائص الحقوق الإنسانية، وسنقوم بتوضيح بعض الأسئلة منها، هل تعتبر القرارات الصادرة عن المحكمة الأوروبية ملزمة؟ وأيضًا من بإمكانه التقدم للمحكمة الأوروبية؟

المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان

تعد المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان من أهم وأعلى الهيئات الحكومية في قارة أوروبا بأكملها، المقر الرئيسي لها في مدينة ستراسبورغ.

المهمة الرئيسية لهذه المحكمة هي حماية الحقوق الإنسانية واحترامها وذلك لما يقرب عن 830 مليون فرد.

حيث يقطنون في دول المجلس الأوروبي وقد بلغ عددهم 47 دولة.

تم تأسيس هذه المحكمة في سنة 1959م وتتألف من مجموعة نائبين عن دول المجلس الأوروبي.

بالإضافة إلى بعض الدول الأخرى منها تركيا وكذلك روسيا وأرمينيا.

وحتى تقوم المحكمة الأوروبية بإنجاز الأحكام، تقوم بالاستناد على اتفاقية حقوق الإنسان الأوروبية التي أصدرت سنة 1950م.

كما قامت فرنسا بالتصديق على هذه الاتفاقية سنة 1947م، والتي بموجبها يتم احترام الحقوق الإنسانية والمحافظة عليها.

بالإضافة إلى حرية التعبير عن الرأي والحرية الدينية والمدنية، وكذلك منع العبودية والإتجار بالإنسان.

شاهد أيضًا: بحث كامل عن حقوق الإنسان مع المراجع

حقوق الإنسان

تتلخص الأهمية الأساسية لحقوق الإنسان في أنها توفر لجميع الأفراد كيفية عيش حياة كريمة.

حيث يقومون من خلالها بالتمتع بتلبية جميع احتياجاتهم على المستوى الشخصي مثل المأكل والملبس والمشرب أيضًا.

بالإضافة إلى ضمان استفادة الإنسان من جميع الفرص التي أمامه مثل حرية التعبير عن الرأي، وحرية الاتجاه الديني أو السياسي.

وكذلك حماية الإنسان من الظلم والتعذيب بجميع أنواعه من قبل أي سلطة حكومية أو سياسية قوية.

خصائص حقوق الإنسان

يوجد العديد من الخصائص الخاصة بحقوق الإنسان والتي يمكن توضيحها في الآتي:

الحقوق عالمية ولا يمكن التصرف فيها

يعتبر هذا من أكثر المبادئ أهمية في حقوق الإنسان، حيث يمثل الأساس للقانون الدولي.

بالإضافة إلى أنها اتضحت للمرة الأولى في سنة 1948م وكان ذلك في الإعلان العالمي للحقوق الإنسانية.

كما قامت كل البلدان بالموافقة على اتفاقية واحدة كحد أدنى من جميع الاتفاقيات الأساسية المتعلقة بالحقوق الإنسانية.

وقد قامت 80% من دول العالم بالموافقة على 4 اتفاقيات أو ما يزيد عن ذلك.

وتميزت الحقوق الإنسانية بأنها غير قابلة للتغيير أو التقسيم، بالإضافة إلى عدم إمكانية سلبها أو انتهاكها من أي أحد من جميع بني البشر.

وذلك بغض النظر عن بعض الظروف الخاصة مثل سلب حرية شخص ما.

ويكون ذلك نتيجة معرفة بأن هذا الشخص مذنب ومتهم في جريمة قضائية ويجب عليه الامتثال أمام المحكمة.

حقوق لا يمكن تجزئتها

تتميز الحقوق الإنسانية بأنها غير قابلة للتقسيم والتجزئة، وذلك بغض النظر عن إذا كانت هذه الحقوق مدنية أو سياسية.

وعلى سبيل المثال حث الإنسان في الحصول على المساواة أمام المحكمة، بالإضافة إلى حريته في التعبير عن رأيه.

أو إذا كانت هذه الحقوق اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، وذلك مثل حرية الإنسان في الحصول على عمل وحريته في التعليم.

بالإضافة إلى حقوقه الجماعية وحقه في تحديد مصيره ومستقبله.

قد يهمك: منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان

الحقوق متساوية وغير تمييزية

تطبق هذه الخاصية على كل الأفراد وعلى جميع أنواع الحرية، فهذه الخاصية متواجدة في جميع الاتفاقيات الأساسية المتعلقة بالحقوق الإنسانية.

ويمكن تلخيص هذه الخاصية بأن جميع بني البشر متساويين ولا يتم التمييز بينهم على أي أساس.

سواء كان ذلك على أساس الدين أو العرق أو الدين أو اللون أو الجنسية أو أي نوع من أنواع الاختلاف بين البشر.

هل القرارات الصادرة عن المحكمة الأوروبية ملزمة؟

بالفعل تعد القرارات التي تصدر عن المحكمة الأوروبية للحقوق الإنسانية ملزمة ويجب تنفيذها.

ويرجع ذلك إلى موافقة الدول على إتباع الاتفاقية الأوروبية للحقوق الإنسانية وذلك عن طريق الموافقة عليها.

وقد أشار (تيتيون) موضحاً أن تنفيذ هذه القرارات يكون تحت إشراف لجنة الوزراء.

وفي حالة إصدار المحكمة للحكم الخاص بها، يبعث هذا الحكم للجنة الوزراء، حيث تبدأ بتنفيذ القرار بعد تواصلها مع الدول المحددة.

ويوجد بعض الحالات النادرة، التي تكون فيها الدول في حالة تردد حول تنفيذ القرار.

مثل ما حدث مع المملكة المتحدة، حيث أخذت ما يقرب عن 10 أعوام حتى تقدم حق التصويت للسجناء.

وقد قامت المحكمة الأوروبية عام 2007م بمحاكمة تركيا بسبب الإجراءات الخاصة باعتقال الأفراد.

وذلك في حالة عدم تدخل المحامي الخاص بالمتهم في الساعة الأولى من اعتقاله.

مما أدى إلى إسراع فرنسا بتغيير قوانينها حتى لا تحاكم من قبل المحكمة الأوروبية مثل تركيا.

من بإمكانه التقدم للمحكمة الأوروبية؟

بإمكان أي فرد انتهت جميع طرق الاستئناف التي قدمها للمحاكم الوطنية، أن يقوم بتقديم طلب للمحكمة الأوروبية.

ويسري هذا على جميع المواطنين والمقيمين في أي دولة من الدول الـ47 الموجودين في المجلس الأوروبي.

وقام (باتريك تيتيون) بالتأكيد على أن أي شخص يمكنه التقديم للمحكمة فإذا كان هناك شخص ما معرض للطرد من فرنسا.

وفي نفس الوقت يمكن أن يتلقى التعذيب في بلده الأم في حالة العودة، بإمكانه التقديم في المحكمة.

فإذا انتهي الحكم بأن خطر التعذيب مازال مستمر، فلا يحق لفرنسا طرد هذا الشخص.

وبإمكان الأجانب الغير راشدين الذين لا يمتلكون مأوى الاستفادة من ذلك.

وعلى الرغم من ذلك يجب على الشخص الذي سيقوم بالتقديم إلى المحكمة الأوروبية للحقوق الإنسانية، أن يكون انتهى من كل الإجراءات داخل دولته.

ويوجد صعوبات تواجه المتقدمين وهي استغراق الإجراءات في المحكمة الأوروبية الكثير من الوقت الذي يتراوح بين 3 إلى 5 أعوام.

ويوجد بعض الصعوبات الأخرى المتمثلة في تعبئة نموذج الطلب، حيث يوجد بعض الإجراءات التي يجب فعلها.

وإذا لم يتم فعل هذه الإجراءات والالتزام بها، يرفض طلب التقدم للمحكمة الأوروبية لحقوق الانسان.

ويتعين على المتقدم بالطلب الاستعانة بمحامي معه وذلك حتى يقوم بتنفيذ جميع الإجراءات المطلوبة منه ولكن بشكل سليم.

اخترنا لك: أنواع حقوق الإنسان وواجباته

ما فعلته المحكمة الأوروبية

وقد قامت المحكمة الأوروبية في سنة 2019 م بمعالجة 597 شكوى متعلقة بفرنسا، وفي المقابل تم رفض أو عدم متابعة 587 شكوى.

كما قامت المحكمة الأوروبية بإصدار 19 حكماً، من ضمنهم 13 حكماً فيهم انتهاك للاتفاقية الأوروبية الخاصة بحقوق الإنسان.

ومنذ سنة 2010م تقوم المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان بإلغاء الحجز، مما يدعو للتشكيك في الطريقة التي تتم بها مراجعة القضايا ودراستها.

بالإضافة إلى عدم تقديم المحكمة لأية أسباب لتوضح السبب الأساسي وراء عدم قبولها للطلب.

ومن غير الممكن أن يقبل الطلب، حتى إذا تم إعادة صياغته مرة ثانية.

وفي بعض الأحيان يتم الذهاب إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان في إجراء طلب بشكل طارئ وسريع.

والذي يكون بشأن طرد شخص ما أو تسليمه إلى بلده.

فتقوم المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان بالموافقة على هذا الطلب كونه ظرف استثنائي.

فإذا تم تعليقه أو رفضه من الممكن أن يعرض صاحبه إلى خطر كبير لا رجعة فيه.

في نهاية هذا الموضوع وعلى موقع مقال Mqall.org، وبعد أن انتهينا من تفسير ماهية المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان، كما وضحنا الحقوق الإنسانية وخصائصها.

وقد أجبنا على بعض الأسئلة التي تشغل بال البعض منها، هل القرارات الصادرة عن المحكمة الأوروبية ملزمة؟ وكذلك، من بإمكانه التقدم للمحكمة الأوروبية؟.

عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة