أمثلة على الأخلاق السيئة
عرف أهل العلم الأخلاق أنها هيئة راسخة في النفس تصدر عنها أفعال البشر بسهولة دون تفكير، وتدفع صاحبها إلى الاختيار بين الحميد والقبيح من الأفعال وتنقسم الأخلاق لنوعين هما الأخلاق الحسنة والأخلاق السيئة.
فالأخلاق الحسنة هي كل ما تستحسنه النفس أما الأخلاق السيئة هي كل ما تستقبحه النفس من الصفات المذمومة، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن أمثلة على الأخلاق السيئة.
محتويات المقال
الأخلاق السيئة
الأخلاق السيئة هي السلوكيات والتصرفات التي تتعارض مع المعايير الأخلاقية المقبولة في المجتمع، والتي قد تؤدي إلى الضرر والإساءة للنفس أو للآخرين. يمكن أن تشمل الأخلاق السيئة مجموعة متنوعة من السلوكيات والتصرفات مثل الكذب، والغدر، والظلم، والفساد، والاستهتار، والخيانة، والطمع، وغيرها.
تؤثر الأخلاق السيئة بشكل سلبي على الفرد والمجتمع بأكمله، حيث تؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية، وتقويض الثقة بين الأفراد، وتعريض الأفراد للخطر والمشاكل القانونية، وتقليل الرفاهية العامة. علاوة على ذلك، فإن الأخلاق السيئة تعكس سلبًا على الشخص نفسه، حيث تؤدي إلى فقدان الاحترام الذاتي والشعور بالذنب والندم.
من الأهمية بمكان التصدي للأخلاق السيئة وتعزيز القيم الأخلاقية الإيجابية في المجتمع، من خلال التثقيف والتوعية بأهمية الأخلاق الحميدة، وتشجيع الناس على التصرف بأمانة، وصدق، وعدالة، ورعاية الآخرين. تعزيز الأخلاق الحميدة يسهم في بناء مجتمع أكثر تلاحمًا وسلامة، حيث يعيش الأفراد في بيئة إيجابية تسمح للجميع بالنمو والازدهار.
أمثلة على الأخلاق السيئة
وفيما يلي بعض الأمثلة على الأخلاق السيئة:
خلق التجسس
- والتجسس يعني البحث عن عيوب للناس وأسرارهم التي لا يرغبون بأن يعرفها الناس عنهم.
- ويعني أيضاً البحث عن بواطن الأمور ويستعمل في الشر ويعد من كبائر للذنوب.
التوجيهات النبوية في النهي عن التجسس
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ولا تجسسوا.
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام أن التتجسس بتتبع عورات الخلق يكون سببًا للفساد الذي يلحق بهم حيث قال: (إنَّكَ إن اتَّبَعْتَ عَوْراتِ النَّاسِ أفسَدْتَهم، أو كِدْتَ أن تُفسِدَهم).
- حذرنا رسولنا الكريم من عواقب التجسس على الخلق وتتبع العوارات الخاصة بهم وأعده من علامات عدم اكتمال الإيمان بالقلب، حيث قال: (يا مَعشَرَ مَن آمَن بلسانِهِ ولم يدخُلِ الإيمانُ قلبَهُ، لا تغتابوا المُسلِمِينَ، ولا تتَّبِعوا عَوْراتِهم؛ فإنَّه مَن اتَّبَع عَوْراتِهم يتَّبِعِ اللهُ عَوْرتَهُ، ومَن يتَّبِعِ اللهُ عَوْرتَهُ يفضَحْهُ في بيتِهِ).
خلق الرشوة
- وهي من كبائر الذنوب وتعني أخذ ما ليس بحق مقابل إعطاء الآخرين ما ليس لهم لذا يعد من الكبائر لما فيه من ضياع الأمانة وإهدار للحقوق.
التحذير من الرشوة في القرآن الكريم
- قال الله عز وجل في كتابه الكريم محذرًا من الرشوة: ﴿وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).
- وقال أيضا أن الرشوة من الأمور الباطلة التي يأثم عليها الإنسان، وقال عن المنافقين ووصبهم بانهم آكلي الأموال المحرمة، حيث قال تعالى: (سماعون للكذب أكّالون للسحت)، والسحت هو الأموال المحرمة كالرشوة.
أضرار الرشوة
- تجلب اللعنة من الله على فاعلها.
- من أسباب إهدار حق الضعيف.
- من أسباب انتصار الظالمين.
- بها تفسد المجتمعات.
الكذب
- وهو أخطر الأخلاق السيئة وهو من صفات الكفار والمنافقين، قال تعالى: (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون).
الغيبة
- هي أن يتحدث الإنسان بالسوء عن شخص غائب أو بما لا يستطيع أن يتحدث به في حضوره، وهي محرمة قال تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).
النميمة
- وهي من قبائح الأخلاق لأنها تفسد المجتمع وتبث الفتن فيه، والنميمة هي نقل الكلام بين الناس بما يؤدي إلى العداوة والبغضاء بينهم وهي من كبائر الذنوب.
شاهد أيضا: تعبير عن مكارم الأخلاق
آثار الأخلاق السيئة
نقص أو غياب التربية الأخلاقية لها آثار على الفرد والمجتمع، ومنها:
- انعدام التسامح بشكل عام وغياب حب الطاعة وروح التعاون والعدالة بين الناس، والتي هي من الجوانب الإنسانية التي تعد ضرورية في المجتمعات السليمة.
- وبالتالي يكون هذا المجتمع عالم آمن للحياة، وعدم تواجد هذه الأمور في المجتمع يؤدي إلى القتل الجماعي وتدمير الممتلكات ومثالها قيام الحربين العالميتين.
- انتشار التخريب والعنف والأمانة والغش والسرقة وعدم احترام القوانين والسلطة، والتورط في الأنشطة المحرمة ومنها المخدرات، والكثير من السلوكيات المدمرة للمجتمعات.
- ومن آثار الأخلاق السيئة تطور الفساد والاستغلال والإرهاب والطائفية، وتفشي القتل بلا أية رحمة، والاضطرابات في العالم أجمع، والكراهية المتبادلة بأشكالها المختلفة.
- تؤثر بشكل كبير على الحياة الشخصية والذي يضر في سمعتنا لمدى الحياة، والتي تؤدي إلى تشويه صورتنا أيضاً في الأماكن العامة، وإضفاء السمعة السيئة للعائلة التي تنتمي لها.
- الأخلاق السيئة هي التي تؤثر على الحياة الاجتماعية وعلى الأفراد، وهذا ما يؤدي إلى انتشار الأخلاق السيئة في المنزل الذي جاء منه الفرد.
اقرأ أيضا: شرح مكارم الأخلاق للأطفال
أسباب سوء الخلق
من الدوافع والأسباب التي تحدث عند الإنسان لتجعله من ذوي الأخلاق السيئة هي ما يأتي:
- طبيعة الإنسان: فيكون الإنسان قد تعود على الشر، أو أن جوانب الشر عنده تغلبت على جوانب الخير، فيصبح جانب الشر هو المسير له.
- تربية الإنسان: فالبيت الذي تربي فيه هو الأساس لجميع القيم خيرها وشرها، فإذا كانت تربية المرء في بيته على الأخلاق السيئة فمن الطبيعي أن يتصف بها، كما أنو الوالدين هم أساس التعامل.
- البيئة والمجتمع: فمن طبيعة الحال إذا تربي الفرد في مجتمع يتصف بالأخلاق الحسنة.
- وإذا كانت مليئة بالأخلاق السيئة فأنه يطبقها، قال تعالى (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون).
- الظلم: فإذا وقع الإنسان في الظلم يصبح يتصرف بخلاف ما يجب عليه فعله، فتراه يغضب في الوقت الذي يجب أن يهدأ فيه، ومتكبر في الموقف الذي يجب أن يتواضع فيه.
- الشهوة: فهي التي تدفع صاحبها إلى البخل، وتجعله يسعى وراء سفاسف الأمور وأحقرها.
- الغضب: لأنه يدفع صاحبه إلى التكبر، وظلم الآخرين، والحقد عليهم.
- الجهل: عندها لا يعرف الإنسان الأثر الطيب لمكارم الأخلاق، فيساق وراء السيء منها.
الأخلاق السيئة وعلاجها في القرآن الكريم
دلت آيات كريمة إلى بعض الأخلاق السيئة وتحدثت عنها، ومنها:
- الظلم: ورد آيات كثيرة للنهي عن الظلم، وأشار القرآن إلى كيفية التخلص منها، ومن هذه الآيات القرآنية:
- قوله تعالى (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).
- قوله تعالى (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار).
- الكبر: وقد وردت آيات لذم الأخلاق السيئة، ودعا إلى علاج الكبر والتزام التواضع، ومن هذه الآيات القرآنية:
- قال تعالى (ولا تمش في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً).
- قال تعالى (فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون).
- الغدر والخيانة: فنهى الله تعالى عن الخيانة، وأمرنا بالوفاء بالعهود والتي تعد من صفات المؤمنين المحمودة، ومنها:
- قال تعالى (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين).
- قال تعالى (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون).
- قال تعالى (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم).
شاهد من هنا: أهمية الأخلاق في بناء المجتمع